السركال: لم أتخل عن بن همام في أزمته.. وأرفض استغلال «الخليجية» لأهداف «آسيوية»

رئيس الاتحاد الإماراتي قال إن تجنيس اللاعبين معمول به حتى في السعودية

TT

كشف رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال أن ترشحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي لم يكن أمرا اعتباطيا، بل جاء مستندا على علاقاته القوية التي استمدها من عمله في الاتحاد القاري خلال فترة التسعينات، مبينا أنه يمتلك الخبرة الكافية والقدرة على التطوير.

وقال السركال في حوار لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يصل إلى اتفاق ودي بشأن توحيد الأصوات مع المرشح الآخر الشيخ سلمان بن إبراهيم، مطالبا الاتحادات الخليجية بالسعي لإيجاد وفاق ودي يسند أصوات الطرف الأقل لصالح الطرف الأكثر، نافيا أن تكون علاقته بالشيخ أحمد الفهد متوترة بعد أن أكد الأخير وقوفه إلى جانب الشيخ سليمان بن إبراهيم في الانتخابات الآسيوية، موضحا أن الفهد قد لا يتمكن من إقناع كل الاتحادات الرياضية بالوقوف إلى جانب المرشح الآخر، رافضا الأنباء التي تشير إلى تخليه عن الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام.

* خلال الاجتماع الأخير لرؤساء الاتحادات الكروية المشاركة في دورة «خليجي 21» تحاشيتم النقاش حول موضوع يهم الشارع الرياضي العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، وهو توحيد الأصوات بينك وبين الشيخ سلمان بن إبراهيم بشأن الترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي.. ما مبرراتكم لذلك؟

- هذا الاجتماع كان مخصصا لموضوع دورات الخليج، وليس الترشيحات الآسيوية، وإذا كانت هناك رغبة أو إمكانية للحديث عن موضوع توحيد الأصوات من خلال اتفاق الجميع، فيجب أن يكون ذلك في اجتماع مخصص لهذا الأمر، وليس في الاجتماع الماضي لرؤساء الاتحادات، فلم يكن ممكنا أبدا، بل وليس من المناسب الحديث في قضايا ليست ضمن أجندة الاجتماع.

* في حوار أجريناه مع المرشح الخليجي الآخر لرئاسة الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم أكد فيه أنه شخصيا والسركال يعرفان من سيصوت لهما، ولذا هو عازم على المضي قدما في موضوع الانتخابات.. هل يعني ذلك استبعاد وجود اتفاق بينكما على تنازل أي منكما لصالح الآخر في الانتخابات المقبلة؟

- ما بيني وبين الشيخ سلمان من علاقة شخصية أكثر مما يتصور الكثيرون، وعلاقتي معه قديمة، ولكن يجب أن لا يصور البعض التنافس معه على أنه صراعات شخصية بيننا؛ فالأمر أشبه بفريقين شقيقين يتنافسان في كرة القدم، وقد تحدث بينهما مشاجرة داخل أرض الملعب، وبعد نهاية المباراة تعود الأمور طبيعية جدا، وسأتنافس مع الشيخ سلمان بن إبراهيم تنافسا شريفا على رئاسة الاتحاد الآسيوي، والذي سيفوز بالمنصب سيلقى من الطرف الآخر التهنئة، وهذا هو المؤكد.

* جرت لقاءات ودية بينك وبين الشيخ سلمان.. لماذا لم تسفر أي منها عن نتائج إيجابية؟

- نعم، ألتقي الشيخ سلمان من خلال اجتماعات ودية، وأحيانا نلتقي بحضور أشخاص محسوبين على أطراف معينة، ولكن الأمر يتعلق بوجود خلافات في وجهات النظر بيننا على مستقبل الاتحاد الآسيوي، وليس أي شيء آخر، ويبقى الود بيني وبينه محفوظا، بل الصداقة الحالية ستتعزز أكثر بعد المنافسة في الانتخابات.

* هناك مَن يعتقد أن الصراعات بينكما على مقعد رئاسة الاتحاد الآسيوي ستخدم المرشح الثالث للرئاسة وهو الصيني جيلونج.. ألا تخشون أن يكون ذلك سببا في فوزه بالانتخابات؟

- في آلية الانتخابات تكون هناك تصفية أولية من خلال التصويت على المرشحين الثلاثة أو أكثر، وبعدها يتم استبعاد الأقل أصواتا، وتحصر المنافسة في النهاية بين اثنين, وفي حال تم تقدم 3 أشخاص أو أكثر للرئاسة، وتمت التصفية النهائية بين اثنين، وكنت أنا على سبيل الافتراض أحدهما، والآخر غير الشيخ سلمان بن إبراهيم، فبالتأكيد الأصوات التي ذهبت إلى الشيخ سلمان ستكون من نصيبي في الجولة الحاسمة، والعكس بالعكس صحيح.

