يوسف السركال: السعوديون أكبر من أن يشقوا الصف العربي بالدفع بمرشح في الانتخابات الآسيوية

أكد في حوار خاص لـ «الشرق الأوسط» أن الفهد يشن حربا على ترشيحه لأجل إفشال مشروعه

TT

قال يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم: «إن الدور الكبير الذي تلعبه السعودية، خصوصا فيما يتعلق بتوحيدها الصف العربي والخليجي على الصعيد الرياضي, يمنعها من التقدم بمرشح خليجي ثالث لمنافسته والشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني في سباق الترشح للفوز برئاسة الاتحاد الآسيوي»، مؤكدا أنها (أي السعودية) أكبر من أن تشق الصف العربي بخطوة مثل هذه، على الرغم من مشروعيتها وحقها في ذلك.

وأكد السركال في حوار موسع وخاص لـ«الشرق الأوسط» أن تصريحات رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد الصباح بشأن ترشيحه للشيخ سلمان بن إبراهيم في الانتخابات تمثل حربا نفسية حقيقية ينوي خلالها التأثير فيه للتقهقر خلال السباق الساخن، مبينا في الوقت ذاته أنه على الرغم من كل ذلك سيظل محتفظا بالعلاقة المتينة التي تربط بين الطرفين, مشيرا إلى أن القطري المبعد من رئاسة «الآسيوي» محمد بن همام «أبتعد عن دعمه في الانتخابات كون موقفه بات أكثر حرجا». وتطرق السركال في حواره التالي إلى كثير من المحاور المهمة، التي منها مشروع الكرة الإماراتية الجديد بعد الفوز ببطولة «خليجي 21» الأخيرة، والمستويات التي ظهر بها المنتخب السعودي، ورأيه في إقالة الهولندي رايكارد من تدريب الأخضر.

* ما طموحات الكرة الإماراتية بعد الفوز بـ«خليجي 21»؟

- في واقع الأمر نحن حددنا طموحاتنا قبل الفوز بهذه البطولة؛ إذ رسمنا خطة عمل طموحة تهدف إلى الوصول بالكرة الإماراتية إلى مستوى عال في قارة آسيا، وأن تكون في مصاف أفضل ثلاثة منتخبات، فهذا الهدف رسمناه منذ سنوات طويلة، وعملنا على كل المراحل السّنية؛ لنطور الكرة بشكل منهجي مدروس، والحمد لله النتائج كانت متتالية، خاصة مع هذا المنتخب. وبهذه المجموعة التي أعدها العمود الفقري - حاليا - لمنتخب الإمارات، والحمد لله أنهم عمود فقري شاب وليس هَرِما، ونستطيع أن نبني عليه لسنوات طويلة مقبلة، وأعتقد أن المؤشر الأول لفوزنا ببطولة الخليج يبين أننا نسير في الطريق الصحيح.

* ذكرت أن هناك خطة طموحة من أجل تطوير الكرة الإماراتية.. هل تكشف لنا عنها؟

- هي ليست بالخطة السرية كما أنها خطة بسيطة يستطيع أي اتحاد أن يطبقها، كما أننا نفتح الباب أمام جميع الاتحادات، سواء خليجية أو عربية، ترغب في أن تزورنا، وتطلع على منهج عملنا, فنحن على استعداد للتعاون معهم، والخطة التي نتبعها هي التركيز على المنتخبات السِّنية بحيث تكون عندنا قاعدة واسعة لسن مبكرة جدا للاعبين من المنتخبات؛ قسمنا دولة الإمارات إلى أربعة منتخبات سنية، ومن خلال كل منتخب نستخلص مجموعه تمثلنا على المستوى الآسيوي، وبدأنا من سن ما تحت 14 سنة لتكوين المنتخب؛ لأن أول مشاركة رسمية في الاتحاد الآسيوي هي ما تحت 16 سنة، فنحن بدأنا من سن مبكرة, تقريبا من 12 سنة، من خلال استخلاص اللاعبين لمنتخب واحد من مجموعة منتخبات، وبعد ذلك يستمر إعداد وتحضير هذا المنتخب تحت 14، وتحت 16، وبعد ذلك منتخب الشباب الأولمبي، والمنتخب الأول، ونحن نسير على هذا البرنامج منذ سنوات، والآن لدينا منتخب تحت 14 سنة في حالة تجمع مستمرة، ومشاركات ودية ودولية رسمية مستمرة، ومنتخب تحت 16 الذي يشارك في كأس العالم تحت 17 سنة، التي نستضيفها، ومن ضمن الخطة أننا نحرص على استضافة بطولات رسمية دولية بشكل مستمر.

