مباراة ليفربول وديبريسين المجري في دوري الأبطال طالتها فضيحة التلاعب

كتاب هولندي يكشف أن إنجلترا ليست بمنأى عن جريمة التلاعب في المباريات

TT

بعدما كشفت الشرطة الأوروبية (يوروبول) يوم الاثنين الماضي النقاب عن عمليات تلاعب في 380 مباراة في قارة أوروبا، بما في ذلك إحدى المباريات التي أقيمت في إنجلترا في إطار دوري أبطال أوروبا، قالت صحيفة «إكسترا بلاديت» الدنمركية إن المباراة المشار إليها هي مباراة ليفربول أمام نادي ديبريسين المجري في أولى مباريات دور الافتتاح لدوري أبطال أوروبا عام 2009، التي فاز فيها الفريق الإنجليزي بهدف دون رد للنجم ديريك كويت.

ولا توجد أي إشارة إلى تورط أي لاعب أو مسؤول من نادي ليفربول، وقال المتحدث الرسمي باسم النادي الإنجليزي يوم الاثنين: «لم يتلقَّ نادي ليفربول أي اتصال من أي شخص من الشرطة الأوروبية أو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بخصوص هذا الأمر». وقد أشارت الصحيفة الدنمركية إلى أن تلك المباراة قد تم الإشارة إليها بالفعل في كتاب صدر في هولندا يدور حول قضية التلاعب في المباريات، ولكن نادي ليفربول بعيد كل البعد عن الشبهات.

وعلاوة على ذلك، أشارت الشرطة الألمانية إلى أن فضيحة التلاعب قد شملت مباراة أخرى لنادي ديبريسين في دوري أبطال أوروبا، وهي مباراته أمام نادي فيورينتينا الإيطالي التي فاز فيها الأخير بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، حيث كان هناك محاولات من جانب عصابة إجرامية يقودها شخص أوكراني للتلاعب في نتيجة تلك المباراة.

وأشارت الصحيفة الدنمركية إلى أن المتورطين في تلك القضية قد حاولوا أن تشهد مباراة ليفربول ثلاثة أهداف على الأقل، وأن سجلات القضية أمام القضاء قد أكدت أن هؤلاء المتلاعبين قد بعثوا برسائل إلى بعضهم بعضا يعبرون خلالها عن مدى إحباطهم من فشل ليفربول في إحراز مزيد من الأهداف بعد تقدمه بهدف.

وقد ظهرت الأدلة المتعلقة بمباراة ليفربول وديبريسين إلى الضوء عندما قامت الشرطة في مدينة بوخوم الألمانية بالتحقيق مع الكرواتي أنتي سابينا، الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات عام 2011 بسبب تخطيطه للتلاعب في ما لا يقل عن 20 مباراة في أوروبا. وكانت النتائج التي أعلنتها الشرطة الأوروبية يوم الاثنين الماضي قد اعتمدت بشكل كبير على التحقيقات التي أجرتها الشرطة في بوخوم. وقالت الشرطة إن هناك أدلة على أنه قد تم تحقيق أرباح بقيمة 8 ملايين يورو (6.9 مليون جنيه إسترليني) من المراهنات على المباريات المشتبه في التلاعب بها، مشيرة إلى أن هذه الفضيحة قد تكون مقدمة للكشف عن التلاعب في مباريات أخرى.

وكانت إنجلترا ترى، حتى اليومين الماضيين، أنها بمنأى تماما عن فضيحة التلاعب في المباريات، التي تشمل أكثر من 40 دولة في جميع أنحاء أوروبا خلال السنوات الأخيرة. وكانت الشرطة الأوروبية قد أعلنت أن التحقيقات التي أجرتها على مدار 18 شهرا بالتعاون مع أجهزة الشرطة ومحققين من 13 دولة مختلفة قد أثبتت أن هناك شبهة تلاعب في 680 مباراة في جميع أنحاء العالم.

وثمة أدلة على أن منظمات إجرامية في سنغافورة قد قدمت رشى لنحو 425 حكما ولاعبا في 15 دولة، وأن أكثر مبلغ دفعته لشخص واحد هو 120,000 جنيه إسترليني. وقالت الشرطة الأوروبية إنه يتم التحقيق في مباريات مؤهلة لكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، فضلا عن مباريات في كبرى البطولات الأوروبية، ولكنها رفضت الكشف عن أية تفاصيل، وهو ما جعل من الصعوبة بمكان تحديد المباريات التي تشير إليها.

ومن جهته أصدر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بيانا قال فيه إنه لم يتلقَّ أي معلومات تتعلق بالمباريات المشتبه بالتلاعب بها، مضيفا: «الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ليس على علم بأية تقارير موثوقة في ما يتعلق بالتلاعب بمباريات أقيمت في إنجلترا في إطار دوري أبطال أوروبا، ولا توجد أية معلومات لدينا».

وقال رئيس الشرطة الأوروبية روب واينرايت إن الأضواء قد تركزت على المباراة التي أقيمت في إنجلترا بسبب التحقيقات الخارجية، مضيفة أنه من «السذاجة» أن نعتقد بأن إنجلترا بمنأى عن فضيحة التلاعب في المباريات. وقال واينرايت: «من الواضح أن التركيز ينصب على بلدان أخرى، وليس المملكة المتحدة. ومع ذلك فقد فوجئنا بمدى النطاق الواسع الذي تعمل من خلاله هذه المنظمة الإجرامية. سيكون من السذاجة أن يعتقد الناس في المملكة المتحدة أن هذه المؤامرة الجنائية لم تشمل كرة القدم الإنجليزية وجميع مباريات كرة القدم في أوروبا».

واعتمدت الشرطة الأوروبية أيضا على المعلومات المقدمة من ويلسون راج بيرومال، وهو سنغافوري تم اعتقاله في فنلندا والمجر بتهمة التلاعب في المباريات. وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية قد كشفت عام 2011 أن بيرومال قد عمل في إنجلترا لما يقرب من العام، وكان يعيش في شقة تطل على استاد ويمبلي الشهير، وأنه كشف عن تورطه في عدد من المباريات الدولية الودية. ومن جهته قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه سيقوم بدراسة الأدلة التي اعتمدت عليها الشرطة الأوروبية بمجرد الحصول عليها، وقال مدير الأمن بالاتحاد رالف موتسشك إن كرة القدم ستكون بحاجة إلى مزيد من المساعدة للسيطرة على مشكلة التلاعب في المباريات.

من جهة أخرى، أكد مسؤولون في سنغافورة أمس أن سلطات البلاد تحارب بكل نشاط ظاهرة التلاعب في نتائج مباريات كرة القدم. يأتي ذلك بعد يوم من تصريحات الشرطة الأوروبية «يوروبول» بأنه تم التلاعب بمئات المباريات عبر مخطط عالمي للمراهنة يدار على ما يبدو في سنغافورة. وقال متحدث رسمي باسم اتحاد الكرة في سنغافورة: «انظروا إلى مشوار سنغافورة القياسي في التصدي للتلاعب في نتائج المباريات خلال السنوات القليلة الماضية». وأضاف: «كنا الدولة الأولى في العالم التي تصدر حكما قضائيا بحق حكم دولي اتهم بالتلاعب في نتائج المباريات، كما وجهنا اتهامات للكثير من اللاعبين الكبار». وكان الحكم تي راجامانيكام تلقى حكما بالحبس لمدة تسعة أشهر في 1994.