وأؤكد أن هناك علاقة قوية وصداقة، بل وأخوة بيني وبين الشيخ سلمان، وكل منا سيسند الآخر بالأصوات الداعمة له في حال خروج أي منا في مرحلة التصويت الأولي الذي يستهدف حصر المنافسة بين مرشحين اثنين. صحيح أن اتفاقنا المبكر قد يجعل الطرف الثالث ينسحب لأنه سيشعر بالخسارة، وقد يكون متشجعا للتقدم بالترشح للآسيوي باستغلال كوني والشيخ سلمان لم نتفق.

* الاتفاق بات مطلبا مهما بينك وبين الشيخ سلمان بن إبراهيم.. ما الطرق التي ستسلكانها والشروط الشخصية التي ستطرحانها من أجل الوصول إلى ذلك؟

- الطريقة الأنسب هي أن تتحرك الاتحادات الخليجية، خصوصا التي لها ثقل من أجل السعي إلى وفاق ودي، وفي حال لم يحصل الوفاق، يمكن اللجوء إلى خيار التصويت السري بين الاتحادات في غرب آسيا، ويسند الطرف الأقل حصدا للأصوات في التصويت السري الطرف الأكثر حصدا للأصوات، وهذا حل وسط قد يكون هو الأنسب في حال كانت هناك رغبة جادة في موضوع توحيد الصوت الخليجي أو العربي أو الغرب آسيوي في سباق الترشيحات.

* المرشحون غالبا ما يراهنون على بعض الأصوات للوصول إلى رئاسة الاتحادات.. صراحة على مَن تراهن في حصد الأصوات لرئاسة الاتحاد الآسيوي.. هل على دول غرب آسيا أم شرقها، خصوصا أن علاقتك قوية مع رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي؟

- لا يمكن أن يكون الرهان بهذه الطريقة، فقد أخسر أصواتا كثيرة في غرب آسيا، وأحصل عوضا عنها في الشرق أو وسط القارة أو دول الآسيان، وحتى المرشح الصيني قد لا يحصل على كل الأصوات في شرق آسيا، والحال نفسها للشيخ سلمان, فلا يمكن ضمان أن تكون جميع أصوات دول غرب آسيا بما فيها الدول العربية لصالح مرشح من غرب آسيا, قد يذهب بعضها إلى مرشح الشرق الآسيوي.

* حديثك يبرهن على أنك شخص واثق من فوزك برئاسة الاتحاد الآسيوي.. ما المعطيات الموجودة التي تجعلك تتحدث بهذه الثقة؟

- أنا ابن الاتحاد الآسيوي، وأعمل في هذا الاتحاد القاري منذ التسعينات في لجان عدة، واكتسبت من خلال العمل طوال السنوات الماضية علاقات قوية، وأرى في نفسي القدرة على خدمة هذا الاتحاد كرئيس وقائد, وليس هدفي المنصب كمنصب، بل تطوير هذا الاتحاد من خلال الخبرة التي اكتسبتها؛ لذا أنا عازم على مواصلة ترشحي للرئاسة ولم أتقدم لها اعتباطا.

هناك من يتهمك بأنك تخليت عن رئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام في أزمته بعد الاتهامات التي واجهها بالرشوة مع أنك كنت من المقربين منه قبل الأزمة؟

- هذا كلام غير صحيح أبدا، ومن يراجع المواقف التي اتخذتها شخصيا بهذا الشأن من خلال التصريحات في وسائل الإعلام، يدرك أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة، وليس فيه أي شيء من الواقعية. أنا وقفت وقفة مشهودة مع الأخ محمد بن همام، وكان موقفي المعنوي معروفا للقريبين من الأحداث، ولم أكن أملك غير الموقف المعنوي مع ابن همام، حيث إنني كنت متواصلا معه قبل وأثناء وبعد هذه الأزمة، إن أردت تسميتها بهذا الاسم، وهناك من تخلى عن ابن همام.

* علاقتك مع الشيخ أحمد الفهد توصف بالمتوترة، بعد أن أعلن دعمه الشيخ سلمان بن إبراهيم في الانتخابات الآسيوية المقبلة.. ما حقيقة ذلك؟

- حينما ألتقي الشيخ أحمد الفهد، فإننا نتبادل التحية بشكل أخوي, وحقيقة علاقتي به قديمة جدا وأخوية، ولكن إذا كان هناك خلاف في وجهات النظر، فهذا لا يعني أن بيننا مشكلات. أما عن إعلانه صراحة دعمه المرشح الشيخ سلمان بن إبراهيم، فهذا خيار خاص به, وقد ينجح في إقناع بعض المسؤولين في الاتحادات الرياضية بنسب متفاوتة، ولكن الأكيد أن الصوت الفعلي للكويت هو صوت واحد قد يكون مضمونا للشيخ سلمان بن إبراهيم, ومعروف عن الشيخ أحمد الفهد صراحته في الأمور كلها، وهذه شجاعة منه.

