لعنة الخروج المبكر تطارد المغرب والطاوسي فخور بلاعبيه

الرأس الأخضر مفاجأة البطولة تحلق عاليا بقيادة «المراقب الجوي» أنطونيس

TT

لازمت لعنة الخروج من الدور المنتخب المغربي للمرة الرابعة على التوالي إثر تعادله مع جنوب أفريقيا 2 - 2 على ملعب موزس مابيدا في دوربان في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى من كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم المقامة في جنوب أفريقيا حتى 10 فبراير (شباط).

وعلى الرغم من الخروج المبكر أشاد رشيد الطوسي مدرب المغرب بلاعبيه وقال إنهم مجموعة من الشباب الواعدين القادرين على حمل المغرب للوصول لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل. وقال الطوسي بعيون دامعة في أعقاب التعادل الثالث لفريقه في البطولة «سنرحل برؤوس مرفوعة. أنا سعيد بفريقي وبالتحسن الذي حققناه خلال الأسابيع القليلة الماضية». وأضاف: «توليت المهمة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وقدت تدريبات الفريق في 20 يوما فقط، لكن الجميع يدرك الآن مدى التحسن في أداء الفريق عن عام مضى عندما كنا نواجه الخروج من البطولة».

وأضاف: «الآن نتطلع لتصفيات كأس العالم. هذه البطولة كانت إعدادا لفريقنا صغير السن لكننا نملك القدرة الآن على التأهل لمونديال البرازيل».

وخرج المغرب من الدور الأول برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات، فيما تصدرت جنوب أفريقيا المجموعة برصيد 5 نقاط بفارق الأهداف أمام الرأس الأخضر الصغيرة (نصف مليون نسمة) التي تغلبت على أنغولا 2 - 1 وحققت إنجازا تاريخيا كونها تشارك في النهائيات للمرة الأولى. وهي المرة الرابعة على التوالي التي يخرج فيها المغرب من الدور الأول في مشاركته الخامسة عشرة، علما بأنه لم يتأهل إلى نهائيات 2010 في أنغولا.

وقال الطوسي الذي خلف إيريك جيريتس قبل آخر مباراة للمغرب في التصفيات: «بالنسبة لي أداؤنا هنا كان إيجابيا. هذا فريق متوسط أعماره 24 عاما.. أمامه مجال واسع للتحسن، وأتطلع للاستمرار معهم لإكمال المسيرة». من جهته يشعر نادر لمياغري حارس المنتخب المغربي وقائده بحالة إحباط كبيرة من الخروج المبكر من أمم أفريقيا، وأعرب لعدد من زملائه بأنه يفكر في الاعتزال دوليا.

من جهته أشار وليد الركراكي مساعد مدرب المنتخب المغربي إلى أن إهدار فريقه لفرصة الفوز في أول مباراتين أمام أنغولا والرأس الأخضر كان السبب الرئيسي وراء الخروج من البطولة. وقال الركراكي: «إن التعادلين أمام هذين المنتخبين لم يخدما المنتخب المغربي، بينما المباراة الثالثة كانت الأصعب أمام صاحب الأرض منتخب جنوب أفريقيا، ولو حققنا الانتصار في إحدى مباراتي أنغولا أو الرأس الأخضر لاستمر المغرب بالمنافسة لأنه كان الفريق الأجدر بالتأهل إلى الدور الثاني».

من جانبها، تفادت جنوب أفريقيا بهذا التعادل أن تكون أول دولة منظمة تخرج من الدور الأول بعد تونس عام 1994، وهي كانت فشلت في تخطي هذا الدور في أول مونديال ينظم على أرضها ولأول مرة في القارة الأفريقية عام 2010.

من جهة أخرى وبعدما فجر منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي) المفاجأة بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية على حساب أسود الكاميرون، واصل الفريق مفاجآته ببلوغه دور الثمانية في البطولة.

وفجر منتخب الرأس الأخضر (القروش الزرقاء) واحدة من أبرز المفاجآت في تاريخ كرة القدم العالمية حيث أصبح ممثل أصغر دولة تتأهل إلى دور الثمانية في بطولة أمم أفريقيا بعد تغلبه 2-1 على المنتخب الأنغولي في ختام الجولة الثالثة للمجموعة الأولى.وترك لوسيو أنطونيس، 46 عاما، عمله كمراقب جوي في المطار الرئيسي لكاب فيردي ليتولى تدريب الفريق ويقود منتخب بلاده إلى التحليق في كأس الأمم بجنوب أفريقيا.

