تقترب البطولات الأوروبية المحلية لكرة القدم من مراحلها الأخيرة، ويشتد الصراع بين أندية المقدمة على حصد اللقب أو المشاركة في البطولتين الأوروبيتين، في الوقت الذي تسعى فيه أندية المؤخرة إلى تجنب الهبوط. وفي الدوري الإنجليزي يسعى مانشستر سيتي إلى وقف نزيف النقاط والعمل على تقليص الهوة التي تفصله عن مانشستر يونايتد. ويستضيف يونايتد على ملعبه «أولد ترافورد» إيفرتون الخامس غدا، فيما يحل سيتي اليوم ضيفا على ساوثهامبتون. وتبدو الفرصة سانحة أمام بايرن ميونيخ لتوجيه ضربة جديدة إلى منافسه التقليدي العنيد شالكه عندما يلتقي الفريقان اليوم في الدوري الألماني ومواصلة مسيرته الناجحة على طريق استعادة اللقب.
* الدوري الإنجليزي
* مع اقتراب الموسم من مراحله الأخيرة، يدرك مانشستر سيتي أن الوقت يداهمه وأنه لا يمتلك أي فرصة لإهدار مزيد من النقاط، إذا أراد الدفاع عن لقبه في بطولة الدوري الإنجليزي. ولذلك، يحل الفريق ضيفا على ساوثهامبتون اليوم في المرحلة السادسة والعشرين من المسابقة رافعا شعار «لا بديل عن الفوز» للحفاظ على فرصته في المنافسة على اللقب. ولم يعد متبقيا أمام كل فريق في المسابقة سوى 13 مباراة، ولكن الفارق بين مانشستر سيتي حامل اللقب وصاحب المركز الثاني وجاره مانشستر يونايتد متصدر جدول البطولة اتسع إلى 9 نقاط. ولم يعد هناك أي شك لدى لاعبي مانشستر سيتي أو طاقمهم التدريبي فيما يحتاجه الفريق.
وقال جو هارت حارس مرمى مانشستر سيتي: «علينا أن نحقق الفوز في ساوثهامبتون.. نحتاج إلى أن نفعل في هذه المباراة ما فعلناه في المباريات الـ7 السابقة على لقاء ليفربول، حيث فزنا في 6 مباريات وتعادلنا في واحدة فقط. نحتاج لاستعادة نغمة الانتصارات مجددا». وتعادل الفريق 2/ 2 مع ليفربول مطلع هذا الأسبوع بعد تعادله السلبي مع كوينز بارك رينجرز في المباراة التي سبقتها مباشرة ليداهم الوقت لاعبي مانشستر سيتي ومديرهم الفني الإيطالي روبرتو مانشيني. ولكن ذكريات الموسم الماضي ما زالت حاضرة في أذهان لاعبي مانشستر سيتي وتحفز ثقتهم وآمالهم. وأحرز الفريق لقب البطولة في الموسم الماضي على الرغم من تفوق جاره مانشستر يونايتد عليه بفارق 8 نقاط، قبل آخر 5 مباريات من المسابقة.
وينتظر أن تكون عودة يايا توريه بعد انتهاء مشاركته مع منتخب جنوب أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية وفينسنت كومباني بعد تعافيه من الإصابة دفعة هائلة لمانشستر سيتي. وقال توريه إنه على استعداد لتعويض ما فاته من وقت مع مانشستر سيتي في الفترة الماضية، وأوضح: «بالطبع، تأخرنا كثيرا عما كنا نود. ولكن كل ما نحتاجه هو أن نتذكر الموسم الماضي لنعرف ما هو ممكن.. مانشستر يونايتد لديه فريق قوي كما أن مسيرته أفضل من الناحية النظرية، ولكن السباق على اللقب طويل ولم ينتهِ بعد. نحتاج إلى نتيجة مباراتين فقط لنستعيد مسيرتنا الجيدة نحو الدفاع عن اللقب».
