جنوب أفريقيا تتربص بخبرة مالي.. وعمالقة غانا يصطدمون بطموحات الرأس الأخضر

دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية ينطلق اليوم

TT

يضع منتخب مالي لكرة القدم أملا كبيرا على الضغوط الجماهيرية في مواجهة منافسه الجنوب أفريقي، عندما يلتقي الفريقان اليوم في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين المقامة حاليا في جنوب أفريقيا. وتلتقي أيضا اليوم غانا مع الرأس الأخضر الوافدة الجديدة على النهائيات الأفريقية، والتي حققت إنجازا بتأهلها في أول مشاركة إلى دور الثمانية.

* جنوب أفريقيا × مالي

* يحتل منتخب مالي موقعا أفضل من منافسه في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). لكن سيدو كيتا، نجم برشلونة الإسباني سابقا وقائد منتخب مالي، يرى أن الضغوط ستكون أقوى على منتخب جنوب أفريقيا «بافانا بافانا» عندما يلتقي الفريقان على استاد «موزيس مابيدا» في مدينة ديربان. وقال كيتا، في تصريحات صحافية «يجب أن أعترف بأنها لن تكون مباراة سهلة، لأننا نواجه أصحاب الأرض. قبل 11 عاما كنا في الموقف نفسه عندما استضفنا بطولة 2002 في مالي.. استضافة كأس الأمم الأفريقية تسفر عن كثير من الطموح والتأييد، وتلهم المنتخب المضيف التألق. ورغم ذلك، استضافة البطولة تولد ضغطا هائلا على الفريق المضيف».

وقال كيتا (33 عاما)، أكبر لاعبي منتخب مالي، إن الفريق الحالي يتمتع بصبغة الشباب وحقق هدفه الأساسي حتى الآن وهو بلوغ دور الثمانية في البطولة الحالية. وأوضح «والآن، الخطوة المتاحة التالية هي عبور دور الثمانية إلى المربع الذهبي. لسنا خائفين من جنوب أفريقيا».

وحظي التطور المستمر في مستوى منتخب مالي ومسيرته في البطولة بترحيب رائع في بلاده التي تشهد حاليا معارك وعمليات عسكرية ضارية بين القوات الفرنسية والمالية من ناحية وقوات المتمردين من ناحية أخرى. وقال كيتا، بعد التعادل 1/1 مع منتخب الكونغو الديمقراطية والذي ضمن لمنتخب مالي العبور إلى دور الثمانية «لا يمكن لأحد أن يتصور كيف أشعر بالسعادة لوجودي هنا وقدرتي على خوض مباراة ستجلب السعادة للمواطنين في بلدي». وقال كيتا إن الخلافات المحتملة على المكافآت لن تعترض طريق الفريق في البطولة الأفريقية.

وقال باتريس كارتيرون، المدير الفني لمنتخب مالي، إن فريقه يشعر بالسعادة لأنه سيخوض المباراة وهو المرشح الأضعف. وقال كارتيرون «الآن ترون أن الجميع يعتقدون أن منتخب جنوب أفريقيا هو الفريق الذي سيشق طريقه إلى المربع الذهبي. الضغوط ستكون على المنتخب الجنوب أفريقي.. الاستاد سيكون ممتلئا بمشجعي منتخب جنوب أفريقيا، لكننا سنبذل قصارى جهدنا».

وفي الوقت نفسه، أكد غوردون إيغسوند، المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا، إن الضغوط ستكون على منتخب مالي، وإن كارتيرون يسعى فقط إلى شن حرب كلامية متوقعة في هذه المرحلة من البطولة. وقال غوردون إيغسوند إنه يفعل ما يقدم عليه معظم المدربين وهو محاولة نزع الضغوط عن فريقه، مضيفا «صدقوني، كل فريق في هذه المرحلة من البطولة يشعر بالتوتر، وجميع اللاعبين يشعرون بالتوتر».

