حيوية الإمارات تصطدم بخبرة الكويت في نصف نهائي «خليجي21»

الأحمر البحريني يتسلح بالأرض والجمهور لإسقاط المنتخب العراقي

TT

تحلم البحرين اليوم الثلاثاء بتسجيل أول حضور لها على مر التاريخ في نهائي كأس الخليج العربي الـ21 لكرة القدم حينما تواجه منتخب العراق في الدور النصف النهائي من البطولة التي تشهد تغطية إعلامية غير مسبوقة من وسائل الإعلام الخليجية بكافة فئاتها، والمتتبع لمسيرة الأحمر البحريني يدرك أنه شارك في 21 نسخة خليجية؛ لكنه لم ينجح في رسم الفرحة على شفاه جماهيره العاشقة، التي لطالما حلمت بكأس، استضافتها حتى هذه اللحظة أربع مرات أعوام، 1970 و1986 و1998 و2013.

ولا تقل مواجهة البحرين والعراق عن المباراة التي ستقام عصرا، والتي تجمع الإمارات مع الكويت، على اعتبار أن الحيوية الإماراتية والصورة المستقبلية للأبيض ستصطدم بعراقة الأزرق وخبراته في تاريخ بطولات كأس الخليج، لا سيما أنه فاز باللقب 10 مرات على مدى 42 عاما مضت.

وبلغت المنتخبات الأربعة هذا الدور بعد أن تصدر الأبيض الإماراتي المجموعة الأولى، وحقق العلامة الكاملة بتسع نقاط بثلاثة انتصارات متتالية؛ حيث فاز على قطر 3-1، وعلى البحرين 2-1، وعلى عمان 1-0. فيما وصل الأزرق الكويتي هذا الدور بست نقاط ببطاقة المركز الثاني، بعد أن فاز على اليمن 2-0، وخسر من العراق بهدف دون مقابل، وانتصر على المنتخب السعودي بهدف دون مقابل.

أما المنتخب العراقي فحقق ثلاثة انتصارات متتالية بتسع نقاط، متصدرا المجموعة الثانية، وذلك عندما فاز على المنتخب السعودي 2-0، وعلى الكويت بهدف دون مقابل، وعلى اليمن 2-0، فيما وصل الأحمر البحريني ثانيا للمجموعة الأولى بأربع نقاط، بعد أن تعادل مع عمان سلبيا وخسر من الإمارات 2-1. وفاز على قطر بهدف دون مقابل.

ويبدو لقاء البحرين والعراق مهما وعاصفا، فمنتخب أسود الرافدين يتكئ على التاريخ والبطولات، ويحمل ثلاثة ألقاب خليجية سابقة، أما البحرين فيدعمه الأرض والجمهور والحماس لنيل اللقب وتحقيق طموحات جماهيره، بعد أن استعصت البطولة على المنتخب الأحمر طوال مشاركاته في دورات الخليج، فاكتفى بالوصافة لأربع نسخ ماضية.

ويظل المنتخب البحريني من المنتخبات العنيدة التي تقدم كرة جماعية، وكذلك تركز كثيرا على الدفاع، ويسعى المدرب الأرجنتيني كالديرون إلى الزج باللاعب الجاهز، ومحاولة الاستحواذ على الكرة، ويبرز في البحرين حارسه سيد محمد جعفر، والمدافعان حسين بابا ومحمد حسين، وفي الوسط عبد الوهاب علي، وفوزي عايش، وهجوميا إسماعيل عبد اللطيف، وفي المقابل، فإن المنتخب العراقي يتميز بروح لاعبيه، وكذلك البنية الجسمانية القوية، والكفة تميل له تاريخيا، واستطاع أن يحقق مستويات فنية جيدة مع مدربه العراقي حكيم شاكر، الذي تسلم المهمة في فترة قصيرة، وكذلك قصر استعداد المنتخب العراقي قبل البطولة، ويبرز من العراق نجوم الخبرة مثل الحارس نور صبري، والمدافع سلام شاكر، وعلي رحيمة، والمهاجم يونس محمود، إلى جانب العناصر الشابة كأحمد ياسين، وعلي عدنان، وهمام طارق.

