قرار جماعي ينهي أزمة الكرة السعودية مع ريكارد.. ومساع لمحاسبته «قانونيا»

عدنان المعيبد: تقرير الهولندي «ركيك ومبهم».. وثقتنا في الإسباني «لوبيز» كبيرة

TT

لبى اتحاد الكرة السعودية رغبة الغالبية العظمى في الشارع الرياضي، وأصدر قرارا هاما أمس يقضي بإنهاء عقد الهولندي فرانك ريكارد مدرب المنتخب السعودي، وإحالة العقد إلى مكتب استشارات قانوني لمعاينة حقوق الطرفين (اتحاد الكرة السعودي والمدرب) المادية والمعنوية المترتبة على إنهاء العقد، مع العلم بأن الشرط الجزائي المتعين على اتحاد الكرة السعودي منحه للمدرب الهولندي يصل إلى 12 مليون ريال. وتم تكليف الطاقم الفني الإسباني لمنتخب درجة الشباب بقيادة المدرب سيرخيو لوبيز بالعمل كجهاز فني للمنتخب الأول في التصفيات الآسيوية المقبلة.

وقرر اتحاد الكرة أيضا إعفاء الجهاز الإداري للمنتخب بقيادة خالد المعجل وتكليف عضو مجلس الإدارة سلمان القريني بالإشراف على المنتخب.

وكان مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم عقد اجتماعا أمس (الأربعاء) في مقر الاتحاد بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في الرياض برئاسة أحمد عيد، وتم الاتفاق على جملة من القرارات التي ستخدم كرة القدم السعودية بعد مشاورات عدة استمرت طويلا بين أعضاء المجلس. وثمن اتحاد الكرة الدعم والاهتمام الذي وجده من الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ومبادرته الإعلامية بتكفله بالشرط الجزائي لعقد المدرب.

من جهته أكد عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم والمتحدث الرسمي عدنان المعيبد، أن مجلس الإدارة اتخذ قرارا بصفة جماعية لإلغاء عقد المدرب الهولندي فرانك ريكارد من خلال الاتصال به خلال اجتماع مجلس الإدارة من قبل رئيس الاتحاد أحمد عيد، وتم التفاهم على إلغاء العقد بصفة ودية وبالتوافق بين الطرفين، وإحالة الملف إلى مكتب قانوني للفصل في الحقوق المادية والمعنوية لكلا الطرفين، وقال: «عندما اتخذنا هذا القرار ليس بسبب دفع الشرط الجزائي، فالسعودية ليست عاجزة عن دفع هذه المبالغ، وما يهمنا هو تعديل مسار الكرة والعودة للمكان الطبيعي، كما تم اتخاذ قرار آخر بتعيين مدرب منتخب الشباب الإسباني سيرخيو لوبيز مدربا للمنتخب الأول، والإشراف على تدريبه أمام كل من المنتخبين الصيني والإندونيسي، ضمن تصفيات كأس آسيا مع الاحتفاظ بمنصبه مشرفا للفئات السنية، ووضعه الاستشاري على جميع المنتخبات، وتم إعفاء الجهاز الإداري المصاحب للمنتخب الأول، وتعيين سلمان القريني مشرفا عليه، والأخير له حق الاستعانة بأي شخص للعمل معه، سواء من أعضاء الاتحاد أو من خارجه».

وأضاف: «المجلس ناقش جميع الأمور التي مرت في الفترة السابقة، بما فيها مشاركة المنتخب في بطولة كأس الخليج الـ21، المقامة حاليا في البحرين، والمشكلات والنتائج السلبية التي صاحبتها». كما تمت مناقشة التقرير الفني المقدم من المدرب فرانك ريكارد، والتقرير الإداري من خالد المعجل، وأجمع المجلس على أن التقريرين لم يكونا كافيين بما فيهما من الوضوح والشفافية، وكان من المناسب أن تتخذ قرارات مفصلية في التغيير الفني والإداري، خاصة أن المراحل المقبلة تتطلب الجهد والعمل في ظل المنظومة الجديدة التي ستشهدها الكرة السعودية.

وأبدى عدنان المعيبد ثقته بالمدرب لوبيز، وأنه قادر على النجاح، خاصة أن لديه تجربة ناجحة مع منتخب الشباب، وتحقيقه لبطولة الخليج، واستطاع تصعيد عدد من اللاعبين إلى المنتخب الأولمبي، وهذا عنوان النجاح لهذا الرجل في الفترة الماضية، ووجود شخص لديه معرفة كاملة عن تفاصيل الأندية السعودية والمنتخبات الوطنية، وقال: «من المخاطرة أن تستعين بمدرب جديد من الخارج، خاصة أن الفترة التي نستعد لها لمواجهة الصين قصيرة، إضافة إلى ذلك وفي حال وفق المدرب في إحداث نقلة نوعية في مسيرة المنتخب سيواصل الإشراف عليه»، معتبرا تسريب الأخبار خلال اجتماع اتحاد الكرة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» نهجا غير صحي، وإشكالية كبيرة، وأنه لم يشاهد أيا من الأعضاء تحدث وكان الجميع حاضرا على طاولة الاجتماع.

