تونس والجزائر تصطدمان بالفيل العاجي والمغرب يواجه جنوب أفريقيا

الفرق العربية تتطلع لتحقيق إنجاز في كأس الأمم الأفريقية التي تنطلق غدا

TT

تتطلع الفرق العربية المشاركة في كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين التي تنطلق غدا في جنوب أفريقيا إلى انتزاع اللقب خاصة في غياب مصر حاملة الرقم القياسي والكاميرون.

ويشارك في البطولة 16 منتخبا وزعت على أربع مجموعات، وسيمثل العرب المغرب (بالمجموعة الأولى) وتونس والجزائر (أوقعتهما القرعة معا في المجموعة الرابعة).

في المجموعة الأولى التي تضم إلى جوار المغرب جنوب أفريقيا صاحبة الأرض وأنغولا والرأس الأخضر، يطمح ممثل العرب في تجاوز هذا الدور من أجل إحراز اللقب الثاني في تاريخه. ويخوض المغرب غمار البطولة الحالية من دون قلق من شريك عربي كما كان عليه الحال في النسخة السابقة، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثالثة مع تونس التي تأهلت إلى الدور ربع النهائي على حسابه، وسيحاول إحراز اللقب الثاني بعد الأول عام 1976 في إثيوبيا بإشراف المحلي رشيد الطاوسي لمحو خيبة أمل نسخة الغابون وغينيا الاستوائية بقيادة البلجيكي إيريك غيريتس. لكن العقبة الأولى والأصعب في الدور الأول أمام الطاوسي و«أسود الأطلس» تكمن في وجود جنوب أفريقيا صاحبة الأرض والجمهور التي ستسعى بدورها إلى لقب ثان بعد الأول عام 1996 وعلى أرضها بالذات، مما يمنحها فرصة أوفر من الآخرين في الوصول إلى هدفها.

وإضافة إلى جنوب أفريقيا والمغرب هناك المنتخب الأنغولي الذي تأهل للمرة الخامسة على التوالي والسابعة في تاريخه للنهائيات من دون الوصول لمنصة التتويج. وقد تكون الرأس الأخضر حديثة العهد تشكيلا هي الحصان الأسود في المجموعة، رغم أنها لا تملك تاريخا كبيرا، فهي «صغيرة السن» إذ تأسس اتحادها عام 1982، وانضم إلى الفيفا عام 1986 وإلى الاتحاد الأفريقي عام 2000، لكن الفريق يضم أسماء لامعة معظمها محترف في الخارج لكن في أندية من الدرجات الدنيا، باستثناء توني فاريلا لاعب سبارتا روتردام الهولندي، وراين مينديس مهاجم ليل الفرنسي.

وفي المجموعة الرابعة ستواجه طموحات تونس والجزائر بمنتخب الأفيال العاجي المرشح الأبرز لإحراز اللقب، والذي يضم بين صفوفه نخبة من أبرز لاعبي العالم، أهمهم يايا توريه (أفضل لاعب أفريقي لعام 2012) وشقيقه كولو المحترفان في مانشستر سيتي الإنجليزي، والمهاجم الفذ ديدييه دروغبا. كما لا يمكن التقليل من شأن منتخب توغو الطرف الرابع بالمجموعة وصاحب المفاجآت مع الكبار.

وتبدو حظوظ المنتخبين العربيين متقاربة أو متساوية تقريبا في بلوغ الدور ربع النهائي، فتونس تشارك للمرة السادسة عشرة مع لقب على أرضها عام 2004 والجزائر للمرة الخامسة عشرة مع لقب وحيد على أرضها أيضا عام 1990. ووقعت تونس للمرة الثانية على التوالي مع منتخب عربي بعد أن كانت في المرة السابقة مع المغرب، ويعتبر كلا الطرفين أن المواجهة بينهما هي الأصعب، ونتيجة لقاءيهما مع ساحل العاج ستحدد إلى حد بعيد معالم التأهل.

