سلطان السوادي: تصنيف الأخضر حرمني من قميص تشيلسي

أكد أن الأهلي اكتسب الخبرة المطلوبة في دوري أبطال آسيا

TT

كشف اللاعب الشاب في خط وسط فريق الأهلي، سلطان السوادي، عن السبب الحقيقي وراء عدم احترافه في نادي تشيلسي الإنجليزي، بعد أن حاول الفريق اللندني التعاقد معه بشتى الوسائل، وطارده بعد الوصول لجدة، مشيرا أن تصنيف المنتخب السعودي في الفيفا لا يسمح بضمه بصورة مباشرة لأحد أندية الدرجة الأولى في الدوري الإنجليزي، لذا فضل البقاء في أكاديمية النادي الأهلي ومواصلة مشواره بدل الذهاب لإحدى أكاديميات الأندية الإنجليزية. وأكد النجم الشاب في حوار مع الـ«الشرق الأوسط» أن توقيع إدارة النادي الأهلي مع عدد كبير من لاعبي درجة الأولمبي والشباب على عقود احترافية لمدة 5 سنوات، منحهم الاستقرار وحفزهم لبذل مزيد من العطاء والتفرغ لخدمة الفريق. وأشاد السوادي بالمدرب التشيكي كاريل غاروليم الذي منحه الفرصة بالإضافة لعدد من زملائه اللاعبين الشباب، مبينا أن طموحهم في الأهلي ليس له حدود وأنهم سيجعلون لقب دوري الأبطال الآسيوي المقبل هدفا أساسيا لهم بعد أن اكتسبوا الخبرة المناسبة في النسخة الماضية.

* كيف ترى حظوظكم في بطولات الموسم الحالي؟

- ما زالت أمامنا فرصة المنافسة على لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال والعمل على المحافظة على اللقب لثالث موسم على التوالي واحتكار اللقب، بالإضافة للعمل على التأهل للمرحلة الثانية لدوري الأبطال الآسيوي وتجاوز دوري المجموعات بعد أن فقدنا حظوظنا في المنافسة على لقب كأس ولي العهد وابتعدنا كثيرا عن المنافسة على صدارة دوري زين.

* ما سبب انخفاض مستوى الأهلي عن الموسم الماضي؟

- من وجهة نظري؛ هناك عدة أسباب ساهمت في ظهور الفريق بهذه الصورة التي ظهر بها بداية الموسم الحالي، وتحديدا بعد خسارة لقب دوري الأبطال الآسيوي في المباراة النهائية، بالإضافة للظروف التي مر بها الفريق بافتقاده عددا من العناصر بسبب الإصابات، وقد عانى الفريق كثيرا من الإرهاق الناتج عن ضغط المباريات والتنقلات، حيث دفع الفريق ثمنها، وساهمت خسارة اللقب الآسيوي في إحداث ردة فعل سلبية لدى جميع اللاعبين عقب عودته للمباريات المحلية حيث كان الفريق قريبا جدا من التتويج القاري وقد احتاج بعض الوقت للعودة لوضعه الطبيعي، وهو ما بدأنا نتلمسه مؤخرا بعودة عنفوان الأهلي الذي كان عليه الموسم الماضي لأن الفريق يمتلك الإمكانات المطلوبة.

* كيف وجدت مشاركتك مع الفريق الأول وكيف تتعامل مع رسائل الإطراء؟

- في الحقيقة، كان حلمي منذ التحاقي بأكاديمية النادي الأهلي في الصغر أن أتمكن من الوصول للفريق الأول واللعب بجانب نجومه الكبار أمثال تيسير الجاسم ومحمد مسعد وفيكتور سيموس وعماد الحوسني وغيرهم من النجوم الذين كانوا قدوة لنا نحن اللاعبين الصغار وكنا نلقى منهم كل احترام. وحين تم استدعائي للفريق بعد أن تلقيت اتصالا من إدارة الكرة بانضمامي للتدريبات اليومية، لم أصدق في بادئ الأمر، وبدأت التحضير لأكون في الصورة المطلوبة، والحمد الله بدأت مع الفريق منذ الموسم الماضي من خلال المشاركة بشكل متقطع، وخلال هذا الموسم أسعى لتثبيت قدمي على خارطة الفريق الأول مع بقية نجوم الفريق.

أما رسائل الإطراء، فدوما أعمل للاستماع والاستفادة من الانتقادات الفنية التي قد تصلني، ومن جهة رسائل الإطراء، فلا شك أنني أدرك أنني لم أصل ولم أحقق أي شيء حتى أحتفي بهذا الإطراء، وإن كان رضا جماهير النادي والأجهزة الفنية بالفريق على العطاء الذي أقدمه أمرا جيدا، وسأجتهد لأكون دائما في صورة أفضل لخدمة فريقي.

