المفاجآت تعيد «الحياة» لكأس الاتحاد الإنجليزي

صدمة خروج الكبار أمام أندية صغيرة منح المسابقة مزيدا من الجاذبية والإثارة

TT

شهدت بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم هذا العام الكثير من المفاجآت وتمت الإطاحة بالفرق الكبرى التي لها باع طويل في الدوري الممتاز من قبل أندية صغيرة تلعب في مستويات أقل، وهو الأمر الذي منح المسابقة مزيدا من الإثارة.

لقد فجر فريق أولدهام المنتمي للدرجة الثالثة مفاجأة من العيار الثقيل عندما أطاح بليفربول من الدور الرابع، وسقط توتنهام أمام ليدز (الدرجة الثانية)، وتخطى فريق لوتون تاون من درجة الهواة نوريتش سيتي فريق الدوري الممتاز، وخسر كوينز بارك رينجرز على يد ميلتون كينيز فريق الدرجة الثالثة، وكان قد سيق وودع نيوكاسل وأستون فيلا البطولة، وهي النتائج التي زادت من إثارة المسابقة وبعثتها من جديد بعدما كانت على وشك أن تفقد بريقها بسبب النتائج المتوقعة.

ولم تقتصر تلك الإثارة على كأس الاتحاد الإنجليزي فحسب، ولكنها امتدت إلى كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة؛ حيث نجح نادي برادفورد الذي ينتمي للدرجة الرابعة في الإطاحة بنادي أستون فيلا من الدور قبل النهائي للبطولة، بعدما تغلب عليه في مجموع مباراتي الذهاب والعودة. لقد نجحت هذه النتائج غير المتوقعة في بث روح جديدة في بطولتي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.

ويقول آلان هانسن لاعب ليفربول السابق والمحلل الرياضي لصحيفة الـ«ديلي تلغراف»: «عندما كنت لاعبا، كانت بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي هي البطولة الأقوى في إنجلترا، وكانت الفرق الكبرى تخوض مباريات صعبة للغاية في الدور الثالث أمام فرق يفترض أنها أضعف من الناحية النظرية، وكان من الصعب للغاية التكهن بنتيجة أي من هذه المباريات، غير أن الوضع قد اختلف كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية، وباتت الفرق الكبرى تسيطر تماما على هذه البطولة العريقة. لن أقول إن بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي كانت تعاني حالة الركود، ولكن يمكنني القول بأن المفاجآت التي شهدتها البطولة خلال الأسبوع الحالي قد نجحت في تغيير البطولة إلى الأفضل بكل تأكيد».

لا شك في أن المفاجآت هي التي تجعل عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان يتحدثون عن تلك البطولة وعن مبارياتها، لا سيما بعد أن شهد الأسبوع الحالي خروج ما لا يقل عن أربعة أو خمسة فرق من الفرق الكبرى، وكان آخرها نادي ليفربول الذي خرج على يد أولدهام بعدما قدم أداء باهتا خلال الـ90 دقيقة.

صحيح أن ليفربول لم يشارك بالتشكيلة الأساسية وأراح بعض لاعبيه الكبار، ولكن من الطبيعي أيضا أن تنجح التشكيلة البديلة في الفوز على أولدهام، الذي اقترب من الدخول في منطقة الخطر في دوري الدرجة الثالثة. وصحيح أيضا أن أضعف خطوط ليفربول كان هو الخط الدفاعي، ولكن عندما يوجد لويس سواريز ودانيل ستوريدج في الخط الأمامي، فمن الطبيعي أن يحقق الفريق الفوز في هذا اللقاء.

ويقول هانسن: «كان من الواضح بعد مرور 10 دقائق فقط من عمر اللقاء أن ليفربول سيعاني كثيرا. ودائما ما يقال في عالم كرة القدم إنه عندما تلعب أمام فرق من مستويات أقل فيتعين عليك أن تكون في منتهى الحذر والالتزام والقوة وأن تنجح في إنهاء المباراة خلال أول 20 دقيقة؛ لأن ذلك سوف يقتل الحماس في نفوس لاعبي هذه الفرق، وهو ما يسهل المباراة كثيرا بالنسبة للفرق الكبرى، ولكن ليفربول لم يقم بذلك وبدأ المباراة بشكل بطيء للغاية، وهو ما استغله فريق أولدهام جيدا والذي لم يكن لديه ما يخسره».

لقد أدى لاعبو أولدهام بمنتهي القوة والرجولة من أجل مديرهم الفني ومن أجل القميص الذي يدافعون عن ألوانه وجماهيرهم التي زحفت لتؤازرهم، ولذا فهم يستحقون أن تتاح لهم الفرصة مرة أخرى لكي يطيحوا بفريق آخر من مدينة ليفربول، عندما يلعبون أمام إيفرتون في الجولة المقبلة.

لقد عكست هزيمة ليفربول أمام أولدهام، وكذلك هزيمة توتنهام أمام ليدز، حقيقة مهمة وهي أن الفرق الكبرى لا تعطي مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي أمام الفرق الصغيرة نفس الأهمية التي تعطيها لمباريات الدوري الممتاز.

ومن الواضح أن المدير الفني لليفربول بريندان رودجرز كان يلعب مباراة أولدهام وهو يفكر في مباراتي فريقه المهمتين في الدوري الإنجليزي خلال الأيام المقبلة؛ حيث يلعب غدا أمام آرسنال، ثم يلتقي بمانشستر سيتي يوم الأحد، وهما المباراتان اللتان ستكونان حاسمتين في سعي الفريق لإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى لكي يضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. إن الأموال الباهظة التي يحصل عليها الفريق المتأهل لدوري أبطال أوروبا هي التي تحدد أولويات الفرق وهي أيضا التي جعلت ليفربول يفكر في مباريات الدوري الممتاز ولا يولي أهمية كبيرة لكأس الاتحاد الإنجليزي.

ويرى هانسن أن هزيمة ليفربول لم تكن هي المفاجأة الوحيدة في البطولة ولن تكون؛ حيث تغلب نادي ميلوال على نادي أستون فيلا. وسقط نوريتش أمام لوتون، كما حقق نادي ميلتون كينيز دونز نتيجة رائعة أمام نادي كوينز بارك رينجرز. سوف يتذكر لاعبو هذه الفرق هذا الأسبوع طيلة حياتهم، وسوف يعطيهم هذا حافزا كبيرا خلال الجولة المقبلة. إن مفاجآت كأس الاتحاد الإنجليزي على الرغم من صعوبتها على الكبار فإنها أضفت مزيدا من المتعة والجاذبية يتمنى القائمون على اللعبة أن تستمر حتى نهاية الموسم وخلال المواسم المقبلة أيضا.