الأخضر الجديد يعتلي سور الصين

الصقر نايف هزازي قاد المنتخب السعودي إلى فوز ثمين بضربة مخادعة في التصفيات الآسيوية

TT

قاد «الصقر» نايف هزازي منتخب السعودية إلى فوز ثمين ومهم على ضيفه الصيني بهدفين، مقابل هدف في المباراة المثيرة التي جرت أمس على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، في افتتاحية منافسات المجموعة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس أمم آسيا المقررة في صيف عام 2015 بأستراليا، وحضرها نحو 20 ألف متفرج، وأعاد الفوز الأهم على التنين الصيني الأخضر السعودي الكبير إلى واجهة القارة بعد سلسلة من الإخفاقات المتوالية في العامين الأخيرين، وهو ما يعد انتصارا ثمينا في مرحلة كانت مليئة بالخسائر والإحباطات.

وافتتح الشاب فهد المولد التسجيل لمنتخب السعودية في الدقيقة 23 حينما تلقى تمريرة ذكية من صانع الألعاب المتألق مصطفى بصاص، لم يتوان في إيداعها الشباك الصينية، لكن الفريق الضيف كان له رأي آخر في الدقيقة 29 بإحرازه التعادل عبر لاعبه تشاو غوري.

وأجاد الإسباني كارو المدير الفني للمنتخب السعودي، حينما أجرى تعديلا في تشكيلته بإخراج ناصر الشمراني ليحل مكانه نايف هزازي الذي نجح في رسم البهجة والفرحة في ملايين الجماهير السعودية، حينما استثمر تمريرة فهد المولد ليرسلها صاروخية في الشباك الصينية، ليبدأ مع منتخب بلاده مرحلة جديدة في البطولة التي يعتبرها السعوديون «عشقهم الأبدي»؛ كونهم فازوا بها 3 مرات أعوام 1984 و1988 و1996، فضلا عن اللعب على نهائي البطولة 3 مرات أيضا أعوام 1992 و2000 و2007.

وبفوز الأخضر الصعب حصد أول ثلاث نقاط في مسيرته الهامة، علما بأنه سيلتقي إندونيسيا في جاكرتا خلال شهر مارس (آذار) المقبل.

وفي المباراة الثانية في المجموعة ذاتها، خطف منتخب العراق لكرة القدم أول ثلاث نقاط في مشواره القاري بفوزه على إندونيسيا 1 - صفر أمس الأربعاء، وسجل يونس محمود هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 65، ويلتقي المنتخب العراقي مضيفه الصيني في الجولة الثانية في 22 المقبل.

الشوط الأول: بدأت المباراة حذرة من الطرفين، لا سيما من الجانب الصيني الذي أظهر لاعبوه انضباطية عالية في تحركاتهم، وهدوءا واضحا، وسط رغبة جادة من قبل المنتخب السعودي في تسجيل هدف مبكر يريح من خلاله أعصاب لاعبيه وجماهيره التي ملأت المدرجات.

وغاب التوفيق عن أول الفرص السعودية الذهبية التي شهدتها الدقيقة الـ5 عندما مرر سلمان الفرج كرة متقنة نحو تيسير آل جاسم، الحاضر في المنطقة الجزائية للفريق المنافس، بيد أن تسديدته الصاروخية واجهت براعة من الحارس الصيني الذي طار لها وأخرجها إلى ضربة ركنية.

وأجاد السعوديون فرض حضورهم في الدقائق الأولى من المواجهة، ومرر الفرج كرة ساقطة لفهد المولد المنفرد بالمرمى الصيني، لكن حارس الأخير زينغ شينغ كان الأسبق للكرة ليبعدها وسط حماس وتشجيع الجماهير السعودية الذي ضج الملعب به.

ولم يحسن الفرج في الدقيقة الـ12 التعامل مع كرته التي انفرد فيها بالمرمى الصيني؛ إذ سددها في قدم الحارس، علما بأن الدقيقة الـ15 شهدت أول فرصة صينية حقيقية لم يجد حارس المرمى السعودي وليد عبد الله أي صعوبة في التصدي لها، ورد مصطفى بصاص بعدها بدقيقة بتسديدة أخطر، لكنها ذهبت إلى الشباك الخارجية.

