بطولة الشباب تعيد رسم خريطة الكرة بأميركا الجنوبية

نتائج منتخبي السامبا والتانجو تؤكد أن مستقبل البرازيل والأرجنتين في خطر

TT

بينما اتجهت معظم الترشيحات قبل أيام قليلة صوب راقصي السامبا والتانجو واعتبرتهم أكثر المرشحين للمنافسة على لقب بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية للشباب (تحت 20 عاما) المقامة حاليا بالأرجنتين، تغير الحال وانقلبت الأوضاع رأسا على عقب في غضون أربعة أيام فقط وأصبح الجدل حاليا بشأن أي الفريقين سيكون الأسوأ.

وخلال المباراتين الأوليين لكل من المنتخبين البرازيلي حامل اللقب والأرجنتيني صاحب الأرض، لم يحقق أي منهما الفوز فسقط أصحاب الأرض في فخ الهزيمة في مباراتين متتاليتين ومني راقصو السامبا بالهزيمة في المباراة الثانية بعدما استهل رحلة الدفاع عن لقبه بتعادل مخيب للآمال. وقد تكون فرصة كل من الفريقين لا تزال قائمة في التأهل إلى الدور الثاني للبطولة حيث تتأهل المنتخبات صاحبة المراكز الثلاثة الأولى من كل مجموعة ولكن المشكلة الحقيقية لكل من الفريقين تكمن في ظهورهما بشكل بعيد تماما عن الصورة المتوقعة منهما.

وحصد المنتخب البرازيلي اللقب في النسخ الثلاث الماضية ليرفع رصيده إلى عشرة ألقاب مقابل أربعة ألقاب للتانجو الأرجنتيني في هذه البطولة. ولكن الأداء والنتائج لكل من الفريقين في هذه البطولة حتى الآن يؤكد أن فرصتهما في المنافسة على اللقب لا تتفق مع الترشيحات التي سبقت كلا منهما إلى البطولة.

بل إن مستوى الفريقين في البطولة يلقي الضوء أيضا على مستقبل المنتخب الأول في كل من البلدين ومدى قدرة راقصي السامبا والتانجو على استعادة هيمنتهما على القارة اللاتينية وعلى المنافسة عالميا في السنوات المقبلة إذا كان هذا هو حال نجوم المستقبل.

وسبق لكل من المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني أن خرج من دور الثمانية في كل من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وكأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2011) بالأرجنتين. واعتبر كثيرون أن هذا الإخفاق ليس سوى كبوة عابرة للكرة البرازيلية ونظيرتها الأرجنتينية ولكن فشل منتخبي الشباب في البطولة الحالية يؤكد أن الكبوة مستمرة وأن البلدين بحاجة لإعادة ترتيب أوراقهما سواء على مستوى فرق الناشئين والشباب أو المنتخب الأول.

وقد يفشل المنتخبان في احتلال المراكز الأربعة الأولى بالبطولة الحالية ليحرما من المشاركة في كأس العالم للشباب المقرر إقامته في تركيا، ولكن الأزمة قد تمتد أيضا إلى المنتخب الأول في كل من البلدين لعدم القدرة على الاستفادة من نجوم هذا الجيل بالشكل الأمثل في كل من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ودورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016).

وأشارت الصحف الأرجنتينية أن منتخب بلادها في طريقه لإهدار فرصة التأهل لمونديال الشباب بتركيا بعد هزيمتين متتاليتين في مجموعته بالبطولة الحالية. وأوضحت صحيفة «كلارين» أن المنتخب الحالي للشباب (تحت 20 عاما) تنازل عن دور الريادة والمنافسة ولعب دورا سخيفا في البطولة الحالية.

ويستكمل المنتخب الأرجنتيني مسيرته في البطولة بلقاء نظيريه البوليفي (فجر الاثنين بتوقيت غرينتش) والكولومبي يوم الخميس المقبل ويحتاج الفريق للفوز في المباراتين والتأهل للدور الثاني كأحد ثلاثة منتخبات تتأهل من كل مجموعة إلى هذا الدور الذي يقام بنظام دوري من دور واحد بين المنتخبات الستة المتأهلة. وإذا نجح التانجو الأرجنتيني في العبور لهذا الدور الثاني سينعش فرصته في التأهل لمونديال الشباب، ولكنه لن يستطيع بالضرورة تغيير الصورة التي ارتسمت لدى الجماهير والإعلام عن مستواه.

وظهر سخط الجماهير على شباب التانجو خلال المباراة أمام باراغواي حيث اقتصر الحضور على نحو سبعة آلاف مشجع وهو ما يقل عن نصف سعة المدرجات البالغة 15 ألف مشجع، كما ودعت الجماهير لاعبي الفريق بعد نهاية اللقاء بصافرات الاستهجان والإهانات.

ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للمنتخب البرازيلي، وإن كان وضع الفريق أفضل في المجموعة الثانية حيث حصد نقطة من تعادل (1 - 1) في المباراة الأولى أمام الإكوادور وجاءت خسارته (2 - 3) في المباراة الثانية أمام منتخب الأوروغواي صاحب الخبرة الكبيرة في هذه البطولة التي توج بلقبها سبع مرات سابقة. ويتصدر منتخب الأوروغواي المجموعة برصيد أربع نقاط مما يجعل المنتخب البرازيلي في دائرة المنافسة أفضل من نظيره الأرجنتيني في المجموعة الأولى. ويستكمل المنتخب البرازيلي مسيرته في الدور الأول بمواجهتي فنزويلا وبيرو يومي الأربعاء والجمعة المقبلين.