بوركينا فاسو تضرب موعدا مع غانا في نصف النهائي

لاعبو توغو بقيادة اديبايور ينتقدون مدربهم بعد الخروج من كأس أمم أفريقيا

TT

تأهلت بوركينا فاسو إلى الدور نصف النهائي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حاليا إثر فوزها على توغو 1 - صفر في الوقت الإضافي على ملعب مبومبيلا في نيلسبروت في الدور ربع النهائي.

وسجل جوناثان بيترويبا هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 105. وتلتقي بوركينا فاسو في الدور المقبل مع غانا التي كانت تغلبت على الرأس الأخضر 2 - صفر في بورت إليزابيث. وهي المرة الثانية التي تبلغ فيها بوركينا فاسو دور الأربعة بعد الأولى عام 1998 على أرضها بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه عندما خسرت صفر - 2 أمام مصر التي توجت باللقب لاحقا، فيما حلت بوركينا فاسو رابعة بخسارتها أمام جمهورية الكونغو بركلات الترجيح.

وأكدت بوركينا فاسو تفوقها على توغو في تاريخ المواجهات بين المنتخبين حيث حققت الفوز الخامس لها في 8 مباريات مقابل خسارتين وتعادل واحد. في المقابل، توقف مشوار توغو في دور ربع النهائي الذي بلغته للمرة الأولى في تاريخها.

واكتمل عقد دور الأربعة بتأهل بوركينا فاسو ونيجيريا التي تغلبت على ساحل العاج 2 - 1 لتلاقي الأربعاء أيضا مالي التي كانت تغلبت على جنوب أفريقيا المضيفة بركلات الترجيح 3 - 1 (الوقتان الأصلي والإضافي 1 - 1).

وخاض منتخب توغو مباراته الأولى في دور الثمانية حيث لم يسبق له عبور الدور الأول في أي من مشاركاته السابقة، لكنه لم يفلح في التقدم لأبعد من ذلك وسقط أمام بوركينا فاسو.

وعقب اللقاء انتقد قائد منتخب توغو إيمانويل اديبايور المحترف في توتنهام الإنجليزي مدربه الفرنسي ديدييه سيكس ومشيرا إلى أنه لم يضف أي جديد على منتخب توغو قائلا: «لم يكن مكسبا لنا».

وقال مهاجم توتنهام في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية: «إن المدرب لم يكن مكسبا لنا، أنا كنت في أرضية الملعب وبالتالي ليس بإمكاني القيام بالمهمتين (لاعب ومدرب). حاولت تقديم أفضل ما لدي، ولكن صحيح أن ذلك لم يساعدنا. ليس هذا هو الوقت للبحث عن الضحايا ولكن الأهم هو العودة إلى البلاد بهدوء وبعد ذلك سنرى ما سنقوله». وبخصوص مستقبله مع منتخب بلاده، قال اديبايور: «إذا حظيت توغو بتنظيم أفضل فسأكون معها. صحيح أنني أسمع في كل مرة.. سيأتي، لن يأتي، ولكن السبب هو أن هناك الكثير من المشاكل. إذا تمت تسوية المشاكل، فسأكون دائما مع المنتخب. لقد شاهدتم بأنني أقدم أفضل ما لدي، أتحدث مع اللاعبين في غرف الملابس، أنا قائد وعميد المنتخب». وأضاف: «مسيرتي الدولية لا تتوقف هنا، لقد نجحت في التأهل إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا، والآن أفكر في بلوغ دور الأربعة، والمباراة النهائية والفوز بها، ولكنكم تعلمون أن تنظيمنا ليس في المستوى».

ولم يسلم سيكس من انتقاد حارس المرمى كوسي اغاسا وكان أكثر قساوة بحق المدرب الفرنسي بقوله: «يجب تغيير الجهاز الفني، لأنه سبب فشلنا»، مضيفا: «ليس على اللاعبين المتواجدين على أرضية الملعب أن يقوموا بالتغييرات».

يذكر أن توغو التي شهدت استعداداتها الكثير من المشاكل خصوصا مشاركة اديبايور من عدمها والدفع به واغاسا في اللحظة الأخيرة من قبل المسؤولين بعد تدخل رئيس الدولة، وبعد أن كان سيكس قد قرر استبعادهما، بلغت الدور ربع النهائي لكأس أمم أفريقيا 2013 للمرة الأولى في تاريخها.