ورغم أن الفريق الصيني كان أكثر ثقة في تحركاته، فإنه قابله حماس سعودي غير منضبط، إلا أن مصطفى بصاص نجح في قيادة كرة سعودية خطيرة في الدقيقة 23، ليمرر كرة متقنة ولا أروع إلى فهد المولد الذي اخترق الدفاع الصيني، ثم سدد على يسار الحارس الصيني مفتتحا التسجيل لمنتخب السعودية، ليلهب الحماس في المدرجات الخضراء.

هذا الهدف أغضب الصينيين وأخرجهم من ملعبهم، وبدوا أكثر اندفاعا نحو المرمى السعودي بعد أن كان الحذر سمة تحركاتهم وألعابهم، وكاد يوهاو تشاو في الدقيقة الـ24 يحرز التعادل لولا أن العارضة تصدت لكرته الصاروخية وسط فوضى الدفاع السعودي.

وبدا السعوديون ينكمشون في ملعبهم، وتزايدت الهجمات الصينية، وتركزت مناهجهم الفنية في اللعب على الأطراف وإرسال الكرات البينية في العمق الدفاعي السعودي «المرتبك»، ووسط غفلة الدفاع مرر زاهينق زهاي كرة متقنة من الجانب الأيمن السعودي داخل المنطقة الجزائية لتجد تشاي غوري وحيدا، ليسدد بارتياح كرة مرت بين أقدام المدافعين، متجهة نحو شباك وليد عبد الله، معلنة هدف التعادل الصيني.

وشهدت دقائق ربع الساعة الأخير من الشوط الأول غيابا للفرص السعودية الخطرة، وسط تحكم صيني بوسط الملعب، وأظهرت تحركات لاعبي الأخضر في المنتصف بطئا في نقل الكرات والتحول من الدفاع للهجوم، فيما لم يكن هناك اندفاع من الفريق الضيف نحو المرمى السعودي، بل أظهر توازنه في اللعب بهدف الخروج بنتيجة إيجابية، ليكون التعادل بهدف هو الحكم في «الشوط الأول».

الشوط الثاني: لم يشهد ربع الساعة الأول من هذا الشوط أي تغيير على صعيد اللعب بالنسبة للمنتخب السعودي، وأظهرت ألعابه حتى الدقيقة 64 محاولات يائسة في تسجيل تقدم له أمام الفريق الصيني، وهو ما أجبر المدير الفني الإسباني لوبيز كارو على إجراء تبديل، حيث استعان بنايف هزازي مكان المهاجم ناصر الشمراني الذي لم يقدم ما يشفع له في البقاء في الملعب. وهدف كارو من هذا التغيير إلى تنشيط اللعب الهجومي، وتشكيل ضغط على الدفاع الصيني الذي ظهر أكثر راحة في ثلث الساعة الأول من الشوط الثاني عما كان عليه في الشوط الأول.

وتوالت الدقائق نحو الاقتراب من النهاية، وبدا الصينيون أكثر قناعة في التعادل، وقابل ذلك محاولات سعودية قليلة، لكن الدقيقة 78 كانت هي «الخير» للسعوديين حينما مرر فهد المولد بعد مجهود فردي رائع كرة جميلة في العمق الدفاعي الصيني، لتجد قدم «الصقر السعودي» نايف هزازي بالمرصاد، ليسددها بذكاء على يمين الحارس الصيني الذي فشل في التصدي لها لتسكن شباكه، مسجلا الهدف السعودي الثاني.

هدف «الصقر» أشعل مدرجات السعوديين، وألهب الحماس في نفوسهم، وكاد فهد المولد يعزز التقدم السعودي بهدف ثالث، لكن تسديدته اعتلت العارضة الصينية.

وقدم سعود كريري قائد الأخضر، في تصريحات عقب المباراة، التهاني لجماهير بلاده بعد الانتصار المهم، مشددا على أن اللاعبين كانوا في مستوى الحدث، ومؤكدا أن كارو رسم الأسلوب المناسب للتغلب على المنتخب الصيني.