كافاني يسعى لتسجيل هدفه المائة في «الكالتشيو»

الماتادور الأورغواني سجل 7 ثلاثيات بقميص فريق نابولي

TT

عند مراجعة أرقام مهاجم أوروغواي كافاني، يمكنك أن تضل الطريق، بسبب وجود الكثير من الأرقام ذات العيار الثقيل التي تفرض نفسها لجذب الانتباه الدولي، وتمثل أهدافا مهمة وهجمات قوية ولحظات خاصة ببطل موهوب. وعلى مدار الثلاثة أعوام التي لعبها الماتادور كافاني بقميص نابولي، نجح الفريق في حصد الكثير؛ حيث عاد لتصدر المشهد من جديد في إيطاليا باحتلال المراكز الأولى من ترتيب الدوري، مع إعادة إشعال حماس الجماهير. وحتى الآن لم يفوت كافاني شيئا؛ حيث يتربع على عرش أفضل هدافي الدوري الإيطالي. كما أنه قهر خصمه الأوكراني المتواضع دنيبور برباعيته في الدوري الأوروبي. وتذكر أرقام نابولي أن الماتادور سجل سبع ثلاثيات بقميص الفريق الإيطالي، من دون الاكتراث كثيرا بهوية الخصم. إذن، كافاني صاحب القدرات غير المحدودة ينضج أسبوعا تلو الآخر بمميزاته الكبيرة، وبفضل تعليمات مدربه ماتزاري الذي نحج في تحويله إلى آلة تسجيل أهداف قاتلة. ولا عجب أن يتبادل كلاهما علاقة احترام وتفاهم ممتازة فيما بينهما. ويمنحه المدرب حرية الإدارة الشخصية للعبه ولا يترك كافاني أي مباراة من دون أن يطلب اللعب فيها. وقد فعل ذلك سواء في الدوري الأوروبي أو في كأس إيطاليا. وقد نفعت أهداف الماتادور فريقه في تخطي دور مجموعات الدوري الأوروبي هذا الموسم.

وفي الوقت ذاته، سمحت ثلاثية كافاني الأخيرة في مرمى روما بالجولة الأخيرة من الدور الأول بقلب ترتيب هدافي الدوري الإيطالي رأسا على عقب بتصدره (بحصيلة 16 هدفا)، وتخطي مهاجم الميلان الشاب ستيفان الشعراوي بفارق هدفين. وها هو لقب أفضل الهدافين يلوح في أفق أهدافه الشخصية. وفي الموسمين الأخيرين، اضطر الماتادور أن يتوقف أمام قدرات إبراهيموفيتش ودي ناتالي المذهلة في التهديف. وعلى العكس، يبدو أن كافاني لا يود أن يترك مساحة لأي أعذار هذا العام. وخلال 19 مباراة خاضها فريقه، لعب كافاني 16 مباراة وسجل العدد ذاته من الأهداف حتى الآن. إذن، يتقدم الأورغواني بمعدل تسجيل مدهش؛ حيث يسجل هدفا في المباراة الواحدة. وعلى الأرجح، ربما ينجح في بلوغ هدفه الأول بالتسجيل في مرمى فريقه السابق باليرمو الأحد المقبل ضمن الجولة الـ20، بتسجيل 100 هدف في «الكالتشيو». وفي الوقت الحالي، سجل كافاني 99 هدفا (34 هدفا بقميص باليرمو و65 هدفا بقميص نابولي)، والفرصة مواتية لكي لا يحاول اللاعب الاحتفال أكثر بقدراته في مواجهة النادي صاحب الفضل في تقديمه لكرة القدم الإيطالية.

إن الأهداف قليلة الأهمية لكافاني تعد على أصابع اليد، نظرا لأن أهدافه غالبا ما تكون جواهر نادرة الجمال، مثل الهدف الذي سجله في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2010 في مرمى ليتشي، من هجمة مرتدة مذهلة بدأها من خارج منطقة الجزاء وأنهاها بتسديدة من على بعد 20 مترا في آخر ثانية من المباراة. جدير بالذكر أيضا الهدف الرائع الذي سجله برأسه في الثلاثية التي دك بها حصون اليوفي في يناير (كانون الثاني) 2011، وتلك الكرة الرائعة التي هزت شباك لاتسيو في أبريل (نيسان) 2011 التي حسمت النتيجة النهائية (4 - 3) لصالح فريقه. وفي العام ذاته، فاجأ حارس مرمى الميلان أبياتي بتسديدة قوية في الهواء من على الجانب الأيسر، التي سمحت له بالعودة إلى المنزل بكرة المباراة لتسجيله ثلاثية في مرمى الميلان في يوم 18 سبتمبر (أيلول) 2011.

وقد أشار كافاني في تصريحاته الأخيرة إلى أمر خفي، قائلا: «تعرف الإدارة ماذا أريد». وجاء رد أوريليو دي لاورنتيس رئيس نادي نابولي أكثر وضوحا عقب مباراة روما الأحد الماضي، قائلا: «هناك شرط جزائي في عقده يبلغ 63 مليون يورو، فإذا نجح أحدهم في دفع المبلغ كاملا سيصبح مستقبل كافاني بين يديه. وهو على قدر كافي من الذكاء يجعله يقوم بحسابات معينة. وربما ينجح في الانتقال إلى فريق روسي، ولكن إذا تقدم ناد على مستوى باريس سان جيرمان أو ريال مدريد أو برشلونة ربما يمكننا التفكير في الأمر حينها». ويتأجل هذا السيناريو في الوقت الراهن، نظرا لأن الأندية التي يمكنها دفع هذا المبلغ مقابل الاستفادة من خدمات الماتادور تعد على أصابع اليد. ومن الناحية العملية، نضيف إلى ما ذكره دي لاورنتيس ناديي تشيلسي ومانشستر سيتي الإنجليزية؛ نظرا لأنه من الصعب أن يضع كافاني في اعتباره فكرة الانتقال إلى أحد أندية الشرق (نذكر أن زينيت سان بطرسبرغ الروسي عرض على دي لاورنتيس عرضا بقيمة 55 مليون يورو قابلها الرئيس الإيطالي بالرفض).