* البعض راهن على خسارتكم في «خليجي 21»؛ بسبب مجازفتكم بعناصر شابة ليس لديها خبرة لتخوض مثل هذه البطولة، بالإضافة إلى أن المنتخب كان تحت قيادة وطنية، وجميعنا يعلم جيدا أن العرب لا يثقون إلا في المدرب الأجنبي.. ما تعليقك على ذلك؟

- من ضمن أهدافنا عندما التقينا هذه المجموعة أن تكون الإمكانات الفنية في خطوط الفريق كل على مستوى عالٍ، فأصبح لدينا اللاعب الذي يجلس على دكة الاحتياط مستواه يماثل اللاعب الأساسي، وكنا مقتنعين بأنها ليست مجازفة، وكانت لدينا القناعة التامة بأننا نستطيع أن نراهن على المنتخب بأنه سيظهر بصوره جيدة، وكانت طموحاتنا أن نفوز باللقب، وكان هناك تجاوب من اللاعبين الذين كانت لديهم خبرة التعامل مع المباريات الحساسة من مشوارهم من تحت 16 سنة عندما فازوا ببطولة مجلس التعاون في السعودية، وبعد ذلك كأس آسيا، وبعد ذلك في الأولمبياد الآسيوي حصلوا على الميدالية الفضية، وتأهلنا إلى أولمبياد لندن، فلذلك كانت لدينا الثقة في المجموعة كلاعبين. وكجهاز فني، كنا واثقين أن لاعبينا قادرون على الأقل على التأهل للدور نصف النهائي، بعد ذلك مباراة النهائي، وهي مباريات كؤوس لا تعترف بالمستوي الفني وتعترف فقط بخبرة التعامل مع هذا النوع من المباريات، ونحن (والحمد لله) لدينا لاعبون يملكون الخبرة والثقة.

* لكنك في وقت سابق قبل البطولة قلت إن المنتخبات المشاركة في «خليجي 21» تمتلك الإمكانات للتأهل إلى الدور النهائي باستثناء الإمارات.. كيف تفسر ذلك؟

- أنا قسمت المنتخبات إلى أربعة أقسام؛ فمنتخبات الكويت والعراق والسعودية منتخبات سبق أن حققت لقب البطولة داخل أراضيها وخارجها، فهي الأكفأ والأقرب إلى الفوز بالبطولة من حيث الإحصائيات. أما منتخبات عمان وقطر والإمارات؛ فعمان لعبت أكثر من مرة على المباراة النهائية خارج أراضيها، ولم يحالفها الحظ، وفازت بالبطولة قبل الأخيرة في عمان، وقطر فازت بالبطولة مرتين داخل أراضيها، والإمارات فازت بها مرة واحدة فقط داخل أراضيها، فكانت هذه الفِرَق من الفئة الثانية. أما منتخبا اليمن والبحرين فلم يسبق لهما الفوز بالبطولة، ولكني كنت أرى أن البحرين هي الحصان الأسود، لأنها تلعب على أرضها ووسط جماهيرها، أما اليمن فلقلة مشاركته وقلة خبرته في هذه البطولة حيث لم يسبق له أن حقق أي بطولة، ولم يسبق له أن تأهل للأدوار النهائية، فكنت شخصيا ومع احترامي للكرة اليمنية أستبعدهم من المنافسة على اللقب حسابيا. وحسب الدراسة وما فكرت فيه كانت النتائج، فالمنتخبات التي تأهلت للأدوار النهائية هي منتخبات الإمارات والبحرين والكويت والعراق، فالبحرين خدمتها الأرض والجمهور، والعراق والكويت هناك تاريخ لكل منهما، والإمارات الفئة الثانية في التاريخ، والمستوى الذي راهنا عليه، وهذا ملخص للمستويات التي شاركت في البطولة.