وعاد عدنان المعيبد للحديث عن إلغاء عقد المدرب فرانك ريكارد، وقال: «الموضوع أشبع طرحا من الرأي العام، ونحن كأعضاء ومن خلال متابعتنا لعمل المدرب رأينا أنه لم يوفق خلال الفترة التي قضاها مع المنتخب التي قاربت سنة وثمانية أشهر رغم المبالغ الباهظة وعقده الممتد لـ3 سنوات، ووضع عمل إدارة عامة مستقلة للمنتخبات عن الاتحاد السعودي لكرة القدم، وما حصل اليوم من نتائج خلال هذه الفترة لا يعبر عن مستوى الطموح، وكان هنالك قصور كبير بداية من تصفيات كأس العالم 2014، وخروجنا المرير من الدور الأول، وإقصائنا من البطولة العربية التي نظمناها في الصيف الماضي، وخروجنا من بطولة الخليج، واستقطاب 115 لاعبا خلال المدة التي قضاها المدرب يعطي مؤشرا إلى أنه لم يكن هنالك تصور واضح من بداية تكليف ريكارد، حتى إن تقرير المدرب لم يكن واضحا بالشكل الذي يوضح وجهة نظره، وعلينا أن لا نتحدث عن تفاصيل هذا التقرير، وما يهمنا مصلحة الكرة السعودية، ولكن أعضاء اتحاد الكرة لديهم القناعة بأن التقرير لم يكن واضحا ولا شفافا، ومثلما ذكرت في بداية حديثي ستتم إحالة الملف إلى مكتب قانوني للبت في بقية مدة العقد، حيث نملك حقوقا معنوية وأدبية، وهذه سمعة وطن ليست مجالا للبيع أو الشراء، ونحن لا نريد الدخول في مشكلات مع المدربين».

وواصل عدنان المعيبد حديثه بأن إعفاء مدير المنتخب خالد المعجل لا دخل له بموضوع مشكلة الكابتنية أو التصاريح، وقال: «صوت الجميع بأن يكون التغيير شاملا للجهاز الفني والإداري، ونحن نقدر العمل الذي قام به خالد المعجل، وهو إداري محنك قدم الكثير من الخدمات للمنتخبات الوطنية، وربما الظروف لم تخدمه في الفترة التي عمل بها، ونأمل أن تساعدنا هذه التغييرات على حل الكثير من المشكلات»، مبينا أن المجلس لم يناقش التصاريح والأحاديث الصحافية الخاصة بالمنتخب حول ما ذكر من أن بعض رؤساء الأندية يقدمون مصلحتها على مصلحة المنتخب.

وأضاف: «ليس من المناسب التطرق إلى مثل هذه المواضيع، ولا أعتقد أن هنالك رؤساء أندية يجازفون بسمعة الكرة السعودية، ويدعون أن لاعبيها مصابون ويسحبونهم من أجل مهمة وطنية».

وتابع: «موضوع اختيار المدرب الوطني لم يطرح في الاجتماع، بمن فيهم المدرب خالد القروني، وأعتقد أن هنالك منظومة في موضوع اختيار المدربين، والمدرب لوبيز لديه الحق في اختيار اللاعبين من خلال الاستعانة باللاعبين الشباب»، مبينا أن «استبعاد المدافع أحمد عسيري من تشكيلة المنتخب بقرار فني وإداري بعد أن غادر الفندق من دون إذن مسبق، في حين لم تكن هنالك أي مشكلة للاعب أسامة المولد بينه وبين المدرب خلال شوطي المباراة، وهذا الكلام أنفيه جملة وتفصيلا».

وعن البرنامج المعد لاستعداد المنتخب للمرحلة المقبلة، قال: «المدرب والمشرف على المنتخبات هما من سيحددان آلية البرنامج من أجل الاستعداد لمواجهة الصين في 6 فبراير (شباط) المقبل، ولقاء إندونيسيا في 24 مارس (آذار)، ولدينا عمل وجهد كبير للمرحلة المقبلة، ولا يمكن أن تضع خطتك في هذا الوقت وتحتاج إلى فترات متباعدة حتى تصل للهدف الذي خطط له في ظل البطولات التي يشارك فيها المنتخب، ونتمنى أن لا تتكرر الإخفاقات التي صاحبت الأخضر في ظل الإمكانيات المادية والبشرية التي نمتلكها والدعم الكبير الذي نلاقيه من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل على دعمه المتواصل لإدارة المنتخب، واتحاد الكرة الذي يثمن وقفته بكل ما يثري العمل في الاتحاد خلال الفترة الماضية، وتحمله المالي الذي أقلق الجميع، وأشيد بتصريحه من خلال وضع (الأخضر) أثناء مشاركته في بطولة الخليج».

