روما يسعى لطي صفحة خسارتيه الأخيرتين على حساب الإنتر

المدرب زيمان يعتمد على ثلاثي الهجوم توتي وأوسفالدو ولاميلا اليوم

TT

لم يمر على فوز فريق روما أمام فيورنتينا في ربع نهائي كأس إيطاليا سوى ما يقل عن أربعة أيام، على الرغم من أنه بدا بالفعل وكأنه يعود إلى عصر ما قبل التاريخ. لم يكن غير ذلك لأن فريق روما على ملعب استاد فرانكي كان مجبرا على الأساليب الخططية القديمة، بدءا من الاعتماد على ماتيا ديسترو فحسب في خط الهجوم كرأس حربة. ومساء اليوم (الأحد) أمام فريق الإنتر سيكون، على العكس، هناك عالم مختلف تماما، حيث سيعود المدرب التشيكي زيمان إلى الحيرة في الاختيارات الخاصة بخط الأمام وكذلك مثلث الهجوم الأساسي، أوسفالدو في قلب الهجوم وفرانشيسكو توتي ولاميلا على الأجناب. وبهذا الشكل سيحاول فريق روما اللعب بالأوراق الأخيرة التي يمتلكها في منافسات حلم التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وبينما تنتشر على المواقع الإلكترونية صور المهاجم دانييل أوسفالدو في رأس السنة الجديدة وهو في بيونس أيرس بصحبة المطربة والممثلة الأرجنتينية جيمانا بارون، يعود المهاجم الأرجنتيني الدولي مجددا أساسيا في قلب خط وسط فريق روما بعد غياب دام ثلاث مباريات (أمام نابولي، لعب فحسب آخر 30 دقيقة من المباراة وغاب أمام فريقي كاتانيا وفيورنتينا). وإلى جانب دانييل يعود، بشكل مفاجئ أيضا، قائد روما توتي الذي أجرى أول من أمس كل التدريبات مع الفريق والذي يبدو أنه قد تجاوز على أفضل وجه المشكلة التي كان يعانيها في العضلة المستقيمة للفخذ الأيسر، الأمر الذي أبعده عن المشاركة مع الفريق سواء أمام كاتاينا أو فيورنتينا. ويعد تعافي فرانشيسكو توتي، في الواقع، هو الخبر الذي لم يكن متوقعا والذي سيسمح أيضا للمدرب زيمان بالدفع بمثلث هجومي قوي، وأكثر مرونة، حيث سيلعب توتي ولاميلا لدعم أوسفالدو: يذكر أن هذا الثلاثي نجح في إحراز 26 هدفا من إجمالي أهداف روما الـ40 «الحقيقية» هذا الموسم. ويحرص زيمان ليس فحسب على الفوز بتحدي المهاجمين (نظرا للغيابات الكثيرة في صفوف الإنتر)، ولكن أيضا بالمباراة كلها التي تأتي بعد هزيمتين متتاليتين لفريق روما في الدوري المحلي، الأمر الذي ربما يعيد إطلاق (على الأقل بشكل جزئي) تطلعات أبناء زيمان الأوروبية.

