الميلان يسابق الزمن للظفر بكاكا.. والريال يطلب 12 مليون يورو

تعنت مانشستر سيتي بشأن بالوتيللي يفتح المجال أمام ضم دروغبا

TT

هناك دائما فترة من الهدوء الذي يسبق العاصفة، وينطبق هذا أيضا على الصفقات الكبيرة في سوق الانتقالات التي قد يسبق إتمامها فترة من الهدوء والتراخي الظاهري. وربما تكون هذه هي الفترة التي يمر بها الميلان الآن في صفقة كاكا. فقد شهد يوم الثلاثاء الماضي هدوءا كبيرا في تصريحات مسؤولي الميلان بشأن كاكا لكنه شهد أيضا الكثير من الاتصالات بين أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان وفلورينتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد وكذلك إرنستو بالزاريتي وكيل اللاعبين الذي يمثل حلقة الوصل بين الطرفين فضلا عن بوسكو لييت والد كاكا ووكيل أعماله.

ورغم كثرة الاتصالات ما زالت المواقف كما هي لم تتغير. فالنادي الإسباني ما زال متشبثا بموقف الرافض لصيغة الإعارة التي يستبعدها ريال مدريد تماما لأسباب كثيرة ومنها أسباب تتعلق بالضرائب في إسبانيا. ويطالب النادي الإسباني بمبلغ 12 مليون يورو لبيع اللاعب البرازيلي الفذ وترددت أنباء أن بعض مسؤولي مجلس الإدارة قد طالبوا برفع قيمة الصفقة إلى 15 مليون يورو. ولا يحظى هذا المطلب بالقبول من نادي الميلان الذي لم يقدم (حتى الآن) أي عرض رسمي لريال مدريد، حيث إن مسؤولي الميلان كانوا يحاولون إنهاء الصفقة بتكلفة منخفضة. وهكذا يتضح أن المفاوضات في هذه الصفقة قد تطول، لكنها لا يمكن أن تطول كثيرا لأن سوق الانتقالات الشتوية تنتهي بعد سبعة أيام و19 ساعة فقط.

وهكذا يبدو أن الصفقة تشهد حاليا حالة من الجمود لكنها لم تفشل. ويحتاج غالياني للتفاوض مع برلسكوني مالك النادي ورئيسه قبل اتخاذ أي خطوة جديدة وعرض مبلغ كبير على النادي الملكي. ولا يمكن لعرض الميلان أن يقترب مما يطلبه ريال مدريد لكنه قد يقدم حلا وسطا بين الإعارة دون مقابل والمبلغ الكبير المطلوب. وفي الوقت الحالي تبقى موافقة برلسكوني على هذه الصفقة موافقة نظرية بعد أن صرح قائلا: «عودة كاكا للميلان؟ أنا متفائل، فهو لاعب كبير وإنسان عظيم وبقي في قلوبنا طوال تلك المدة». وينبغي التأكيد على شيء هام وهو أن الميلان يقدر بشدة التضحية التي أعلن كاكا عن استعداده للقيام بها من خلال تخفيض راتبه بصورة كبيرة، من 10 ملايين يورو إلى ستة ملايين فقط في الموسم الواحد للمساهمة في إتمام الصفقة.

وقد استبعد مورينهو مدرب ريال مدريد كاكا من مباريات الفريق الأخيرة ومنها مباراته ضد فالنسيا في كأس ملك إسبانيا. وقد يكون السبب في ذلك الاستبعاد فنيا بحتا لكنه ربما أيضا يوضح رغبة مورينهو في عدم عرقلة صفقة رحيل اللاعب. وهو ما يؤكد أن هناك مفاوضات جادة مع اللاعب بشأن الصفقة.

وفي ظل محاولات الميلان لضم نجم فذ مثل كاكا، بدأ الميلان الخطوة الأولى نحو صناعة نجم جديد وهو ريكاردو سابونارا الذي تم تسجيل عقده بالفعل في رابطة الأندية وسوف ينضم لصفوف الفريق في الصيف المقبل. ويحاول النادي أيضا ضم بارتسوز سالامون لاعب بريشيا الشاب الذي يسعى نابولي أيضا لضمه بشتى الطرق.

