الأخضر يحشد قوته الهجومية لتفتيت المتاريس الكويتية

يسعى إلى خطف البطاقة الخليجية الثانية في المجموعة.. والعراق يهدد بقياسية في اليمن

TT

يقف المنتخب السعودي أمام فرصة سانحة وأخيرة للتأهل إلى الدور نصف النهائي في دورة الخليج الـ21، حينما يلتقي نظيره الكويتي عند الساعة 5:45 مساء اليوم في العاصمة البحرينية المنامة، وبالتحديد على ملعب البحرين الوطني الذي سيكون مسرحا لمباراة «ديربي خليجي» من الوزن الثقيل؛ نظرا إلى التنافس التاريخي الممتد بين المنتخبين.

وفي المباراة الثانية ضمن المجموعة ذاتها (الثانية) يلتقي منتخبا العراق واليمن في التوقيت نفسه على ملعب مدينة عيسى، وتعد تلك المواجهة هي الأولى بين المنتخبين في دورات الخليج. وضمن منتخب العراق تأهله إلى نصف النهائي بعد نهاية الجولة الثانية حين رفع رصيده إلى 6 نقاط بعد فوزه على الكويت بهدف نظيف، وكان قد تغلب على السعودية بهدفين دون رد في الأولى. ويحتل منتخب الكويت المركز الثاني وله 3 نقاط (سجل هدفين واهتزت شباكه مرة)، بفارق الأهداف عن السعودية (لها 2 وعليها 2)، في حين يخوض اليمن الذي خسر مباراتيه أمام الكويت والسعودية بنتيجة واحدة صفر/2 مباراته بحثا عن نقطة أو فوز سيكون الأول له في تاريخ مشاركاته في دورات كأس الخليج حتى الآن.

ويحمل منتخب الكويت الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد 10 ألقاب أعوام: 1970، 1972، 1974، 1976، 1982، 1986، 1990، 1996، 1998 و2010، مقابل 3 ألقاب للمنتخب السعودي أعوام: 1994 و2002 و2003. والمنتخبان لهما صولات وجولات ليس فقط في دورات الخليج؛ بل أيضا على الصعيد الآسيوي؛ إذ كان «الأزرق» الكويتي أول منتخب عربي يتوج بطلا لكأس آسيا عام 1980، وأعقبها بعد عامين بتأهله إلى مونديال إسبانيا. أما «الأخضر» السعودي فظفر بكأس آسيا ثلاث مرات أعوام: 1984 و1988 و1996 ووصل النهائي ثلاث مرات أخرى أعوام: 1992 و2000 و2007، كما أنه بلغ نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية أعوام: 1994 و1998 و2002 و2006.

التقى المنتخبان 19 مرة في دورات الخليج حتى الآن، ويتفوق الكويتي بثمانية انتصارات مقابل 4 للسعودي، في حين كان التعادل سيد الموقف في سبع مباريات، بينما لم تشارك السعودية في الدورة العاشرة في الكويت عام 1990، ولم يلتقِ المنتخبان في الدورة الثامنة عشرة في الإمارات عام 2007.

ولعب المنتخبان دورا مهما في النسختين الماضيتين، فقد التقيا في نصف نهائي «خليجي 19» في مسقط عام 2009، وفاز «الأخضر» حينها 1/صفر، ثم وصلا نهائي «خليجي 20» في عدن أواخر 2010؛ لكن كان الفوز هذه المرة من نصيب «الأزرق» بهدف لنجمه وليد علي.

ويكفي منتخب الكويت التعادل لحجز البطاقة الثانية إلى نصف النهائي مع العراق؛ لأنه يتقدم بفارق هدف عن نظيره السعودي الذي لا بديل له عن الفوز لمواصلة المشوار.

وكانت الأمور ستنقلب رأسا على عقب ويصبح التعادل في مصلحة المنتخب السعودي لو أحسن لاعبه أسامة المولد ترجمة الفرصة الذهبية التي سنحت له في الوقت الضائع أمام اليمن حين سدد كرة من داخل المنطقة على يسار المرمى.

وتحسن أداء المنتخب السعودي كثيرا، فلم يظهر «الأخضر» أمام «أسود الرافدين» في الجولة الأولى بالشكل المطلوب وظهر وكأنه غير جاهز لخوض غمار البطولة؛ بسبب عدم الانسجام بين أفراد التشكيلة؛ لكن الأمور اختلفت تماما في المباراة الثانية أمام اليمن. فعلى الرغم من تحسن أداء المنتخب اليمني كثيرا من الناحية الدفاعية، فإن المنتخب السعودي بقي يهاجم مستعملا الأطراف والكرات العالية حتى افتتح التسجيل عبر ياسر القحطاني، ثم أضاف الثاني عبر فهد المولد، وخف الضغط كثيرا عن المدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي تعرض لانتقادات عنيفة من قِبَل الجمهور والإعلام السعودي؛ لكن رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد أكد أن المدرب سيبقى في منصبه بغض النظر عن النتائج في «خليجي 21».