*كيف استطعت تقديم نفسك مع الفريق الأول؟

- بعد الانضباط والاستماع لتعليمات الجهاز الفني، لا أنسى كلمات قائد الفريق تيسير الجاسم لي في ليلة مباراتنا الأخيرة أمام الشباب في دوري زين التي كسبناها بهدف؛ حيث خرجت من الغرفة لممر خارجي بين الغرف في معسكر الفريق في ليلة المباراة نفسها لإجراء مكالمة تلفونية سريعة، وفوجئت بزميلي تيسير الجاسم أمامي يقول لي: اسمع يا سلطان أنت لاعب شاب ومميز وينتظرك مستقبل كبير، ومباراة الغد أمام الشباب إما أن تقدمك بشكل مثالي للجماهير والمدرب وترسخ قدميك مع الفريق الأول، أو إنها ستضعك في عالم النسيان وستمر كما مر غيرك من اللاعبين، أي إنك إما «تكون أو لا تكون». وفي الحقيقة بعد كلام تيسير الجاسم سرحت وأخذت أفكر بجدية في حديثه، وفعلا أيقنت بما يهدف إليه، فجميع ما قدمته خلال الدرجات السنية وحتى الوصول للفريق الأولمبي قد يذهب للنسيان إذا لم أستطع أن أقدم نفسي بشكل جيد في الفريق الأول، خصوصا أن الأهلي في تلك المباراة افتقد عددا كبيرا من لاعبيه، وكان اللقاء اختبارا قويا لنا نحن اللاعبين الشباب بأننا قادرون على التعويض والعطاء بالشكل المطلوب والسير بالفريق مهما كانت الظروف. وقد نجحنا بحمد الله في هذه المهمة وقدمنا العطاء المطلوب والمقارعة والتفوق على عناصر خط الوسط بالشباب المكون من عناصر خبيرة ومعروفة أمثال الثنائي البرازيلي كماتشو وفيرناندو، ولقي مستوى العناصر الشابة إشادة من الأجهزة الفنية والإدارية بفريق الأهلي عقب المباراة.

* ولكن كنت تشارك مع الفريق منذ الموسم الماضي..

- صحيح أنني شاركت مع الفريق الموسم الماضي بشكل متقطع، ولكن هناك نقطة لم يهتم بها كثيرون وهي عمل الجهاز الفني بالفريق بقيادة التشيكي كاريل غاروليم على الدفع بعدد من الوجوه الشابة في العديد من المباريات منذ الموسم الماضي؛ ومنها بطولة دوري الأبطال الآسيوية كما فعل مع زميليّ المهاجم محمد مجرشي ومحمد فتيل في مشاركتهما في بعض المباريات، وكذلك مصطفى بصاص، بالإضافة إليّ، وتثبيته اللاعب ياسر الفهمي، ولا أنسى مشاركتي في مواجهة الجزيرة الإماراتي في أبوظبي في دور الثمانية بعد أن دفع بي المدرب لاعبا بديلا خلال المباراة وبعد أن كان الفريق متأخرا بثلاثة أهداف مقابل هدفين واستطعنا العودة للقاء بتسجيل التعادل عن طريق فيكتور سيموس في آخر وقت اللقاء وكانت ماراثوينة حتى ركلات الترجيح. وما يقوم به المدرب يحفز اللاعبين ويعطينا دافعا كبيرا للحضور بقوة في المقبل من المباريات من خلال إكسابنا مزيدا من الخبرة. ولا أخفيك، نحن اللاعبين الشباب عملنا على الاستفادة من العناصر الفنية الكبيرة والثقيلة الموجودة في الفريق الأول منذ انضمامنا، مثل اللاعب كماتشو؛ حيث استفدت منه أنا شخصيا من خلال معرفة كيف يتحرك في الملعب والاستفادة منها في كشف الملعب والعمل على توزيع الكرات وتنويع اللعب دون حركة كبيرة ومجهود عال، التي تفيد في القراءة الجيدة للملعب وتحركات زملائي اللاعبين، وهي الميزة التي يتمتع بها كماتشو، بالإضافة لإجادته تصويب الكرات الثابتة التي تأتي مع زيادة التدريبات عليها والعمل على تنمية هذه الموهبة.

* ألم تحلم بالاحتراف الخارجي في يوم من الأيام؟

- الاحتراف الخارجي حلم لأي لاعب، خصوصا إذا وصل لك عرض من ناد خارجي وكبير يطلب فيه خدماتك.

