المنتخبات الـ4 تأمل في التأهل.. والمغرب يواجه المهمة الأصعب أمام صاحب الضيافة

في ختام الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الأولى في كأس الأمم الأفريقية

TT

يأمل كل من المنتخبات الأربعة في المجموعة الأولى: جنوب أفريقيا وأنغولا والمغرب والرأس الأخضر، أن يحجز بطاقته إلى ربع النهائي اليوم في ختام الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول في نهائيات أمم أفريقيا 2013 لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 10 فبراير (شباط).

ولا تزال بطاقتا العبور إلى دور الثمانية حائرتين بين المنتخبات الأربعة، لكن المهمة الأصعب تنتظر المنتخب المغربي المدعو لمواجهة نظيره الجنوب أفريقي صاحب الضيافة في دوربان، بينما تنتقل أنغولا والرأس الأخضر إلى بورت إليزابيث.

وكانت الجولة الأولى الافتتاحية في جوهانسبورغ أسفرت عن تعادلين سلبيين، فيما فازت جنوب أفريقيا على أنغولا 2-صفر، وتفادى المغرب الهزيمة واكتفى بالتعادل 1-1 مع الرأس الأخضر في الجولة الثانية. وتتصدر جنوب أفريقيا الترتيب برصيد 4 نقاط مقابل نقطتين لكل من المغرب والرأس الأخضر (تعادل كامل) ونقطة لأنغولا.

جنوب أفريقيا × المغرب سيكون ملعب موزس مابيدا مسرحا للقاء جنوب أفريقيا والمغرب، ويكفي الأولى التعادل بأي نتيجة كانت حتى ترفع رصيدها إلى 5 نقاط وتخطف إحدى البطاقتين، فيما يحتاج المغرب إلى الفوز ولا شيء سواه كي يضمن بدوره تأهله وبخمس نقاط بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية. وفي الحسابات المعقدة أكثر، يتأهل المغرب، بطل المسابقة عام 1976 في إثيوبيا، في حال تعادله مع جنوب أفريقيا بأي نتيجة، شرط أن تتغلب أنغولا على الرأس الأخضر بنتيجة لا تزيد على 1-صفر؛ لأنه سيستفيد من فارق الأهداف، وغير ذلك لن يكون في مصلحته.

وأكد مدرب منتخب المغرب لكرة القدم رشيد الطاوسي أنه سيخوض المباراة ضد جنوب أفريقيا «قاتلا أو مقتولا». وصرح الطاوسي للصحافة بعد حصة تدريبية: «هذه المباراة مهمة جدا بالنسبة إلينا، ونحن نعلم حتى قبل تعادلنا مع الرأس الأخضر (1 - 1) أنها ستكون صعبة للغاية، وتعتبر بحد ذاتها مباراة نهائية. نحن مستعدون لها فنيا وبدنيا».

وأضاف: «حللنا الأخطاء في المباراتين السابقتين، ونحن نعرف أنها كثيرة ومعظمها فردي، وسنخوض المباراة على طريقة الكوماندوز؛ قاتلا أو مقتولا، كما فعلنا في المباراة الحاسمة مع موزامبيق في التصفيات» عندما انتشل الطاوسي المغرب من الغرق الذي وضعه فيه سلفه البلجيكي إريك غيريتس وفاز إيابا 4-صفر بعد أن خسر ذهابا صفر-2 في الدور الثاني من التصفيات وتأهل إلى جنوب أفريقيا.

وتابع: «بعد المباراة مع الرأس الأخضر، وجهت للاعبين عدة رسائل مباشرة بعد العشاء: أولها حددت لهم نقاط ضعفهم وأخطاءهم وبدأنا بإصلاحها. لقد شعرت بجدية كبيرة لديهم خلال التدريب، والأجواء باتت مختلفة عن السابق. أحيانا يمكن أن نحس بالأشياء قبل المباريات، وهنا أنا لدي إحساس جيد قبل هذا اللقاء. ما قلته للاعبين أيضا، استمتعوا، لكن بجدية».

وعن التبديل التكتيكي في أسلوب لعب منتخب «أسود الأطلس»، قال الطاوسي: «إذا أجرينا الحسابات حتى لو انتهت المباراة بالتعادل، يمكن أن نتأهل، لكن لكي نكون واثقين من العبور إلى ربع النهائي يجب أن نفوز، ولا أريد أن أربط مصيري بمنتخب آخر».

