راشد الزعابي: حضور بلاتر وبلاتيني لدورة الخليج اعتراف «ضمني» بـ«عالميتها»

عضو اتحاد الكرة الإماراتي قال إن صبرهم على «الصغار» أثمر عن منتخب لا يقهر

TT

أكد عضو اتحاد كرة القدم ونائب رئيس لجنة المنتخبات الإماراتية وعضو اللجنة الفنية الدائمة لبطولات مجلس التعاون راشد الزعابي، أن تمسكهم بالمنتخب الإماراتي للشباب وعدم دمجه مع المنتخب الأول قاده لتحقيق لقب كأس آسيا الأخير للشباب والظهور بشكل قوي خلال أولمبياد لندن ،012» وكذلك بطولة كأس العالم في القاهرة. وقال الزعابي في حوار لـ«الشرق الأوسط» إنهم يبحثون عن اللقب الخليجي لأنه يمثل لهم إرثا تاريخيا، متسائلا عن اختفاء أسماء لاعبي المنتخب السعودي المشارك في بطولة كأس العالم للشباب في كولومبيا، مشيرا إلى أن غياب الأندية السعودية عن المشاركة في البطولات الخليجية يعد عاملا مؤثرا بالسلب عليها، مؤكدا أن الاعتراف ببطولات الخليج من قبل «الفيفا» حاليا ليس بتلك الأهمية، إلا أنه سيأتي اليوم الذي سيتم الاعتراف بالبطولة.

* قبل أربع سنوات، ذكرت أن الكرة الإماراتية تمر بمرحلة تطوير كبيرة، وأنه ستجنى ثمار هذا التطوير خلال خمس سنوات، الآن وبعد مرور أربع سنوات هل بدأ جني الثمار بالنسبة لكم؟

- منتخبنا للشباب حقق قبل فترة كأس آسيا للشباب التي أقيمت في مدينة الدمام، واستمر المنتخب كمجموعة واحدة في ظل وجود مطالبات بتصعيد بعض اللاعبين للمنتخب الأول ولكننا رفضنا هذه المطالبات، ليستمر كما هو إلى أولمبياد لندن 2012 وهذا ما حصل، وتمسكنا بهذا المنتخب كثيرا وحققنا به بطولة مجلس التعاون الخليجي، وشاركنا في كأس العالم للشباب التي أقيمت بالقاهرة، والعديد من البطولات التي شاركنا فيها فكسب اللاعبون احتكاكا قويا، وخشينا اختلال قدرات المنتخب بتنقل اللاعبين بينه وبين المنتخب الأول حينها، فحافظنا بذلك على شكل الفريق واهتممنا بتطوير أدائه كثيرا، فتوجت هذه المجهودات بصعوده إلى «أولمبياد لندن» رغم أنه عانى صعوبات حينها وكاد يخرج من التصفيات، ولولا الخطأ الذي وقع فيه المنتخب العراقي الذي أشرك لاعبا لا يحق له المشاركة، ولهذا كسبنا المباراة وواصلنا المشوار حينها لنلعب مباراة أمام أوزبكستان وقلبنا خسارتنا بهدفين إلى تفوق بثلاثة لنتمكن من التأهل، ولنثبت أن المنتخب الإماراتي اقترب من تحقيق الهدف المرسوم له، وظهرنا بشكل جيد في الأولمبياد، وحصلنا على الإشادة من كافة المهتمين بشؤون كرة القدم، ولذلك في فترة بطولة الخليج دخل المنتخب بعناصر خبرة، بالإضافة إلى اللاعبين الشبان فتواجد إسماعيل مطر وعلي حصيف وعبد الله موسى وسعيد الكثيري، ووليد عباس، والوحيد بينهم الذي يكبرهم كثيرا هو إسماعيل مطر الذي يعد ملهما للإماراتيين حاليا فهو اللاعب الأبرز، فكل هذه الظروف والاهتمام والرعاية من الاتحاد بدأت تظهر نتائجها الآن في كأس الخليج، ونحن نبحث عنها أيضا للمستقبل، فلدينا بطولة كأس آسيا في أستراليا التي ستكون في أجندتنا، فكأس الخليج مهمة والفوز بها هدف للاعبين وللجماهير الإماراتية لأنها إرث تاريخي للجميع، فهي تحظى بدعم من القمة السياسية إلى أصغر مواطن، ولكن حتى المطالبين بإلغاء البطولة لو سألتهم بعيدا عن الإعلام لأجاب بأنه يتابع البطولة ويهتم بالمباريات، فالتجاوب والحضور الجماهيري للبطولة كبيران، ولذلك نحرص على الظهور بمظهر جيد في كؤوس الخليج، ونسأل الله التوفيق لتحقيق اللقب، وإن لم نوفق فنسنواصل عملنا ولن نتوقف عند بطولات الخليج، بل سنواصل العمل حتى مع الفرق بالفئات السنية، فعلى سبيل المثال اللاعب ماجد حسن الذي سجل الهدف الثاني في مرمى البحرين لاعب من منتخب الشباب وهي أول بطولة رسمية له، لذا يجب ألا نتوقف عند جيل معين، بل نستمر في العمل في الأجيال المقبلة.

