البحرين وقطر.. صدام ناري تؤججه أحلام التأهل إلى نصف النهائي الخليجي

الإمارات بعيدا عن الضغوط في مواجهة «عمان» المتشبث بآماله

TT

تحضر الإثارة والندية مرة أخرى مساء اليوم في «خليجي 21» المقامة حاليا في البحرين، وذلك عندما تقام الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى بواقع مواجهتين في توقيت واحد عند الساعة الـ5:45 مساء؛ حيث سيقابل منتخب الإمارات نظيره منتخب عمان على ملعب «مدينة خليفة»، ويلتقي منتخبا قطر والبحرين على ملعب البحرين الوطني، وتأتي حسابات هذه المجموعة معقدة على الورقة الأخرى للتأهل بعد أن ضمن الإمارات رسميا الوصول إلى الدور المقبل بتحقيقه فوزين ثمينين على قطر والمستضيف البحرين 3 - 1 و2 - 1، ويسعى الإمارات إلى المحافظة على إنجازه بالتأهل بطلا لمجموعته ليتحقق له استقبال صاحب المركز الثاني من المجموعة الثانية، فيما يظل السباق حاميا على البطاقة الثانية المتاحة لقطر الأقرب لامتلاكه ثلاث نقاط من فوزه على عمان 2 - 1، فلدى المنتخبات الثلاثة حساباتها في التأهل إلى الدور قبل النهائي، فيكفي قطر الفوز للوصول مباشرة أو التعادل مع البحرين؛ بشرط خسارة المنتخب العماني أو تعادله، فيما يظل المنتخب البحريني مطالبا بالفوز على قطر وانتظار تعادل المنتخب العماني مع الإمارات أو خسارته، فيما لا يملك المنتخب العماني فرصة سوى الفوز على المنتخب الإماراتي وانتظار تعادل المنتخب البحريني والقطري واللجوء إلى فارق الأهداف.

ولذلك تملك هذه الجولة حسابات صعبة بين الفرق الثلاثة للحاق بالإمارات، وتحمل المباراتان إرثا تاريخيا كبيرا من التنافس التاريخي بين المنتخبات الأربعة، وبالعودة إلى مواجهة الإمارات وعمان التي يدخلها الأول وهو حامل بطاقة التأهل، فسيحاول المحافظة على ذلك بالتعادل على الأقل أو السعي إلى تحقيق العلامة الكاملة في الدور التمهيدي. ويشهد مستوى المنتخب الأبيض الإماراتي طفرة فنية جيدة مع مدربه الوطني مهدي علي، فيقدم كرة سريعة وتنويعا في الهجمات والغزو من الأطراف، ولدى الفريق الحلول المميزة في التعامل مع الكرة عن طريق التسديد المباشر، واستغلال الكرات الهوائية وذلك بواسطة الانسجام، ومن المتوقع أن يريح المنتخب الإماراتي بعض العناصر الأساسية؛ تجنبا للإرهاق. ويتركز أداء الإمارات في المزج بين لاعبي الخبرة والواعدين، ويتميز أداؤهم بالسلاسة، وخصوصا في هذا اللقاء يؤدون المطلوب منهم بارتياح كامل دون ضغوط بعد التأهل، فلديه حراسة مطمئنة بوجود علي خصيف، وكذلك دفاع يؤدي بطريقة جيدة، واختراقات من الأطراف بتحركات اللاعب الواعد عمر عبد الرحمن، إلى جانب خبرة إسماعيل مطر وأحمد خليل، وهناك مجهودات تكتيكية جيدة للاعبين ماجد حسن، وحمدان الكمالي، وعلي مبخوت الذي سجل هدفين مهمين للإمارات.

بينما يدخل عمان هذا اللقاء بمهمة الفوز مع مدربه الفرنسي بول لوجوين، فهو مطالب بتحسين صورته في هذه المباراة، والفوز سيكون مرتبطا بنتيجة اللقاء الآخر، فلم يقدم المنتخب العماني مستواه المتطور الأخير في هذه البطولة؛ حيث لم يكن جيدا أمام البحرين في مباراة الافتتاح، وحاول تحسين الصورة في لقاء قطر، وأدى بشكل جيد، ولكن لم يستثمر الفرص وخسر اللقاء، ويحاول المنتخب العماني فرض سيطرته من خلال تحركات لاعبي الوسط، وكذلك التحرك على الأطراف، مستفيدا من صناعة اللعب من فوزي بشير، وكذلك وجود عماد الحوسني وإسماعيل العجمي، ويعيب المنتخب العماني بطء التحضير والإكثار من الكرات العرضية.