وهذا ما أشار إليه مدرب الجزائر الفرنسي - البوسني وحيد خليلودزيتش بعد سحب القرعة، حيث قال «الجزائر وقعت في مجموعة صعبة، وأنا شخصيا أعتبر أن المباراة الأولى ضد المنتخب التونسي هي الأصعب، وستكون الحاسمة لبقية المنافسة، أما بالنسبة لساحل العاج فهو منتخب أعرفه جيدا». وبالنسبة لخليلودزيتش الذي خسر مع ساحل العاج في ربع النهائي عام 2010 أمام الجزائر (3/2)، فإن «كل شيء قابل للتحقيق».

ويدخل الجيل الذهبي لساحل العاج النسخة الحالية واضعا نصب عينيه اللقب ولا شيء سواه، لأنه يدرك جيدا أنها الفرصة الأخيرة بالنسبة له لمنح البلاد لقبها الثاني في العرس القاري بعد أن فشل في النسخة السابقة في الغابون وغينيا الاستوائية، حيث سقط في النهائي أمام نظيره الزامبي بركلات الترجيح بعد أن تعادلا سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي.

وتلهث ساحل العاج خلف اللقب القاري الثاني في تاريخها منذ عام 1992 عندما ظفرت بالكأس الغالية بتغلبها على غانا في المباراة النهائية بعد ركلات ترجيح ماراثونية.

وكانت جميع التوقعات ترشح منتخب ساحل العاج لحصد لقب البطولة الأخيرة عام 2012، استنادا إلى تشكيلته المدججة بنجوم من أشهر لاعبي القارة على رأسهم دروغبا مهاجم تشيلسي الإنجليزي سابقا وشنغهاي شينخوا الصيني حاليا، وزميله السابق سالومون كالو (ليل الفرنسي)، ولاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي يايا توريه صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في القارة السمراء في العامين الماضيين وشقيقه مدافع سيتي أيضا كولو توريه، وإيمانويل إيبويه وياو كواسي جيرفيه الملقب بجيرفينهو وعبد القادر كيتا. وكانت نسخة 2012 تعتبر الأخيرة لهؤلاء اللاعبين الذين تجاوزوا سن الثلاثين، وكانوا مطالبين أكثر من أي وقت مضى برفع الكأس في ظل غياب 5 منتخبات عريقة تملك من الإمكانيات ما يمكنها إيقاف الفيلة، وهي مصر التي حرمتهم من التتويج عامي 2006 بالفوز عليهم بركلات الترجيح في النهائي، و2008 في الدور نصف النهائي 4/1، والكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا والجزائر التي أخرجتها من ربع النهائي في أنغولا 3/2 بعد وقت إضافي.

إلا أن الفرصة تسنح مجددا لهذا الجيل الذي أنهى مشاركته السابقة بخمسة انتصارات وشباك نظيفة لم تهتز إلا في النهائي أمام زامبيا بركلات الترجيح (8/7) بعد اعتماد الاتحاد الأفريقي السنوات الفردية لإقامة المسابقة كي لا تأتي مع كأس العالم وكأس أوروبا والألعاب الأولمبية، لكن القرعة لم تنصفه، حيث تبدأ صعوبة المهمة في الدور الأول خصوصا في المواجهتين مع تونس والجزائر اللتين تبحثان بدورهما عن لقب ثان أيضا.

في المقابل بلغ المنتخب التوغولي النهائيات للمرة الثامنة بعد أن كان مهددا بالحرمان من المشاركة في التصفيات كما هو الحال في تلك التي سبقتها، لولا جهود الوساطة التي قام بها رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر ومحكمة التحكيم الرياضي مع الاتحاد الأفريقي لكي يرفع العقوبة المفروضة عليه نتيجة انسحابه من نسخة 2010 في أنغولا بعد تعرض حافلته لهجوم مسلح عند الحدود الأنغولية الكونغولية وأودى بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بينهم لاعبان. ويعتمد الفريق التوغولي بشكل كبير على مهاجمه المحترف في صفوف توتنهام الإنجليزي إيمانويل أديبايور.