صراع شرس بين ساحل العاج ونيجيريا لحجز بطاقة التأهل للمربع الذهبي

توغو وبوركينا فاسو تبحثان عن كتابة صفحة في التاريخ ببطولة الأمم الأفريقية

TT

يواجه منتخب ساحل العاج، الذي تصدر المجموعة في الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين المقامة حاليا بجنوب أفريقيا، أصعب اختبار ممكن في دور الثمانية للبطولة عندما يلتقي اليوم نظيره النيجيري في صراع على بطاقة التأهل للمربع الذهبي. وفي آخر مباريات هذا الدور، يواجه منتخب توغو منتخب بوركينا فاسو الذي تصدر المجموعة الثالثة.

ساحل العاج - نيجيريا تلتقي ساحل العاج المرشحة الأوفر حظا لإحراز اللقب مع نيجيريا في قمة مبكرة اليوم في الدور ربع النهائي من كأس الأمم الأفريقية في صراع على بطاقة التأهل للمربع الذهبي. ولم يكن منتخب ساحل العاج (الأفيال) ينتظر مواجهة أصعب من هذه مع بداية الأدوار الفاصلة في البطولة حيث ستكون المباراة بين الفريقين اليوم على استاد «رويال بافوكينغ» بمدينة راستنبورغ بمثابة نهائي مبكر للبطولة كما سيكون الفائز فيها هو المرشح الأقوى على الإطلاق لإحراز اللقب.

وقدم الأفيال عروضا رائعة في الدور الأول وانتزع الفريق بطاقة التأهل الأولى من دور المجموعات إلى دور الثمانية وذلك قبل مباريات الجولة الثالثة بل إنه ضمن صدارة المجموعة قبل مباراته الثالثة في «مجموعة الموت» والتي تعادل فيها 2-2 مع نظيره الجزائري. وأظهر المدرب الفرنسي صبري لموشي المدير الفني لمنتخب ساحل العاج العمق الذي يتمتع به الفريق عندما دفع بعدد من البدلاء في المباراة أمام الجزائري ولكن الفريق نجح في تحويل تأخره بهدفين إلى تعادل ثمين الأربعاء الماضي.

وسبق لمنتخبي ساحل العاج ونيجيريا أن التقيا حديثا وذلك في بطولتي 2006 بمصر و2008 بغانا وفاز الأفيال في كل من المباراتين بهدف نظيف سجله ديدييه دروغبا في المرة الأولى وسالومون كالو في الثانية. وكان جوزيف يوبو، مدافع وقائد المنتخب النيجيري حاليا، حاضرا في المباراتين ولكنه أكد أن كرة القدم لا تعرف معنى الثأر. وأوضح «في كرة القدم، ليس هناك وقت للرد والثأر. أعتقد أن الأداء والمستوى كان متقاربا للغاية في المباراتين السابقتين اللتين خضتهما أمام ساحل العاج. لم يكن الحظ حليفا لنا ولكننا نقدر المنتخب الإيفواري».

وأضاف «فاز المنتخب الإيفواري في كل من المباراتين السابقتين. ليس هذا وقت الرد أو الثأر. نريد تحقيق الفوز والتأهل للدور التالي في البطولة. أعتقد أن الفوز في هذه المباراة أهم من التفكير في الثأر». وقال يوبو إن كون المنتخب النيجيري (النسور الخضر) ليس مرشحا أول فإن ذلك سيظهر على أرض الملعب في مباراة اليوم.

وأوضح «ربما يرى الناس أننا لسنا مرشحين. ما من شيء يضعنا بالفعل تحت الضغوط ولكننا نعلم أهمية التأهل من دور المجموعات. والآن، نعلم أهمية العبور من دور الثمانية».