* وصول منتخبي الإمارات والعراق إلى النهائي وكل منهما بقيادة محلية.. هل هذا يؤكد أن المدرب المحلي أقوى تأثيرا في اللاعبين؟

- من الأفضل أن يكون مدرب الفريق أو المنتخب أحد أبناء البلد، لكي يكون قريبا إلى فكر وإحساس اللاعب، وهذا يعطيه أفضلية، ولكن هذا ليس سببا رئيسيا في الفوز أو وصول الفريقين إلى النهائي، فلا نستطيع التعميم، ولتحقيق نتائج في كرة القدم، هناك معادلة بسيطة، هي اللاعبون والمدرب والإدارة. إن حدث تناغم وانسجام بينهم، كان هذا الفريق أقرب إلى تحقيق هدفه، وأعتقد أن الإمارات والعراق يملكان هذه المعادلة، حيث إن هناك انسجاما وتناغما بين الأطراف الثلاثة، وكان ذلك سببا رئيسيا في الوصول إلى المباراة النهائية.. (سكت قليلا ثم قال مؤكدا).. كرة القدم مليئة بالمفاجآت.

* هل تلقيتم التهنئة بفوزكم بـ«خليجي 21» من اتحادات المنتخبات المشاركة في البطولة؟

- نعم، فدورة الخليج بالنسبة لنا تعني أكثر منها منافسة في كرة القدم، فهي مظاهرة ومهرجان خليجي رياضي، في بداية البطولة نهنئ بعضنا، وفي نهاية البطولة نسعى لأن نهنئ الفائز. صحيح بيننا منافسة أثناء البطولة، ولكن مع نهاية البطولة وفوز أحد المنتخبات بها نبادر جميعا إلى تهنئته.

* ما رأيك في أداء المنتخب السعودي في البطولة؟

- أرى أن الحظ لم يحالف المنتخب السعودي، وليس هناك أدنى شك في أنه بالجانب الفني يستطيع أن يحقق البطولة، ولكن ظروف البطولة لم تساعده، بسبب خسارته أمام المنتخب العراقي في مباراته الأولى، والبداية عندما تصاحبها الخسارة تؤدي إلى نتيجة عكسية، ومباراة الافتتاح بين الفوز والخسارة تعطيك الوجه الآخر من العملة، ففي حال حققت الفوز الحشد الإعلامي والثقة النفسية والجماهير ستدفعك إلى خطوات مقبلة، وإذا خسرت، فالتيار القوي الذي يدور ضدك يخلق لك عاملا نفسيا سلبيا، لذلك أعتقد أن الخسارة في المباراة الأولى كانت سببا رئيسا في عدم توفيق المنتخب السعودي في إكمال مشواره، ولو قيمنا مباراة الافتتاح بين المنتخبين السعودي والعراقي، سنرى أن أداء المنتخب السعودي كان الأفضل، وكان يستحوذ على الكرة بنسبة عالية جدا، وحصل على فرص للتهديف أكثر من المنتخب العراقي؛ ولكن لم يحالفه الحظ في التهديف، عكس المنتخب العراقي الذي وُفّق في التهديف لكفاءته فقط، فكان اللقاء قويا، وأعتقد أنه لو فاز المنتخب السعودي لوصل إلى النهائي.

* أفهم من ذلك أنك لم ترَ تدنيا في أداء المنتخب السعودي؟

- قد لا يعجب الإعلام السعودي كلامي، لكني أرى أنه لا يوجد أي تدنٍّ في أداء المنتخب السعودي. طبعا ليس هو المنتخب السعودي المعروف، فالكرة السعودية الكل يشهد لتاريخها الكروي، وأن لها الريادة في المنطقة. هذا المنتخب لو قمنا بمقارنته بالمنتخبات الموجودة في الخليج (حاليا) نرى أنه من أفضلهم، ولكن على مستوى المنتخبات الآسيوية، هناك من هو أفضل من المنتخب السعودي والكرة السعودية تحتاج إلى أن ترتقي بمنتخبها على المستوى الآسيوي بشكل أفضل.

