الملايين تنهال على نجوم الإمارات.. والآلاف يجوبون الشوارع فرحا بالكأس

مطر يحذر زملاءه من «التعالي».. والطلياني: اقتنصنا الذهب بـ«روح الأسرة الواحدة»

TT

87 مليون درهم «23 مليون دولار أميركي».. كانت هي حصيلة المكافآت المالية التي حظيت بها بعثة منتخب الإمارات الأول لكرة القدم الحائزة على لقب كأس الخليج العربي الـ21 لكرة القدم التي اختتمت منافساتها أول من أمس في العاصمة البحرين ووصل الأبيض الإماراتي أمس إلى أبوظبي وسط استقبال حافل من جماهيره وكبار مسؤوليه قبل أن يبادر بالذهاب ظهرا إلى قصر روضة العين للالتقاء برئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد الذي خصص 50 مليون درهم للبعثة الإماراتية الكروية فضلا عن مكافأة مالية قدرها 25 مليون درهم قدمتها الشيخة هند بنت جمعة آل مكتوم حرم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد فيما قدم أنجال الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نحو 12 مليون درهم للفريق البطل.

وشهدت المدن الإماراتية أمس احتفالات واسعة لم تتوقف حتى ساعات متأخرة من أمس ومن جانبه، عبر عدنان الطلياني المشرف على المنتخب الإماراتي، عن سعادته بتحقيق لقب دورة كأس الخليج الـ21 التي اختتمت أول من أمس في المنامة، مشيرا إلى أن اللاعبين كانوا أبطالا وأوفوا بوعودهم للجماهير وكانوا على قدر المسؤولية.

من جانبه أكد عدنان الطلياني المشرف على المنتخب لـ«الشرق الأوسط» أن ما تحقق يعود إلى مجهودات الجميع من مسؤولين وجهاز فني وجماهير، وقبل ذلك دعم القيادة والمسؤولين في الإمارات، مبينا أن اللاعبين عاشوا مع بعضهم البعض لسبع سنوات، وعملوا خلالها بجد وإخلاص، وتمكنوا في النهاية من تتويج مجهوداتهم بالبطولة، وهذا ما جعل الجميع يطمئن على المنتخب الذي تنتظره مهام كثيرة في المستقبل.

وأشاد الطلياني الذي يعد من الوجوه الإماراتية قليلة الظهور في وسائل الإعلام، بالدور الفعال الذي قام به الاتحاد الإماراتي في سبيل رسم الخطط التي كان لها الدور في الإنجازات التي تحققت في الفترة الأخيرة، مؤكدا أن روح الأسرة الواحدة تجسدت في هذا المنتخب الذي حصل لقب دورة الخليج للمرة الأولى خارج الإمارات والثانية في تاريخ الدورة، بعد أن كان حقق البطولة للمرة الأولى في خليجي 18 والتي أقيمت في أبوظبي.

وشدد الطلياني على ضرورة طي صفحة إنجاز الفوز بدورة الخليج سريعا من أجل الاستعداد للمناسبات المقبلة، وفي مقدمتها التصفيات الآسيوية التي ستنطلق منها جولاتها خلال الشهر المقبل، موضحا أن الفوز بدورة كأس الخليج الأخيرة كان نتيجة النظر لكل مباراة على حدة، وكونها تحديا خاصا وهذا سر الفوز في جميع المباريات.

من جانبه قال مدرب المنتخب الإماراتي مهدي إنهم ساروا في هذه الدورة وفق تنظيم معين، وكان الهدف أن تكون هذه المجموعة قادرة على مواصلة الإنجاز مع المنتخب الأول كما حصل مع المنتخبات الوطنية في الفئات السنية، و«الحمد لله لاعبونا كانوا على قدر الثقة، وحقيقة أول ما فكرت فيه وأنا في طريقي للملعب هو كيفية إسعاد هذه الجماهير الكبيرة وعدم خروجها من المدرجات وهي حزينة، ولذا اجتهدنا جميعا لإسعادهم وهم يستحقون ذلك».

وعن الإشادة التي نالها من قبل قيادات الإمارات والإعلام والجماهير، قال مهدي علي: دعم القيادة غير مستغرب، كما أن الإعلام والجمهور دائما هما جزء من النجاح، وما تحقق كان نتاج عمل متواصل من قبل الجميع من جهاز فني وإداري ولاعبين، وأجهزة مساندة، ولا يمكن الوصول إلى ما نحن عليه الآن عن طريق عمل فردي.

