ركلات الترجيح تبتسم لمالي وتطيح بأصحاب الأرض من ربع النهائي

مدرب جنوب أفريقيا فخور بلاعبيه.. والجماهير ترى أن «الأولاد» خرجوا بكرامة وفخر

TT

كشرت ركلات الترجيح عن أنيابها وقادت مالي إلى الدور نصف النهائي على حساب جنوب أفريقيا 3 - 1 بعد تعادلهما 1 - 1 في الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 10 الشهر الحالي.

وبلغت مالي المربع الذهبي للمرة الثانية على التوالي، وأسهم الحارس البديل سوماليا دياكيتيه الذي حل بدلا من مامادو ساماسا الموقوف في إنقاذه عندما صد ركلتين ترجيحيتين.

وهذه المرة الأولى في الدورة التي يحتكم فيها إلى ركلات الترجيح، وذلك بعد تأهل غانا على حساب الرأس الأخضر 2 - صفر في افتتاح مباريات ربع النهائي.

ويذكر أن مالي التي تشارك للمرة الثامنة في النهائيات، حققت أفضل نتيجة لها في مركز الوصافة عام 1972 وحلت ثالثة في النسخة الماضية (2012) ورابعة عام 2004 في تونس.

أما جنوب أفريقيا التي شاركت في النهائيات للمرة الثامنة منذ أن رفع الحظر بعد تفكيك نظام التمييز العنصري، فقد أحرزت اللقب في مشاركتها الأولى على أرضها عام 1996، وحلت وصيفة في النسخة التالية (1998)، وثالثة في النسخة التي تلتها (2000).

ولم يقدم المنتخبان في الدور الأول ما يوحي بأنهما من بين المرشحين لا على صعيد الأداء ولا على مستوى النتائج، فتعادلت جنوب أفريقيا في المباراة الأولى مع الرأس الأخضر صفر - صفر، وفازت في الثانية على أنغولا 2 - صفر، وتعادلت في الثالثة مع المغرب 2 - 2 وتأهلت بصعوبة وكادت تكون أول دولة مضيفة تخرج من الدور الأول بعد تونس عام 1994.

من جانبها، لم تكن مالي بصورة صاحب المركز الثالث قبل عام في الغابون وغينيا الاستوائية على حساب غانا، فخسرت أمام الأخيرة صفر - 1 في الجولة الثانية بعد أن تغلبت على النيجر بنتيجة 1 - صفر حامت حولها شكوك كبيرة، ثم تعادلت سلبا مع الكونغو الديمقراطية في الثالثة.

ورغم خروج فريقه من البطولة التي تقام على أرضهم، أعرب غوردون إيجسوند، المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا عن فخره بأداء لاعبيه، وقال: «أولادي خسروا بكرامة وفخر، لا يوجد ما يمكن لأي مدرب أن يطلبه من فريقه أكثر من ذلك.. وأولادي بذلوا كل ما بوسعهم». وأضاف: «كل التهاني لمالي للفوز بهذه المباراة الصعبة على الفريقين».

وتعد كرة القدم هي الرياضة الأوسع انتشارا في جنوب أفريقيا، حيث يحظى منتخب البافانا بافانا (الأولاد) بدعم جماهيري غير محدود، لذا فإن المزاج الوطني كان متشائما للغاية في أعقاب التعادل السلبي الباهت في المباراة الافتتاحية مع الرأس الأخضر (كاب فيردي) وسط الكثير من الغيوم في سماء جوهانسبرغ، استنادا إلى السجل الفقير للأولاد في البطولة التي لم يتأهل لنهائيتها عامي 2010 و2012.

وقال غوردن إيجسوند بعد المباراة الأولى: «الأولاد كانوا متوترين للغاية، لم أرهم مطلقا على هذه الصورة، الشوط الأول كان عبارة عن 45 دقيقة ضائعة، لقد حصلنا على نقطة، لا أعتقد أننا نستحق أكثر من ذلك».

وبعد يومين فقط كان يمكن أن تزداد الأوضاع سوء في الدولة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية، ولكن منتخب الأولاد نجح في الفوز على أنغولا بهدفين نظيفين ليحقق الفريق أول فوز له في البطولة الأفريقية منذ عام 2004، لتتحول الأوضاع من النقيض إلى النقيض وتعم الفرحة كل أنحاء جنوب أفريقيا.

وأنهى منتخب البافانا بافانا مشواره في المجموعة الأولى بالتعادل مع المغرب بهدفين لمثلهما، ليصعد على دور الثمانية للمرة الأولى منذ عام 2002.

وفي مباراة مرهقة أمام مالي في دور الثمانية، سيطر منتخب جنوب أفريقيا على مجريات اللعب في الشوط الأول وتقدم الفريق بهدف عن طريق توكيلو رانتي. ولكن منتخب مالي، الذي تعيش بلاده أزمة سياسية حقيقية، أدرك التعادل عن طريق القائد سيدو كيتا في الشوط الثاني.

ولم ينجح أي من الفريقين في تسجيل هدف في الوقت الإضافي، ليتم اللجوء إلى ضربات الجزاء الترجيحية لتحديد الفريق الذي سيبقى في ديربان لخوض مباراة المربع الذهبي يوم الأربعاء المقبل. ونجح منتخب مالي في إحباط المخطط الجنوب أفريقي وحسم ضربات الجزاء الترجيحية لصالحه بنتيجة 3 - 1.

ولكن رد فعل الجماهير في جنوب أفريقيا لم يعتمد على توجيه الاتهامات هذه المرة.. وعبروا عن وعي شديد وفخر بالمنتخب الوطني.

وقال فيكيلي مبالولا، وزير الرياضة الجنوب أفريقي: «فريقنا كافح وسيطر، ولكننا نتفهم أنه لا يمكن أن يكون هناك أكثر من فائز».

وأضاف: «بالنسبة لنا فإن جنوب أفريقيا فازت بالفعل، كونها الأفضل في هذه البطولة الناجحة، نتمنى لمالي وكل الفرق الأخرى كل التوفيق في سبيل رفع كأس أفريقيا 2013 في العاشر من فبراير (شباط) الحالي».

وختم حديثه بالقول: «بالنيابة عن الحكومة، نتوجه بالشكر إلى الشعب الجنوب أفريقي لمواصلة مساندته لمنتخب البافانا بافانا ونأمل أن يستمروا في دعم المنتخبات المتبقية حتى نهاية البطولة».

وكانت المباراة التي أقيمت على ملعب موزيس مابيدا الذي لم تخسر عليه جنوب أفريقيا منذ افتتاحه عام 2009، قد شهد بداية قوية من مالي وفرصة من سيدو كيتا سددها فوق العارضة في الدقيقة السابعة، ورد المنتخب الجنوب أفريقي برأسية مالانغو مرت فوق عارضة دياكيتيه في الدقيقة 12، قبل أن يفتتح بافانا بافانا التسجيل عبر رانتي نفسه أمام المرمى الخالي ليترجم عرضية زميله في الدقيقة 31.

وفي الشوط الثاني، عادلت مالي النتيجة بعد مجهود من ساماسا على الجهة اليسرى، فلعب عرضية تابعها لاعب الوسط سيدو كيتا المندفع من الخلف ولعبها رأسية قوية في مرمى الحارس إيتوميلينغ كوني في الدقيقة 57.

واحتكم الفريقان إلى وقت إضافي هو الأول في الدورة الحالية قبل اللجوء إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لمالي، إذ أهدر دين فورمان وماي مالانغو وميكيل ماغورو.