غوارديولا يهدي نصيحة من ذهب للمدربين: راقبوا اللاعبين حتى في منازلهم

قال في كتاب ألفه صحافي إسباني إن عهد برشلونة مع ريكارد شهد مشاكل انضباطية

TT

المقارنة بين اللاعبين السعوديين ونظرائهم العالميين من جهة التعاطي مع الحياة الاحترافية، هي مقارنة ساذجة وليست عادلة، خصوصا بحق أشخاص لم يدخل الاحتراف رسميا في قاموسهم الرياضي سوى قبل عقدين من الزمان، فيما آخرون نشأوا وترعرعوا ضمن أندية محترفة تطبق عليهم واجبات وحقوق اللاعب المحترف منذ نعومة أظفارهم، لكن هنا يظهر السؤال الأهم: هل جميع اللاعبين العالميين منضبطون؟ الجواب: قطعا لا؛ فاللاعب غير المنضبط موجود بنسبة لا يستهان بها في أندية العالم، بعضهم حول هذا الأمر لهوية واضحة له ويتفاخر بها علنا أمام رجال الورق والإذاعة والتلفاز، كما هو حال اللاعب الإنجليزي السابق بول غاسكوين الذي لا يفوت فرصة داخل أو خارج الملعب لممارسة هواية عدم الانضباط إن جاز التعبير حتى انتهى به الأمر للعلاج من إدمان الكحول في مصحة خاصة.

ولا يختلف عنه كثيرا النجم الإيطالي المعروف ماريو بالوتيلي، ولعل قصته الطريفة مع المدرب الشهير جوزيه مورينهو حينما طلب منه الأخير عندما كان يدرب إنتر ميلان الإيطالي في أحد لقاءات بطولة دوري أبطال أوروبا أمام روبن كازان الروسي «اللعب بحذر» بعد حصوله على بطاقة صفراء في الشوط الأول؛ إذ إن الأخير لم يكترث وحصل على بطاقة حمراء بعد ربع ساعة من تلقيه محاضرة مورينهو وغيرها من القصص التي تؤكد عدم انضباطه.

لذا لا يبدو اللاعب السعودي مختلفا كثيرا عن نظيره في بقية دول العالم عند الحديث عن المشاكل المتعلقة بالانضباطية والالتزام، ولن يكون الحديث غريبا عندما يربط هبوط مريع بمستوى لاعب ما مباشرة بسلوكياته خارج الملعب وغالبا ما تكون هي الإجابة الصائبة كما حصل للاعبين محليين وعالميين كثر.

غالبا لا يحبذ الكثيرون أن تقوم إدارة النادي أو الإدارة المختصة بكرة القدم بمتابعة اللاعبين خارج النادي وبالتحديد خلال الساعات الطويلة التي يقضيها اللاعب بعيدا عن ميدان التدريب يوميا بحجة الدخول بخصوصياته، وإن تمت المعالجة فهي تتم بطريقة خاطئة نسبيا مما يفاقم المشكلة والضحية بالنهاية اللاعب والفريق الذي فقد عنصرا مهما من خارطته، لكن السؤال الأهم: كيف تتم عملية متابعة اللاعب خارج النادي في الأندية العالمية؟ الصحافي الإسباني الشهير غيليم بولوج الذي ألف كتابا من 353 صفحة عن المدرب الأسطوري لبرشلونة الإسباني بيب غوارديولا تحت عنوان «بيب غوارديولا طريقة أخرى للفوز»، وهو الكتاب الذي نفذت طبعته الأولى في بريطانيا بعد صدوره شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

يقول عن أسطورة التدريب ومتابعته للاعبين خارج النادي: «بعد موسم كارثي لبرشلونة تحت إمرة فرانك ريكارد حيث الخروج بلا ألقاب ومشاكل انضباطية كثيرة تعصف بغرفة الملابس مثل سهر رونالدينو ولاعبين آخرين، وبعد أن استبعد غوارديولا الشاب في موسمه الأول كمدرب صيف 2008 النجم البرازيلي اللامع ومجموعة معه، بدأ بمراقبة اللاعبين خارج الملعب؛ حيث يذهب لمنزله في السابعة مساء ويخلد للنوم في الساعة العاشرة قبل أن يفيق من نومه ويتصل بكل اللاعبين على هواتف منازلهم الأرضية في منتصف الليل ليتأكد أنهم ما زالوا موجودين ولم يخرجوا للسهر».

لاعبون كتشافي وبويول وأينيستا وفالديس أهدوا بلادهم قبل تلك الفترة بشهر واحد لقب يورو 2008 أمام ألمانيا، وآخرون كجيرارد بيكيه الذي جاء بطلا لدوري أبطال أوروبا مع مانشستر يونايتد وتيري هنري وليونيل ميسي لم يحتجوا على تلك الاتصالات التي توقفت بعد فترة بسيطة عندما ارتاح غوارديولا من مشاكل الانضباط، وتؤكد تلك الحادثة أن مراقبة لاعبين كبار مشهورين بانضباطهم والتزامهم لا تدخل ضمن التجسس أو اختراق الخصوصيات، بل على العكس تماما من ذلك هي للصالح العام، وهو ما يحتاج إليه عدد من اللاعبين السعوديين حاليا خصوصا الصغار منهم الذين سرعان ما ينتهون بعد النجومية، شريطة أن تتم تلك عبر أشخاص قادرين على القيام بتلك المهمة ولهم تقديرهم بين اللاعبين حتى لا تخسر كرة القدم السعودية أكثر مما خسرت من لاعبين بسبب عدم الانضباط وغياب المتابعة.