بالوتيللي.. أول لاعب يبدأ مشواره مع الميلان بثنائية منذ أكثر من 50 عاما

المهاجم الوافد مؤخرا إلى النادي سجل هدفين في ظهوره الأول ولم يخطئ ركلة الجزاء

TT

«ثنائية بالوتيللي أبقتني يقظا طوال الليل». إنه أرق العشق، فقد تحمس برلسكوني تماما بالفعل لماريو، الوافد الجديد إلى صفوف الميلان، ولا وقت أنسب من هذا لإزاحة الغبار عن المقولة القديمة «من يحتقر يشتر»، وفي النهاية يقع في غرامه. لكن على أي حال، لقد انتهى موسم التفاح أيا كان نوعه، وينتقل تسليط الضوء على بالوتيللي لاعب الكرة، بالوتيللي الذي يحسم المباريات، بالوتيللي الذي يكهرب كل الفريق، ولا داعي للحديث عن الجماهير وعن المغردين على موقع «تويتر» والمحللين. وكانت أول كرة لبالوتيللي بقميص فريقه الجديد رائعة مائة في المائة. ثنائيته ليست رقما قياسيا غير مسبوق، وإنما هكذا تقريبا. ومن قبله، في تاريخ الميلان، قد سجل هدفين في الظهور الأول كل من أنجيلو بولانو، ورينزو بوريني، وجوان ألبرتو سكيافينو، وجيانكارلو دانوفا، والملقب ببانتيرا وديان سافيتشيتش. غير أن هدفي دانوفا فقط هما اللذان كانا حاسمين، في الفوز 2 / 0 على سمبدوريا، في 16 فبراير (شباط) 1958، بينما ثنائيات الآخرين جاءت في انتصارات كبيرة، وأثرت أقل من ماريو لاعب الميلان الجديد، الذي سدد الأحد الماضي ركلة الجزاء العاشرة في مسيرته ومرة أخرى لم يخطئها أبدا. بسبب الأسلوب والموقف، كانت سيصبح تنفيذها صعبا، لكن ماريو على العكس غير مكترث بالفوضى، واحتفظ بالكرة إلى أن منحوه الضوء الأخضر وحمل الميلان إلى نفس رصيد الإنتر من النقاط (40) بطبيعية أشعلت فرحة الجمهور. دقته معروفة، وقد تأكد بروده في التسديد تقريبا من تفاصيل كثيرة، وستترك ركلة الجزاء تلك علامة في تاريخ اللاعب بالوتيللي. وقد صرح برلسكوني قائلا: «ركلة الجزاء كان مشكوكا في صحتها، لكن لدينا ثقة كبيرة جدا في الحكام». وقد نزلت الاحتجاجات الأكثر من مبررة لأودينيزي دون أي تأثير على جلد الميلان، وفي ليلة ماريو كان ماريو فقط هو من ينشد. ويقول الحارس ماركو أميليا: «لقد حضر على أطراف قدميه، في تواضع». كما لمس أمام أودينيزي ما يقرب من 40 كرة وأهدر القليل جدا منها، وسدد ثماني مرات، وراوغ مرتين، ومنح تمريرات حريرية لزملائه. كما لم يعط قط انطباعا بأنه غريب على الفريق، فقد أخذ وقفات قليلة للراحة، والحصول على فترات راحة كان عيبه الكروي دائما. لقد ركض إلى الأمام، وإلى الخلف أيضا، وأظهر تفاهما طيبا مع باقي الفريق. لكن لن يكون بالوتيللي إذا لم يكن مكتوبا عليه البقاء قيد المراقبة. إلى الآن يمكن القول إن ماريو قد انطلق بالقدم المناسبة وإن الميلان يجني أهدافا من وجوده، وكذلك يجني شخصية جديدة. المدرب أليغري من جانبه سعيد بماريو، ودائما ما تمنى أن يضمه الميلان، وجاءته الهدية. الآن سيتعين ضم الجميع داخل المشروع، بما فيهم باتزيني الذي يلاحقه سوء الحظ، لكن بالنسبة لباتزيني سيكون صعبا اللعب أساسيا في الدوري، نظرا لوجود ماريو المجنون. «بالوتيللي ليس مجنونا في شيء أبدا»، هكذا صرح الشعراوي في أيام مضت. الآن تنهمر على ماريو وسائل إعلام من العالم كله، بما في ذلك الإنجليزية التي سردت إلى الآن القصة بصورة مختلفة. لكن الأزمان تتغير وتعود أحيانا. «هذا هو ميلان المستقبل»، لا شكوك لدى أدريانو غالياني نائب رئيس النادي. واستأنف الرجل الثاني في الميلان: «ما رأيتموه مساء الأحد الماضي أمام أودينيزي هو ميلان المستقبل، إنني على يقين من هذا. إن هذا الفريق هو الذي سيواجه الموسم القادم بكل تأكيد». وكان نائب رئيس الميلان قد وصل إلى مقر رابطة الأندية الإيطالية سعيدا للغاية، ما بين الظهور الأول اللامع لبالوتيللي وإدراك الإنتر في الترتيب وفريق يمكنه النظر بالفعل إلى الموسم القادم. وتابع غالياني: «بثلاثة مهاجمين يبلغون من العمر 60 عاما معا (بويان، وباتزيني، وروبينهو)، وبما في ذلك أباتي الذي يبقى معنا، هذا هو ميلان المستقبل. وبالتالي العام القادم لن نعاني إعاقة الاثني عشر لاعبا الجديدين والتي دفعنا ثمنها هذا الموسم بثلاثة نقاط فقط في أول أربع مراحل للبطولة».

ومن بين هؤلاء سيكون أيضا سوبرماريو، حيث أضاف: «لقد كلفني مجهودا أقل كثيرا ضم إبراهيموفيتش المدوي في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات الشتوية منذ عامين مضيا». ثم اتجه المسؤول التنفيذي الأول بالميلان لشرح أن «الصفقة كانت غاية في التعقيد، وهو شيء جديد في العالم أيضا بالنسبة إلي. ليس ذنب بالوتيللي، وإنما للصعوبة مع إدارة مانشستر سيتي». لكن كم من النقاط يمكن لبالوتيللي أن يجلبها لفريق الميلان هذا؟ يجيب غالياني: «إنني لا أقوم بهذه التوقعات، لا فكرة لدي، بالتأكيد بالوتيللي سيزيد الفريق قوة. لا أدري كم نقطة يمكنه أن يجلبها. إذن، نبدأ من ثلاث نقاط حتى الآن، وإن كان أحد لم يقُل إن الأمر كان سيختلف مع باتزيني. بالتأكيد ماريو سيمنحنا الكثير، وكان هذا هو التدعيم الذي نريده».

وتابع غالياني: «لقد حقق الميلان نقاطا كثيرة في هذه الفترة، وخلال الأربع عشرة مرحلة الأخيرة قبل مرحلة أمس كان قد حقق أفضل من كل الفرق الأخرى. إذن، حسنا لقدوم ماريو، لكن الآن لا نجعل الميلان يصبح بالوتيللي فقط، الذي يذكرني بإبراهيموفيتش، فلديه نفس الحضور ونفس الكاريزما». يبدو أنه قد هبت رياح جديدة على الميلان، ويعترف غالياني: «لقد تغير الجو المحيط في الجماهير والرعاة وتقدير أندية أوروبا الكبيرة الأخرى، والآن تأتي الاشتراكات القصيرة (اشترِ سبعة وادفع خمسة)، التي ستتم في الأيام القادمة بالنسبة للمتأخرين، من مباراة بارما القادمة للمباريات السبع المتبقية على ملعبنا».