وماذا عن ديسترو؟ لقد كان ماتيا (في الخير والشر) بطل العشرة أيام الأخيرة الماضية لفريقه: من الفرص المهدرة أمام نابولي وكاتانيا إلى هدف الفوز الحاسم أمام فيورنتينا والذي أهدى روما بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس إيطاليا. وقد صرح المهاجم الشاب إلى برنامج (I Signori del Calcio) على قناة «سكاي سبورت 1» قائلا: «كنت أعلم مسبقا كم أن فريق روما قويا، لا سيما في خط الهجوم، فيه أناس بقيمة توتي وأوسفالدو ولاميلا ونيكو لوبيز. أتعلم الكثير من العمل مع المدرب زيمان، وبالأحرى في التحركات الهجومية. بالنسبة إلي ليس مهما المكان الذي المركز الذي أوجد فيه، ولكن أن أجعله مهما من خلال تحركاتي والتوقيت المناسب، ولكن عندما تصل إلى فريق جديد عليك أن تبحث دائما عن الحصول على مكان أساسي لك. الإنتر؟ عندما استغنى عني وأرسلني إلى جنوا شعرت بخيبة أمل». ومن المفترض أن يوجد اليوم على مقاعد البدلاء، ليحاول بعد ذلك اغتنام مباراة ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا أمام الإنتر على أفضل وجه، حيث سيغيب المهاجم أوسفالدو عن ذلك اللقاء بسبب الإيقاف وكذلك من المحتمل أن يظل حينها توتي خارج التشكيلة. وتابع ديسترو تصريحاته قائلا: «مواجهة توتي ليست عادية، بسبب تاريخه الكروي، ولكن عدد قليل من الناس هم الذين يعرفون توتي على المستوى الشخصي: لقد صدمتني شخصيته، إنه فتى مهذب ودائما في عون رفاقه. أنا؟ مثل الجميع أحلم بالمشاركة في مونديال 2014».

في المقابل قام المدرب زيمان بدفع فريقه مع خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، وحصل منها على مباراة ثرية بالمهارات الهجومية وفي الوقت ذاته اقتصر على الحصول على الحد الأدنى من المخاطر الدفاعية.

وعلى العكس، تنتهي المجاملات عند هذا الحد. حيث إن العمر الزمني محفور في تجاعيد كل واحد منا وعلى هذا النحو يلقي الجميع التحية على زيمان، الذي لأول مرة في مشواره الكروي، يرفض فكرة «دفاعه» المكون من أربعة لاعبين مفضلا ذلك المكون من ثلاثة ومستعدا أحيانا (كثيرا) للتحول إلى جدار منيع مكون من خمسة لاعبين. وكما يقول اللاعبون، هو التغيير في طريقة اللعب الذي تم تجربته قليلا للغاية في التدريبات. وعند هذه النقطة، كان هناك تساؤلان ترددا في مدينة روما الأول هو هل قام المدرب البوهيمي بعمل كل شيء من تلقاء نفسه أم أن إدارة النادي، في ضوء الحالة الهجومية الطارئة، كانت قد نصحته بتغيير شيء ما؟ والسؤال الثاني هو هل سيكرر زيمان ما فعله في المباراة أمام الإنتر الذي يلعب عادة بخط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين مثلما فعل أمام فيورنتينا؟ وفيما يتعلق بالنقطة الأولى، تحوم الكثير من الشائعات حول هذه المسألة أكثر من التأكيدات؟ وبالطبع، فإن إدارة النادي لم تكن فقط مندهشة بشكل كامل لكنها قدرت أيضا المرونة التي ظهرت «أخيرا» من جانب المدرب خاصة لأنه يمتلك فريقا قادرا على التنافس متاحا له. وبعد قول ذلك، يتمثل الانطباع العام في أن المباراة أمام فيورنتينا كانت نوعا من «اضرب واركض» ولذلك سيعود المدير الفني لفريق روما أمام الإنتر للتصرف وفقا للطرق المعتادة. ومن جانب آخر، كانت تصريحاته واضحة حيث قال زيمان بهذا الصدد: «يمكن اتباع طريقة اللعب بالدفاع المكون من ثلاثة لاعبين مجددا لكنها لا تروق لي. وأود العودة للعب بخط دفاع مكون من أربعة لاعبين. وواجهنا في فلورنسا حالة طارئة لذلك لعبنا على هذا النحو لكي نستغل مميزات اللاعبين». مع كل هذه التغييرات من هذا النوع خاصة إذا رأينا انتقال بيريز إلى خط الوسط (لكنه كان هناك بشكل قليل) وفلورينزي في خط الهجوم (لكنه عمليا قام بعمل كل شيء وشغل ثلاثة مراكز على الجانب الأيسر).