غانا ومالي الأوفر حظا للتأهل إلى ربع النهائي

يواجهان النيجر والكونغو الديمقراطية في ختام مباريات المجموعة الثانية بأمم أفريقيا

TT

تبدو فرصة غانا ومالي في نظر المراقبين أوفر حظا للتأهل إلى ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين المقامة في جنوب أفريقيا، عن المجموعة الثانية على حساب الكونغو الديمقراطية والنيجر.

وتلعب في الجولة الثالثة الأخيرة اليوم غانا مع النيجر على ملعب نيلسون مانديلا باي في بورت إليزابيث، ومالي مع الكونغو الديمقراطية على ملعب موزس مابيدا في دوربان.

وتتصدر غانا الترتيب برصيد 4 نقاط تليها مالي (3)، ثم الكونغو الديمقراطية (نقطتان)، وأخيرا النيجر (نقطة واحدة).

ويكفي كلا من غانا ومالي التعادل، بينما تحتاج الكونغو الديمقراطية إلى الفوز، واضمحلت فرصة النيجر إلى حدود الصفر إلا بوجود احتمال واحد صعب التحقيق هو فوزها على غانا 2-صفر أو أكثر، وتعادل مالي والكونغو لتتأهل بفارق الأهداف.

غانا - النيجر قدمت غانا في المباراتين السابقتين أداء يعتبر الأفضل حتى الآن بين فرق المجموعات الأربع، لكن الأخطاء القاتلة في الشوط الثاني من اللقاء الأول وفقدان التوازن والتركيز أرغمتها على التعادل مع الكونغو 2-2 بعد أن كانت متقدمة 2-صفر.

ولم تحقق غانا انتصارا كبيرا في الثاني على مالي، بل كان صعبا؛ 1 - صفر من ركلة جزاء نفذها مبارك واكاسو ورفع فانيلته احتفالا بالهدف لتظهر على قميصه الداخلي كلمة «الله أكبر» فنال البطاقة الصفراء الثانية في البطولة؛ لأنه من غير المسموح للاعبين حسب قوانين الاتحاد الدولي (فيفا)، الترويج لأي دعاية كانت دينية أو غيرها، وستحرم غانا بالتالي في مباراة اليوم من أحد أنشط لاعبيها.

وكان يفترض أن ينفذ قائد غانا جيان أسامواه ركلة الجزاء؛ لأنه المسدد الأول في المنتخب، لكنه تفاديا لتكرار معاناته مع هذه الركلات، عاهد روح والدته التي قضت في حادث سير في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بألا يقوم بذلك بعد الآن.

وحكاية جيان مع ركلات الجزاء ترقى إلى مستوى المأساة، فقد أهدر واحدة أمام زامبيا في الدور نصف النهائي من النسخة السابقة قبل عام في الغابون وغينيا الاستوائية، وقبلها في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا وفي اللحظات الأخيرة من المباراة مع الأوروغواي والنتيجة 1-1، وكانت كفيلة بإيصال منتخب بلاده للمرة الأولى في تاريخه وفي تاريخ القارة الأفريقية إلى نصف نهائي كأس العالم.

ورغم استياء مدرب غانا كويسي ابياه من أداء رجاله أمام مالي، فإن الفوز غطى على ما عداه، وقال بعد المباراة: «لعبنا المباراة بتكتيك خاص، لكني متأكد من أنه كان بإمكاننا أن نقدم الأفضل»، فيما قال جيان: «كنا نريد الفوز، والآن أصبح رصيدنا 4 نقاط ولا يزال الطريق طويلا للتأهل إلى ربع النهائي؛ لذلك يجب ألا نستخف بالنيجر».

وتملك غانا الباحثة عن لقب أول منذ أكثر من 30 عاما، ورابع في تاريخها، سجلا حافلا في البطولة الأفريقية التي تشارك فيها للمرة التاسعة عشرة، فهي توجت 3 مرات (1965 و1978 و1982)، وحلت وصيفة 3 مرات أيضا (1970 و1992 و2010)، وثالثة عام 2008، ورابعة عام 2012.

والتقى المنتخبان تسع مرات من قبل، حيث حسم منتخب غانا الفوز ثماني مرات، بينما انتهت مواجهة واحدة بينهما بالتعادل.

في المقابل لا يملك المدرب الألماني غيرنوت رور إلا أن يكون سعيدا في هذه البطولة التي تأهلت إليها النيجر للمرة الثانية على التوالي وفي تاريخها.

ويقول رور: «نحن سعداء لأننا دخلنا تاريخ كرة القدم النيجرية بعد أن حصلنا على أول نقطة في النهائيات الأفريقية، ووجود منتخب بهذه الروح وهذه الموهبة ولاعبين غير منتسبين إلى أندية، يشكل مدعاة للفخر لهم وللنيجر».

مالي - الكونغو الديمقراطية لم تظهر مالي حتى الآن بالمستوى الذي أهلها للحصول على المركز الثالث قي النسخة الثامنة والعشرين الأخيرة، بعد فوز هزيل ومشكوك فيه تحكيميا على النيجر، وخسارة أمام غانا، لكن الأمل موجود دائما لدى المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون الذي يؤكد: «هناك مباراة ثالثة ولا تزال الفرصة قائمة أمامنا للتأهل» إلى ربع النهائي.

ويعتمد كارتيرون في حساباته على ما حققته مالي في البطولة الأخيرة التي أقيمت في كل من الغابون وغينيا الاستوائية، حين كان منتخبه يملك نقطتين من مباراتين ثم فاز في الثالثة وتأهل واحتل بعد ذلك المركز الثالث بعد أن ثأر من غانا وفاز عليه 2 - صفر. ويقول كارتيرون: «علينا نسيان ما فات والتركيز على المواجهة مع الكونغو الديمقراطية.. ليس لدينا الوقت لكي نحبط». ولم يثبت مواطنه كلود لوروا صاحب الرقم القياسي في عدد المشاركات في الأمم الأفريقية (7 مرات) على موقفه، حيث قال بعد التعادل مع غانا في المباراة الأولى: «أنا فخور بهذا المنتخب الذي تسوده أجواء رائعة، وآمل أن يقف البلد بأكمله خلفه بعد أن أثبت أنه تناسى خلافاته مع الاتحاد المحلي» بشأن المكافآت المخصصة للاعبين. وأضاف: «من الصعب على أي منتخب إدراك التعادل 2-2 مع غانا بعد أن كان متخلفا 2-صفر لولا وجود مؤهلات لديه. فرحتي لا توصف بالعمل مع هذا المنتخب. كانت مباراة كبيرة وصورة جميلة لكرة القدم الأفريقية». إلا أنه تراجع بعد اللقاء الثاني والتعادل السلبي مع النيجر، حيث أكد: «لم أقل أبدا إننا سنحصل على النقاط الثلاث بسهولة؛ لأن في ذلك عدم احترام للنيجر. يجب أن نعترف بأننا قدمنا مباراة سيئة وارتكبنا المزيد من الأخطاء الفنية والتكتيكية. منتخب النيجر لعب كما كنا نتوقع منه ولست مندهشا من ذلك».

لكن «الساحر الأبيض» لوروا (64 عاما) كغيره من المدربين لم يفقد الأمل، وقال: «تبقى لنا مباراة ستكون رائعة حتى لو تأهلت مالي من خلال التعادل».

وتشارك مالي للمرة الثامنة وأفضل نتيجة لها مركز الوصيف عام 1972، فيما تعتبر الكونغو الديمقراطية أكثر عراقة؛ فهي تشارك للمرة السادسة عشرة وأحرزت اللقب مرتين عامي 1968 و1974.