كنز بوغبا.. اليوفي ضمه مجانا والآن سعره 20 مليون يورو

لاتسيو يعتمد على فلوكاري اليوم في نصف نهائي كأس إيطاليا

TT

بينما كان يسرد بوغبا ليلته الساحرة في جوف إستاد يوفنتوس، مر المدرب كونتي خلسة من ورائه وقال له: «ألا تزال تتحدث؟ كفى، كفى». بالطبع، كانت النبرة فكاهة، لكن من خلال مزحة أيضا نجح المدير الفني في إيصال رسالة إلى اللاعب الفرنسي الشاب. الهدف الواضح إلى حد ما ليوفنتوس ومدربه هو حماية بوغبا تماما، في الملعب عبر ظلال بيرلو وفيدال وماركيزيو، والمكلفين تطويره وتعليمه كل ما هو مفيد للقيام بطفرة المهارة النهائية، وخارج الملعب، لتجنب أن تولد تصرفات بعينها وطاقة الشباب الوفيرة أخطاء سلوكية، لا أحد يقبلها في اليوفي. وليس صدفة أن قرر كونتي استبعاد بوغبا من مباراة بيسكارا بسبب تأخره مرتين عن التدريبات.

في الواقع، بوغبا لاعب يتعلم سريعا ويعيش عامه الـ19 بنضج يحسد عليه. العناق الطويل الذي خصه به بوفون السبت الماضي هو أكثر من تهنئة على الملأ بعد مباراة عظيمة، وكان الأمر أشبه بتنصيب على مستوى أرفع، ذلك الخاص باللاعبين القادرين على صناعة الفارق، وبوفون ليس تلك النوعية الذي يمنح شرفا كهذا لمن لا يستحقه أو يترك شكوكا حول تصرفه. سيظل بوغبا دائما قيد السيطرة الشديدة من جانب المدرب كونتي، لكن اليوفي على قناعة بامتلاكه لاعبا يمكن أن يصير أحد أقوى لاعبي الوسط بالعالم في غضون فترة وجيزة. واختيار وكيل أعمال مثل مينو رايولا يثير بالضرورة الاعتقاد بتجديدات معقدة للعقد، أيضا لأن تقييم بوغبا، الذي وصل دون مقابل، ثم دفع يوفنتوس مليون يورو لمانشستر يونايتد، هو 20 مليون يورو حاليا، لكن الحاضر يهم الآن أكثر من الماضي كثيرا.

في سن 19 عاما و10 أشهر، وخلال 13 مشاركة فقط بقميص اليوفي في الدوري، سجل بوغبا أربعة أهداف، وفي تاريخ اليوفي ليسوا كثيرين من قاموا بأفضل منه.

لقد أكد بوغبا سريعا كونه نجما، والآن عليه التطور في استخدام اللغة الإيطالية، ويقول الفرنسي «أفهم كل شيء تقريبا، الأمر في تحسن دائما. مباراة أودينيزي كانت الأجمل في مسيرتي، لقد سجلت هدفين، وفزنا والنقاط الثلاث ستفيدنا بعد الخسارة أمام سمبدوريا والتعادل مع بارما. إنني أتدرب في فينوفو على التسديد من مسافة بعيدة دائما، كونتي يطلب مني هذا. والآن، أنا جاهز للعودة احتياطيا، فأنا أفعل أفضل ما بوسعي، لكن في خط وسط اليوفي يوجد أبطال مثل بيرلو وفيدال وماركيزيو».

ويعجب بوغبا الكبار لطريقته في اللعب والتسديد، ولشخصيته التي يظهرها، ولهدوئه الذي يسدد به بسرعة 100 كم/الساعة أو يقوم بالمراوغة بسهولة. كما يعجب الصغار بسبب طريقته في تصفيف الشعر بعرف الديك الغريب (ويمزح: «بالوتيللي صبغ شعره باللون الذهبي لتقليدي».)، ولطريقته في الاحتفال بالأهداف (راقصا ومازحا بالوجه الغاضب، ويقول عن ذلك «توجهت نحو أصدقائي في المدرجات، حيث كنت أخبرتهم أني سأسجل».)، ولوجهه القاسي مع القلب الحنون.

إلى ذلك، يعد كلاوديو لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، خصم اليوفي اليوم الثلاثاء في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا، هو الشخص الأسعد، فقد وجد صفقة يناير (كانون الثاني) في فريقه، من دون إنفاق يورو واحد، والتي تحمل اسم فلوكاري، الذي كان البديل الاحتياطي للقيصر كلوزه، وبات هو القادر على حل محل الألماني حينما يغيب، وكذلك مجاورته حينما يعود أيقونة الفريق. من الصعب للغاية أن يحدث هذا في تورينو، أمام اليوفي. لم يتدرب كلوزه أول من أمس، فالشد بعضلة الفخذ اليمنى يواصل إيلامه، وفي هذه الظروف يبدو استدعاء لاعب البايرن السابق غير محتمل، وبالتالي سيتحمل فلوكاري عبء هجوم لاتسيو، وهي المهمة التي نجح في تحملها جيدا في المباريات الأخيرة، كما أن الحالة البدنية الرائعة لفلوكاري هي التي سمحت للمدرب بيتكوفيتش بأن يستعيد كلوزه في هدوء. إذن، أمام اليوفي سيوجد فلوكاري مجددا في الملعب، وأمام فريق السيدة العجوز تحديدا كان قد سجل أول أهدافه في الدوري (بقميص فريق ميسينا).