سلمان بن إبراهيم: أعرف إلى أين سيتجه الصوت السعودي في الانتخابات الآسيوية

رئيس الاتحاد البحريني اتهم «الإعلام» بإشعال الصراع بين الشخصيات الرياضية في «الخليج»

TT

أكد الشيخ سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، وعضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي عن قارة آسيا، أنه لن يتراجع خطوة للوراء، في مسألة ترشحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي، موجها اللوم للإعلام الذي يراه مسؤولا عن إشعال فتيل التصريحات النارية، بين عدد من القيادات الرياضية الخليجية، حول المرشح الجديد لرئاسة الاتحاد الآسيوي خلال أحداث دورة «خليجي 21» التي تستضيفها بلاده، رافضا توجيه أي انتقاد لعمل الرئيس السابق محمد بن همام، الذي اعتبره أحد أبرز مطوري الاتحاد الآسيوي، مبينا أن من سيتولى رئاسة السلطة الكروية الآسيوية عليه أن يكون شخصية قيادية، قادرة على حفظ حقوق اتحادات القارة الأكبر في العالم، كاشفا عن أن التنافس بينه وبين الإماراتي يوسف السركال، لا يعدو كونه تنافسا أخويا لم ولن يؤثر على العلاقة الشخصية المتينة بينهما، مشددا على أن كلا منهما يعرف الأصوات التي ستدعمه لرئاسة الاتحاد، مستبعدا في الوقت نفسه حدوث أي توافق على مرشح واحد، خصوصا في حال تقديم المزيد من الشخصيات للترشح لمنصب الرئاسة، موضحا أنه لم يود أن تشهد دورة كأس الخليج الحالية في البحرين الإثارة، وطغيان الحديث عن موضوع ترشيحات الاتحاد الآسيوي.

* تتردد أحاديث عن أن دورة الخليج الحالية تشهد تنافسا إعلاميا وحربا كلاميّة أكبر من التنافس داخل المستطيل الأخضر، ما مدى صحة ذلك برأيك؟

- لا توجد حرب كلامية، بل منافسة إعلامية، للأسف كانت تهدف للإثارة والسبق على حساب أمور أخرى، أسمى من المنافسة داخل الملعب وخارجه، بل إن هدف الدورات الخليجية هو اللقاء بين الأشقاء، وليس الصراع من خلال الرياضة، وأنا حقيقة أعتب كثيرا على الإعلام في هذا الجانب، وأتمنى أن تظهر الدورة الخليجية الحالية في البحرين بالصورة اللائقة، وتعزز ترابط الخليجين وتوحدهم؛ لأن شعار هذه الدورة «قوتنا في وحدتنا»، كما أتمنى فعلا أن يساهم الإعلام في تعزيز هذا الجانب، بدلا من البحث عن الإثارة غير المحمودة.

* الإعلام مرآة للواقع؛ فهو يعكس الأحداث التي تجري على الأرض، أليس من المفترض أن نلقي باللوم على من يشعلون أجواء الدورة بالتصريحات المثيرة؟

- صحيح أن الإعلام مرآة للواقع، ولا يمكن لأحد نكران دوره الإيجابي في كل المجالات والمجتمعات، كما أنه لا يخلو من السلبيات، ولكن ما أقصده هو طريقة بعض الأسئلة التي تطرح على المسؤولين، والتي يكون الهدف من ورائها الإثارة أكثر من أي شيء آخر، ولو أن هناك أسئلة هادئة تتعلق بأحداث الدورة الحالية التي تجمعنا كخليجيين لكان الأمر هادئا جدا، ولكن للأسف هناك من أدخل أمورا بعيدة عن الدورة، وباتت تمثل للبعض عنوانا، مع أن عنواننا لهذه الدورة معروف وأهدافه سامية.