ويظل اللقاء الآخر الذي يجمع بين الكويت والإمارات يحمل أهمية كبرى يوازي فنيا لقاء العراق والبحرين، فمنتخب الكويت يزخر بتاريخ عطر وقوي في بطولات الخليج، ويعد زعيما لها، فهو يتفرد بعشرة ألقاب، وله تعامل خاص مع بطولات الخليج، ودائما يتجاوز أي إخفاقات تحدث له قبل دورات الخليج، ويظهر بثوب مختلف مطرز بالحماس والروح العالية والسعي إلى الانتصار، ويبرز فيه عدد من لاعبي الخبرة مثل، بدر المطوع، ويوسف الناصر، ومساعد ندا، ورغم الانتقادات اللاذعة لطريقة مدرب المنتخب الكويتي الصربي غوران، إلا أن الأزرق حقق المطلوب ببلوغه الدور النصف النهائي، وخبرته في هذه البطولة قد تصل به إلى أبعد من ذلك، وفي المقابل ظهر المنتخب الإماراتي في هذه النسخة بمستوى كبير مع مدربه الإماراتي مهدي علي، ومن المحتمل أن يكون الأفضل في تاريخ الكرة الإماراتية من حيث الانسجام، وعدد اللاعبين الموهوبين والواعدين مع وجود بعض لاعبي الخبرة المهمين، فقدم المنتخب الأبيض مستويات عالية توجها بثلاثة انتصارات مهمة، ويبرز منه هدافه العائد بقوة أحمد خليل، والموهوب صانع اللعب المميز اللاعب الواعد عمر عبد الرحمن، وحمدان الكمالي، وإسماعيل مطر، ويتميز المنتخب الإماراتي بسرعة التمرير، وحسن الانتشار، وصناعة اللعب والتكامل بين خطوطه الثلاثة.

بدوره، أوضح المحلل الفني العراقي مجبل فرطوس أن لقاءي اليوم في دور النصف النهائي حاسمان، وسيحفلان بالإثارة والندية والقوة، وأن المتابعين موعودون بمشاهدة مستويات فنية عالية عطفا على ما قدمته المنتخبات الأربعة في الدور التمهيدي، وتطرق فرطوس لمواجهة البحرين والعراق فقال: «هي مباراة كبيرة، فالبحرين لا يستهان به؛ لأنه فريق تكتيكي، ويسانده معنويا الأرض والجمهور، وهي فرصته للمنافسة على اللقب، فلديه الاستحواذ على الكرة بطريقة جيدة، ويتفوق البحرين بتبديلاته الجيدة التي لها دور مميز في تغيير النتيجة أو تحسين أداء المنتخب، كما أنه يمتلك لاعبين خبرة، وكذلك شبابا، ويبرز منه فوزي عايش بإمكاناته الفنية الجيدة، وحسين سلمان، ومحمد سالمين، ويجيد المنتخب البحريني الأداء الدفاعي الجيد، والتعامل بشكل رائع مع الكرات العرضية هجوما ودفاعا.

وأضاف فرطوس: «المنتخب العراقي لديه الخبرة والتمرس، وكذلك الاحتكاك أفضل من البحرين ويدعمه في ذلك العمود الفقري للفريق أصحاب الخبرة الحارس نور صبري، والمدافع سلام شاكر، والمحور علي رحيمة، والمهاجم الهداف يونس محمود، فيما يلعب المنتخب العراقي بواقعية من حيث حسن إغلاق مناطقه الخلفية، ثم الارتداد الناجح والسريع، مع التمكن من الكرات الثابتة، ومن المتوقع أن يحمل الشوط الثاني الكثير، وذلك لامتلاك المنتخبين دكة بدلاء جيدة، ورغم صعوبة التوقع، إلا أن النتيجة المتوقعة هي أن ينجح العراق في الفوز بفارق هدف».

وأكد فرطوس أن مواجهة الإمارات والكويت غنية فنيا، فالمنتخب الإماراتي لديه فريق يقدم مستويات فنية عالية، وهناك تجانس كبير بين أفراده، ويدعم ذلك وجود الهداف المتميز أحمد خليل، وكذلك جهود اللاعب عمر عبد الرحمن، الذي يجيد صناعة اللعب وتغيير سير المباراة، ولدى الإمارات حلول فنية جيدة، وهو أفضل فنيا من الكويت؛ ولكن يبقى الكويت صاحب باع طويل في بطولات الخليج، ولديه الخبرة في التعامل مع منافساتها، ويملك عددا من اللاعبين الجيدين أصحاب الخبرة مثل: بدر المطوع، ومساعد ندا، والمهاجم يوسف ناصر، وحراسة جيدة، ويستفيد من الكرات الثابتة بشكل جيد، ويظل هذا اللقاء صعب التوقع بنتيجته، فالكويت بالخبرة، والإمارات بالتجانس واللاعبين المهرة، فمن المتوقع أن نرى مباراتين بمستوى فني عالٍ.