«الصقور الخضر» يتأهبون لاصطياد «التنين الصيني»

اليوم ضمن تصفيات المجموعة الثالثة في التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا 2015

TT

يبدأ المنتخب السعودي مشواره ضمن منافسات المجموعة الثالثة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا المقرر إقامتها في عام 2015 باستراليا، بمواجهة نظيره الصيني مساء اليوم على ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، حيث يعود الأخضر مجددا للمشهد الآسيوي وسط تفاؤل كبير وترقب من الشارع الرياضي السعودي بأن يكون الظهور هذه المرة قويا ومقنعا.

من جانبه، يخوض المدرب الإماراتي مهدي بقائمته التي تضم (أفضل جيل في تاريخ الإمارات) تحديا جديدا حين يستهل مشواره في التصفيات بمواجهة منتخب فيتنام على ملعب الأخير.

وليست الإمارات التي ستلعب في المجموعة الخامسة الفريق العربي الوحيد الذي سيبدأ مشوار التصفيات الشاق الذي سيقود لنهائيات تستضيفها أستراليا للمرة الأولى، فالعراق بطل آسيا 2007 الذي هزمته الإمارات في النهائي الخليجي سيواجه إندونيسيا في المجموعة الثالثة، وستلعب قطر على أرضها ضد ماليزيا في الرابعة، ويستضيف الأردن سنغافورة في الأولى.

وهناك مواجهات أخرى مثيرة للاهتمام في الجولة الأولى، إذ يحل لبنان الذي لم يتأهل للنهائيات قط عبر مشوار التصفيات ضيفا على إيران في ملعب (أزادي) في طهران، ويواجه منتخب الكويت مضيفه منتخب تايلاند في لقاء صعب، وتلعب سوريا المثقلة بالمشكلات ضد سلطنة عمان في مسقط، بينما لن يستفيد اليمن من مزية اللعب على أرضه بعد نقل مباراته ضد البحرين إلى الإمارات.

من جهته، يحمل الأخضر السعودي تاريخا مشرفا في المنافسات الآسيوية، فهو صاحب حضور قوي فيها وله صولات وجولات معروفة من خلال سيطرته على الواجهة الآسيوية كبطل لكأس آسيا أو وصيف، حيث فاز باللقب لأول مرة عام «1984» في سنغافورة، ثم عاد ليحافظ على لقبه عام «1988» في قطر، واحتل الوصافة عام «1992»، وعاد ليفوز باللقب للمرة الثالثة عام «1996» في الإمارات، بعدها احتل الوصافة في بطولتي عامي «2000» و«2007»، لكنه لم يقدم المتوقع منه في نهائيات كأس آسيا للنسخة الأخيرة التي أقيمت في قطر عندما خرج من الدور الأول بخسارته المباريات الثلاث بشكل مفاجئ وغير متوقع أمام سوريا «2-1» ومن الأردن «1-0» واليابان «5-0».

ويسعى المنتخب السعودي للخروج من هذا التراجع في مستوياته وكذلك النكسة التي تعرض لها في خليجي «21» بالبحرين بعد أن قام الاتحاد السعودي لمعالجة ذلك التراجع بإقالة المدرب الهولندي السابق فرانك ريكارد وإعادة تشكيل الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخب لمحاولة انتشاله للنهوض بقوة بداية من هذه التصفيات، حيث يدخل بثوب جديد من خلال التعاقد مع الإسباني لوبيز المشرف السابق على الفئات السنية الذي يحمل فكرة جيدة عن الكرة السعودية، مع تكليف عضو الاتحاد السعودي سلمان القريني بالإشراف الإداري، وتم تعيين زكي الصالح مديرا للمنتخب، فيما تبنت عدد من الجهات الإعلامية والشخصيات الرياضية حملة دعم للأخضر في مرحلته المقبلة، وشرعت إدارة المنتخب مع المدرب لوبيز في عقد عدد من الاجتماعات وتوصل للتشكيلة التي يراها مناسبة عطفا على معرفته التامة بالكثير من الأسماء الشابة التي تم استدعاؤها لهذه المهمة، فضمت التشكيلة مزيجا بين لاعبي الخبرة والشباب، وتم استدعاء «28» لاعبا، هم: في الحراسة وليد عبد الله كحارس خبرة مع الحارسين الشابين عبد الله السديري وفهد الثنيان، وتم استبعاد الحارس الشاب الآخر فواز القرني للإصابة، فيما يضم الدفاع الخبير أسامة هوساوي مع كامل الموسى، مع عدد من الأسماء الشابة أمثال أحمد عسيري وعلي الزبيدي وعمر هوساوي ومنصور الحربي وياسر الشهراني وسلطان البيشي وحسن معاذ، فيما يدعم خط الوسط وجود لاعبي الخبرة سعود كريري وتيسير الجاسم مع الوجه الجديد مصطفى بصاص وحسين المقهوي وسلمان الفرج وسالم الدوسري والمحترف في البرتغال عبد الله عطيف ويحيى الشهري، فيما استبعد إبراهيم غالب نظرا للإصابة، وبالنظر للهجوم فقد تم استدعاء المهاجم الخبير والهداف ناصر الشمراني، وإعادة نايف هزازي مجددا للتشكيلة بعد الاستغناء عنه في خليجي «21» والتي صاحبها انتقادات عريضة للمدرب السابق ريكارد، ويوسف السالم والشاب فهد المولد، وتم الاستغناء عن المهاجم ياسر القحطاني وكذلك المدافع أسامة المولد بعد مشاركتهما في خليجي «21»، فيما يغيب أيضا اللاعبان نواف العابد وسلمان مؤشر للإصابة.

ويخوضان هذا اللقاء بعد أن فضلا المدرسة الإسبانية، فيقود الأخضر الإسباني لوبيز كارو، بينما يشرف على التنين الصيني مواطنه الآخر كماتشو.

واستعد الأخضر لهذه المواجهة بمعسكر قصير لمدة خمسة أيام في الدمام خاض من خلاله مناورة تكتيكية مع الاتفاق انتهت لمصلحة المنتخب السعودي بـ«3-0» سجلت عن طريق نايف هزازي وسلمان الفرج (هدفين)، ومما يسهل مهمة المدرب لوبيز معرفته بأغلب العناصر من خلال عمله في السعودية وكذلك التغلب على الانسجام، حيث إن أغلب العناصر شاركت مع بعضها في مباريات وبطولات مختلفة سابقة، ويسعى الأخضر للعب بطريقة متوازنة تميل للتحفظ من خلال الدفاع الرباعي التقليدي ثم خماسي الوسط مع مهاجم يجيد المساندة من الخلف، مع ضرورة غلق المساحات أمام الصينيين والانتباه للهجمات المرتدة السريعة للتنين والتي دائما يباغت بها خصومه، فيما يجب أن يستغل ضعف الدفاع الصيني والتباعد بين خطوطه الخلفية مع ضرورة التركيز واستغلال الكرات الثابتة.

في المقابل يأتي المنتخب الصيني بعد أن أقام معسكرا قصيرا في سلطنة عمان خاض من خلاله لقاء وديا مع منتخب عمان خسره بهدف دون مقابل وظهر فيه بمستوى عادي وكانت الأفضلية للمنتخب العماني، ويحتاج لاعبو المنتخب السعودي للتركيز والثقة والأداء الرجولي بروح عالية وحماس مطلوب للخروج بنقاط اللقاء استعدادا للقاء الآخر في 22 مارس (آذار) المقبل أمام المنتخب الإندونيسي في العاصمة جاكرتا.