الأهلي والفتح.. قمة استثنائية تؤججها الأسلحة الهجومية

يلتقيان اليوم في مباراة مؤجلة من الجولة الـ11 بدوري زين

TT

تتجه الأنظار مساء اليوم إلى ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بالشرائع في مكة المكرمة لمتابعة المواجهة المؤجلة من الجولة الـ11، ضمن منافسات دوري زين السعودي للمحترفين، بين الأهلي والفتح، ويدخل المستضيف الأهلي هذا اللقاء وهو يحتل المركز الخامس بـ28 نقطة، وبمعنويات مرتفعة؛ بعد أن حقق فوزين متتالين على النصر ()2/1، وأمام هجر ()4/1، مقدما فيهما أداء فنيا كبيرا، ليعلن بذلك تجاوزه للتراجع في المستوى قبل التوقف، خصوصا أن صفوفه اكتملت؛ مما أسهم في عودة الروح المعهودة عنه. أما الفتح القابض على الصدارة، فيدخل الليلة في امتحان صعب للدفاع عن صدارته، وتتويج مستوياته الجيدة بالاستمرار في القمة، وهو الفريق الذي لم يخسر أية مباراة في الدوري هذا الموسم.

بالأرقام، يعد الفتح أفضل من الأهلي دفاعيا وهجوميا، وبعد تعادله السلبي مع النصر انطلق لحصد الانتصارات مرة أخرى، ففاز على الهلال (2/1)، وتجاوز الشعلة بالنتيجة ذاتها، ثم على الرائد في بريدة في الجولة السابقة بعد التوقف (3/1)، ونتائجه مطمئنة، وتعطي مؤشرا على قوته وتألقه.

الخبير الفني السعودي بندر الجعيثن كشف لـ«الشرق الأوسط»، من خلال رؤيته الفنية، عن نقاط القوة والضعف لدى الفريقين المتواجهين، وقال: «تعد المباراة قمة فنية ملتهبة، الفتح يذهب إلى مكة متفردا بالصدارة وسط مطاردة حامية من الهلال، وفي الجانب الآخر يسعى الأهلي للوصول إلى ما هو أبعد من المركز الذي يحتله حاليا، فهو يبحث عن مراكز المقدمة، والبقاء في المنافسة. الفريقان يملكان مدربين جيدين، هما: البلجيكي غاروليم والتونسي فتحي الجبال، ويجيدان التعامل التكتيكي في مثل هذه المواجهات القوية. الأهلي يعيش طفرة فنية عالية في جميع مراكزه، واستفاد من التعاقد مع المدافع أسامة هوساوي، الذي كان له دور كبير في تنظيم عمق الدفاع، بعد أن كان نقطة ضعف واضحة، فأصبح صلبا بوجوده، إلى جانب تطور مستوى كامل الموسى، علاوة على الفائدة الفنية التي جناها الفريق من عودة الكولومبي بالومينو لموقعه المفضل كمحور، كما أن الجهة اليسرى قوية بوجود منصور الحربي الذي يؤدي أدورا هجومية جيدة، وفي الوسط يظهر مصطفى بصاص وسلطان السوادي المتميزان بكراتهما العرضية الموجهة للمهاجمين العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور، وبذلك يكون الأهلي صاحب دفاع متماسك، ووسط فعال، وهجوم ضارب.

وأضاف الجعيثن: «الضيف الفتح لديه ما يقدمه في مثل هذه المباريات القوية، فهو يتميز بالتجانس الكبير بين اللاعبين والمدرب، ويجيد اللعب بجماعية في ظل امتلاكه العمود الفقري الحيوي، ونقطة القوة لديه تكمن في إجادة المراقبة اللصيقة، وتضييق المساحات على المنافس، ومباغتته بالكرات السريعة المرتدة التي تشكل خطرا كبيرا، ففي الدفاع يوجد السنغالي سيسكو إلى جانب بدر النخلي، وكذلك الأردني شادي بوهشهش الجندي المقاتل الذي يقوم بأدوار كبيرة للمساندة الدفاعية والهجومية. ويستفيد الفتح من إمكانات حمدان الحمدان على الأطراف، وتظهر قوة متصدر الدوري في صناعة اللعب التي يقوم بها البرازيلي إلتون، إلى جانب الاستفادة من الكرات الثابتة، وكذلك توغل ربيع السفياني من الأطراف، علاوة على خطورة الكونغولي سالومو الذي يزعج الدفاعات المقابلة بشكل كبير».

واختتم الخبير الفني السعودي رؤيته الفنية بقوله: «إذا أراد الأهلي الكسب، فلا بد أن يكون أداؤه سريعا، وألا يستسلم لاعبوه للمراقبة الفتحاوية، إلى جانب استغلال كافة الفرص المتاحة لهم للوصول إلى مرمى الفتح، وعليهم أن يكونوا حذرين من المرتدات السريعة، أما إن أراد الفتح الانتصار، فإنه مطالب بإغلاق مناطقه الخلفية بإتقان، وتقييد مفاتيح اللاعب الأهلاوية عن طريق التكتيك الذي سيضعه المدرب فتحي الجبال، وكذلك عدم ارتكاب الأخطاء، والسعي لاقتناص الهجمات التي ستتاح لهم. ونحن موعودون بمشاهدة مباراة مثيرة بين الطرفين؛ حيث من الصعب ترجيح كفة على أخرى».