بالوتيللي يفتتح أولى مبارياته مع الميلان بثنائية في مرمى أودينيزي

المدير الفني أليغري: لا ينبغي تمجيد الذات.. هؤلاء الشباب سيذهلونكم

TT

افتتح ماريو بالوتيللي أولى مبارياته مع الميلان بهدفين قاد من خلالهما فريقه الجديد للفوز على أودينيزي 2/ 1، أول من أمس (الأحد)، ضمن المرحلة الـ23 للدوري الإيطالي. تقدم بالوتيللي في الدقيقة 25 من كرة مررها إليه ستيفان الشعراوي، ثم تعادل بينزي للضيوف في الدقيقة 55 من تمريرة موريل، لكن الوافد الجديد استطاع تحقيق هدف الفوز في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء بعد خطأ توماس هورتو مع الشعراوي. وقفز الميلان إلى المركز الرابع برصيد 40 نقطة، فيما تجمد رصيد أودينيزي عند 33 نقطة في المركز التاسع.

إنها واحدة من الروايات الخيالية الحقيقية، بلمسة فنية رائعة. كل شيء موجود في الظهور الأول لبالوتيللي مع الميلان، حيث الهدف الذي أوشك أن يسجله بعد مرور 38 ثانية فقط، ثم السعادة، وبعدها الفزع، واللهجة العنيفة بركلة جزاء غير سليمة، لكن الحكم فاليري احتسبها، وتحدث بالوتيللي مع روبينهو، ثم أخذ الكرة واتجه نحو نقطة الجزاء ليسدد الكرة مع انتهاء عمر المباراة. جدير بالذكر أن إبراهيموفيتش، في أول ظهور له، أمام تشيزينا، أخطأ ركلة الجزاء وخسر الميلان حينها، لكنها كانت مجرد بداية. وفي نهاية الموسم جاء درع الدوري. في الوقت الحالي، على بالوتيللي أن يسعد بعدما حمل الميلان لنفس عدد نقاط غريمه الإنتر وعلى أعتاب منطقة الشامبيونزليغ في الترتيب، بين الثلاثة الأوائل. درع الدوري بعيد، ولا توجد أمور بسيطة إذا كنتَ تُدعى بالوتيللي.

كل شيء حدث صدفة تقريبا، كان بالوتيللي جاهزا للجلوس على مقعد البدلاء، وباتزيني مستعد للمشاركة. وخلال الإحماء، استسلم باتزيني لشعوره بألم في عضلة الفخذ الضامة، وباستمرار الألم ارتدى سترته. وكان ماريو واضحا عقب المباراة «كان يجب أن يلعب باتزيني، لكن بصراحة كنت جاهزا». كما لو كان يقول لاعب سابق له شهير إن ماريو جاهز دائما. وبهذا يلحق بالوتيللي بكاكا ورونالدو في الحلقة الضيقة للنجوم المنتصرين في أول ظهور لهم بقميص الميلان، بينما كان التعادل هو نتيجة أول مباراة لإنزاغي، والخسارة لشيفشينكو (في كأس السوبر الإيطالية) ورونالدينهو، والتعادل لبيكام. لقد وقع ماريو بطاقة الانتصار مرتين، ومن الصعب أن نجد ثنائيات بارزة هكذا في أول ظهور.

من جانب آخر، فقد تم ضمه لهذا الهدف، من أجل العودة للقمة. ماريو هو المصعد من أجل صعود بدأ بالفعل عبر فريق غاية في الشباب، الذي بدأ في التفكير بعقلية الكبار. ماريو هو الشرارة التي أشعلت حماس الجماهير لدى وصوله إلى ميلانو، وإن كنا لم نشاهد المزيد من الدفء في سان سيرو. حيث تم قطع 11 ألف تذكرة تقريبا، بخلاف الاشتراكات السنوية، ولم نشاهد لافتة كبيرة، وإنما شاهدنا بعض الهتافات فقط من نصيب الوافد الجديد، ونوعا من الحس الدائم بالانتظار. غير أن الجمهور قد أدرك على الفور أن ماريو هو اللاعب المناسب، فالانطلاقة الأولى كانت لامعة وداعبت الكرة القائم، ورابع كرة لعبها كانت رائعة بالفعل لنيانغ، الذي في شبابه الذي لا ينتهي أهدر فرصة أمام حارس المرمى. وحينها جاء رد ماريو، الذي سجل وضاعف النتيجة، بالوتيللي الذي يحسم المباريات وسيكون كذلك دوما. إنهما لاعبان مختلفان بدنيا، لكن بحسب الشعراوي تجمعهما قوة بدنية مذهلة. وكان التفاهم بين الجميع فوريا، حيث يعشق ماريو تمرير الكرة لنيانغ، فيما ذهب الجميع نحو ماريو بعد الهدف الأول، لكنه انتظر نيانغ من أجل احتفال خاص. لقد صار نيانغ الشقيق الأصغر، ذلك الذي يقدم إليه أفضل الكرات، لأن الشعراوي يجيد الحصول عليها لنفسه بمفرده.

تحرك الميلان في الشوط الأول في يسر، وحينما وصل برلسكوني بدت المباراة وقد حسمت، لكن لا شيء سهل إذا كنت تدعى بالوتيللي. بعد وصول رئيس النادي بقليل، تعادل أودينيزي وواصل ماريو إطلاق الكرات، واحتج بسبب ركلة جزاء لم يتم احتسابها، وفي نهاية المباراة جاءت ركلة الجزاء وبات ممكنا لبالوتيللي أن يهدي ثنائية وانتصارا لعائلته ووكيل أعماله رايولا. وقال اللاعب الجديد: «إننا أقوياء، ولا يزال لدي قدمان قويتان، لكنني سأعمل من أجل العودة للقمة. كانت مشاعر عظيمة، والآن يجب علي المواصلة هكذا. كنا نستحق الفوز وفي النهاية كنا محظوظين، ومن الرائع إدراك الإنتر، والآن نستهدف المركز الثالث. في وجه من كان يعتقد أني لاعب غير جدير بالميلان». لا يوجد شيء سهل إذا كان اسمك بالوتيللي، لكن إذا كان اسمك بالوتيللي فالطريق مرسوم ومحدد. يكفي فقط التعرف عليه.

إلى ذلك، لا يركض القائد، وإنما ظل واقفا خارج الملعب بالمعطف ويداه في جيبه. يصيح أليغري ولا يحتفل بعد الهدف الأول لبالوتيللي. وكالعادة لم يشاهد ركلة الجزاء حيث كان في الممر المؤدي لغرفة الملابس بالفعل، لكن الآن يمكنه النظر للترتيب بسعادة. وربما التفكير حينما كان الميلان بين في المراكز المتأخرة، وبعد بسنوات ضوئية عن المراكز الرفيعة. الصحوة لم تكتمل بعد، لكن عند هذه النقطة يبدو أنها مسألة وقت فقط. قليلون كانوا يؤمنون بهذا، بينما أليغري لم يكفّ أبدا عن التحلي بالثقة في الفريق. وكانت جملته الشهيرة والمتكررة في شهور الأزمة «سأنظر للترتيب في فبراير (شباط) المقبل». ولها طعم مختلف الآن بعدما أدرك الإنتر في المركز الرابع (بل إنه يسبقه لفارق الأهداف) وبفارق ثلاث نقاط عن منطقة الشامبيونزليغ.