تشيلسي يسقط أمام سوانزي ويواجه الخروج من كأس المحترفين الإنجليزية

في وقت يؤكد فيه مدربه بينيتيز رحيل الحرس القديم عن الفريق وسط انتقادات وغضب الجماهير

TT

تلقى تشيلسي ضربة موجعة عندما سقط على أرضه أمام ضيفه سوانزي سيتي في مسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وأصبح مهددا بالخروج من نصف نهائي البطولة. وجاءت هزيمة بطل دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي في الوقت الذي توجه فيه السهام إلى إدارة النادي بسبب سياستها الهادفة للتخلص من النجوم الكبار، خاصة التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المدير الفني للفريق رفاييل بينيتيز بأن النادي بحاجة إلى ضخ دماء جديدة حتى يكون قادرا على مواصلة الفوز بالبطولات والألقاب.

وقطع سوانزي سيتي شوطا كبيرا نحو التأهل لنهائي البطولة بعدما حقق فوزه الثمين خارج ملعبه بهدفين نظيفين في انتظار مباراة الإياب على ملعبه بعد أسبوعين.

ويدين سوانزي سيتي بالفضل الكبير في هذا الفوز الثمين إلى الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش مدافع تشيلسي حيث جاء الهدف الأول عندما خطف جوناثان دي جوزمان نجم سوانزي الكرة من إيفانوفيتش وحاول المرور منه ولكن الكرة تهيأت إلى ميتشو الذي تقدم بها وسددها من حدود منطقة الجزاء في زاوية ضيقة للغاية إلى داخل الشباك على يمين حارس مرمى تشيلسي. وجاء الهدف الثاني من خطأ أكبر ارتكبه إيفانوفيتش عندما أعاد الكرة إلى الحارس دون أن يلتفت لوجود غراهام الذي خطف الكرة وتقدم بها متفوقا على الدفاع الذي عاد للتصدي له ثم سدد الكرة قوية داخل الشباك ليكون هدف الاطمئنان لفريق سوانزي سيتي.

وسيطر تشيلسي على مجريات اللعب على مدار الشوط الأول، ولكنه أهدر الفرص التي سنحت له واحدة تلو الأخرى قبل أن تهتز شباكه على عكس سير اللعب بقدم ميتشو هداف سوانزي هذا الموسم. وتصدى الألماني غيرهارد تريميل حارس مرمى سوانزي خلال هذا الشوط لتسديدة رائعة من راميريس ومحاولتين ثمينتين من الإسباني خوان ماتا نجم تشيلسي. وواصل تشيلسي هيمنته في الشوط الثاني، ولكنه فشل في خلق الفرص المناسبة للتسجيل باستثناء تسديدة ديفيد لويز إثر تمريرة إدين هازارد التي تصدى لها تريميل ببراعة. كما لعب السنغالي ديمبا با في وسط المباراة بدلا من الإسباني فيرناندو توريس الذي لم يقدم العرض المنتظر منه، وسدد ديمبا با كرة رائعة برأسه ولكنها أخطأت المرمى.

ونال ديمبا با إنذارا قبل نهاية اللقاء بقليل إثر سقوطه داخل منطقة الجزاء عندما حاول اللحاق بالكرة إثر تمريرة بينية وسقط أمام تريميل ليطالب المشجعون بضربة جزاء لتشيلسي بينما أشهر الحكم البطاقة الصفراء. وبعد الهدف الثاني لسوانزي سيتي، سدد ديمبا با كرة أخرى ولكن الحكم المساعد أشار إلى وقوعه في مصيدة التسلل. وخلال هذه المباراة، سنحت 19 فرصة لتشيلسي مقابل 5 فرص فقط لسوانزي لكن الفوز كان من نصيب الأخير.

وفي أوضح إشارة على تخلي تشيلسي عن «حرسه القديم»، قال المدير الفني بينيتيز إن النادي بحاجة إلى ضخ دماء جديدة حتى يكون قادرا على مواصلة الفوز بالبطولات والألقاب، مشيدا في الوقت نفسه بـ«الأساطير» التي قادت النادي اللندني إلى منصات التتويج خلال السنوات الماضية. ويتعهد مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش بالتعاقد مع جيل جديد من المواهب قادر على حصد البطولات وتقديم أداء ممتع في الوقت نفسه، مما يعني أن الفريق سيتخلص من مجموعة من اللاعبين الكبار الذين قادوا النادي للحصول على دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه العام الماضي، والذين انضم معظمهم إلى النادي اللندني في عهد المدير الفني البرتغالي «الاستثنائي» جوزيه مورينهو.