وقال ستيفن كيشي المدير الفني للمنتخب النيجيري إن الفريق لم يكن يعاني من أي مخاوف في الإصابات باستثناء ما يتعلق بلياقة يوبو التي لم تكن مؤكدة في هذه المرحلة. وأوضح أنه لا يعاني حاليا من أي ضغوط أكثر من الضغوط التي يضعها على نفسه. وقال كيشي «لا، لست واقعا تحت الضغوط. ولكنني تحت ضغوط ستيفن كيشي التي تحفزني لتقديم مباراة جيدة وتقديم شيء جيد للمواطنين في نيجيريا.. أعرف هدفي وما أريد تحقيقه».

وقال لموشي مدرب ساحل العاج: «إن النظرة في نيجيريا لمنتخب النسور الخضر لا تفترض أنهم يشكلون تهديدا للأفيال ولكن فريقي يتعامل برأي آخر مع منافسه قبل مباراة اليوم». وأشار لموشي إلى أن وسائل الإعلام النيجيرية لا ترى في النسور الخضر الفريق الذي نتوقعه بينما يرى لموشي أن المنتخب النيجيري فريق رائع ولديه لاعبون شبان يتميزون بالسرعة والمهارة ولا يمكن الاستهانة به. وأوضح لموشي «المنتخب النيجيري فريق يمكنه أن يدهشك. موقعه كثاني المجموعة الثالثة في الدور الأول يمثل مفاجأة ولكنه أمر يمكن حدوثه. ولكن هذا الفريق يمكنه أن يفاجئ أي شخص».

وقال لاعب خط الوسط الإيفواري ديدييه ياكونان إنه وزملاءه يدركون جيدا عبء الترشيحات القوية الملقاة على عاتق الأفيال منذ بداية فعاليات البطولة الحالية ولكنهم على استعداد لما يحدث في لقاء اليوم. وأضاف نجم هانوفر الألماني «أود أن أشكر الله لأنه ساعدني على أن أكون في هذه البطولة وأن أتأهل مع الفريق للدور الثاني (دور الثمانية)». وأضاف زميله ماكس جراديل أن هدف الفريق هو الفوز باللقب سواء كان المرشح الأقوى أو لم يكن. وأوضح «كنا مرشحين بقوة دائما في كل مشاركة لنا بالبطولة. سنحاول الفوز باللقب. لسنا هنا لنكون مرشحين وإنما لنفوز باللقب».

وأصبح اللاعب جون ميكيل أوبي جاهزا للمشاركة مع المنتخب النيجيري في مباراة اليوم بعد الشكوك التي ترددت بشأن إمكانية مشاركته. بينما يفتقد المنتخب النيجيري في هذه المباراة جهود لاعب الوسط فيجور أوجودي للإيقاف بعدما نال إنذارين في الدور الأول.

توغو - بوركينا فاسو وفي نفس الدور، يسعى كل من منتخبي توغو وبوركينا فاسو إلى كتابة صفحة جديدة في تاريخهما عندما يلتقيان اليوم. ويخوض المنتخب التوغولي (الصقور)، على استاد «مبومبيلا» في مدينة نيسلبروت، اليوم مباراته الأولى في دور الثمانية بالبطولات الأفريقية حيث لم يسبق له عبور الدور الأول في أي من مشاركاته السابقة. بينما يشارك منتخب بوركينا فاسو (الخيول) في دور الثمانية للمرة الثانية في تاريخه حيث كان المرة الوحيدة التي عبر فيها دور المجموعات في بطولة 1998 عندما استضافت بلاده النهائيات وشق الخيول طريقهم بنجاح إلى المربع الذهبي ولكنه يشارك هذه المرة في دور الثمانية للمرة الأولى خارج أرضه.