ويحمل اللقاء الآخر الذي يجمع بين المستضيف البحرين وقطر أهمية خاصة لحسابات التأهل؛ مما يعطي هذه المواجهة مؤشرا على ارتفاع المستوى الفني بسبب بحثهما عن الفوز، فسيدخله المنتخبان بكامل عناصرهما: المنتخب البحريني بقيادة مدربه الأرجنتيني كالدريون سيحاول محو الصورة التي ظهر بها خلال المباراتين السابقتين، وذلك لتحقيق الفوز للبقاء في حسابات البطولة، وسيركز البحرين على الشق الهجومي بقيادة فوزي عايش وجون، وكذلك خبرة محمد سالمين وتحركات إسماعيل عبد اللطيف؛ حيث سيتخلى عن المبالغة في الدفاع والبحث عن الأطراف. ويعاني المنتخب البحريني من إهدار الفرص السهلة أمام المرمى والتسرع لكثرة الضغوط التي على لاعبيه، فيما يحمل قطر فرصة جيدة للتأهل؛ ولكنه يعاني الضغوط وكثرة الانتقادات، وعلى طريقة ومنهجية مدربه البرازيلي باولو أتوري، فسيحاول تحقيق الفوز الثاني في البطولة والوصول بجدارة إلى الدور النصف النهائي، مركزا على قوة هجومه بوجود خلفان إبراهيم والهداف سبستيان. كما أن حراسة قطر بوجود المتألق قاسم برهان، وكذلك الدفاع الجيد يحسن المساندة من الأطراف؛ ولكن يحتاج إلى صناعة لعب أكثر ومساندة من لاعبي الوسط.

بدوره، أوضح المحلل الفني المدرب الكويتي أحمد بورحمة لـ«الشرق الأوسط» أن «خليجي 21» تشهد تباينا في المستويات الفنية، وعدم الثبات على مستوى واحد، وذلك نتيجة العامل النفسي والضغوط التي على الأجهزة الفنية واللاعبين؛ حيث تحظى هذه البطولة بضغوط كبيرة طالت عمل المدربين في هذه الدورة بشكل أكبر من الضغوط المعتادة على اللاعبين، وذلك لكثرة الرصد الإعلامي والانتقاد المتواصل لعملهم.

وعن لقاءات اليوم، قال بورحمة: «هي مواجهات ساخنة، فالإمارات نجح في تحقيق فوزين مهمين، ونال ما يريد. وأمام عمان مهمة صعبة، وهي الفوز، وقد ينجح في ذلك لعامل الحماس الذي لدى لاعبيه للبقاء في الحسابات، ويؤدي عمان بطريقة جيدة؛ ولكن يعيبه عدم المساندة الهجومية الجيدة، وكذلك التأخر في صناعة اللعب رغم الاستحواذ الجيد على الكرة. أما المواجهة الثانية فهي الأهم، التي تجمع المستضيف البحرين الذي سيحاول أن يظهر ما لديه في هذا اللقاء، ورغم وصوله الهجومي الجيد، فإنه خسر مع الإمارات لعدم التركيز أمام المرمى وإهدار عدد من الفرص المحققة التي تحتاج إلى التعامل بهدوء وتركيز كبير، ولدى البحرين عناصر جيدة تستطيع العودة بالمنتخب البحريني للواجهة، فيما قطر يضم عددا من لاعبي الخبرة وكذلك يضم الواعدين، ويحتاجون - أيضا - لسرعة التحضير وكذلك الانضباط في أداء لاعبي خط الوسط والتقارب وإغلاق المساحات الخلفية، ونتمنى أن نتابع مباراتين جيدتين في المستوى الفني تتوازيان مع ما تملكه المنتخبات الأربعة من إمكانات فنية».