حكيم شاكر: منصب مدرب «الطوارئ» حطمني نفسيا.. ولم أتسلم رواتبي منذ أشهر

مدرب منتخب العراق قال إنه لن يستمر سواء حقق «الخليجية» أم لم يحققها

TT

كشف مدرب منتخب العراق الأول لكرة القدم حكيم شاكر عن أنه يرفض الاستمرار في قيادة منتخب بلاده بعد إنهاء دورة الخليج الـ21 الحالية المقامة في البحرين، مبينا أنه لا يتطلع إلى مواصلة البقاء في منصبه خلال التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، حيث يفضل العودة مجددا للإشراف على المنتخب العراقي لفئة الشباب، مشيرا إلى أنه لم يتسلم أي رواتب خلال الأشهر الماضية منذ أن تولى تدريب العراق في بطولة غرب آسيا، كما أنه لم يوقع أي عقد تدريبي بينه وبين الاتحاد العراقي لكرة القدم، موضحا أنه لا يوجد وجه مقارنة بين ما يتقاضاه المدرب الأجنبي وما يأخذه المدرب المواطن، واصفا نفسه بمدرب الطوارئ بعد أن تم استدعاؤه في أكثر من مناسبة قبل انطلاق المنافسات بساعات، مبديا تذمره من مواصلة العمل وعدم قدرته على العودة إلى أهله بعد أن كان يخطط لأخذ قسط من الراحة معهم بعد العمل الذي بذله مع درجة الشباب، مشددا على أنه من المدربين الذين يطالبون اللاعبين بالاهتمام بالمظهر والابتعاد عن قصات الشعر البعيدة عن الهوية العربية والإسلامية، مؤكدا أن انتصار منتخبه على السعودية جاء طبيعيا نظير تفوقهم الفني خلال المواجهة التي جمعت المنتخبين.

* عرفت أنك مدرب للطوارئ، هل ستستمر على رأس الجهاز الفني للمنتخب العراقي لتكمل المشوار معه في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم؟

- أبدا، لا أسعى للثبات على رأس الجهاز الفني للمنتخب العراقي، بل وأعلنها صريحة أنني أريد أن أترك المنتخب بعد دورة كأس الخليج الحالية في البحرين مهما تكن الأمور، سواء فزنا بالدورة أو خرجنا من الدور التمهيدي. أريد أن أرتاح مع أسرتي وأبنائي لفترة من الزمن قبل أن أبدأ مع منتخب درجة الشباب الإعداد للمشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة التي تأهلنا لها من خلال الحلول في وصافة الكأس الآسيوية، والتي خسرنا النهائي فيها بالركلات الترجيحية أمام المنتخب الكوري الجنوبي.

* المنتخب العراقي الأول أيضا في معركة الوصول إلى مونديال البرازيل، وبالتأكيد سيكون تحقيقك للكأس الخليجية الحالية دافعا لمواصلة وجودك مع منتخب بلادك.

- لا أريد هذا السيناريو أبدا. نعم، أتمنى أن أقود المنتخب العراقي للفوز بدورة الخليج الحالية، ولكن أرفض أن أستمر في قيادة هذا المنتخب الذي لا يناسب توجهاتي وخططي وطموحاتي، ولذا سأرحل بعد نهاية دورة الخليج وأكتفي بكوني مدرب طوارئ في هذه الدورة وقبلها دورة غرب آسيا، ولن أستمر على هذا الحال لأن لدي طموحا كبيرا مع منتخب درجة الشباب الذي تنتظره مهمة المشاركة في نهائيات كأس العالم، ولا أريد الانشغال عن أهلي وأحبط كل طموحاتي من خلال المنتخب الأول الذي أتمنى له التوفيق في مشواره المتبقي من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، وأرجو أن تكون بذلك المنتخبات العراقية بكل الفئات السنية تأهلت إلى نهائيات كؤوس العالم، وسيكون ذلك بمثابة النهضة الكبيرة للكرة العراقية من الناحية الفنية، ويتطلب أن تكون هناك نهضة موازية من الناحية العمرانية من خلال تأسيس بنية رياضية تحتية تتماشى معها، وهذا دور الحكومة بالتأكيد، التي عليها أن تولي الجانب الرياضي أهمية بالغة، خصوصا أن الشعب العراقي كله يحب الرياضة، بل أقول إن العراقيين يتنفسون كرة القدم والنساء العراقيات لا يتوقفن على ولادة المواهب الكروية، وهذا يعني أن للرياضة أهمية كبرى، ويتوجب أن يكون لها اهتمام في المستقبل. والمال عامل هام جدا في سبيل تطور كرة القدم.

