أسعار التذاكر الباهظة تهدد بهجرة الجماهير ملاعب الكرة الإنجليزية

قيمتها تفوق ضعف مثيلتها في بطولات ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا

TT

حذرت روابط الجماهير الدوري الإنجليزي الممتاز من خطر «فقدان الأجيال القادمة» من الجمهور، وذلك بعدما أعلنت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن أرخص تذاكر مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز باتت تفوق أغلى تذاكر المباريات في أكبر أربع بطولات في القارة الأوروبية، كما تفوق ضعف قيمة التذاكر في كل من ألمانيا وإيطاليا.

وبعدما قرر المدير الفني السابق لنادي برشلونة الإسباني بيب غوارديولا قيادة بايرن ميونيخ الألماني ورفض كافة العروض الإنجليزية، بات البعض ينظر إلى التقرير الذي نشرته الصحيفة على أنه دليل على أن الدوري الألماني بات أفضل من نظيره الإنجليزي من حيث قدرته على الجمع بين المنافسة والحضور الجماهيري الكبير وأن الدوري الإنجليزي بات مهددا بفقدان جزءا من قاعدته الجماهيرية العريضة.

ويصل متوسط سعر أرخص تذاكر الدوري الألماني الممتاز إلى 10.33 جنيه إسترليني مقابل 28.30 جنيه إسترليني في الدوري الإنجليزي، في حين يصل متوسط أرخص تذكرة موسمية لحضور كافة مباريات الدوري الألماني في موسم واحد إلى 207.22 جنيه إسترليني مقابل 467.95 جنيه إسترليني في الدوري الإنجليزي.

وقال رئيس رابطة مشجعي كرة القدم الإنجليزية مالكولم كلارك: «إذا ما نظرت إلى الدوري الألماني لكرة القدم، سوف تجد بطولة ناجحة وقوية للغاية تتميز بحضور جماهير يفوق نظيره في الدوري الإنجليزي، علاوة على أن أنديتهم لم تكن سيئة في الآونة الأخيرة، وكذلك المنتخب الألماني. ومع ذلك، تظل هذه المباريات متاحة لقطاع عريض من الشعب الألماني». وأضاف كلارك: «يمكن للجمهور في الملاعب الألمانية أن يتناول مشروبا وأن يقف إذا ما أراد ذلك، وغالبا ما يحصل الجمهور على تذكرة مترو مجانا، ولذا يعد هذا نموذجا في نواح كثيرة وأكثر نجاحا من الدوري الإنجليزي. ولم يكن من قبيل الصدفة أن نجد أن معظم الأندية الألمانية مملوكة من قبل أعضائها». وعلى أي حال، دائما ما تكون أرخص الأسعار في الدوري الألماني في المناطق المخصصة لوقوف الجماهير، وهي الأماكن التي لا توجد في الملاعب الإنجليزية.

وفي الدوري الإيطالي، يصل متوسط تكلفة التذكرة الأقل سعرا إلى 14.5 جنيه إسترليني مقابل 24.68 جنيه إسترليني في الدوري الإسباني، في حين يصل متوسط تكلفة التذكرة الموسمية لحضور كافة مباريات الدوري الإيطالي في موسم واحد إلى 164.98 جنيه إسترليني مقابل 232.81 جنيه إسترليني في الدوري الإسباني. ونتيجة لأن الأندية الإسبانية والإيطالية تقوم بدمج أسعار تذاكر الشركات والشخصيات المهمة في التسعير العام للتذاكر، في حين لا تقوم الأندية الإنجليزية والألمانية بذلك، فمن المستحيل عقد مقارنة بين متوسط تكلفة التذاكر الأعلى سعرا في هذه الدول.

وقد شهدت الأسابيع الأخيرة حالة من الجدل بشأن تذاكر مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب الارتفاع الجنوني في تذاكر المباريات الخارجية، حيث قام نادي مانشستر سيتي بإعادة نحو ثلث التذاكر المخصصة لجمهوره في مباراته أمام آرسنال على ملعب «الإمارات» بعدما فشل النادي في بيع تلك التذاكر مقابل 62 جنيها إسترلينيا للتذكرة. ويرى مسؤولو الدوري الإنجليزي الممتاز أن الأندية الإنجليزية قد أصبحت أكثر تطورا في تسعير التذاكر وسياسات التسويق على مدار العقد الماضي، علاوة على أن الأندية التي تجد صعوبة في جذب الجماهير لمبارياتها الداخلية والخارجية باتت تقدم بعض التنازلات حتى تمتلئ مدرجاتها بالجمهور.