* حصلت في بداية مشوارك على عرض من نادي تشيلسي الإنجليزي.. ما قصته؟

- هذا الأمر صحيح، والذي جاء قبل ما يقارب السنتين بضيافة نادي آرسنال إبان مشاركتي مع منتخب «موبايلي» للمدارس في دورة دولية في لندن وتحت إشراف المدرب الوطني بندر الجعثين، وضمت عددا من اللاعبين سواء من الاتحاد أو الهلال والنصر، حيث علمت خلال البطولة أن عددا من الأندية الإنجليزية مثل تشيلسي وآستون فيلا وغيرهما من الأندية الإنجليزية ترسل كشافين لمتابعة اللاعبين صغار السن الموجودين في الدورة الدولية التي نشارك فيها، ومع آخر مباراة لنا بالبطولة حصلت في تلك المباراة على جائزة أفضل لاعب وتقدم لي شخص إنجليزي عرف بنفسه بأنه مستشار فني لنادي تشيلسي الإنجليزي ومعه مترجم من الجنسية الجزائرية، وسألوا إن كانت لدي الرغبة في اللعب في أوروبا، وأبلغني برغبة من النادي في أن أخوض تجربة وعددا من الاختبارات الفنية مع تشيلسي الذي يرغب في ضمي بصورة رسمية، وطلب مني تحديد موقفي؛ حيث ذكرت لهم أن أي لاعب يتمنى الاحتراف واللعب في أوروبا عموما والدوري الإنجليزي خصوصا، ومع صغر سني طلبت فرصة للتفكير بعد عودتي للسعودية قبل أن أتخذ أي قرار حيال هذا الأمر.

*وماذا حدث بعد ذلك؟

- تلقيت عدة اتصالات من الشخص المفوض والمترجم الجزائري الذي يحضني على قبول العرض، ولكن أبلغني في إحدى المكالمات أنني لا بد أن أسجل في إحدى الأكاديميات الرياضية لأحد أندية لندن الصغيرة عن طريق ومتابعة من نادي تشيلسي، وأن أسجل فيها قبل الانتقال للدرجات السنية في صفوف تشيلسي، وعندما استفسرت عن هذا المشوار ولماذا من مندوب نادي تشيلسي اللندني الذي كان يتواصل معي بصورة دائمة من خلال الاتصالات، أبلغني أن تصنيف منتخب بلدي السعودي في الفيفا لا يسمح بضمي بصورة مباشرة لأحد أندية الدرجة الأولى بالدوري الإنجليزي، ففضلت البقاء في أكاديمية النادي الأهلي ومواصلة مشواري بدل الذهاب لإحدى أكاديميات الأندية بلندن.

* من أثر في سلطان سوادي منذ بدايتك مع الكرة؟

- أشقائي عبد الرحمن وبخيت ومحمد وأحمد من خلال توجيهم الدائم لي وتشجيعي ومساندتي بشكل دائم في جميع مراحلي ومنذ التحاقي بالأكاديمية التي كانت إشارة منهم لتطوير قدراتي الفنية.

* ما طموحك مع الأهلي؟

- طموحنا نحن اللاعبين مع الأهلي ليس له حدود، ونحن كما ذكرت سنضع دوري الأبطال الآسيوي في نسخته المقبلة هدفا لنا، الذي ستنطلق مواجهات المجموعات فيه نهاية شهر فبراير (شباط) الحالي، وسنتعامل مع مراحل البطولة كما في النسخة الماضية بالتعامل مع كل مباراة على حدة حتى الوصول لدور الثمانية، خصوصا أنني ومعظم زملائي في الفريق اكتسبنا الخبرة المطلوبة من خلال النسخة الماضية التي تمكنا خلالها من الوصول للمباراة النهائية ولم نوفق، وسنجعل خسارتنا للقب الماضي أكبر محفز لنا للتعويض في النسخة الجديدة، وسنجعل لقب دوري الأبطال الآسيوي لعبتنا بإذن الله.

* كيف وجدت تعامل مسؤولي النادي الأهلي معك؟

- شهادتي في رجالات النادي الأهلي مجروحة، وفي الحقيقة هم مدرسة يستفيد منهم جميع اللاعبين وعلى رأسهم الأمير خالد بن عبد الله عاشق الرياضة الحقيقي، خصوصا أن ما يقدمه للرياضة السعودية ليس للأهلي فقط؛ بل ينعكس على جميع رياضات الوطن من خلال تأسيس للاعب السعودي بشكل احترافي، وستقطف ثماره المنتخبات السعودية التي بدأت تجني ثمرة غرسه الدرجات السنية في نوعية اللاعب الأهلاوي. وأما رئيس النادي الأمير فهد بن خالد فهو أخ أكبر لجميع اللاعبين، ودائما ما يكون قريبا منهم في السراء والضراء، بالإضافة لعضو الشرف العاشق الأمير فيصل بن خالد بن عبد الله من خلال وجوده الدائم وتحفيزه خصوصا لنا نحن اللاعبين الشباب المنضمين للفريق الأول، والأجهزة الإدارية بالفريق بقيادة قائد المنظومة الكابتن طارق كيال بتوجيهاته السديدة ودعمه للاعبين، بجانب الإداري الخلوق عبد السلام سقناوي. وفي الحقيقة، الجميع في فريق الأهلي يعملون كأسرة واحدة هدفها الارتقاء بالفريق لأعلى المنجزات وإسعاد جماهيره.