استمارة «القريني» تنهي زمن العلاقة العشوائية بين «الأخضر» والإعلام

القرار الجديد سيضع الأمور في نصابها الصحيح بعيدا عن الاجتهادات

TT

بعد سنوات من العلاقة العشوائية و«غير المقننة» بين أعضاء المنتخب السعودي الأول ورجال الإعلام، جاء قرار إدارة الأخضر الأخير بشأن ضبط تلك العلاقة ووضعها في الأطر الرسمية الصحيحة، كطوق نجاة لكلا الطرفين، وليضع أيضا حدا فاصلا للاجتهادات المتبادلة فيما بينهما، خصوصا قبل البطولات والاستحقاقات الرسمية.

ومن الملاحظ خلال السنوات القليلة الماضية تهرب لاعبي الأخضر من التصريح لوسائل الإعلام بحجة أن الإدارة تمنعهم من التصريح، وهذا ما ولد نقطة الاختلاف بين الإعلامي والمسؤول بعدما غابت الحقيقة، حيث يرمي كل طرف قضية عدم تجاوب اللاعبين مع الإعلام على الآخر، وبدوره يبدي المسؤول أنه لا يمنع اللاعبين من الحديث، في حين يوضح المعني بالشأن «اللاعب» أن قرار المنع قادم من الإدارة، كما تحدث بذلك الحارس الدولي وليد عبد الله لقناة «لاين سبورت» قبل أيام قليلة بعدما أوضح أن قرار منع لاعبي المنتخب من الحديث في بطولة الخليج كان يقف خلفه الإداري خالد المعجل الذي كان يرفض تلك التهمة التي يحاصره بها الإعلاميون أثناء فترة إقامة البطولة.

ذات المشهد والأحداث وذات المشكلة باتت تتكرر بصورة أكثر من سابقتها في معسكرات المنتخب السعودي الأول في الفترة الأخيرة رغم تغيير إدارته عقب الخروج من كأس آسيا 2011 الذي أقيم في الدوحة، حيث كان المدير الإداري فهد المصيبيح والمنسق الإعلامي محمد التويجري، قبل أن يحضر محمد المسحل كمشرف عام يعمل تحت إدارته خالد المعجل وخالد النويصر منسقا إعلاميا، وما زال الأخير يعمل في ذات المجال مع الإدارة الجديدة للمنتخب بقيادة مشرفها سلمان القريني ومدير المنتخب زكي الصالح التي عملت على تلافي أولى المشكلات التي قد تحدث فجوة بين المنتخب ووسائل الإعلام كما حدث في الأيام الماضية.

ويلزم قرار الإدارة الجديدة بقيادة سلمان القريني منسوبي وسائل الإعلام بتعبئة استمارة عند طلب إجراء لقاء حصري مع أحد اللاعبين أو حتى مدرب المنتخب يتم من خلالها تحديد اليوم والتاريخ للمقابلة ليتم عرضها على مدير المنتخب ومدربه عبر المنسق الإعلامي للمنتخب الحالي خالد النويصر، وبعد أخذ موافقة الجهاز الفني والإداري يتم تحديد الوقت كموعد لأخذ هذا اللقاء الحصري.

القرار التي أصدرته إدارة الأخضر يحمل في طياته عددا من الإيجابيات يأتي أبرزها أن تكون وسائل الإعلام بأنواعها على كفة متساوية مع لاعبي المنتخب الذين باتوا في الفترة الأخيرة يفضلون الأحاديث للقنوات التلفزيونية على حساب الإعلام المقروء، وهي المشكلة التي بدأت بالتنامي، إضافة إلى أنه سيحدد الجهة التي تمنع اللاعبين من الحديث لوسائل الإعلام وليس كما كان يحدث في البطولات السابقة، حيث يتحجج اللاعبون بالإدارة التي تقول بدورها إن المنع يعود للاعب نفسه وليس لها دخل في ذلك.

والأهم من ذلك هو فرض خصوصية على معسكرات المنتخب السعودي في الفترة المقبلة ليتمكن اللاعب من أخذ راحته بعيدا عن ملاحقة وسائل الإعلام له، كون الإدارة الجديدة للمنتخب السعودي ستقوم بإلزام اثنين من اللاعبين بالحديث لوسائل الإعلام عقب كل تمرين يجريه الأخضر أثناء فترة تجمعه كأداء روتيني، على أن يتم بعدها منع أي حديث خلاف ذلك إلا بإذن رسمي.

الخطوة التي أقدمت عليها إدارة الأخضر وإن كانت متأخرة إلا أنها طرقت باب الاحترافية كما يحدث مع الأندية والمنتخبات العالمية التي تؤمن بأن التركيز التام للاعب وعدم تشتيت ذهنه بأمور خارج الميدان يقوده لتحقيق النجاح، فالأسكوتلندي السير أليكس فيرغسون الذي يمتد عمره التدريبي إلى ما يزيد على 25 عاما مع أحد أعرق الأندية الإنجليزية مانشستر يونايتد، يهتم بأدق التفاصيل للاعبيه ولا يكتفي بدوره في ساعات التدريب، فالعجوز الأسكوتلندي بعث برسائل للاعبيه في أحد مؤتمراته الصحافية عن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» والذي يشارك فيه غالبية نجوم المجتمع في العالم بكافة توجهاتهم، مطالبا إياهم بالتوقف عن استخدام «تويتر» وإضاعة وقتهم دون الخروج بأي فائدة، إلا أن الهدف الأهم بالنسبة لفيرغسون في حديثه للاعبيه عن «تويتر» هو إبعادهم عن التشتيت الذهني الذي قد يجلبه لهم المشاركة في الموقع، حيث أضاف في حديثه الذي نقلته وكالة «رويترز» في مايو (أيار) 2011: «هناك مليون شيء يمكن أن يفعله المرء في حياته بخلاف ذلك». ويأتي حديثه عقب دخول مهاجم فريقه واين روني في جدل مع أحد جماهير فريق ليفربول وصلت لحد التهديد، وواصل فيرغسون حديثه في هذا الجانب، موضحا أن النادي يدرس قرار منع اللاعبين من استخدام «تويتر» خوفا من حدوث مشكلات متعلقة بـ«تويتر».

حديث فيرغسون يأتي في الدور المنوط بالمدير الفني أو مدير الفريق في حال عدم شمولية أدوار المدرب كما يحدث لدينا تجاه اللاعب، حيث يتطلب على المسؤول إراحة اللاعب عقب أدائه تمرينه وترتيب اللقاءات الإعلامية كما يحدث مع الإدارة الحالية للمنتخب أو المنع التام والذي يحدث في أوقات معينة لكافة الفرق والمنتخبات حول العالم التي تأتي في الغالب قبل المباريات التي يرتفع فيها دور الجانب النفسي، خاصة في لقاءات «الديربي أو الكلاسيكو»، فهذا القرار كفيل بفرض العدل بين اللاعب والإعلامي، وكاف لتجنيب اللاعبين من الوقوع بأي مشادات كما حدث مؤخرا بين ناصر الشمراني وأحد الإعلاميين إبان إقامة بطولة الخليج في العاصمة البحرينية المنامة.