التغييرات التي أجراها ريكارد في التشكيلة أحدثت فارقا أمام اليمن، خصوصا عبر اللاعب الشاب يحيى الشهري الذي أدخله في الشوط الثاني، وقدم لمحات فنية جيدة، كما أنه يملك لاعبين مؤثرين، فضلا عن القحطاني، والمهاجم السريع الذي لم يعرف الطريق إلى المرمى حتى الآن ناصر الشمراني، وأسامة هوساوي، وسلطان البيشي، ومعتز الموسى، وأحمد عطيف، وفهد المولد، وتيسير الجاسم، وغيرهم أيضا.

في المقابل، لم يقنع منتخب الكويت خلال مباراته الأولى أمام اليمن؛ لكنه عرف كيف يخرج فائزا بهدفين دون رد، وفشل في مرات كثيرة في اختراق التكتل الدفاعي اليمني بسبب بطء تحركات لاعبيه في إعداد الهجمات.

حاول المدرب الصربي غوران توفيدزيتش إجراء بعض التغييرات في التشكيلة أمام العراق المعروف بصلابة دفاعه، فأشرك لاعب الجناح فهد العنزي والمهاجم الشاب عبد الهادي خميس؛ لكنهما لم يقدما فارقا ملموسا، كما أنه أبقى الجناح الآخر وليد علي احتياطيا قبل أن يدفع به في آخر المباراة. ويبقى بدر المطوع اللاعب القادر على تحويل مجرى المباراة إذا تحرر من المراقبة وقدم أداءه المعروف، إن لم يكن بالتسجيل، فتمرير الكرات المتقنة إلى المهاجم السريع يوسف ناصر.

اصطدم منتخب الكويت بقوة الدفاع العراقي، وفشل أيضا في زيادة سرعة الإيقاع أو بالتمريرات العرضية التي تأثر بها بشكل كبير بعد أن اعتمد عليها المنتخب العراقي؛ مما شكَّل خطرا متواصلا على مرمى نواف الخالدي أفضل حارس في الدورة الماضية.

ويتعين على مدرب الكويت توفيدزيتش الحذر من الكرات العرضية؛ لأن المنتخب السعودي يجيد تنفيذها تماما، وهذا ما حصل أمام اليمن حيث اعتمدها «الأخضر» لتجنب التكتل الدفاعي في العمق، فنتج عنها الهدف الأول إثر كرة ارتقى لها المخضرم ياسر القحطاني، ووضعها ببراعة بين المدافعين في الزاوية اليسرى للمرمى.

المدرب الصربي الذي اعتبر أن المنتخب العراقي استفاد من المساحات الكبيرة في مباراته مع الكويت، عليه أن يتوقع اندفاعة سعودية أيضا تبحث عن المساحات؛ لكنه يؤكد «علينا الآن أن نفوز على السعودية، وهذا يتطلب جهودا كبيرة».

الأوراق باتت مكشوفة تماما لمدربي المنتخبين، مع أن ريكارد مطالب بأخذ المبادرة؛ لأنه يبحث عن الفوز للاستمرار في البطولة؛ مما جعل السيناريو متوقعا على الأقل في البداية بحذر كويتي واندفاع سعودي لتسجيل هدف السبق.

عموما، لا تعترف مباريات المنتخبين بالأفضلية الفنية لطرف على الآخر؛ لأن لها خصوصية معينة تجعلها من «الديربيات» الحقيقية في البطولة. ويقول ريكارد «ندرك تماما أننا ما زالت أمامنا خطوة للتأهل أمام المنتخب الكويتي، ولا شك أن مواجهته ستكون أصعب، ولذلك يجب أن ننسى فوزنا على اليمن والتركيز على لقاء الكويت، مع أنني كنت آمل أن نفوز بثلاثة أهداف؛ لكي نزيد فرصنا بفارق الأهداف في حال التعادل في الجولة الثالثة».

الخبير الفني العُماني مبارك سلطان خالف الآراء الفنية التي تتهم المنتخب السعودي بالأداء السيئ في البطولة الخليجية، شارحا خلال رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط»: «قدم عناصر الأخضر كأفراد أداء جيدا ومخيفا للمنافس خلال المواجهة الأولى أمام العراق، وذلك ما يؤكده التراجع العراقي، والشباك السعودية استقبلت الهدفين عبر ضربات ثابتة، والعراق لم يمنح المنتخب السعودي المساحات الكافية للتحرك».

ورشح المحلل الفني مبارك السعودية للظفر ببطاقة التأهل الثانية، وقال «المنتخبان يملكان الخبرة للفصل في المباراة، فالكويت يدخل بتاريخ مجيد في البطولة؛ لكنه لم يجد في مباراته الأولى أمام اليمن المقاومة التي تحول دون وصوله إلى الشباك اليمنية، ومع فائق احترامي للمنتخب الكويتي فإنه سيخسر أمام منافسه السعودي، ومن وجهة نظري أرجح وصول الأخضر إلى النهائي».

واستبعد الخبير العماني تحقيق اليمن أول انتصار له في المواجهة الثانية، حين يواجه العراق الذي سيغيب عنه قائده يونس محمود، إضافة إلى زميله علي رحيمة بفعل الإيقاف، وأضاف «حتى لو لعب المنتخب العراقي بالصف الثاني ستكون المهمة عسيرة على المنتخب اليمني، الذي - بلا شك - سيظل يحاول بلوغ ذلك الهدف المهم».