* بماذا تنصح المنتخب السعودي لكي يرتقي بمستواه؟

- الاستقرار على جهاز فني ضروري جدا 100 في المائة. كما أن انتقاء اللاعبين من جهاز فني متمكن والاستقرار عليهم (أيضا) مهم، ولدي ملاحظة، هي أن نتائج الكرة السعودية تاريخيا خلقت سقفا عاليا من الطموحات لدى المسؤولين والجماهير السعودية، وهذا السقف العالي يعمل، حاليا، بشكل سلبي ضد الكرة السعودية؛ لأن السقف العالي كان على مستوى آسيا. اليوم مستوى الكرة السعودية أدنى من المستوى الآسيوي المتطور، وحسب إمكانات المنتخب السعودي، والفريق الحالي لا يستطيع أن يلبي طموحات الجماهير السعودية والرأي العام السعودي، لذلك سيعاني هذا المنتخب معاناة شديدة من هذا السقف العالي، ومن ردود الأفعال القوية التي ستؤثر في مسيرته، إلى أن يستطيع أن يلبي جزءا كبيرا من المطالب، ويكسب ثقة جزء كبير من الجماهير السعودية والإعلام السعودي بعد ذلك تعود الثقة إلى اللاعبين، والكرة السعودية تتميز على مستوى قارة آسيا بسرعة التعافي.

* ما رأيك في إقالة الاتحاد السعودي للهولندي رايكارد المدير الفني للمنتخب، نتيجة خسارة المنتخب في «خليجي 21»؟

- عطفا على التيار الجارف من ردود أفعال جماهيرية وإعلامية، أجد أنه قرار سليم أن يتم الاستغناء عنه، لأن في كرة القدم لا تستطيع السير ضد التيار وردود الأفعال من الإعلام والجماهير قوية جدا ضد المدرب، ومهما كابرت كمسؤول ودافعت عن المدرب، فإن التشكيك في المدرب وإمكاناته يصل إلى اللاعب، فتتشكل لديه مظلة يستظل تحتها في إخفاقاته، فيرمي أخطاءه على المدرب، لذلك أجد القرار سليما، وأعتقد أن الكرة السعودية ستظل في هذه الدوامة من الاستغناء عن المدربين إلى أن يأتي مدرب له حظ في أن يحقق إنجازا يرضي به طموح الجماهير والمسؤولين والإعلام، وبعد ذلك يأخذ ثقة الكل لدعمه واستمراره.

* إلى أي مدى سيسهم فوز الإمارات بـ«خليجي 21» في دعم مشوارك في انتخابات الاتحاد الآسيوي؟

- أعتقد أن التأثير سيكون إيجابيا وليس رئيسيا، فالإيجابية في التأثير ستكون على مستوى الوطن العربي بغرب آسيا، وبعد ذلك تتدنى درجة التأثير على مستوى قارة آسيا.

* هل لحكومة الإمارات دور في دعم ترشحك في انتخابات الاتحاد الآسيوي؟

- هذا مشروع وطني كبير، وبالطبع هناك دعم كبير من الحكومة.

* سمعنا أخيرا عن قيام السعودية بالدفع بمرشح لها في انتخابات الاتحاد الآسيوي، وسيتم الإعلان عن هويته في 31 يناير (كانون الثاني) الحالي.. كيف استقبلت هذا الخبر، خصوصا أنه سيؤثر في نسبة الأصوات التي ستتشتت بين مرشحي الخليج الثلاثة؟