* ترددت أنباء حول أن الشيخ أحمد الفهد والأمير علي بن الحسين يسعيان إلى الهيمنة على الاتحاد الآسيوي في المستقبل القريب.. كيف ترى ذلك؟

- الكل يريد الهيمنة؛ فأنا كرئيس للاتحاد الإماراتي أريد أن أكون رئيسا للاتحاد الآسيوي من أجل خدمته، وإذا كانت هناك نية للشيخ أحمد الفهد والأمير علي بن الحسين على ما يوصف بالهيمنة على الاتحاد الآسيوي، فهذا أمر عادي جدا، فالأكيد أن كل مَن يريد ذلك هدفه واضح، وأنفي بشدة أن يكون هدف الفهد وابن الحسين سيئا في هذا الأمر، من حيث الإدارة أو غيرها، لذا يجب أن لا تأخذ الأمور أكبر من حجمها.

* عند وصولك البحرين أطلقت تصريحات إعلامية مثيرة أكدت فيها أن الشيخ سليمان بن إبراهيم يستغل هذه الدورة من أجل كسب أصوات من الشخصيات التي دعاها إلى الحضور.. ما الهدف من ذلك الحديث؟

- للأسف، حديثي استغل بطريقة «لا تقربوا الصلاة»، ولم يكمل الباقي. أنا قلت إن الشيخ سلمان دعا شخصيات لخدمة ترشحه، وكذلك لترشحي أنا كيوسف السركال، لأنني كنت من المدعوين، وأوجد في المكان نفسه الذي يوجد فيه المدعوون، وبالتالي الفرص بيني وبينه متساوية، ولكن (للأسف) هناك من استغل تصريحي بطريقة اقتطاع الجمل التي يريدها.

* بصفتك رئيسا للاتحاد الإماراتي انتقدت تجنيس اللاعبين المعمول به في الخليج، لكنكم قمتم بتجنيس اللاعب عمر عبد الرحمن الذي وُلد في السعودية وهو يمني الأصل.. كيف تبرر هذا التناقض؟

- جميع دول العالم تجنس لاعبين حتى في السعودية يوجد تجنيس. الذي أنتقده هو أن يأتي باللاعب من دول أخرى، ويكون مسجلا في كشوفات أحد الاتحادات، ويتم تجنيسه للاستفادة السريعة منه. أما وضع اللاعب عمر عبد الرحمن، فمختلف تماما. صحيح هو من أصل يمني وولد في السعودية، ولكن عاش في الإمارات منذ سن مبكرة، وفيها تعلم أساسيات كرة القدم وبنيت إمكانياته الفنية من خلال نادي العين، ولم يكن قبل العيش في الإمارات لاعبا معروفا أو مسجلا في كشوفات أي نادٍ أو أي اتحاد في الخارج، وتدرج في الفئات السِّنية للمنتخبات، ولم يكن قد وصل سن الـ20 حينما جاء إلينا، كما أنه لم يكن الوحيد الذي يحصل على الجنسية، بل إن جميع أسرته حصلت على الجنسية بمن فيهم أشقاؤه الذين أبدعوا في مجالات عدة، سواء في مجال كرة القدم، أو مهنة الطب، أو الوصول إلى مناصب معينة، لذا لا يمكن الخلط بين الأمور في موضوع التجنيس المعروف، ليس في كرة القدم فقط، بل حتى في كثير من المهن، على أن يكون المجنس مستوفيا شروط الدولة التي يحصل من خلالها على الجنسية. حظي المنتخب الإماراتي بإشادة كبيرة من خلال الأداء الذي قدمه في بطولة الخليج الحالية التي تجري في البحرين.. ما أهدافكم الأساسية لهذا المنتخب؟

- هدفنا الأساسي أن يكون من أفضل 3 منتخبات آسيوية، وهذا الذي نعمل على تحقيقه، وأملنا كبير في اللاعبين، وفي هذا المنتخب بكل عناصره في القدرة على تحقيق هذا الهدف، وعندما يصل معدل أعمار اللاعبين إلى ما بين سن 24 و26 سنقوم بتقييم وضعنا، ومدى تحقيقنا الأهداف التي رسمناها، وسعينا للوصول إليها.

* امتدحت المدرب مهدي علي وقلت عنه إنه الخيار الأفضل للمنتخب الإماراتي وإنكم فضلتموه على المدربين الأجانب.. ولكن هناك من يقول إن هذا المدرب لم يُعطَ حقه المادي تحديدا كحال المدربين الأجانب؟

- هذا كلام غير صحيح، فالمدرب مهدي علي مُنح عرضا من خلال التفاوض معه لا يقل عن معظم المدربين الأجانب الكبار في الإمارات، وهو رجل يستحق، لأنه أعطانا حقنا بالجهد والبذل والإخلاص، ونحن أعطيناه ما يستحق، وهو مدرب قدير نعتز بوجوده معنا في المجموعة التي تعمل معه بكل تفانٍ وإخلاص في سبيل التقدم بكرة القدم الإماراتية.