كانت التطمينات الأولى بتاريخ أكتوبر (تشرين الأول) 2012. حينما قطع نائب رئيس الميلان أدريانو غالياني الطريق على السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد، بتصريحه «بيع الشعراوي لا يدخل ضمن أي من أفكارنا». بينما هذه المرة، فضّل الرجل الثاني في النادي الإيطالي الأفعال بدلا من الكلمات لطمأنة الجماهير، حيث تم رفض عرض نادي نابولي الضخم لشراء اللاعب مقابل 30 مليون يورو بصورة مهذبة وإعادته لمكتب أوريليو دي لاورنتيس، في إشارة واضحة لاعتزام الميلان الاحتفاظ بقوة بفتاه المدلل. وإذا كان البعض لا يزال تساوره بعض الشكوك، فيمكنه التخلص منها لأنه بمجرد انتهاء فترة الانتقالات الشتوية الحالية، سيلتقي النادي واللاعب من أجل تمديد فترة العقد أكثر، وهذه المرة ستكون حتى عام 2018، أو بالأحرى أقصى إذن في إيطاليا، حيث لا يمكن للعقود أن تتجاوز خمس سنوات. فيما سيشكل نهاية للخيالات حول الفرعون.
كما ينبغي، عموما، توضيح أن ليس دخول نابولي في المشهد هو ما أنتج الاتفاق الجديد، فاللقاء كان مقررا له في الأسابيع التالية لنهاية يناير (كانون الثاني) منذ فترة، لكن عرض دي لاورنتيس كان ليمثل إزعاجا في المفاوضات بين ستيفان والميلان. فما قد يلعب به المهاجم الشاب «كجوكر» في إطار الراتب لن يؤثر في لحظة الحضور بمقر النادي، وعلى مستوى العقد يفي نادي الميلان بوعوده، والعلاقة بين اللاعب ووكيل أعماله روبرتو لا فلوريو ممتازة وبالتالي لا يوجد سبب للخروج من التفاوض. من جهة أخرى، ودائما من منظور الشفافية، كان غالياني قد لفت نظر ستيفان ووكيله إلى العرض القادم من نابولي، وكان في هذه المناسبة تحديدا أن حدد نائب رئيس الميلان الرغبة في مقابلتهم، والتي كان قد أعرب عنها من قبل الصيف الماضي.
إذن، هو محور يزداد تدعيما (وبصورة غريبة كان هذا هو الشعور الناتج من سعي نابولي) من أجل لاعب «جوهرة» والذي - لو تحدثنا عن العقد - يسير على خطى كاكا، حيث يجري تجديد عقده سنويا بالفعل. الارتباط الأول للشعراوي بالميلان كان حتى عام 2016 مقابل 600 ألف يورو سنويا، وتم تمديد العقد الصيف الماضي لينتهي في 2017 مع رفع الراتب إلى 800 ألف يورو، والآن؟ بالطبع الموسم السوبر الذي يلعبه ستيفان حاليا سيؤدي إلى زيادة ضخمة في الراتب. ولا يوجد يقين بخصوص الأرقام، لكن من المعلوم فقط أنه عند التجديد في المرة الأخيرة، ترك اللاعب ووكيله ورقة بيضاء لغالياني كي يحدد قيمة الراتب، والأمر ذاته قد يتكرر، ومن المؤكد أن الشعراوي قدّر ثقة النادي فيه، والذي لم يأخذ في الاعتبار حتى اهتمام نابولي به، كما لا ينبغي نسيان أن نادي الميلان قد استثمر عليه 15 مليون يورو حينما كان المهاجم قد جمع ثلاث مشاركات فقط في دوري الدرجة الأولى.