وقال إنطونيس «من الأسهل بشكل كبير أن تعمل مديرا فنيا لفريق كرة قدم عن العمل كمراقب جوي لأن العمل كمراقب جوي يضع عليك مسؤولية هائلة عندما تكون هناك الكثير من الطائرات».

وأهدى أنطونيس الفوز الدرامي لفريقه على المنتخب الأنغولي إلى شعب بلاده قائلا: «أنا وفريقي نهدي هذا الفوز لشعب جزر كاب فيردي الرائع». ووقع أنطونيس على عدة اسطوانات مدمجة لأغنية «بيوغرافي أوف كريولو» التي تمثل أغنية للسعادة والمرح تنتشر في جميع جزر الرأس الأخضر.

وأوضح أنطونيس: «إنها أغنية تقليدية. أهديها إلى جميع المواطنين في كاب فيردي.. أنجزنا هدفنا. كنا نعلم صعوبة مهمتنا ولكننا حققناها». وأضاف: «علمنا ما حدث في المباراة الأخرى بالمجموعة بين منتخبي جنوب أفريقيا والمغرب (انتهت بالتعادل 2-2) ولذلك أبلغت لاعبي فريقي بمواصلة الهجوم حتى نهاية المباراة ونجح الضغط».

ولعب أنطونيس دورا بارزا ورئيسيا في وصول الفريق إلى دور الثمانية علما بأنه كشف قبل البطولة الحالية عن علاقته بالبرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لريال مدريد الإسباني. وقال أإنطونيس، قبل أسبوع من بداية البطولة، «مورينهو يرتبط بصداقة وطيدة مع رئيس كاب فيردي. ولذلك، تحدث إليه الرئيس عندما تأهلنا إلى النهائيات الحالية. وبعدها، وجه مورينهو الدعوة لي لقضاء أسبوع من التعايش مع ريال مدريد».

وحضر أنطونيس خمسة تدريبات للريال ومباراتين للفريق. ولكن الأمر الأكثر أهمية الذي استقاه من مورينهو في عالم التدريب كان الشفافية في التعامل مع اللاعبين ومعاونيه في الطاقم التدريبي.

وتولى أنطونيس منصب المدير الفني لمنتخب كاب فيردي في يوليو (تموز) 2010 وسعى منذ ذلك الحين إلى معرفة كل لاعب يرتبط بجزر الرأس الأخضر سواء من خلال النشأة في هذه الجزر أو بالانتماء لأب أو أم من هذه الجزر وذلك ليوسع قاعدة اختياراته لعناصر المنتخب.

وعلى الرغم من ذلك، لم تكن لدى اتحاد كرة القدم في كاب فيردي القدرة المالية على سفر أنطونيس لأوروبا من أجل مشاهدة هؤلاء اللاعبين على الطبيعة مما دفعه إلى الاعتماد على التسجيلات الجاهزة لمباريات هؤلاء اللاعبين وكذلك مشاهدتهم عبر التلفزيون لدراسة الخيارات المتاحة أمامه.

ويلعب معظم نجوم منتخب كاب فيردي في الخارج حيث يضم الفريق 20 محترفا في أندية درجة ثانية أوروبية. وقال ناندو قائد الفريق عقب الفوز على أنغولا: «لدينا لاعبون رائعون وموهوبون.. والآن، نحاول أن نتقدم لأبعد ما يمكن».

ولم يكن منتخب الرأس الأخضر، الذي يبلغ تعداد بلاده نحو نصف مليون نسمة فقط، مرشحا للمنافسة قبل بداية البطولة الحالية على الرغم من الصلابة التي أظهرها في مواجهة نظيره الكاميروني بالتصفيات.

ولكن العروض التي قدمها الفريق في البطولة الحالية وتعادل من خلالها مع جنوب أفريقيا صاحبة الأرض سلبيا في المباراة الافتتاحية ثم مع المغرب 1-1 قبل الفوز على أنغولا 2-1 وتأهله إلى دور الثمانية جعله ضمن المرشحين للوصول إلى أبعد من هذا.

وربما يكون المكسب الأكبر للقروش الزرقاء في البطولة الحالية هو ترك صورة إيجابية جيدة عن الكرة في الرأس الأخضر والتي قد تشجع لاعبين آخرين يرتبطون مع هذا البلد بعلاقات مختلفة إلى اللعب بقميص القروش الزرقاء.