الخراشي: المدربون السعوديون لا يتناسبون مع المرحلة.. والبرازيليون مطلوبون

العواد يتهم ياسر.. وباخشوين يرفض تهمة الفشل.. والهولنديون يتساءلون عن أموال ريكارد

TT

أيد خبراء كرة القدم السعودية قرار اتحاد الكرة المحلي بإعفاء المدرب الهولندي فرانك ريكارد من مهامه، المتعلقة بتسيير الشؤون الفنية للمنتخب السعودي، التي مارسها ابتداء من مطلع يوليو (تموز) 2011، وحتى إقالته يوم أمس، وذلك خلال اجتماع مجلس الاتحاد السعودي داخل مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، في العاصمة الرياض؛ لمناقشة مشاركة الأخضر في دورة كأس الخليج الـ«21»، والمقامة حاليا في العاصمة البحرينية المنامة. وأفضى ذلك الاجتماع أيضا إلى إقصاء الجهاز الإداري في المنتخب السعودي، الذي يشرف عليه خالد المعجل.

ولم تتجل أي ملامح للدهشة لدى المتخصصين السعوديين في كرة القدم، خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» تجاه تلك القرارات، التي خضعت لتصويت أعضاء الاتحاد السعودي، إذ توافقت رؤيتهم مع نظرية الأعضاء المساهمين بشأن مصير المدرب الهولندي مع المنتخب السعودي.

وأكد عضو الجمعية العمومية، والمدير الفني لدورات وشؤون المدربين بالاتحاد السعودي، محمد الخراشي، أن قرار إلغاء عقد ريكارد كان متوقعا، وقال «جاء ذلك القرار ليحقق مصلحة الطرفين، فالهولندي ريكارد منح الفرصة الكافية لكنه لم ينجح، حتى افتقد الثقة أمام اللاعبين والإعلام». ولم يقلل الخراشي من قدرات ريكارد التدريبية، وتابع «نحترم اسمه وتاريخه، ومن المحتمل أن ينجح مستقبلا في مكان آخر».

وبين محمد الخراشي أن مدير المنتخب خالد المعجل سعى لتحقيق النجاحات نفسها التي نالها في محطته السابقة مع فريق الشباب، لكن أعاق الأخضر عدم النجاح الإداري - إن صح التعبير - وقال «قرار إعفاء المعجل أيضا لا يقلل منه كرياضي، حقق إنجازات عظيمة كلاعب وإداري»، مؤكدا أن المدربين البرازيليين هم الأنسب للكرة السعودية خلال الفترة المقبلة، رغم تراجع الكرة البرازيلية في اللائحة الدولية، خلال السنوات القليلة الماضية. وأضاف «لن ينجح مع المنتخب السعودي سوى المدرب البرازيلي، الذي يرغب في النجاح في العمل الميداني، ويؤمن بالاستقرار والتطوير، ومنح الفرصة للاعب الشاب».

وعارض محمد الخراشي فكرة تنصيب مدرب محلي، خلفا للمقال ريكارد، وقال «التوقيت الحالي لا يناسب المدرب الوطني مطلقا، وليس من صالحه أن يتولى الإشراف الفني على المنتخب السعودي، فالأمور الآن أصبحت أكثر تعقيدا من ذي قبل، وهناك احتقان وتشنج كبيران في الشارع الرياضي السعودي، ونحن نطالب بتصحيح الأوضاع، ولكن ليس بتلك الطريقة أو بذاك الأسلوب».

من جانبه، أبدى المدرب السعودي عمر باخشوين انزعاجه الشديد من نعت المدرب الهولندي فرانك ريكارد بالفاشل، مبينا أن ذلك غير لائق، إضافة إلى التعدي على قدرات المدرب، الذي حقق نجاحات عظيمة، كلاعب ومدرب في المحطات التي تنقل بينها، خلال مشواره الرياضي، مشيرا إلى الأدوار المهمة التي قام بها إداري المنتخب خالد المعجل، خلال فترة عمله في الأخضر، مؤكدا أن الثنائي المقال ريكارد والمعجل سيجدان النجاح في جهات أخرى.

وبين عمر باخشوين أن الإخفاق لا يعني الفشل، مستشهدا بحال المدربين السابقين في المنتخب السعودي، وقال «البرازيلي زاغالو اسم تدريبي لامع، حقق كأس العالم مع منتخب بلاده، لكنه أقيل من تدريب المنتخب السعودي؛ بسبب إخفاقه مع الأخضر في مونديال آخر، وكذلك الحال مع كارلوس ألبرتو»، موضحا أن مشكلة الكرة السعودية تتجسد في إهمال الفئات السنية في الأندية، مطالبا بالاستفادة من تجارب الآخرين في ذلك الشأن.