ولم يقدم المنتخبان في الدور الأول ما يوحي بأنهما من بين المرشحين لا على صعيد الأداء ولا على مستوى النتائج، فتعادلت جنوب أفريقيا في المباراة الأولى مع الرأس الأخضر صفر/صفر، وفازت في الثانية على أنغولا 2/صفر، وتعادلت في الثالثة مع المغرب 2/2 وتأهلت بصعوبة، وكادت تكون أول دولة مضيفة تخرج من الدور الأول بعد تونس عام 1994. ومن جانبها، لم تكن مالي بصورة صاحب المركز الثالث قبل عام في الغابون وغينيا الاستوائية على حساب غانا، فخسرت أمام الأخيرة صفر/1 في الجولة الثانية بعد أن تغلبت على النيجر بنتيجة 1/صفر حامت حولها شكوك كبيرة، ثم تعادلت سلبا مع الكونغو الديمقراطية في الثالثة. وقال غوردون إيغسوند «أمام المغرب، أعتقد أننا لم ندافع جيدا في وسط الملعب. منحنا المنافس مساحات شاغرة كبيرة. علينا إيقاف التمريرات أكثر من الاعتماد على التصدي لها بعد وصولها للمهاجمين». ويفتقد منتخب جنوب أفريقيا في هذه المباراة لجهود مدافعه أنيلي نكونغا للإيقاف بسبب نيله إنذارين في الدور الأول. وينتظر أن يلعب مكانه سيبونيسو جاكسا.

وبينما يعتمد أداء منتخب مالي على طول قامة لاعبيه والقوة في الأداء، أكد غوردون إيغسوند أن منتخب جنوب أفريقيا سيعتمد بشكل كبير على الاستحواذ على الكرة في مواجهة خبرة لاعبي مالي خاصة الثلاثي فوسيني دياوارا وأداما تامبورا وأداما كوليبالي الذين يبلغ رصيدهم الدولي مجتمعين أكثر من 160 مباراة دولية.

* غانا × الرأس الأخضر

* تشتهر مدينة بورت إليزابيث دائما بأنها المدينة الصديقة النظيفة الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي لجنوب أفريقيا نظرا للطبيعة الهادئة لمواطنيها وإيقاع الحياة البطيء والعائلي في هذه المدينة. لكن بورت إليزابيث ستتحول اليوم إلى مسرح لمواجهة في غاية الأهمية على الساحة الكروية بالقارة الأفريقية عندما تستضيف المباراة المرتقبة بين منتخبي غانا العملاق والرأس الأخضر (كيب فيردي) الواعد في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية.

وقدم منتخب الرأس الأخضر قصة نجاح رائعة على مدار مبارياته الثلاث في الدور الأول للبطولة وقدم للقارة الأفريقية نموذجا لدولة صغيرة الحجم يستطيع منتخبها أن يفاجئ ويبهر عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان بالقارة. ورغم المفاجأة التي فجرها الفريق في التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية بتأهله على حساب أسود الكاميرون، كانت معظم التوقعات تتجه إلى أنه لن يكون سوى استكمال للعدد في النهائيات خاصة أن مجموعته في الدور الأول ضمت منتخبات جنوب أفريقيا صاحب الأرض والمغرب وأنغولا. لكن منتخب الرأس الأخضر، الذي يبلغ تعداد بلاده الواقعة في المحيط الأطلنطي غرب القارة السمراء أكثر قليلا من نصف مليون نسمة، فجر مفاجأة جديدة في النهائيات وشق طريقه إلى دور الثمانية في أول مشاركة له بالقارة الأفريقية. وشاهدت أفريقيا فريقا يدار بمهارة فائقة من قبل المدير الفني الوطني لوسيو أنتونيس ويقوده المدافع المخضرم ناندو. واستحق الفريق تعادلا سلبيا ثمينا مع منتخب جنوب أفريقيا في المباراة الافتتاحية للبطولة وكاد يحقق الفوز على المنتخب المغربي في المباراة الثانية، كما أسهمت الروح القتالية للاعبي الفريق في تحقيق الفوز على أنغولا في اللحظات الأخيرة من اللقاء ليشق القروش الزرقاء طريقهم إلى دور الثمانية.