* ذكرت أن تدريب المنتخب الأول في بقية مشواره في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال لا يناسبك، ما الذي جعلتك تطلق هذا الحكم؟

- لأن هذا المنتخب ليس فريقي الذي تعبت معه وعملت مع الطواقم المساعدة على تنظيمه بطريقة احترافية في كل شيء، وأعني بذلك منتخب درجة الشباب الذي وصل إلى المونديال وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق كأس آسيا الأخيرة، وفي حال بقيت مع المنتخب الأول فلن أقدم ما يناسب الكثيرين، ولذا أطالب الاتحاد العراقي بالبحث عن بديل لي بشكل عاجل ليتولى القيادة الفنية للمنتخب الأول في المشوار المقبل الذي يعقب الدورة الخليجية.

* هناك من يقول إن إصرارك على ترك المنتخب العراقي الأول جاء نظير عدم تسلمك لمستحقاتك المالية المتأخرة وغيرها من الأمور التي جعلتك تقتنع بضرورة الضغط على المسؤولين بهذه المطالبات.

- لم أكن أود أن أورد هذه المعلومة، ولكن يبدو أنني أصبحت مجبرا على توضيح هذا الأمر للشارع الرياضي العراقي، وهو أنني لم أتسلم رواتبي منذ أشهر، كما أنني المدرب الوحيد في هذه الدورة الذي يدرب منتخبا دون وجود أي عقد رسمي، بل إن قيادتي للمنتخب حاليا يمكن أن أصفه بتلبية نداء الوطن، ولكن أكرر أنني سأرفض الاستمرار بعد الدورة، ويتوجب على الاتحاد العراقي أن يبحث عن مدرب بديل لإكمال المشوار مع المنتخب الأول سواء في تصفيات كأس العالم أو حتى في النهائيات في حال الوصول إليها، فلست طامعا في أن أكون قائدا للمنتخب الأول في نهائيات البرازيل في حال وفق في الوصول إليها، لأني كما قلت لدي خطة أو نهج واضح لا يمكن أن ينسجم مع لاعبي المنتخب الأول، وأريد الاستمرار مع منتخب درجة الشباب من خلال العودة إليه بعد الدورة الخليجية.

* حققت الكثير من الإنجازات على مستوى الفئات السنية للمنتخبات العراقية، ورغم ذلك تصر على أنك مدرب طوارئ، ما الذي يدفعك لاستخدام هذه التسمية؟

- أصر على قول الحقيقة، أنا مدرب طوارئ، فقد تم استدعائي أكثر من مرة قبل بعض المناسبات بساعات وليس بأيام، وفي إحدى المرات دخلت المنزل نهارا بعد أداء إحدى المهام الرسمية مع المنتخب، وجاءني اتصال في الساعة التاسعة من مساء نفس اليوم من قبل مسؤولي الاتحاد يطالبوني بالحجز للالتحاق ببعثة المنتخب الأول وقيادته، وهذا حصل بعد بطولة غرب آسيا، حيث تقرر أن أكون مدربا للمنتخب في المباراة الودية أمام المنتخب التونسي التي أقيمت في الإمارات استعدادا لدورة الخليج الحالية، وكان الوقت ضيقا جدا، وحصلت مواقف مشابهة، لذلك قد تكون أكثر «قسوة» علي من الجانب المعنوي، خصوصا أنني خططت للراحة لفترة مع أسرتي، ولكن لم أجد الراحة وقد لا أجدها في حال أراد الاتحاد العراقي بقائي في قيادة المنتخب الأول، وهذا ما أرفضه.