وقال متحدث باسم الدوري الإنجليزي الممتاز: «تمثل مسألة تسعير تذاكر المباريات مشكلة لبعض الفرق، وتعمل الكثير من هذه الأندية بكل جد حتى تمتلئ مدرجاتها بالجمهور من خلال تقديم بعض العروض خلال الموسم، ولكن قواعد الدوري الإنجليزي الممتاز تحظر زيادة أسعار تذاكر بالنسبة لمشجعي الفرق الضيفة بصورة أكبر من تذاكر مشجعي أصحاب الأرض».

وأضاف المتحدث باسم الدوري الإنجليزي الممتاز: «وصل معدل الحضور الجماهيري إلى 95% من إجمالي سعة المدرجات في مباريات الموسم الحالي حتى الآن، ولم يقل معدل الحضور الجماهيري في المباريات الخارجية عن المعدل الذي شهدته الثلاثة مواسم السابقة، علاوة على أن معدل الحضور الجماهيري قد وصل إلى 90% أو أكثر خلال آخر 15 موسما كرويا على التوالي، وهو ما يعد دليلا على أن الجمهور يستمتع بالأجواء التي يشاهد خلالها المباريات والتسهيلات التي تقمها الأندية لمشجعيها».

ومع ذلك، أشار رئيس رابطة مشجعي كرة القدم الإنجليزية مالكولم كلارك إلى أن هناك خطرا على فقدان الأندية للجمهور في الفئة العمرية بين 18 و30 عاما بسبب ارتفاع أسعار تذاكر المباريات، وهو ما يضطرهم إلى مشاهدة المباريات في الحانات أو بشكل غير قانوني على المواقع الإلكترونية. وأضاف كلارك: «من المهم للغاية أن نحافظ على الحضور الجماهيري. تشير الإحصاءات إلى أن عدد مشاهدي المباريات في الفئة العمرية بين عامي 18 و30 أخذ في الانخفاض، ولذا هناك خطر لاحتمال فقدان الأجيال القادمة من الجمهور. ولو لم يتم الحفاظ على جاذبية اللعبة لجميع قطاعات المجتمع، فسيكون ذلك خطرا على كرة القدم الإنجليزية».

وقد أطلقت رابطة مشجعي كرة القدم الإنجليزية الأسبوع الماضي حملة تتعلق بخفض قيمة تذاكر المباريات الخارجية، مطالبة كافة الأندية الإنجليزية والويلزية بتخفيض سعر تذاكر المباريات الخارجية إلى 20 جنيها إسترلينيا، أو 15 جنيها إسترلينيا لفئات معينة. وأضاف كلارك: «لا يوجد أدنى شك في أن مساندة الجمهور في المباريات الخارجية بدأت في الانخفاض، وقد يمتد ذلك إلى المباريات الداخلية أيضا، وهو ما يزيد من نسبة مشاهدي المباريات في التلفاز وانخفاض عدد الجمهور في المدرجات، وهو ما سيضطر الأندية إلى تقليل أسعار التذاكر مرة أخرى.

ولو أعرب مسؤولو الأندية عن رضاهم عن أنفسهم وادعوا بأن معدلات المشاهدة ما زالت مرتفعة، فسوف يعود ذلك بالسلب عليهم. وفي الحقيقة، لا يتعين على أي جهة أن تدعي الرضا عن نفسها في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة في الوقت الراهن.

ويصر مسؤولو الدوري الإنجليزي على أن مشاهديه باتوا «أكثر تنوعا من ذي قبل»، مشيرا إلى أن معدل أعمار مشاهدي المباريات قد انخفض من 44 عاما إلى 41 عاما منذ عام 2005. كما تشكل السيدات نحو 23% من إجمالي عدد المشاهدين، في حين يشكل السود والأقليات العرقية نحو 11% من عدد الجمهور. ويشكل الشباب في الفئة العمرية بين 18 و34 عاما نحو 39% من إجمالي عدد الجمهور، في حين يشكل من هم دون السادسة عشرة نحو 13% من إجمالي حاملي التذاكر.