منتخب زامبيا يعود إلى بلاده بأحلامه محطمة

أول حامل للقب يودع البطولة من الدور الأول منذ 20 عاما

TT

ودعت زامبيا جنوب أفريقيا أمس باعتبارها صاحبة أقصر مدة احتفاظ بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.

ورغم أن السبب الرئيسي في هذا الأمر هو أن بطولة هذا العام التي تستضيفها جنوب أفريقيا تم إقامتها بعد عام واحد فقط من البطولة السابقة بغينيا الاستوائية والغابون بسبب تحويل الموعد الدوري لإقامة البطولة إلى السنوات الفردية، فقد كان هناك أيضا شعور بأن فريق الرصاصات النحاسية وصل إلى درجة الحضيض بعد لقب العام الماضي بما يصعب عليه تكرار إنجازه الأفريقي.

وتحقق ما كان يخشاه المنتخب الزامبي، حيث خرج من الدور الأول للبطولة الحالية ليصبح أول حامل للقب يودع المنافسات من هذا الدور على مدار عقدين من الزمان حيث كان المنتخب الجزائري هو آخر فريق يتوج باللقب عام 1990 ويخرج من الدور الأول في البطولة التالية عام 1992، لينضم إلى قائمة المنتخبات التي سبق لها مواجهة هذا المصير قبل حقبة التسعينات من القرن الماضي والتي تضم منتخبات غانا (ثلاث مرات) والكونغو الديمقراطية (تحت اسم زائير) والكاميرون والمغرب. وواجه لاعبو منتخب زامبيا انتقادات واسعة من جماهيرهم وبخاصة قائد الفريق كريستوفر كاتونغو الذي دافع عنه مدربه هيرفي رينار. وقال رينار عقب الخروج: «ماذا تريدون أن أقول؟ علينا أن نحقق الفوز أم أنكم ستسألونني عن كريستوفر كاتونغو؟.. أعرف أسئلتكم قبل أن تطرحوها. اذهبوا إلى الشوارع واسألوا الناس عن آرائهم، فهم يعرفون كرة القدم ربما أفضل مني ومنكم».

وبمقارنة مستوى الأداء والفوز المفاجئ الذي حققه منتخب زامبيا العام الماضي بمشكلات الفريق الحالية، اختار المدرب الفرنسي تشبيها مجازيا أشعل غضب الكثيرين ممن يرتبطون بالفريق الزامبي.

حيث قال رينار: «أود أن ألقي مزحة، عندما تقود سيارة (تويوتا – كورولا) لسنوات طويلة وفجأة نعطيك سيارة (مرسيدس)، فإنك لن تكون سعيدا إذا عدت لقيادة الـ(كورولا) من جديد».

وأضاف: «بمعني أنك في زامبيا بعدما ظللت تقود الـ(كورولا) لوقت طويل، الآن تبدأ بعدها في الاعتقاد بأنك لديك أفضل فريق في العالم. وهذا خطأ كبير».

ولم تقدم الرصاصات النحاسية خلال أي مرحلة من مشوارها ببطولة 2013 أي دلالة على أنها تمتلك الأدوات التي تستطيع من خلالها المحافظة على لقبها. فالتعادل 1 / 1 أمام منتخب إثيوبيا الذي كان يلعب بعشرة لاعبين فقط اعتبر إهدارا لنقطتين، بينما حالفهم الحظ ليدركوا التعادل 1 / 1 أمام نيجيريا، وبتعادل سلبي جديد أمام بوركينا فاسو غادروا البطولة.

ومع ذلك فقد دافع رينار من جديد عن فريقه قائلا: «من الأفضل لك أن تكون حققت الفوز بشيء ما في حياتك عن التأهل دائما إلى دور الثمانية وعدم الفوز بأي شيء على الإطلاق». وأضاف: «يشعر الجميع بالحزن ولكنّ اللاعبين بذلوا قصارى جهدهم، وأنا فخور جدا بهم. إنها ليست نهاية العالم. لا أستطيع أن ألعب بثمانية مدافعين، فلو كان هناك أحد يتحمل المسؤولية فهو أنا وليس اللاعبون».