- أنا شخصيا لم أسمع بشكل رسمي حتى الآن عن أن السعودية ستقدم مرشحا لها في انتخابات الآسيوي فقط سمعنا من وسائل الإعلام، ولكن هذا حق مشروع لكل اتحاد، سواء كان اتحاد السعودية أو أي اتحاد عربي، وإذا ارتأت السعودية أن تقدم مرشحها، فهي تمارس بهذه الطريقة حقا مكتسبا، ولكن أنا شخصيا لا أعتقد أن السعودية قد تسعى إلى هذه الخطوة، والسبب أنها الحاضنة لكل الدول العربية بشكل عام، والدول العربية في آسيا بشكل خاص. دور السعودية (كما عهدناه) دور تجميع وليس تفريقا، كنا نسعى عند الأمير نواف بن فيصل كقائد للرياضة العربية أن يوحد الصف العربي، وسبق لي أن طلبت منه أن يسعى إلى توحد الصف العربي، وتاريخيا هذا الدور قام به سابقا الأمير فيصل بن فهد، ومن بعده سلطان بن فهد، وكذلك أكمل الدور نفسه الأمير نواف، وأنا أعتقد - من خلال هذا الدور الذي قامت به السعودية، أن يكون دورها إيجابيا أكثر في توحيد الصف العربي، ولا أعتقد أن يكون سلبيا من خلال تسمية مرشح جديد يزيد الفُرقة بيننا. عموما إذا تحقق عكس ما أقوله لا أعتقد أن السعودية ستقوم بخطوة خطأ؛ لأنه - كما قلت في البداية - حق شرعي أحترمه، كما أن المرشح الذي ستقدمه السعودية حتى إن كان شخصا عاديا غير معروف؛ لكنه سيكون شخصا معروفا ومدعوما من الحكومة.

* هل تعتقد أن السعودية تحاول أن تؤمن للإمارات والبحرين مخرجا آمنا بالإعلان عن نيتها تقديم مرشح في انتخابات الآسيوي لكي يتقدم مرشح أحد البلدين وينسحب الآخر؟

- هذا ليس من أسلوب السعودية، فهي الرائدة في الوطن العربي اقتصاديا، وسياسيا، ورياضيا، واجتماعيا، والريادة الرياضية يترأسها الأمير نواف من خلال الاتحاد العربي صاحب التأثير القوي في الدول العربية، فلا أعتقد أن هناك حاجة إلى اتباع مثل هذا الأسلوب للإصلاح. هناك طرق عدة، فبإمكان السعودية دعوة قيادات عربية من بعض الدول العربية، والتشاور معهم، والاتفاق بكل بساطة على مرشح واحد، وأنا - دائما - أنادي وأطالب بأن يستدعي الأمير نواف القيادات الرياضية العربية، ويتشاور معهم، ويصلوا إلى مرشح واحد يتفقون عليه، أنا أو الشيخ سلمان.

* هل ستوافقان على أن ينسحب أحدكما؟

- إذا كان هناك اتفاق عربي من قيادات عربية على دعم مرشح واحد، يجب علينا كلنا أن نسعى وراءه، وأن ندعمه، وأنا متأكد أنه لا الشيخ سلمان ولا أنا نخالف القيادة العربية الرياضية، وهناك طريقة أخرى سبق أن ذكرتها، وهي أن نقوم بدعوة اتحاد غرب آسيا لعمل تصويت سري بين المرشحين، والناجح منهما هو الذي يكمل المشوار، وبذلك نتفادى حرج انسحاب مرشح وبقاء آخر، فيما لو طبقنا الفكرة الأولى، ولا أعتقد أن الحل المطروح بأن نقدم مرشحا بديلا يضغط على الطرفين بأن يتنازلا.

* ولكن هناك من يؤكد أن السعودية اتخذت قرارها النهائي في هذا الشأن وأنها بالفعل ستدفع بمرشح لها.. كيف ستكون حظوظك أمام المرشح السعودي؟

- أرى أنني والشيخ سلمان سنكون أقرب إلى الفوز من المرشح السعودي، وأقول هذا الكلام جازما إذا كانت الفكرة فكرة تسابق، أنا والشيخ سلمان الأقرب إلى الفوز؛ لأننا سبقنا في الإعلان عن نيتنا الترشح، وتواصلنا مع الدول العربية والآسيوية. وبنسبة 90 في المائة أخذت الدول قرارها النهائي تجاه المرشح الذي ستعطيه صوتها. الشخص الجديد عليه أن يشق الصف العربي أولا، وشق الصف العربي بين ثلاثة مرشحين لديهم 12 صوتا فقط، أضعف الإيمان لو حصلت أنا على ثلاثة أصوات، وحصل الشيخ سلمان على 3 أصوات، باقي 6 أصوات سوف تختار بين الثلاثة مرشحين، وبذلك المرشح السعودي ينافسنا على 6 أصوات فقط. أنا أرى أن ذلك سيكون ضعفا لنا جميعا كعرب، وفي النهاية هذا تحليلي الشخصي، وقد أكون صائبا، وقد أكون مخطئا، وفي النهاية أقول: «أحترم القرار السعودي في الحالات كلها».