وأكد عمر باخشوين أن العديد من المدربين الوطنيين مؤهلون للإشراف الفني على المنتخب السعودي في المرحلة المقبلة، مبينا أن انحصار الجودة في القلة من المدربين السعوديين سببه عدم إعطاء الفرصة للمدربين الوطنيين للعمل داخل الأندية المحلية، على عكس المعهود في بقية الدول الناجحة كرويا، وقال «غالبية المدربين الوطنيين ليسوا سيئين، لكنهم لم يكملوا بعد خبراتهم وشهاداتهم، ولم يجدوا الفرصة أيضا للعمل داخل الأندية».

من جهته، أكد الخبير الكروي الدكتور تركي العواد أن إقالة المدرب الهولندي فرانك ريكارد لم تكن مفاجئة، مبينا أن الجميع كان في انتظار ذلك القرار، وقال «بدا لنا خلل كبير في طريقة عمل ريكارد، وبعيدا عن النتائج السيئة التي تحققت للكرة السعودية لم نشعر بممارسته الضغط على اللاعبين، أو بمعنى آخر لم يكن متحمسا لتلك المهمة، وإقالته خلصت الاتحاد السعودي من الإصرار على الخطأ الذي يعد هو الخطأ الأكبر».

واتهم تركي العواد مجموعة من العناصر في التشكيل الأساسي للمنتخب السعودي بالتسبب في انتكاسة الأخضر، وقال «الفشل ليس وليد اللحظة، فطوال 5 سنوات مضت ابتعد المنتخب السعودي عن الإنجازات، وكانت المسؤولية ترمى على عاتق المسؤولين كالرئيس الأسبق لاتحاد الكرة الأمير سلطان بن فهد، وخلفه الأمير نواف بن فيصل، إضافة إلى العديد من المدربين، الذين تعاقبوا على الأخضر. لقد جربنا كل الحلول باستثناء تغيير اللاعبين أنفسهم، وبنظري أن إحباط الجيل الحالي تسبب في تلك الإخفاقات المتتالية». وأضاف «تتطلب المرحلة المقبلة تغييرا في اللاعبين، فهناك عدد منهم شكلوا عاملا مشتركا، في كل الخسائر الأخيرة التي تعرض لها المنتخب السعودي، وهم بالمناسبة مجموعة من النجوم كياسر القحطاني، وأسامة هوساوي، وسعودي كريري، وأحمد عطيف، والذين يتمنى أي مدرب ضمهم إلى الأخضر، لكن مشكلتهم أكبر من قدراتهم، بعدما تولد لديهم الخوف والرهبة من الخسارة، خصوصا بعد استقبال المنتخب السعودي لأول هدف في مرماه، ومع تعدد الخسائر تولد داخل أنفسهم الإحباط».

وردا على سؤال حول هوية المدرب الأصلح لخلافة الهولندي، أجاب تركي العواد «أنا مع المدرب الجيد، بغض النظر عن جنسيته، لكن الوقت الحالي يتناسب مع خالد القروني؛ لأنه مدرب متميز، وقادر بمعرفته للاعبين الشباب على تكوين منتخب قوي، يعيد الكرة السعودية إلى الواجهة الآسيوية».

وعلى صعيد ذي صلة، كشف موقع «كووت» الهولندي عن السلوكيات الشرائية لمواطنه المقال فرانك ريكارد، تحت عنوان «ماذا فعل ريكارد بملايين النفط؟»، في إشارة إلى قيمة عقده مع المنتخب السعودي. وكشف الموقع أن المدرب الهولندي اشترى منزلا بنحو 4 ملايين دولار، في حي فندن بارك في العاصمة الهولندية أمستردام، بالإضافة إلى ابتياعه موقعا عقاريا آخر بقيمة 2.5 مليون دولار. كما بين الموقع ارتياح الهولندي فرانك ريكارد لذلك الحي الذي يملك فيه منزلا بنحو 1.5 مليون دولار.

يذكر أن موقع «نيو سبورت» أكد ظهر أول من أمس، على لسان بيري أوفر أيم وكيل أعمال ريكارد، أن الأخير باق في مهامه، مدربا للأخضر، قبل أن يخالف ذلك اجتماع الاتحاد السعودي يوم أمس. وقال أوفر أيم - ردا على الصحف العربية التي تنبأت بإقالة المدرب الهولندي «لا شيء يدل على ذلك، كما أن ريكارد ذا الخمسين ربيعا يفكر في كل شيء ما عدا مستقبله بعد السعودية، بالإضافة إلى ذلك لم نستلم أي خطاب من الاتحاد السعودي يؤكد هذا الأمر، وفي الوقت الحالي فإن أخبار فك ارتباط ريكارد بالمنتخب السعودي مجرد شائعات، لكن الهولندي واقعي، ولا يوجد أحد سعيد بما حدث في البحرين، وبالخصوص الإعلام السعودي، والجزء القليل من المشجعين السعوديين، كما أنه لا يخطط ليتوقف عن العمل مع السعودية من نفسه، هو يريد أن يكمل ما بدأه، ويتمنى أن يمنح الفرصة كاملة». وأضاف «في حال نجح ريكارد مع السعودية في اجتياز التصفيات الآسيوية في فبراير (شباط) المقبل، فإنه سيكمل المهمة حتى نهائيات أمم آسيا في أستراليا 2015».