* كثيرون يرون أن موضوع الانتخابات لرئاسة الاتحاد الآسيوي هو الحدث المسيطر على واجهة الأحداث الخليجية، خصوصا أنك إلى جانب يوسف السركال المرشحان من غرب آسيا الموجودان في هذه الدورة؟

- أنا شخصيا لم ولن أرغب في التحدث بهذا الموضوع خلال هذه الدورة؛ لأن بطولات الخليج هي حدث بحد ذاته.

* لكن موضوع الانتخابات حدث فرض نفسه في هذه الدورة، وتم تداوله بشكل واسع من قبل السركال، ثم الشيخ أحمد الفهد، وغيرهما من الشخصيات الرياضية الكبيرة.

- لا أود التعمق في هذا الموضوع، ولكن أقول إن فتح باب الترشيحات لرئاسة الاتحاد الآسيوي سيكون في شهر فبراير (شباط)، وقد تتقدم شخصيات غيري وغير السركال، وما أود تأكيده هو أن علاقتي بالسركال علاقة أخوة قديمة ليست وليدة اليوم، بل هي قديمة أكثر مما يتصور البعض، والتنافس بيننا شريف، ولا يمكن لأحد أن يحاول أن يستغل موضوع الانتخابات لشق الصف، وتعكير العلاقة القوية بيننا.

* العلاقة مع الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام تبدو ضبابية، هل لا تزال على ما يرام؟ أم أنها متأثرة بترشحك السابق لعضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي عن قارة آسيا؟

- أرجو أن يقفل هذا الموضوع؛ لأنني أرفض الحديث فيه، عدا القول إن علاقتي مع محمد بن همام علاقة أخوية.

* يعلم الجميع أنك تنتقد محمد بن همام؛ لعمله وليس لخلافات شخصية، ولذا ليس هناك حرج في حال ذكرت بعض الملاحظات على عمله السابق.

- لا أحد يمكنه أن ينكر الجهد الكبير والعمل الذي قام به بن همام في الاتحاد الآسيوي، وكان له الفضل في تطوير كثير من الأمور في هذا الاتحاد القاري، والكل يؤمن بأن لكل عمل إيجابيات وسلبيات، والاتحاد الآسيوي السابق له سلبيات وإيجابيات، وقد يطغى بعضها على الآخر، وهذا أمر طبيعي، وأنا لا أود الحديث عن ماض للاتحاد الأسيوي، بل أتطلع لمستقبل رائع لهذا الاتحاد الذي يضم عددا كبيرا من الاتحادات الرياضية في أكبر قارات العالم.

* أبديت تطلعك لتحسين مستقبل الاتحاد الآسيوي في حال توليك المنصب، ما الذي تراه بحاجة إلى تطوير بنظرك؟

- الأهم أن يكون على رأس الهرم في هذا الاتحاد شخصية قيادية بمعنى الكلمة، قادرة على تعزيز تطور الكرة، ودعم الاتحادات الأعضاء، وحفظ حقوقها دائما، وأعتقد أن الكرة الآسيوية تحتاج لرئيس وإدارة بهذه المواصفات؛ حتى يتبوأ هذا الاتحاد مكانته التي يستحقها.

* هناك دعم خليجي لك ممثل بالصوت الكويتي، الذي أعلنه الشيخ أحمد الفهد في فترة قريبة، ولكن هذا الصوت قد تفقده حال رشح الشيخ أحمد اليوسف نفسه لرئاسة الاتحاد الآسيوي.

- كما قلت، لا أريد الحديث عن احتمالات وتصورات وغيرها من الأمور، أنا عازم على الترشيح، وأعرف قدراتي، ولا أريد الحديث عن احتمالات تتحدث عنها وسائل الإعلام؛ فهناك أمور دقيقة نعرفها ولا يعرفها الإعلام.

* حديثك يتضمن تحاملا كبيرا على الإعلام، لماذا اتخذت هذا الموقف؟

- لا يوجد تحامل، بل إن الإعلام شريك في كل نجاح، وكما أن له سلبيات له إيجابيات، وأعتقد أن سباق التميز والبحث عن الإثارة هو سبب صدور مثل هذه الأمور.