وأوضح سيكس: «في هذا الدور من المسابقة، لا يمكننا الاستهانة بأي منتخب، كتبنا صفحة تاريخية ببلوغنا ربع النهائي. نحن مستاءون للخسارة ولكن هذا المنتخب شاب بمؤهلاته الكبيرة وبلغ ربع النهائي للمرة الأولى. سنواصل العمل». في المقابل، أعرب مدرب بوركينا فاسو البلجيكي بول بوت عن سعادته بالتأهل إلى دور الأربعة للمرة الثانية بعد الأولى عام 1998 في بوركينا فاسو بالتحديد. وقال: «أهنئ اللاعبين وعيد ميلاد سعيد لرئيسنا، الأمر مثل قصة من دون نهاية. أنا المدرب الأكثر سعادة في البطولة لأن كل ما قمنا به في التدريب ظهر على أرضية الملعب».

وأضاف: «هناك دائما شكوك في الأشواط الإضافية، بيد أن اللاعبين كانوا صبورين وكانوا الأكثر استحواذا على الكرة من توغو. فاجأني اللاعبون بلياقتهم البدنية ولكن الإرادة كانت حاضرة وتوجت مجهوداتهم». وبخصوص نصف النهائي أمام غانا الأربعاء، قال بوت: «ما أعرفه هو أننا سنلعب بثقة كبيرة. نيلسبروت هو ملعبنا (في إشارة إلى خوض بوركينا فاسو لمبارياتها الثلاث في الدور الأول في نيلسبروت الذي واجهته انتقادات كبيرة لسوء أرضيته). غانا منتخب كبير ولكننا واجهنا منتخبات أقوى وهي نيجيريا وزامبيا. لا يمكننا التنبؤ بنتيجة المباراة».

ولم ترق المباراة إلى المستوى المأمول بسبب أرضية الملعب التي كانت في حالة يرثى لها وصعبت المهمة على لاعبي المنتخبين فكانت فرص التسجيل قليلة جدا. وكاد محمد كوفي يفتتح التسجيل لبوركينا فاسو من تسديدة قوية من 25 مترا بيد أن الحارس كوسي اغاسا كان في المكان المناسب في الدقيقة (5).

وأهدر فلويد اييتي فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل لتوغو بعد لعبة مشتركة داخل المنطقة وصلته على أثرها الكرة أمام المرمى من سيرج غاكبي لكنه سددها برعونة بين يدي الحارس داودا دياكيتيه في الدقيقة (18).

ورد يوسف واتارا بضربة رأسية إثر تمريرة عرضية من ويلفريد سانو لكنها مرت بجوار القائم الايسر في الدقيقة (28). وكاد إيمانويل اديبايور يمنح التقدم لتوغو مطلع الشوط الثاني إثر تمريرة عرضية من 17 تابعها برأسه من نقطة الجزاء بيد أن المدافع مادي بانانديتيغيري أبعدها من خط المرمى إلى ركنية في الدقيقة (47). ورد بيترويبا بتسديدة قوية من داخل المنطقة إثر تلقيه كرة على طبق من ذهب من موموني داغانو لكن اغاسا تصدى لها على دفعتين. وكان اديبايور قاب قوسين أو أدنى من هز الشباك البوركينابية إثر مجهود فردي رائع توغل من خلاله داخل المنطقة وانفرد بالحارس دياكيتيه بيد أنه سدد في جسم الأخير قبل أن يشتتها الدفاع.

وردت بوركينا فاسو عبر بريجوس ناكولما، بديل واتارا، حيث تلاعب بالمدافع سيرج اكاكبو وسددها بجوار القائم الأيمن.

ولجأ المنتخبان إلى الشوطين الإضافيين وغابت الفرص حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول عندما انبرى شارل كابوريه لركلة ركنية تابعها بيترويبا من 6 أمتار بضربة رأسية ارتطمت بالعارضة وعانقت الشباك. وهو الهدف الثاني لبيترويبا في البطولة والذي كان كافيا لعبور الفريق إلى قبل النهائي.