* ما حظوظك في الفوز أمام كل من الشيخ سلمان المرشح البحريني والمرشح السعودي والمرشح الصيني جان لونغ؟

- أنا بكل بساطة مَنْ سيفوز.

* ألا تخشى في ظل هذه المنافسات أن تزداد فرصة فوز المرشح الصيني جي لونغ خصوصا أن لديه دعما كبيرا وقويا من بلاتر رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) بعد أن أدى جيدا كقائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام؟

- الصيني ممكن أن يفوز، وكذلك الشيخ سلمان، وكذلك أنا. في النهاية ستكون مثل دورة الخليج الفائز واحد؛ ولكن أعود وأقول إنني متأكد أنني مَنْ سيفوز.

* لو تطرقنا إلى تصريح الشيخ أحمد الفهد بأن صوته سيكون للبحرين متمثلا في الشيخ سلمان.. كيف ترى مثل هذا التصريح خصوصا أن العلاقة بين الإمارات والكويت لا تقل شأنا عن علاقة الكويت مع البحرين؟

- الشيخ طلال هو مَنْ يمثل صوت الكويت الرسمي، وهو بدوره صرح بأن صوته للشيخ سلمان. هذا من ناحية صوت الكويت، أما الشيخ أحمد الفهد فلا شك أنه شخصية رياضية مؤثرة بشكل قوي، وأنا أحترم هذا التأثير، وأعلم جيدا أنه سيسعى جاهدا لدعم الشيخ سلمان، هذا أصبح شيئا مكشوفا.. حيث إن الفهد الآن لا يناور ولا يراوغ، فهو تكلم بكل وضوح عن أنه مع الشيخ سلمان. في النهاية لا بد أن يختار طرفا، وقد اختار، وهذا يعطيني دافعا قويا لأن أعمل بدرجة أقوى حتى أكسب الشيخ سلمان وأحمد الفهد، وأنا مستعد لذلك مع احترامي لهما، ولكن أنا بكل ثقة أقول إنني داخل هذه الانتخابات وفائز بها.

* برأيك.. ما الغرض الذي يبتغيه الشيخ أحمد الفهد من هذه التصريحات.. هل يحاول أن ينال من ثقتك في الفوز؟

- بشكل واضح يجب أن يُسأل هو، ولكن الواضح أنه يعمل بسلاح الحرب النفسية لكي ينجح الطرف الذي يدعمه، وهذا شيء طبيعي في مثل هذه الانتخابات.

* نراكم خلال شاشات التلفاز في حالة من الصداقة والأخوة وبعد ذلك نقرأ على صفحات الصحف تصريحات نارية بينكما؟

- تربطني بالشيخ أحمد الفهد علاقة شخصية قوية جدا منذ سنة 1990م، وأنا مُصر على أن أحافظ على علاقة الصداقة؛ لأنني أحترم الشيخ أحمد، وأحترم تاريخه، وأنا لن أعطي مجالا للانتخابات لأن تفسد هذه العلاقة أولا بيني وبين الشيخ أحمد، وثانيا بيني وبين الكويت، حتى تصريحات الشيخ طلال مستفزة.. ولكن في الوقت نفسه أحترم الكويت وقرار الاتحاد الكويتي، وأنا لا أنسى أنني من الجيل الذي تتلمذ على المنهج الكويتي، فحب الكويت غُرس داخلنا، وأنا لست مستعدا لأن أخسر علاقتي مع الآخرين من أجل كرسي سأجلس عليه لفترة محددة لا يحق لي التجديد بعد انتهائها.

* هل كان هناك رد من قِبَل الحكومة الإماراتية على تصريحات الكويت وبالتحديد تصريح الشيخ أحمد الفهد؟

- ردنا في الإمارات بسيط، وهو أن نعمل بعيدا عن التصريحات.