* نعود قليلا للوراء ونتحدث عن السركال؛ لماذا لا يكون هناك اتفاق بينكما بحيث يتنازل أحدكما للآخر لقطع الطريق أمام المرشح الصيني، وتوحيد التصويت لشخصية واحدة؟

- التنافس متاح، وكما قلت: لا يخرج عن الرغبة الصادقة في الرقي، باتحاد كرة القدم في القارة الآسيوية، وهناك اتصالات بيننا يمكن تسميتها بالأخوية، ونتفق في أمور ونختلف في أخرى، وهذا أمر طبيعي، ولكن في نهاية الأمر سيفوز مرشح من المتنافسين، وسيلقى بالتأكيد التبريكات من الآخر، والوقت مبكر للحديث عن أحداث تسبق حتى فتح باب الترشيحات.

* السركال يبدو واثقا من فوزه برئاسة الاتحاد الآسيوي، والأمر نفسه بالنسبة لك، هل بإمكانك الكشف عن فرص كل منكما للفوز بالرئاسة من خلال تسليط الضوء على عدد الاتحادات التي تلقيان دعما منها؟

- كل منا يعرف الأصوات التي سيكسبها، وهذا أمر مؤكد، ولا يمكن حصر الأصوات لأي منا في هذا التوقيت، فهذه الأمور ستظهر في الوقت المناسب.

* الصوت السعودي إلى أين يتجه؟

- أعرف إلى أين يتجه، لكنني أعتذر عن الإفصاح عنه.

* في حال ترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي عدد أكبر من الشخصيات الخليجية، هل سيستمر الوضع كما هو عليه من خلال المضي قدما في الترشح من قبلك، أم أن هناك نية ستكون في البحث عن رئيس توافقي؟

- بالطبع الوضع سيختلف في حال تقدم عدد من الشخصيات للترشح، أما الإجماع على رئيس واحد فأستبعد حدوث ذلك تماما، فلا يمكن أن يعرض أي شخص نفسه كمرشح توافقي.

* بالعودة إلى دورات الخليج؛ ماذا لو اتخذ قرار سياسي بضم الأردن والمغرب إلى البطولة، ليكون العدد 10 منتخبات هل يمكن تنفيذ هذا الأمر؟

- ما دام أنه غير موجود فهو من الاحتمالات التي لا أحب - كما ذكرت - التحدث عنها، ولكن إذا حصل ذلك فسيكون هناك حاجة لوقت أطول للدورة، فهناك منتخب سيرتاح في كل جولة، وهذا قد يسبب بعض الإشكاليات مع الأندية التي يوجد بها لاعبون في المنتخبات الوطنية، وأرى أن اللقاءات العربية كافية من خلال الدورات العربية أو دورة غرب آسيا، ولا حاجة لاتساع دورات الخليج بزيادة المنتخبات، وكما قلت الأمر بحاجة للدراسة في وقته في حال تم إقراره من قبل القيادات الخليجية.

* لنتجه إلى موضوع المدرب الأرجنتيني كالديرون، الذي يقود المنتخب البحريني، هناك إشادات بما قام به خلال الفترة الزمنية التي قضاها مع منتخبكم، الذي ظهر بصورة مميزة فنيا في دورة «خليجي 21» الحالية، لكن عقده لا يتجاوز الـ8 أشهر، هل سيستمر بعدها؟

- تعاقدنا معه كان من أجل قيادة المنتخب البحريني في دورة الخليج في الحالية، وبعدها التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات بطولة آسيا 2015، وبعدها سنرى مسألة التمديد له أو الاكتفاء بالمدة السابقة. وكالديرون من المدربين الأكفاء الذين قدموا الشيء الكثير، في وقت وجيز للمنتخب البحريني، وله تجارب مميزة على مستوى الخليج وخارجه.