من جهة أخرى، ما زال غالياني يداعب حلمه القديم بضم المهاجم الإيفواري دروغبا ويضغط بهذا الحلم على نادي مانشستر سيتي الذي يبالغ في مطالبه المادية لبيع بالوتيللي. فقد عاد الميلان للتفكير في دروغبا بعد أن أظهر النادي الإنجليزي تعنتا كبيرا في موقفه بشأن بالوتيللي. ولا تدخل صفقة دروغبا المحتملة ضمن سياسة ترشيد الإنفاق وضم اللاعبين دون مقابل التي ينتهجها الميلان في الوقت الحالي، لكن برلسكوني رئيس الميلان تحدث بشأنه عن فرصة يجب أن تستغل من أجل دعم الفريق بلاعب مميز. وهكذا بدأ الميلان تحركاته الفعلية لضم دروغبا.

وتحتدم المنافسة الثلاثية على ضم دروغبا بين الميلان واليوفي ولاتسيو، لا سيما أنه يستطيع الرحيل دون مقابل عن نادي شنغهاي الصيني. لكن راتب اللاعب المرتفع يمثل مشكلة كبيرة. فراتبه في عام ونصف (من الآن وحتى يونيو/ حزيران 2014) يبلغ 10 ملايين يورو خالصة الضرائب منها أربعة ملايين تدفع على الفور و6 في الموسم القادم. وقد عرض اليوفي بالفعل ثمانية ملايين يورو لضمه (بالإضافة إلى المكافآت) لكن العرض لم يحظ بالقبول.

وينبغي على الميلان ولاتسيو أن يعرضا مبلغا أكبر إذا أراد أحدهما الظفر بخدمات دروغبا الذي قاد فريقه السابق تشيلسي إلى لقب دوري أبطال أوروبا عام 2012. لكن المقابل المادي المرتفع لم يمنع الميلان من الاتصال بوكلاء أعمال اللاعب وعرض النادي بالفعل يوم الثلاثاء الماضي ثمانية ملايين يورو على دروغبا الذي يرغب في إنهاء تجربته في الصين على الفور. ويتساوى هذا العرض مع عرض اليوفي لكن المفاوضات مع ثيرنو سيدي وكيل أعمال دروغبا جاءت إيجابية. ويأمل الميلان أن يكون دروغبا هو الصفقة الكبرى في سوق الانتقالات الشتوية لتكتمل بها سلسلة الصفقات الأخرى التي ضم النادي بها عددا من الشباب المتميزين. ويبقى القرار النهائي بيد اللاعب، لكن عرض الميلان أكد أن المنافسة قد اشتدت مع اليوفي الذي كان يسعى خلف دروغبا منذ شهور طويلة ثم أبدى بعض التردد في الشتاء الماضي وهو ما أصاب اللاعب بشيء من خيبة الأمل. ويتشبث الميلان بفكرة دروغبا بعد أن ضاع الأمل في ضم كاكا وتوقفت المفاوضات بشأن بالوتيللي تماما.

وفيما يتعلق ببالوتيللي تؤكد الصحف الإنجليزي منذ فترة أن المهاجم الشاب يبدو قريبا من الانضمام للميلان. وتتابع الصحف تحركات بالوتيللي بدءا من فسخه لعقد إيجار منزله في مانشستر وصولا إلى توتر علاقته بمانشيني مدرب الفريق. لكن المشكلة هي أن الميلان لا يتفاوض حاليا مع مانشستر سيتي لأن مبلغ الـ37 مليون يورو المطلوبة تخرج عن قدرات الميلان تماما. ويمنح هذا الأمر دروغبا أفضلية كبيرة، لا سيما أن المهاجم الإيفواري يستطيع المشاركة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم وربما تكرار المعجزة التي فعلها مع تشيلسي في الموسم المقبل.