من جهته طالب عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عبد الرزاق أبو داود الجميع بالوقوف مع المنتخبات الوطنية في كل مشاركاتها المقبلة ونسيان الفترة الماضية، واصفا اجتماع مجلس الإدارة بالمثمر؛ كونه اتسم بالشفافية والواقعية في جميع النقاط التي تمت مناقشتها، مؤكدا أن العاطفة لم تحضر في أي من القرارات التي اتخذت، ومشيرا إلى أن أعضاء المجلس اطلعوا على التقارير الفنية والإدارية التي تم رفعها من قبل الجهازين الإداري والفني للمنتخب الأول، وتمت إحالة جميع مستحقات ريكارد المالية بمحامي الاتحاد السعودي لمناقشتها مع مكتب قانوني. وعن رأيه في تعيين الإسباني سيرخيو لوبيز مدربا مؤقتا للمنتخب السعودي وبديلا عن ريكارد، قال عبد الرزاق أبو داود: «مجلس اتحاد رأى الأمر المناسب، واتفق كل الأعضاء على تعيين لوبيز لفترة مؤقتة، خاصة أن لدينا مباراتين هامتين أمام الصين وإندونيسيا ضمن تصفيات كأس آسيا»، رافضا التعليق على التسريبات الإعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي لقرارات الاجتماع ومناقشاته أثناء حدوثها، مكتفيا بإبداء أسفه حيال الأمر، واصفا مشاركة «الأخضر» في بطولة كأس الخليج الـ21 في البحرين بغير الجيدة لأسباب كثيرة، منها الإدارية والفنية، إلا أنه فضل عدم الخوض فيها لعدم إمكانية اختصارها، ولعدم رغبته في العودة للوراء، مطالبا بفتح صفحة جديدة للمنتخب السعودي. وكان قرار إقالة المدرب الهولندي فرانك ريكارد قد أخذ وقتا طويلا بعد انقسام المصوتين ما بين مؤيد ومعارض، إلا أنه خلال التصويت أجمع الأعضاء على إقالته في الاجتماع الذي استمر لأكثر من 5 ساعات.

يذكر أن الأمين العام المكلف بالاتحاد السعودي عبد الله السهلي تغيب عن الاجتماع لارتباطه مع اللجنة الفنية في بطولة الخليج، بالإضافة إلى عضو مجلس الإدارة عبد العزيز القرينيس لوجوده خارج السعودية، وتم الإقرار خلال الاجتماع بتشكيل لجان الاتحاد بعد نهاية الموسم الحالي.

من جهة أخرى اقترب عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي السابق أحمد الخميس من منصب الأمانة العامة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، وعلمت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن أغلبية الأعضاء المرشحين للمجلس الجديد سيكون صوتهم لعضو مجلس الإدارة القديم أحمد الخميس؛ كون النظام يجيز تعيينه أمينا عاما حتى لو لم يكن ضمن أعضاء اتحاد الكرة الجديد.

وينافس أحمد الخميس في هذا المنصب إبراهيم الربدي، فيما اختير نائب رئيس الاتحاد محمد النويصر لمنصب رئيس رابطة دوري المحترفين بالنظام الجديد، في حين سيكون الأقرب لرئاسة لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين المهندس عبد الله البرقان، وكل من عبد الرزاق أبو داود وخالد الزيد لرئاسة لجنة المنتخبات بعد أن تم ضمها لاتحاد الكرة؛ كون الاتحاد القديم مستقلا عن باقي اللجان، وسلمان القريني للجنة المسابقات وينافسه أحمد العقيل، وألعاب كرة القدم للعضو الدكتور خالد المقرن، ولجنة الانضباط للدكتور إبراهيم بخاري، ولجنة الحكام للعضو عمر المهنا. وواصل رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد ونائبه محمد النويصر اتصالاتهما اليومية للوقوف على دراسة جدول الأعمال الذي ستتم مناقشته خلال الاجتماع الذي سيعقد يوم الأربعاء المقبل في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، وبحضور جميع الأعضاء المنتخبين، ولعل أبرز ما ستتم مناقشته توزيع المناصب بين الأعضاء، كما سيتم تقليص عددهم إلى ثلاثة أشخاص في كل لجنة، بمن فيهم الرئيس بعد أن كان خمسة أعضاء في الاتحاد السابق.