وقال البلجيكي بول بوت المدير الفني للمنتخب البوركيني إن التأهل لدور الثمانية في البطولة الحالية هو أفضل إنجاز في تاريخ الخيول لأن البطولة هذه المرة ليست على ملعب الفريق. وأوضح بوت «هدفنا الأول في البطولة الحالية كان تقديم أداء ونتائج أفضل من البطولات الماضية من خلال الفوز بأي مباراة.. ونجحنا في ذلك أمام إثيوبيا. وبعدها، وضعنا هدفنا الثاني وهو التأهل لدور الثمانية ونجحنا فيه أيضا. لدينا ثقة في قدرتنا على تحقيق ما هو أفضل». ونالت أرضية استاد «مبومبيلا» انتقادات كثيرة مستحقة حيث كانت أشبه بالملاعب الرملية عنها لملاعب كرة القدم خلال المباريات التي استضافها هذا الاستاد في الدور الأول.

وأعرب إيمانويل أديبايور مهاجم وأبرز لاعبي منتخب توغو عن استيائه الشديد من أرضية هذا الملعب مؤكدا «إنه لأمر مخز لقارتنا أن نلعب على هذه الأرضية وأن تنقل المباراة تلفزيونيا إلى العالم». وأضاف أديبايور، مهاجم توتنهام الإنجليزي، «يتعين على الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن يعالج الأمر ويحل المشكلة. في النهاية، كلنا أفارقة ويجب أن نتحلى بالصدق مع أنفسنا.. إنه أمر مشين لقارتنا، ويمكننا تقديم ما هو أفضل». وفي المقابل، أعرب بوت عن سعادته بالبقاء في مدينة نيلسبروت بعدما تصدر فريقه المجموعة الثالثة ليواجه المنتخب التوغولي صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة. وقال إن هذا سيمنح فريقه الأفضلية لأن نيلسبروت أصبحت بمثابة مقره في البطولة الحالية.

وحرم بول بوت (56 عاما) من التدريب في بلجيكا بعد الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ إثر إدانته بالتلاعب في نتائج المباريات. ويفتقد الفريق في مباراة اليوم جهود لاعبه المتألق ألان تراوري متصدر قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف حتى الآن حيث يعاني من الإصابة التي اضطرته للخروج من الملعب بعد دقائق قليلة للغاية من مباراة الفريق أمام منتخب زامبيا الثلاثاء الماضي في ختام لقاءات الفريق بالدور الأول. وتأكد غياب اللاعب عن صفوف المنتخب البوركيني حتى نهاية البطولة لتكون صفعة قوية للخيول.

ولكن المنتخب البوركيني سيعتمد بشكل أساسي في غياب تراوري على النجم المتألق جوناثان بيترويبا الذي يمثل مصدرا لتمويل خط الهجوم بالكرات اللازمة لهز شباك توغو. وعلى الرغم من البداية الصعبة للمنتخب التوغولي في البطولة الحالية بالخسارة 1-2 أمام أفيال ساحل العاج بهدف في اللحظات الأخيرة من اللقاء، أظهر الفريق إمكاناته العالية وأعاد ترتيب أوراقه ليشق طريقه إلى دور الثمانية بعد ثلاث سنوات فقط من الهجوم المسلح الذي تعرضت له حافلة الفريق خلال رحلته إلى أنغولا للمشاركة في بطولة كأس أفريقيا 2010. وأسفر هذا الحادث عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة كثيرين لينسحب المنتخب التوغولي قبل بداية البطولة مباشرة.

وقال الفرنسي ديدييه سيس المدير الفني للمنتخب التوغولي «إنه إنجاز هائل لمنتخب توغو. إنها المرة الأولى التي يتأهل فيها الفريق لدور الثمانية. كنا الفريق الأقل ترشيحا في هذه المجموعة ونجحنا في العبور منها إلى دور الثمانية». ومثلما هو الحال عند بوت مدرب بوركينا فاسو، كانت للمدرب سيس مدرب توغو نظرة تفاؤل تجاه الملعب مقارنة بالملاعب في العاصمة التوغولية لومي. وقال «انظروا إلى أرضية استاد لومي.. هذه الأرضية (في مبومبيلا) أفضل كثيرا ولعدة مرات».