منتخب الرأس الأخضر وصل مغمورا وغادر مهابا

حقق المفاجأة بوصوله إلى ربع النهائي في أول مشاركة بتاريخه

TT

شهدت المباراة الأولى من دور الثمانية بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم كثيرا من الأحداث الدرامية، حيث ودع الرأس الأخضر (كاب فيردي) وجنوب أفريقيا البطولة على يد غانا ومالي على الترتيب.

ربما خروج منتخب جنوب أفريقيا أحدث الأثر الأكبر، ولكن القصة التي ستستمر إلى ما هو أبعد من هذه البطولة تتعلق بمنتخب الرأس الأخضر الشهير بـ«القروش الزرقاء». وأثار الفريق ذهول الجميع في القارة السمراء حينما نجح في الفوز على الكاميرون في التصفيات ليصعد إلى نهائيات كأس أفريقيا.

وواصل فريق «القروش الزرقاء» مفاجأة الجميع، عبر الوصول إلى دور الثمانية من أول مشاركة له، على حساب منتخبين من أصحاب التاريخ العريق لكرة القدم، هما أنغولا والمغرب.

ونال لوسيو أنطونيس المدير الفني للرأس الأخضر دعاية واسعة بعدما قضى أسبوعا مع البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لريال مدريد الإسباني، وترك وظيفته الأصلية كمراقب جوي، حيث أسس في فريقه روح الجماعة، واستدعى اللاعبين المحترفين في أوروبا، والقادرين على تمثيل كاب فيردي.

وقبل مباراة دور الثمانية أمام منتخب غانا، رجحت كل المؤشرات التقليدية أن منتخب كاب فيردي وصل إلى آخر مرحلة يمكن أن يبلغها، ولكن سيصطدم بالحائط المنيع.. ولكن أنطونيس نفى وجود أي توتر في معسكر فريقه، عبر التأكيد على أن فريقه يستهدف الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية.

وبعد شوط أول شابه الحذر.. سيطر منتخب الرأس الأخضر على مجريات الأحداث في الشوط الثاني على ملعب بورت إليزابيث.

ونال فوز منتخب غانا على نظيره كاب فيردي بهدفين نظيفين إشادة كبيرة في معسكر البلد الفائز بلقب كأس أفريقيا أربع مرات، على الرغم من أن الهدف الأول للفريق جاء من ضربة جزاء تحوم حولها الشكوك، بينما جاء الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع للمباراة، في الوقت الذي تقدمت فيه جميع خطوط الرأس الأخضر، بحثا عن هدف التعادل.

وأعرب أنطونيس عن خيبة أمله، لأن فريقه كان الأفضل على مدار شوطي المباراة، ولكنه ودع البطولة في النهاية.

وأوضح: «لقد لعبنا بشكل جيد في الشوط الثاني، ولكن لم ننجح في التسجيل، أثبتنا أننا في مثل مكانة أي فريق من أفضل الفرق في البطولة».

وأضاف: «قدمنا مباراة جميلة، ولكن لسوء الحظ فإن الفريق الأفضل يعود إلى دياره، وتخسر البطولة إشراقتها».

وأكد قائلا: «إنها المباراة الرابعة لنا، وفي أول ثلاث مباريات لنا لم يوجد أي شكوك في قدراتنا، الآن هناك شكوك، عليك أن ترسم بنفسك الاستنتاجات».

وأوضح ساخرا: «ينبغي علينا أن نستجيب لتوقعاتكم.. إنهم يريدون مشاهدة غانا في المربع الذهبي، حيث كنا سنشاهد 200 مشجع فقط يساندون الرأس الأخضر في الدور قبل النهائي».

في المقابل، اعترف كواسي ابياه المدير الفني للمنتخب الغاني بأن فريقه قدم عرضا باهتا في الشوط الثاني.

وقال ابياه: «أداؤنا في الشوط الأول كان جيدا، ولكن في الشوط الثاني لم نقدم أفضل ما لدينا».

وأضاف «منتخب الرأس الأخضر سيطر على الشوط الثاني، ولكن الشيء المهم هو أننا حققنا الفوز وتأهلنا إلى المربع الذهبي».

من جانبه، قال قائد منتخب غانا أسامواه جيان: «كنا نتوقع مباراة صعبة، لقد كانوا منظمين من الناحية التكتيكية، دائما كانوا يذهبون خلف الكرة، ويبنون هجمات مرتدة».

وأضاف: «مفتاح المباراة كان ضربة الجزاء، التي فتحت المباراة، لقد سيطروا على الشوط الثاني، ولكننا احتفظنا برباطة جأشنا».

وفي الوقت الذي دخل فيه منتخب كاب فيدري النسخة التاسعة والعشرين من كأس الأمم الأفريقية بصفته فريقا مغمورا، فإنه بعد النتائج التي حققها في البطولة، لن يتم الاستخفاف به أبدا.