الجزائريون غاضبون من منتخبهم واللاعبون يطلبون الصفح

المدرب خليلودزيتش يصف الخروج المبكر بـ«المهين».. وجاهز للمحاسبة

TT

هاجمت الصحف الجزائرية الصادرة أمس منتخب بلادها بقوة على خلفية خروجه المبكر من نهائيات بطولة كأس أمم أفريقيا التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى العاشر من فبراير (شباط) المقبل.

وودعت الجزائر البطولة عقب خسارتها من توجو صفر/2 في ختام الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة، علما بأنها الهزيمة الثانية على التوالي بعد السقوط أمام تونس في المباراة الأولى صفر/1.

وكتبت صحيفة «الخبر» على صدر صفحتها الأولى «دقت ساعة الحساب»، مرفقة العنوان بصورة للمدير الفني وحيد خليلودزيتش ومحمد روراوة رئيس اتحاد الكرة. أما صحيفة «وقت الجزائر» فعلقت على الإقصاء بأنه «فشل»، وهي كلمة تعني الكثير من الدلالات. وأشارت «الشروق» إلى أن «الخضر أول فريق يدخل جنوب أفريقيا وأول فريق يغادرها».

وعلقت «ليبرتيه» على الخروج المبكر للمنتخب الجزائري بـ«المهين» و«لوثون دالجيري» بـ«الوهم الكبير»، في حين تساءلت «لوسوار دالجيري» عمن يتحمل مسؤولياته. ودعت «البلاد» إلى رحيل خليلودزيتش ومثلها ذكرت «النهار»، فيما أشارت «الهداف» إلى ما وصفته بـ«كارثة حقيقية» بينما تحدثت «لوبيتور» عن «العار».

من جهته، اعتبر الفرنسي - البوسني وحيد خليلودزيتش مدرب الجزائر أن الخسارة بمثابة «عار هائل». وقال خليلودزيتش «تسألون عن شعورنا ونحن نقول إنه العار الهائل. لعبنا جيدا وقدمنا صورة عن منتخب يريد الفوز، لكن من الصعب تحليل ما يحصل. ما يمكن قوله أن الجزائر لا تملك لاعبين يصنعون الفارق». وتساءل «هل من المعقول أمام الفرص الكثيرة التي سنحت لنا أن نخسر من هجمتين معاكستين لا غير ولاعب واحد؟»، مشيرا إلى أن مصيره مع المنتخب الجزائري «غير مهم وليس إلا مشكلة صغيرة في الوقت الراهن لا تستحق التفكير فيها وإنما التفكير في أشياء أخرى أكثر أهمية وتحليل ما حصل. في كل الأحوال هذا الأمر سيبحث قريبا». وكرر «اللاعبون مستاؤون من التحكيم، وهم يقولون إن هناك أكثر من ركلة جزاء لم يتم احتسابها. لم أر في حياتي أن منتخبا يلعب مباراتين متتاليتين ويسيطر على مجرياتهما لا يستطيع التسجيل. صحيح أنه في كرة القدم هناك أشياء غريبة. لقد عشنا لحظات حرجة وقاسية وقاتلنا من أجل تحقيق الفوز لكنه لم يتحقق».

وأشاد خليلودزيتش الذي رشق بعبوات المياه الفارغة من الجمهور الجزائري بجميع اللاعبين، وقال «لا أستطيع أن ألوم أحدا فيهم، لكنهم سيتعلمون أشياء كثيرة من هذا الفشل، وسيتطور مستواهم ليصبحوا منتخبا عظيما سواء مع وحيد أو مع غيره. المنتخب لم يكبر بعد حتى يذهب بعيدا، والحقيقة أنني محبط لأجلهم»، مشيرا إلى أنه متعلق بالمنتخب رغم أنه لا يعرف ما إذا كان سيبقى على رأسه أم لا.

في المقابل، تقدم عدد من لاعبي المنتخب الجزائري باعتذاراتهم إلى الجماهير طالبين منهم الصفح بعد الخروج المبكر من البطولة الأفريقية.

ويعتبر المنتخب الجزائري أول منتخب يغادر الدور الأول بعد مرور الجولتين الأوليين بعدما أصبح يتذيل المجموعة الرابعة من دون رصيد. وقال مدحي لحسن قائد الفريق «انه أمر مؤلم أن تنقاد لخسارة تعني الإقصاء. دخلنا المباراة بنية التعويض بعد التعثر المسجل أمام تونس، لكن ذلك لم يحدث. أطلب من مشجعينا الصفح». وتابع «لا أظن أن هذا الخروج المبكر سيتسبب في حدوث شرخ، هذا الفريق لديه مستقبل كبير، وأظن أنه سيتمكن من رفع رأسه مجددا في الاستحقاقات القادمة».

أما نجم الفريق سفيان فيغولي، لاعب نادي فالنسيا الإسباني، فأكد أن اللاعبين غير راضين شأنهم شأن المشجعين الذين تمنى أن يغفروا لهم هذا الإقصاء داعيا إلى استخلاص الدروس للانطلاقة مجددا على أسس صلبة. وقال «لعبنا مواجهة جيدة أمام توغو وكنا نستحق الفوز، والتوفيق لم يكن بجانبنا. إنه شيء محبط».

وطلب المدافع رفيق حليش من الجماهير الصفح وأن تثق في فريقها الشاب، أما زميله سعيد بلكلام فاعترف بارتكاب أخطاء دفاعية كلفت الجزائر الهزيمة، داعيا إلى التضامن ونسيان البطولة الأفريقية مع التفكير في المستقبل خاصة تصفيات كأس العالم 2014.