* هل خطوة التجديد صعبة في نظركم في ظل الضغط الإعلامي الكبير؟

- نعم، نجد من ينتقد، وفي المقابل يوجد من يشيد بنا، ونقول إن المنتخب صبرنا عليه وضحينا في مناسبات كثيرة، ولكن لم ننس هدفنا الأساسي وهو أن نسير بالكرة الإماراتية إلى الأفضل، ولو التفتنا إلى الانتقادات ولمن يطالب بالبطولات لكان من الممكن أن نتوقف عند أول عقبة، ولكن الزميلين محمد الرميثي ويوسف السركال صبرا وتحملا الكثير لأجل ذلك، ونتمنى كذلك أن يستمر من يأتي بعدهما على ذات النهج مستقبلا، وكل دول الخليج مؤهلة لهذا الأمر، فالسعودية على سبيل المثال كان لديها منتخب قوي شارك في كأس العالم للشباب في كولومبيا، والتساؤل هنا: أين اختفى لاعبو ذلك المنتخب، وكان من المفترض أن يكون هو النواة الأساسية والتجديد للكرة السعودية، فلا بد أن تكون هذه الصورة موجودة لدى الجميع، فهناك قاعدة يجب أن تفهمها اتحادات كرة القدم الخليجية وهي أن الهدم سهل دائما ولكن البناء صعب ويحتاج لوقت وصبر كبيرين، فالتمسك باللاعبين الشبان تحد كبير مع النفس قبل تحدي الناس بالتمسك بالخطة الطويلة ودعمها وعدم التوقف أثناءها، فالتوقف يعني العودة من الجديد للصفر، وهنا يكون الفشل وعدم الالتفات إلى من يعارض هذا النهج.

* اتهمك البعض بالتحيز للأندية الإماراتية مستغلا عملك كعضو في اللجنة الدائمة لتنظيم بطولات الخليج، كيف تجد ذلك؟

- وجود الأندية السعودية مؤثر في بطولات الخليج والعرب ودوري أبطال آسيا، ولا يمكن أن نستغني عنها في هذه البطولة لأنها عامل مهم لإنجاحها دائما، بل على العكس فقد مارسنا ضغوطات كبيرة على الأندية السعودية للعودة إلى المشاركة، وأنا شخصيا عبرت كثيرا عن أهمية هذه الأندية في بطولات أندية الخليج، فكان هناك اتصال من الأمانة العامة لمجلس التعاون لعودتها، ولكن الأحداث التي حصلت عند توقف المشاركات، ولم أكن أرغب في العودة لها، حدث بها سوء فهم، والآراء في ذلك الوقت شابها بعض التسرع حينها، وعز علينا مقاطعة الأندية السعودية للبطولة، والآن عادت وأعادت للبطولة قوتها، وأي ناد سيشارك في البطولة سيكون له تأثير، وكنا نتمنى مشاركة الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، ولكن غياب تلك الأندية أعطى فرصة لظهور فرق جديدة على الساحة الخليجية، وأرجو أن نطوي الصفحة الماضية فلم تكن هنالك محاباة لأي دولة على أخرى، فالجميع إخوة.

* الآن، المنتخبات الخليجية ثمانية بوجود العراق واليمن، هنالك أحاديث عن إمكانية دخول أندية من هذه الدول لبطولات الخليج؟

- الوضع مختلف، فبطولات منتخبات مجلس التعاون تخضع للأمانة العامة للمجلس، والعراق واليمن ليسا أعضاء به، فلذلك هذه بطولة مختلفة عن بطولات المنتخبات.

* وهل هنالك إمكانية لدخول أندية الدولتين مستقبلا للبطولة؟

- لا أعتقد، فمشاركات أنديتنا في البطولات الآسيوية قد تطيل فترات البطولة الخليجية، ولو أضفنا المزيد من الأندية سيسبب المزيد من الجداول في روزنامات الاتحادات الخليجية، مما قد يسبب ضغطا على هذه الاتحادات، وهذا ما لا نرغب فيه، لذا صعب جدا إضافة هذه الدول في بطولات الأندية الخليجية.

* بالنسبة لوضع الرعاية في بطولات أندية الخليج، لا نجد من يقوم برعاية كبيرة للبطولة كما كان في السابق؟

- على العكس تماما، في بطولات الخليج لدينا عقد «وورلد سبورت» وعقد للنقل التلفزيوني مع قناة «الجزيرة»، وشخصيا لا أجد أي مشاكل في هذا الجانب.

