حسم النصر مواجهة القمة امام الهلال في دربي الرياض الكبير لصالحه بهدف نظيف في الجولة الثامنة عشرة من الدوري السعودي لكرة القدم على استاد الملك فهد الدولي امس.
ويدين النصر بالفضل في هذا الفوز لنجمه المهاجم محمد السهلاوي الذي سجل هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 13.
وشهدت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا من الجانبين، حيث امتلأت مدرجات استاد الملك فهد الدولي، كما شهدت المشاركة الأولى للمدافع البرازيلي في صفوف الهلال اوزيا، وكذلك المدافع البحريني في صفوف النصر محمد حسين والمهاجم حسن الراهب.
واستطاع النصر من خلال هذا الفوز ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد، حيث انهى العقدة الهلالية التي لازمته في السنوات الاخيرة وآخرها خسارته ذهابا بثلاثة اهداف، والعودة لدائرة المنافسة على القمة، اضافة الى تعزيز حظوظه في حجز مقعد في دوري الابطال الاسيوي.
واثبت الفريق النصراوي بقيادة مدربه الأوروغوياني كارينيو انه في طريقه لاستعادة عصره الذهبي بمجموعة من اللاعبين المهرة الذين يتمتعون بثقافة الفوز والصلابة دفاعا والنجاعة هجوما.
ونجح النصر في مواصلة عروضة القوية رغم غياب أهم أوراقه في الفترة الأخيرة خالد الزيلعي ومحمد عيد الموقوفين بالبطاقة الصفراء، وهو كان قد انتزع فوزا مثيرا أمام التعاون ايضا قبل مباراة الدربي امس محولا خسارته بهدفين لفوز بثلاثة أهداف. ووجه النصر ضربة قوية للهلال الساعي لاستعادة اللقب الذي احرزه الشباب الموسم الماضي، فيما صالح النصر الملقب بالعالمي جماهيره رافعا رصيده الى 34 نقطة في المركز الرابع ومانحا الفتح المتصدر فرصة الابتعاد بالصدارة عن الوصيف الهلال الذي بقي على نقاطه الـ39.
وسجل هدف النصر المهاجم محمد السهلاوي في الدقيقة الثالثة عشرة مترجما مستوى فريقه الذي كان معدا من الناحية النفسية أكثر من منافسه.
وأجاد الأوروغوياني كارينيو مدرب النصر في التنظيم والتوظيف الجيد لعناصره واختيار التشكيل المثالي واستحوذ على الكرة في معظم فترات الشوط الأول الذي برز فيه عناصر النصر على مستوى الهجوم بالانتشار الجيد والتغطية المثالية لحظة خسارتها بالتمركز الجيد والضغط المباشر على حامل الكرة من وسط النصر المتمكن بوجود غالب وحسني عبد ربه والشاب فتيني والبرازيلي باستوس الذي شكل مهاجم ثالث في أغلب الفترات، مما جعل الوسط الهلالي غير قادر على مجاراة نظيره النصر والمكون من القرني والكولومبي بوليفار والفرج وسالم الدوسري.
اما مدرب الهلال الفرنسي كومبواريه فلم يستطع ان يفرض كلمته على منافسه الاوروغواياني وظهر باهتا في خططه وتعديلاته.
البداية كانت نصراوية على مستوى الهجوم، فكان ثمار هذا التنظيم الجيد سيطرة نصراوية مع تسجيل خطورة مبكرة مقابل ارتباك واضح من الهلال في خطوطه الخلفية خصوصا الكولومبي بوليفار الذي لم يستطع مجاراة اللاعبين في الحركة والتغطية مع القرني الغائب نهائيا حتى الدقيقة 13.
واستغل غالب هجمة نصراوية مرتدة تجاوز بها الظهير الأيمن نامي ولعب عرضية مثالية حولها أيوفي رأسية في المرمى تصدى لها الحارس السديري عادت للمترقب كالصقر محمد السهلاوي الذي أكملها في المرمى مسجلا هدف التقدم للنصر.
وبعد الهدف، حاول الهلال تنظيم صفوفه ومبادلة النصر الهجمات وبخاصة عن طريق الظهير الأيسر ياسر الشهراني الذي شكل جبهة لوحده وكانت أولى الهجمات الهلالية الخطرة من كرة ثابتة سددها ياسر القحطاني في حائط الصد تابعها البرازيلي ويسلي ولعب كرة تدخل معه السهلاوي وأبعدها ركنية ليؤكد أن جميع لاعبي النصر في تركيزهم الكامل للمباراة.
وتدخل الشهراني في هجمة مرتدة نصراوية قبل أن تصل للاكوادوري أيوفي الذي تدخل وأبعدها ركنية، وتبعها عبد الغني بعرضية مثالية على القائم الثاني سددها السهلاوي وهي في طريقها للمرمى فاصطدمت الكرة بالزوري وذهبت ركنية.
وفشل باستوس في مضاعفة النتيجة للنصر من عرضية من الجهة اليمنى أمام المرمى الهلال تدخل دفاع الاخير ليشتتها بعد ذلك. وشهدت الربع ساعة الأخير تفوقا هلاليا طفيفا بالسيطرة ومحاولة تعديل النتيجة وكاد يسجل عن طريق عرضية من الشهراني على القائم الأول حولها ياسر القحطاني برأسه مرت بجانب القائم لينتهي الشوط الأول نصراويا بهدف.
الشوط الثاني وفي الشوط الثاني، لم يدفع الفرنسي انطوان كومبواريه مدرب الهلال بأي عنصر في الشوط الثاني ولعب بنفس التشكيل لكن الأداء والسيطرة كانت هلالية وشهدت تراجعا نصراويا.
وسدد المصري حسني عبدربه لاعب النصر تسديدة قوية تصدى لها السديري حارس الهلال ببراعة، وبحث الهلال عن هدف التعديل وهاجم عن طريق العمق لكن دون استطاعة في تغيير النتيجة لتنتهى المباراة بفوز ثمين للنصر.
وعقب اللقاء اكد مدرب النصر كارينيوعلى ان لاعبيه استحقوا الفوز عن جدارة لالتزامهم الخطط طوال فترات اللقاء، وعدم اعطاء منافسهم الفرصة للسيطرة. وقال كارينيو:«كان لاعبو النصر في قمة تركيزهم وحماسهم وانا سعيد بما قدموه امام الهلال الذي احترمناه جيدا».
في المقابل كشف محمد نامي لاعب الهلال عن تفاجئه بمشاركته اساسيا أمام النصر، وبرر عدم تقديمه لمستوى جيد بسبب فقدانه حساسية المباريات خلال فترة الاصابة وجلوسه على دكة البدلاء.
واعتذر نامي لجماهير الهلال على سوء العرض والهزيمة، واعدا بالتعويض في المباريات المقبلة، ومشيدا باداء النصر الذي نجح لاعبوه في احراز هدف مبكر واللعب بقوة للحفاظ عليه حتى النهاية.