من جانبه قال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال إن منتخب بلاده قدم أكبر مما كان متوقعا في خليجي 21، وأضاف: كان هدفنا في هذه الدورة الإعداد للمنافسات المقبلة وهي الأكثر أهمية مثل التصفيات المؤهلة لبطولة آسيا 2015 المقامة في أستراليا وتصفيات كأس العالم 2018، ونطمح أن يكون هذا المنتخب قادر على مقارعة المنتخبات القوية في دورة الخليج لكنه تفوق عليهم وهو الذي يضم اللاعبين الأقل معدلا في الأعمار وبقيادة مدرب وطني قدير ومساعدين مواطنين وأجهزة إدارية وطبية وغيرها وهذا مصدر فخر لنا.

وأشاد السركال بالحضور الجماهيري الكبير والفعال للمنتخب في جميع مبارياته وكان للجمهور دور في تحقيق هذا الإنجاز وهم الرقم الصعب في هذه اللقاءات التي رفعت كثيرا من معنويات اللاعبين وتمكنوا من خلال ذلك حصد اللقب.

من جهته أكد قائد المنتخب الإماراتي إسماعيل مطر لـ«الشرق الأوسط» أن تحقيق منتخب بلاده لبطولة الخليج الـ21 ليس بالحدث السهل، خصوصا في المرحلة الحالية، وقال: المنتخب الإماراتي يضم بين صفوفه الكثير من اللاعبين الشبان الذي راهن عليهم الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، حيث توجوا بلقب كأس آسيا للشباب وكذلك قدموا مستويات كبيرة في كأس العالم للشباب وفي الألعاب الأولمبية، فكان من المهم جدا لدينا أن نحافظ على هذا المنتخب وشخصيا كنت سعيدا بأن أنضم لهذا المنتخب الرائع في هذه البطولة الخليجية، فقد كنت حريصا على تقديم خلاصة خبرتي لزملائي اللاعبين، والحمد لله قدمت لهم ما أستطيع تقديمه من توجيهات ونصائح.

وأضاف: ما قدمته في المنتخب في هذه البطولة لا يساوي إلا شيئا يسيرا مما قدمه زملائي اللاعبون من نتائج حققوها للكرة الإماراتية، فهم أثبتوا أنهم رجال في الملعب، وأبطال يستحقون التتويج، والآن بكل صراحة لا يمكنني إلا أن أشكر المدرب مهدي علي الذي منحني الثقة للوجود مع هذا المنتخب وتمثيله في البطولة الخليجية، لأحقق معه البطولة الثانية لي في تاريخي على مستوى بطولات الخليج.

وأردف: أن تكون لاعبا ساهمت في تحقيق وطنك لإنجازين خليجيين مختلفين فشعورك لا بد أن يكون مختلفا، وأن تكون فخورا بما حققته، والحمد لله أن اسم إسماعيل مطر سجل للمرة الثانية في القائمة الذهبية للكرة الإماراتية.

ووجه قائد المنتخب الإماراتي حديثه لزملائه اللاعبين، وقال: ما أقوله الآن للاعبينا الشبان الأبطال هو أن يواصلوا تركيزهم الدائم في الملعب، فالتركيز عامل مهم جدا لهم للتفوق وتحقيق الإنجازات، وترك كل الأمور التي تحدث خارج الملعب، الآن هم في بداية مرحلة قطف الثمار، ويجب عليهم عدم التعالي على الكرة والجماهير، كما أن الأمر الأهم دائما هو أن يحافظوا على روح الفريق في الملعب، ويلعبوا بروح عالية عندما يمثلوا منتخب وطنهم، وإن شاء الله يستمرون في مسيرتهم المشرفة.

من جانبه عبر أفضل لاعب في البطولة الإماراتي عمر عبد الرحمن عن فخره الكبير بتحقيق لقب خليجي 21 في المنامة، وقال: دخلت البطولة وكلي أمل بتحقيقها لأسعد كل أبناء الإمارات وأقدمها هدية للشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة ولنائبه الشيخ محمد بن راشد على ما قدماه ويقدمانه لنا في المنتخب الإماراتي، ويكفي تكفلهما والكثير من رجال الإمارات بنقل هذه الجماهير الكبيرة من الإمارات إلى العاصمة البحرينية المنامة.

وامتدح عبد الرحمن مدربه مهدي علي وقال: مهدي علي له فضل كبير علينا كلاعبين في هذا المنتخب، فهو من وضع ثقته بنا كلاعبين شبان نمثل المنتخب في بطولة الخليج، وهو من كان يشجعنا دائما لتحقيق النتائج الإيجابية منذ فترات طويلة لذا فأنا أعتبره الرجل الأول بالنسبة لنا في هذا الإنجاز.