* بطولات المنتخبات تعاني عدم الاعتراف بها من قبل «الفيفا»، بعدما فشل المنتخب العماني في إحضار حارسه علي الحبسي للمشاركة، هل بذلتم أي خطوات في سبيل تحقيق الاعتراف بها؟

- في كثير من اجتماعاتنا يطرح هذا الموضوع، وأنا بوجهة نظري الاعتراف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لن يقدم البطولة ولن يؤخرها، فالبطولة لها 42 عاما ومستمرة دون اعتراف، ولذلك لماذا نشغل أنفسنا كثيرا بهذا الأمر! بالعكس، نحن نستمر بذات النهج ولا يعنينا الاعتراف، فحضور رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر وحضور رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني دليل على أهمية البطولة حتى إن لم يتم الاعتراف بها، أما عن الاعتراف الكتابي فقد يأتي في الفترة المقبلة، ولكن يظل الموضوع مرتبطا باعترافنا في دول الخليج بأهميتها من اهتمامنا نحن وليس باهتمام غيرنا، ولن نوقف بطولات الخليج لأجل موضوع اعتراف الاتحاد الدولي، وسيأتي اليوم الذي ستكون البطولة معترفا بها.

* نعرف أن هدف هذه البطولات التقريب بين الشعوب الخليجية، ولكن نشاهد وجود حرب إعلامية على مستوى التصاريح، لدرجة أن اللجنة الإعلامية أصدرت بيانا في محاولة للتهدئة من الطرح الإعلامي في البطولة، ألا تسبب مثل هذه الإثارة أي مشاكل بالنسبة لكم؟

- تسبب لنا الكثير من المشاكل، ولكن دورات الخليج كانت وما زالت مستمرة بهذه المشاكل، وهي لا تخرج عن الإطار الذي يحدث في البطولة، وتنتهي بنهايتها فتستمر الأخوة والصداقة، فنشاهد جميع المسؤولين والجماهير متقاربين دائما، ولكن نتمنى دائما التقليل من هذه الأمور، وخاصة تلك التي تثير المشاكل في ما بيننا كإخوة.

* الشيخ عيسى بن راشد قال في حديث سابق إنه يتمنى توحد يوسف السركال والشيخ سلمان بن إبراهيم لكي لا يضيع الصوت الخليجي في البطولة، الأمر الذي ذكره رئيس الاتحاد العماني خالد البوسعيدي، ما دوركم لتوحيد الصف الخليجي؟ - الشيخ سلمان بن إبراهيم ويوسف السركال سيأتي وقت يقومان خلاله على حل المسألة بشكل شخصي في ما بينهما، ومع الوقت سيكونان أعلم بوضعهما، وهم من يحدد من يترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي، ولا نرغب في التدخل لنبخس حق أي إنسان، خاصة أنا طرف مقرب من يوسف السركال وسأدعمه، وكذلك الشيخ سلمان بن إبراهيم كشخصية مؤثرة في الوسط الخليجي والآسيوي سندعمه هو الآخر، ولذلك نترك الموضوع لهما فهو يحتاج إلى تداول أكبر وإلى تقييم بشكل أكبر.

* هل تتوقع وصولهما إلى تفاهم مستقبلا يؤدي إلى وجود مرشح واحد من دول الخليج؟

- إن اتفقوا فالحمد لله وهو ما نتمناه، وإن لم يتفقوا فلن يستطيع أحد تحديد موقفهما تجاه الآخر، ولن يستطيع أحد فرض هذا الأمر عليهما.

* الكويت أعلنت بشكل صريح عن طريق الشيخ أحمد الفهد دعمها للشيخ سلمان بن إبراهيم، وبعض الدول كالعراق أكدوا دعمهم ليوسف السركال، ألا تعتقد أن مثل هذا الإعلان للمواقف قد يسبب «حزازيات» من مسؤولي الاتحادات الخليجية مع المرشحين؟

- لكل شخص الحق في تحديد موقفه تجاه الآخر، ولماذا نخفي وجهات نظرنا، فهذه صراحة كبيرة يجب ألا نخجل منها، وأيضا من لم يعلن وقوفه مع أحد المرشحين فهذا أمر راجع له، ويجب ألا نضخم الأمور كثيرا، لكن من لا يعطي رأيه بشكل صريح قد يتسبب في حرج لنفسه مستقبلا في مثل هذه الانتخابات، فالأمر يحتاج للشجاعة فقط، وهذه الأمور حق مكتسب لكافة الدول.

* وكيف ترى المطالب العراقية باستضافة «خليجي 22» في مدينة البصرة، خصوصا أن رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي أكد أن دول الخليج ستقر الاستضافة؟

- هذا الأمر سيحدد بعد سنة من الآن، فاللجنة ستقوم بالتأكد حينها من جاهزية العراق للبطولة.

أما عن اجتماع رؤساء الاتحادات فهو سينتظر ما ترفعه لجنة التفتيش التي يشرف عليها أمين عام الاتحاد القطري سعود المهندي، ورؤساء اتحادات اليمن والكويت وعمان، وتقريرهم يحدد الوضع، وخلال الفترة المقبلة ستتضح الأمور حيال تنظيم البطولة.

* أعلنت شخصيات رياضية كالأمير نواف بن فيصل والشيخ أحمد الفهد والشيخ عيسى بن راشد دعمها لتنظيم العراق للبطولة كمبدأ، ما موقفكم في الاتحاد الإماراتي حيال الاستضافة؟

- رئيس الاتحاد ومجلس إدارته هم من يقيم هذا الأمر وليس راشد الزعابي، وستتم دراسة الموضوع، ولكن لن نشذ عن الرأي الخليجي بكل تأكيد.