المحكمة الفيدرالية تعيد نابولي إلى صراع «الكالتشيو» مجددا

قررت إلغاء حسم النقطتين من الفريق وتبرئة كانافارو وغرافا

TT

لو أننا لا نزال في زمن احتساب الفوز في مباريات الكرة بنقطتين فقط لقلنا إن نادي نابولي قد فاز يوم الخميس بمباراة حاسمة في مسيرته هذا الموسم. فقد حقق نابولي أغلى نقطتين هذا الموسم بعد أن ألغت المحكمة الفيدرالية قرار خصم نقطتين من رصيد الفريق في الدوري هذا الموسم والذي أصدرته المحكمة الرياضية قبل بضعة أسابيع. وبهذا القرار أصبح نابولي رسميا يحتل المركز الثاني في جدول الدوري إلى جانب لاتسيو وبفارق ثلاث نقاط فقط عن اليوفي المتصدر. وكانت المحكمة الرياضية قد قضت في السابق بخصم نقطتين من رصيد فريق نابولي وإيقاف كانافارو وغرافا لاعبي الفريق لمدة ستة أشهر، بسبب تورطهما بشكل غير مباشر في بعض الأحداث المتعلقة بفضيحة المراهنات. وجاء قرار محكمة الاستئناف أول من أمس ليعيد الابتسامة لجماهير نابولي لا سيما أن المحكمة قضت أيضا بتبرئة كانافارو وغرافا من جميع الاتهامات وإلغاء عقوبة الإيقاف ضد كل من كانافارو وغرافا. وكان السبب الرئيسي في هذا الحكم هو تغيير الاتهامات الموجهة إلى جانيللو حارس مرمى نابولي السابق من «التلاعب» إلى «خيانة الأمانة». وقد قضت المحكمة الفيدرالية بتخفيض عقوبة إيقاف جانيللو من عامين وثلاثة أشهر إلى 21 شهرا فقط وهو ما كان له أثر مباشر على وضع كانافارو وغرافي. ومن المتوقع أن يكون لهذا الحكم تأثير السحر على مسيرة نابولي في الدوري وعلى معنويات لاعبيه الذين كانوا يشعرون بظلم بالغ بسبب الخصم. ولا شك أن إلغاء عقوبة الخصم سيمثل دافعا إضافيا قويا للتألق والاستمرار في المنافسة بعد أن أصبح اليوفي على بعد مباراة واحدة (ثلاث نقاط) من فريق نابولي المنتشي بفرحة هذا الحكم.

والمعروف أن مسؤولي نادي نابولي وإدارة النادي لم تكن على علم بأي من عمليات التلاعب التي كان حارس المرمى السابق ينوي الاشتراك فيها. وجاء خصم نقطتين من الفريق في الدرجة الأولى من المحاكمة بسبب ما يسمى في القانون بالمسؤولية الضمنية، إذ يعتبر النادي مسؤولا بشكل غير مباشر عن تصرفات جميع لاعبيه. وكان جانيللو (الحارس الثالث السابق في فريق نابولي) قد سعى للتلاعب بنتيجة مباراة سمبدوريا ونابولي الموسم الماضي، واعترف بذلك في التحقيقات. لكن محكمة الاستئناف غيرت من الاتهامات بعد أن ثبت أن عملية التلاعب لم تتم.

وبعيدا عن قضية نابولي التي تم حسمها بهذا الحكم، تجري التحقيقات في الوقت الحالي بشأن بعض عمليات التلاعب المحتملة الأخرى ومن المتوقع أن تنظر المحكمة الرياضية هذه الحالات في وقت قريب. فهناك اتهامات تطارد ماوري لاعب لاتسيو وميلانيتو لاعب جنوا بالاشتراك في بعض عمليات التلاعب في دوري الدرجة الأولى. ويترقب الجميع كيف ستسير الأمور في هذه الاتهامات؟ وهل ستغير المحكمة الرياضية والمدعي العام بالاتسي من نهج تعامله مع هذه القضايا بعد الحكم الأخير في قضية نابولي والذي نسف حكم المحكمة الرياضية من جذوره.

لقد انقشعت غيوم القلق والتوتر وعادت ابتسامة أوريليو دي لاورينتيس رئيس نادي نابولي لتسطع من جديد بعد قرار المحكمة وقال بسعادة بالغة: «لقد أثبت القضاء نزاهتنا وليس هذا نصرا لنابولي فحسب، بل لكرة القدم الإيطالية بأسرها. إن الأمر يشبه الاستيقاظ بعد 20 عاما لنكتشف أن هناك شيئا بدأ يتغير».

وأضاف، بشأن كانافارو وغرافا: « كان يجب أن تروهما. كانا يبكيان من التأثر عند سماعهما للخبر». ولم يكتف دي لاورينتيس بالحديث عن سعادته وسعادة جماهير ولاعبي نابولي بالخبر، بل تطرق أيضا للحديث عن القضاء الرياضي بشكل عام: «ينبغي أن نصلح منظومة القضاء الرياضي في إيطاليا ونجعلها تتلاءم مع العصر الحالي. ثمة مشكلة تتمثل في عدم ملائمة التشريع في بعض البلدان لقوانين الاتحاد الأوروبي. ونحتاج لتكاتف الحكومات ضد العصابات التي تغير نشاطها من المخدرات إلى كرة القدم والمراهنات غير الشرعية في الوقت الحالي. فليس هناك بعد اتجاه موحد في العقوبات ضد عمليات المراهنات، ولا يوجد قانون واحد لمناهضة هذه الظاهرة في أوروبا. وفيما يتعلق بالمسؤولية الضمنية أقول إنه مبدأ صحيح، ولكن يجب أن يتم ملائمته مع الأوضاع الحالية. وفيما يخص رابطة الأندية يجب انتخاب رؤساء أندية دوري الدرجة الأولى والإداريين. هل قمت أنا بمرافعة رائعة في قاعة المحكمة؟ دعونا لا نبالغ، لقد كانت مرافعة المحامي غراساني رائعة وكان بارعا في عرض دفاعه».