واستذكر الطاوسي في المناسبة مونديال 1998، حيث أقصي المغرب من الدور الأول رغم فوزه الكبير على أسكوتلندا، وذلك بعد أن فازت النرويج على البرازيل في الجولة الثالثة. وقال الطاوسي: «يجب أن نكون متوازنين. جنوب أفريقيا لديها نقاط ضعف يجب أن نعمل عليها مع الاحتفاظ بتركيزنا في أعلى درجاته. لا أريد إجراء تبديل تكتيكي، وإنما سأعمل على أن يقدم كل لاعب أفضل ما لديه، وأن يصل مردوده إلى نسبة 100 في المائة».

ورغم الانتقادات العلنية التي وجهها الطاوسي في المؤتمرات الصحافية، خصوصا ما يتعلق منها بالأخطاء «الفردية القاتلة»، فإن بصيص الأمل لا يزال موجودا لديه: «ما قدمناه في الشوط الثاني أمام الرأس الأخضر يشكل مصدر أمل لنا في المباراة المقبلة» ضد جنوب أفريقيا.

وعكف الطاوسي مباشرة بعد التعادل الثاني لـ«أسود الأطلس» مع الجهاز الفني واللاعبين على دراسة هذه الأخطاء وتحليلها بهدف تلافيها من خلال أشرطة الفيديو، ثم انتقل إلى استكمال الاستعدادات التدريبية، لكن الأمطار الغزيرة التي هطلت الخميس أعاقت حركته.. ما استدعى إجراء التدريب على ركلات الترجيح تحت النفق الواصل بين غرف ملابس اللاعبين وأرض الملعب.

وجرب الطاوسي جميع المهاجمين لديه، سواء الأساسيون من يونس بلهندة (المباراة الثانية فقط) حتى منير الحمداوي، مرورا بهشام امرابط وأسامة السعيدي، وغيرهم، والاحتياطيون من يوسف العربي وكمال الشافني إلى شاهر بلغزواني، فكان المردود عقيما باستثناء الهدف الذي سجل بإمضاء العربي وأتى بالتعادل وأبقى الأمل موجودا.

من جانبه، يخوض مدرب جنوب أفريقيا غوردون ايغسوند اللقاء مسلحا بارتفاع معنويات لاعبيه بعد الفوز على أنغولا، وبالجمهور المساند الذي سيملأ المدرجات والذي شكره المدرب «الاشيب» لأنه وقف مع المنتخب، ولأول مرة. ويعول ايغسوند الذي فاز منتخبه باللقب مرة واحدة على أرضه عام 1996 بعد رفع الحظر المفروض عليه بسبب سياسة التمييز العنصري في البلاد، في المباراة الأخيرة، على ثبات المستوى لدى لاعبيه الذين لم يتأثروا بالتعادل السلبي مع الرأس الأخضر في الجولة الأولى، بل ظهروا في المباراة الثانية بأسلوب أكثر تطورا وكانوا أكثر تصميما وعزيمة على تحقيق الفوز.

وتميل الكفة لمصلحة جنوب أفريقيا في المواجهات السابقة، حيث التقى المنتخبان 3 مرات سابقا، جميعها في نهائيات الأمم الأفريقية؛ ففازت جنوب أفريقيا مرتين 2-1 في ربع نهائي 1998، و3-1 في الدور الأول عام 2002 (المجموعة الثانية)، وتعادلا 1-1 في الدور الأول 2004 (المجموعة الرابعة).

أنغولا × الرأس الأخضر ما ينطبق على طرفي المباراة الأولى، ينسحب أيضا على أنغولا والرأس الأخضر، والأخيرة يصيبها ما يصيب المغرب في الفوز كما في التعادل، وليس في الخسارة التي ستخرجهما معا، ويبقى فارق الأهداف التي ستسجل هو الفيصل، وربما في النهاية الذهاب إلى القرعة. أما أنغولا فتحتاج إلى الفوز وخسارة المغرب في آن معا شرط أن يكون فوزها بأكثر من هدف.

ويخشى مدرب أنغولا الأوروغواياني غوستافو فيرين من تكرار الأخطاء التحكيمية التي ساندت جنوب أفريقيا في المباراة السابقة حين قال: «جنوب أفريقيا لعبت بشكل أفضل منا، لكن لا أعتقد أن هذا المنتخب بحاجة إلى أخطاء تحكيمية تساعده على تحقيق الفوز». وقدمت أنغولا مستوى مقبولا أمام المغرب، ثم تراجع في اللقاء الثاني بشكل لافت، فيما كان الرأس الأخضر ثابتا في المواجهتين السابقتين، وركز مدربه لوسيو أنطونيس على الأمل الباقي للتأهل، فهل يفعلها على حساب المغرب وأنغولا بعد أن قاد بلده الصغير (نصف مليون نسمة فقط) إلى النهائيات لأول مرة في تاريخه؟.