وسيكون نجم خط وسط الفريق فرانك لامبارد هو أول ضحية لهذه السياسة، حيث أكد وكيل أعماله الأسبوع الماضي أن إدارة النادي قد أبلغته أنه لن يتم تقديم عقد جديد للنجم الإنجليزي بعد انتهاء عقده مع الفريق بنهاية الموسم الحالي. وسينضم إلى هذه القائمة أيضا كل من النجم آشلي كول، الذي يتبقى في عقده مع الفريق عام واحد فقط، وكذلك قائد الفريق جون تيري والحارس المخضرم بيتر تشيك الذين تقترب عقودهم من الانتهاء. وقد شارك هذه الرباعي المخضرم في عدد هائل من المباريات بقميص البلوز، يصل مجموعها معا إلى أكثر من 1700 مباراة. ومع ذلك، قال بينيتيز إنه يتعين على هؤلاء اللاعبين أن يتقبلوا قدوم جيل جديد من اللاعبين القادرين على قيادة الفريق لمنصات التتويج.

وعلى الرغم من أن بينيتيز يعد مديرا فنيا مؤقتا للفريق ولا يملك صلاحيات كبيرة في التعاقد مع اللاعبين الجدد، فإنه قريب للغاية من مجلس إدارة النادي ويعرف رغبة أبراموفيتش الجامحة في تغيير شكل الفريق. ويقول المدير الفني الإسباني: «من السهل أن نتحدث عن أساطير النادي، ونحن نكن لهم كل احترام وتقدير، لأنهم قدموا إنجازات رائعة للنادي. ومع ذلك، يتعين على الفريق التعاقد مع لاعبين جدد، سواء كانوا إنجليزا أم أجانب، للاستمرار في الفوز بالمباريات، وهذا هو ما ينتظره ويتوقعه جمهور وعشاق الفريق. الجميع يعرف الأساطير التي هنا والإنجازات الكبيرة التي قدموها للفريق، ولكن لا بد من قدوم لاعبين جدد، فهذه هي سنة الحياة».

وأضاف المدير الفني الإسباني أن النادي مصرّ على التطوير والتجديد، مضيفا: «لا يمكنني الحديث عن الماضي، ولكني أرى أن النادي يعمل من أجل المستقبل، ويفكر في النجاح من جديد، ولا يمكن للنادي أن يكتفي بالإنجازات التي حققها. يتعين على النادي مواصلة تحقيق الانتصارات قدر المستطاع، ومواصلة عملية تطوير الفريق، وهو ما يتطلب التعاقد مع لاعبين جدد ذوي مستويات عالية»، وقال المدير الفني السابق لليفربول الإنجليزي: «إذا أردت أن تستمر في تحقيق الانتصارات وأن تكون لديك عقلية الفوز باستمرار، يتعين عليك أن تتعاقد مع جيل جديد من اللاعبين يدفعك للأمام، وتشيلسي يفكر بهذه الطريقة لأنه ناد ناجح. كل عام يجب على النادي التعاقد مع لاعب جديد، وقد تعاقد مع ثلاثة أو أربعة لاعبين الصيف الماضي، فهناك البلجيكي إدين هازارد والبرازيليون أوسكار ولوكاس بيازون ومارين، ولكنهم جميعا بحاجة إلى بعض الوقت لكي يتأقلموا مع الفريق، وهذا جزء من سياسة التطور التي يتبعها النادي».

وبينما يفكر أبراموفيتش ومستشاروه في مستقبل الفريق على المدى المتوسط، فإن بينيتيز مهموم بالحصول على أي بطولة خلال الأشهر الخمسة المتبقية في عقده مع الفريق، التي بدأت بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، خاصة أنه قوبل وما زال بعاصفة من الغضب من جمهور النادي عقب توليه منصب المدير الفني للفريق خلفا للإيطالي روبرتو دي ماتيو.

ويؤمن بينيتيز بأن تعاقد النادي مع السنغالي ديمبا با سوف يساعد الماتادور الإسباني فيرناندو توريس على استعادة مستواه والحصول على قسط من الراحة بعدما كان هو المهاجم الوحيد في صفوف الفريق خلال الموسم الحالي. وقال المدير الفني السابق لإنتر ميلان الإيطالي: «سيعود ذلك بالإيجاب على كلا اللاعبين، وسيكونان أكثر جاهزية، وستتاح لهما مزيد من الفرص، وكل منهما يدرك جيدا أن هناك عددا كبيرا من المباريات وسوف يشاركان في جزء كبير منها».

وكان بينيتيز قد خسر المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة عام 2005 عندما كان يشغل منصب المدير الفني لنادي ليفربول أمام نادي تشيلسي عندما كان يقوده مورينهو، ولذا يبذل المدير الفني الإسباني كل ما في وسعه للحصول على اللقب خلال العام الحالي.