* عمان وقطر ضمن المنظومة الخليجية، ولكنهما لم تعلنا عن تأييد أحد من المرشحين، واتخذتا أسلوب السرية ضمانا للإبقاء على العلاقات الطيبة.. من خلال اتصالاتك في «خليجي 21».. هل استطعت أن تضمهما لصالحك؟

- هناك دول تفضل أن تعلن عن موقفها ودول أخرى تفضل السرية في مسألة الانتخابات، وفي النهاية يجب أن نحترم توجه كل ناخب يرى في سياسته أن يعلن أو لا يعلن، ويضع صوته في الصندوق. هذا إجراء انتخابي سليم يجب أن نحترمه ونقدره، وأنا لا أضغط على أي دولة لكي تعلن صراحة عن موقفها معي، بالعكس أتمنى أن يضمروا داخلهم دعمي ولا يعلنونه، فذلك يخفف عليهم الضغط من جهة أخرى.

* بالعودة إلى تصريحات سابقة, قلت إن معركة انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي بدأت في دورة كأس الخليج، وأن الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني، استغل تنظيم بلاده «خليجي 21» للترويج لنفسه.. كيف استغل الشيخ سلمان البطولة؟

- صحيح أنا قلت ذلك ردا على سؤال وجه إلي، وهو: «هل يستغل الشيخ سلمان دورة الخليج للترويج لنفسه؟» قلت: نعم، ومن حقه ذلك، فكان يقوم باتصالاته، ويعقد اجتماعات، وأنا صرحت بأنني أيضا أستغل دورة الخليج من خلال وجودي، وهذا شيء طبيعي، وقد قام الشيخ سلمان بتوجيه دعوات بما أنه صاحب بيت، وأقام حفلا لاتحادات آسيوية لبت بدورها الدعوة وحضرت, وعموما هو استغلال مشروع بكل تأكيد.

* هل هناك عمليات غير مشروعة تصاحب العملية الانتخابية، بمعنى أن هناك عمليات لشراء أصوات؟

- هذا النوع من الشائعات دائما يُصاحب عمليات التصويت السرية تسمعون عنها، وأنا أسمع مثلكم؛ ولكن لا يوجد شيء يؤكد ذلك، وأؤكد ذلك من خلال معرفتي بالناخبين وأصحاب الأصوات في القرارات الحاسمة مثل هذه، وغالبا يكونون من رؤساء الاتحادات الذين لا أشك في ضمائرهم.

* ما علاقتك برئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام؟ وهل تلقيت دعما أو ما شابه ذلك منه؟

- ابن همام بشكل رسمي ممنوع من التدخل في العمل الرياضي لكرة القدم، فهو لا يقبل أن يدعم انتخاباتي، فيؤثر فيها سلبا من خلال دعمه، ولا أنا أطلب منه أن يتدخل في الوقت الحاضر، خوفا من أن يتم استغلال هذا التدخل بشكل سلبي ضدي.

* ولكن العلاقة بينكما ما زالت مستمرة؟

- نعم، وهي أقوى مما كانت.

* ألا تخاف من تأكيدك على استمرار علاقتكما أن يؤثر بشكل سلبي فيك في مشوارك الانتخابي؟

- أنا ذكرت أن بن همام لا يتدخل رسميا؛ ولكن إذا رأى أحد أنه يجب أن أنهي علاقتي بمحمد بن همام لكي يعطيني صوته، فأنا أقول له شكرا. لا أريد صوتك، أنا أريد أن أحافظ على علاقتي بصديقي.

* سأعود إلى حديثي عن المرشح المحتمل من قِبَل السعودية، وسأعرض عليك أسماء تستنتج منها من سيمثل السعودية في انتخابات الآسيوي؛ الأمير عبد الله بن مساعد رئيس نادي الهلال السابق، الدكتور حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي الآسيوي، محمد النويصر نائب رئيس الاتحاد السعودي ورئيس لجنة الدوريات المحترفة الآسيوية؟

- الثلاثة أعرفهم جيدا، ولا أزكي أحدهم على الآخر؛ لأن جميعهم أصدقاء، ولا أريد أن أقول رأيي فيغضب مني الآخرون، وأنا بالنسبة لي الثلاثة سواسية، والبركة في كل واحد يدخل فيهم صديق عزيز نتنافس بشكل شريف، ونكون إخوة وأصدقاء كما كنا.