حدة التوتر تتصاعد بين مورينهو ورونالدو

مسلسل أزمات المدرب مع لاعبيه يتواصل

TT

تصاعدت حدة التوتر في غرفة ملابس نادي ريال مدريد الإسباني العريق بين المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو ومواطنه ونجم الفريق كريستيانو رونالدو، بحسب ما ذكرت صحيفة «ماركا» الإسبانية أمس. وكتبت الصحيفة أنه بعد انتهاء مباراة ريال وفالنسيا (2 - 0) الثلاثاء الماضي في ذهاب ربع نهائي مسابقة كأس الملك لكرة القدم، هنأ مورينهو لاعبيه على غرار العادة، لكن بعد دخول رونالدو قام بتوبيخه قائلا: «لقد كنت تائها في آخر 15 دقيقة، كريس. صنع (البرتغالي) جواو بيريرا المعجزات على الجناح الأيمن».

ولم يصدق رونالدو ما قاله مدربه، الذي تابع: «تدرك جيدا أهمية الهدف في مباريات كهذه. يجب أن تستمر في العمل حتى النهاية». وانتقد مورينهو هداف الفريق لتنفيذه رمية جانبية بسرعة قبل دقيقة على نهاية اللقاء، استعادها فالنسيا وشن هجمة مرتدة إثر ذلك. وهز رونالدو برأسه، كما أضافت الصحيفة، قائلا أمام اللاعبين بنبرة أعلى من عادته، لكن من دون عدوانية: «أقوم بكل ما في وسعي لأجلك. من الخطأ أن تنتقدني».

وعلم رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، بالحادثة من قبل أحد أعضاء النادي فقام بالتدخل لحسم القضية. وتأتي الحادثة بعد توتر حاصل في وقت سابق بين مورينهو والمدافع سيرغيو راموس وصانع الألعاب الألماني مسعود أوزيل، وإبعاد قائد الفريق ومنتخب إسبانيا الحارس إيكر كاسياس عن التشكيلة الأساسية. لكن الحارس البديل سابقا والأساسي راهنا أنطونيو أدان قال: «لم تحصل تلك المواجهة. المدرب أعطى رأيه واللاعب قام بالرد. نحن بالغون. الاحترام كان مسيطرا ولو أن الآراء كانت مختلفة».

وكان رونالدو صرح في روقت سابق بأنه سيكمل عقده مع الريال الذي يمتد حتى 2015، ولكنه لم يوضح ما إذا كان سيستمر مع الفريق بعد هذا التاريخ. وأوضح اللاعب: «أود استكمال عقدي مع ريال مدريد. وبعدها، لا أعرف ما سيحدث في المستقبل». ورفض رونالدو الاعتراف والاستسلام للهزيمة واليأس في الموسم الحالي رغم كل المشاكل التي يواجهها فريقه في الدوري الإسباني. ودافع رونالدو وقتها عن مورينهو الذي يتعرض لانتقادات عنيفة في الوقت الحالي. وطالب رونالدو الجماهير «بالصبر على المدرب».

وأكد اللاعب: «هناك الكثير من الانتصارات في هذا العام»، مشيرا إلى أن الفريق يركز بشكل كبير على الفوز بلقبه العاشر في بطولة دوري أبطال أوروبا. وأوضح رونالدو أن هذا التركيز «يخلق نوعا من القلق». وقال النجم البرتغالي: «اللقب العاشر في دوري الأبطال هو ما يريده جمهور الريال. نضع هذا الهدف صوب أعيننا ونعلمه جيدا. ويرى رونالدو أن فرص الفريقين (الريال ومانشستر) متكافئة في هذه المواجهة وأن فرصة الفوز لكل منهما هي 50%».

ويرى كثيرون أنه عندما تحدث مشكلة، يقف النادي إلى جوار اللاعب ويفتح الباب أمام رحيل المدرب. ويأمل مورينهو تغيير هذا الواقع، خاصة بعدما نال تأييد ومساندة بيريز حتى الآن. وانتقل مورينهو من إنترميلان إلى تدريب الريال في 2010، ولكن ذلك لم يكن فقط بحثا عن الراتب القياسي الذي يحصل عليه، ولكن للوعد الذي حصل عليه من بيريز بأن تكون له سلطة هائلة في النادي الملكي وهي السلطة والقوة اللتان أنكرهما بيريز على المدربين السابقين للفريق الذين قضى معظمهم فترات قصيرة مع الفريق.

وعندما أصر مورينهو على أن يقيل بيريز الأرجنتيني خورخي فالدانو من منصب المدير الإداري للنادي في يونيو (حزيران) 2011، لبى له بيريز رغبته وإن كان ذلك على امتعاض من بيريز. وعندما أصر مورينيو، قبل شهور قليلة، على الإطاحة بالنجم الشهير زين الدين زيدان لم يتأخر بيريز في الاستجابة أيضا.

وكانت وسائل الإعلام الإسبانية شككت في وقت سابق في أن يكون مورينهو حاول بهذه الأزمة مع كاسياس وقبلها مع راموس أن يحفز بيريز ويدفع إلى إقالته ومساعديه حتى يستفيد ومساعدوه من التعويض الذي يدفعه النادي إليهم نظير الفترة المتبقية في عقودهم التي تمتد حتى 2016. كما شهدت الفترة الماضية جدلا هائلا، أشعل مورينيو جزءا منه بنفسه، بشأن حرص المدرب البرتغالي على العودة للتدريب في الدوري الإنجليزي.

ويحتل ريال المركز الثالث في ترتيب الدوري بفارق 18 نقطة عن غريمه التاريخي برشلونة المتصدر، وهو يلتقي فالنسيا الأربعاء المقبل في إياب ربع نهائي الكأس.