وقال جيمس كويسي أبياه، المدير الفني للمنتخب الغاني، قبل مباراة اليوم، والمقرر إقامتها على استاد «نيلسون مانديلا باي» في بورت إليزابيث، إن منتخب الرأس الأخضر منافس يشكل خطورة على النجوم السوداء لأن القروش الزرقاء ليس لديها ما تخسره. وقال أبياه «كنت أفضل مواجهة ساحل العاج عن مواجهة الرأس الأخضر، لأن منتخب الرأس الأخضر لا يعاني من أي ضغوط. منتخب الرأس الأخضر فريق يتمتع باللياقة البدنية كما أنه فريق منظم وملتزم». وأضاف «علينا أن نجهز أنفسنا بشكل جيد للغاية قبل هذه المباراة.. نحترم منتخب الرأس الأخضر ولا يمكن أن نستهين به، لأن أي فريق تأهل لهذه البطولة لديه مستوى جيد ولا يمكن التقليل من شأنه. علينا أن نجتهد بشدة لنجتاز هذا الفريق». وقد يلجأ المنتخب الغاني إلى نظيره الكاميروني لمعرفة أسرار تفوق منتخب القروش الزرقاء. ورغم فوز غانا 1/صفر على الرأس الأخضر وديا قبل بداية هذه البطولة، فقد قال أبياه إن نتائج المباريات الودية ليست مهمة دائما.

وفي الوقت نفسه، أكد منتخب الرأس الأخضر أنه جاهز للتحدي مع المنتخب الغاني الفائز بلقب البطولة أربع مرات سابقة. وقال أنتونيس «المنتخب الغاني هو أقوى فريق في المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة الحالية.. نشعر بالسعادة لمواجهة هذا الفريق لأنه أحد أفضل المنتخبات في أفريقيا. وفي هذه المرحلة من البطولة، يجب أن نواجه منتخبات بهذه القوة. سنواصل عملنا ونحاول تحقيق الفوز في هذه المباراة». وقال ناندو نجم الفريق إن معنويات الفريق مرتفعة للغاية بعد تحقيق الفوز 1/2 على أنغولا، لكن الفريق يحتاج للتعامل مع البطولة تدريجيا والاستعداد لمبارياته يوما بيوم ليضمن الوصول لأبعد نقطة ممكنة له.

ورغم كون القروش الزرقاء هم حديث البطولة حتى الآن، فقد حافظ الفريق على سياسته في رفض الحديث بأي لغة إلى الصحافة إلا باللغة البرتغالية التي تتحدث بها بلادهم (جزر الرأس الأخضر). وقال جيرسون دي ماتوس، المتحدث عن الفريق، لصحيفة برتغالية «أحد الأسباب وراء عدم انتشار البرتغالية عالميا هو تعاملنا المهذب مع الأجانب حيث نتحدث بلغاتهم».

وجاءت التعليمات بأن يتحدث الفريق بلغة بلاده من قبل جورجي كارلوس فونسيكا رئيس كيب فيردي. كما كانت علاقة فونسيكا بالمدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينهو المدير الفني لريال مدريد الإسباني سببا في الدعوة التي وجهها النادي الملكي إلى أنتونيس لزيارة الريال وقضاء أسبوع من المعايشة مع الفريق للاستفادة من خبرات مورينهو التدريبية وطرق التعامل مع طاقمه التدريبي ولاعبيه. وكانت هذه الزيارة إلى الريال هي العنصر الأساسي في صقل موهبة أنتونيس التدريبية وزيادة خبراته.