وإذا حقق مانشستر سيتي الفوز في ساوثهامبتون اليوم، سيشكل بهذا ضغطا كبيرا على جاره مانشستر يونايتد الذي يستضيف إيفرتون غدا. وتمثل المباراة أمام إيفرتون تجربة جيدة لمانشستر يونايتد قبل مباراته المرتقبة مع ريال مدريد الإسباني يوم الأربعاء المقبل في ذهاب الدور الثاني (دور الـ16) لدوري أبطال أوروبا.
وقال الفرنسي باتريس إيفرا مدافع مانشستر يونايتد إن الفريق بأكمله يدرك حاجته الماسة للتركيز في لقاء إيفرتون صاحب المركز الخامس في جدول المسابقة، الذي تغلب على مانشستر يونايتد ذهابا في الموسم الحالي. وأوضح إيفرا: «ما من أحد ينسى خيبة الأمل التي تعرض لها الفريق بخسارة لقب الدوري في الموسم الماضي، من المهم بالفعل أن نواصل انطلاقتنا لأن الموسم لا ينتهي في فبراير (شباط). نتقدم على منافسينا، ولكننا لم نحسم شيئا بعد».
ويلتقي تشيلسي صاحب المركز الثالث اليوم فريق ويغان صاحب المركز الثالث من مؤخرة جدول المسابقة. ويأمل تشيلسي في تحقيق الفوز للحفاظ على موقعه أمام توتنهام وإيفرتون وآرسنال في صراع التأهل لدوري الأبطال. ويستضيف توتنهام فريق نيوكاسل بينما يحل آرسنال ضيفا على سندرلاند اليوم. وفي باقي مباريات المرحلة، يلتقي سوانزي سيتي مع كوينز بارك رينجرز ونورويتش سيتي مع فولهام وستوك سيتي مع ريدينغ اليوم وأستون فيلا مع ويستهام غدا، بينما تختتم مباريات المرحلة الاثنين بلقاء ليفربول مع ويست بروميتش ألبيون.
* الدوري الإسباني
* أخيرا جاء الدور على فريق برشلونة ليلعب مباراة الظهيرة غير المرغوب فيها في مسابقة الدوري الإسباني. وتمكن برشلونة من تجنب خوض مباراة ظهر الأحد المثيرة للجدل بمسابقة الدوري الإسباني منذ أن قدمت قبل عامين، ولكن يبدو أن حظ النادي الكاتالوني قد نفد، وهو الآن يأمل في أن تمر هذه المباراة التي سيلتقي خلالها مع فريق خيتافي غدا على ملعب «كامب نو» بسلام.
ويغيب عن صفوف الفريق لاعب خط الوسط المخضرم تشافي، الذي يمتد ابتعاده عن الملاعب لأسبوعين لإصابته بالتواء في الفخذ. وعلى الرغم من غياب تشافي، ما زال فريق برشلونة يضم سبعة لاعبين أساسيين من منتخب إسبانيا الذي فاز 3/ 1 الأربعاء على أوروغواي في الدوحة. وقد يكون تأثير الإرهاق ما زال قائما على هؤلاء اللاعبين بعد رحلتي طيران امتدت كل منهما إلى ثماني ساعات.
ويتصدر برشلونة ترتيب الدوري الإسباني بفارق 9 نقاط أمام أقرب منافسيه أتلتيكو مدريد، وما زال ماضيا في طريقه نحو تحطيم الرقم القياسي لريال مدريد عندما جمع مائة نقطة في الموسم الماضي. كما يمضي ليونيل ميسي مهاجم برشلونة في طريقه لتحطيم رقمه القياسي بتسجيل 50 هدفا في الموسم الماضي، حيث سجل النجم الأرجنتيني 34 هدفا بهذا الموسم حتى الآن. كما يسعى ميسي لتحقيق إنجاز قياسي آخر بأن يصبح أول لاعب في الدوري الإسباني يسجل أهداف في 13 مباراة متتالية بالمسابقة. وفي وقت لاحق غدا، يقوم أتلتيكو مدريد برحلة قصيرة إلى رايو فاليكانو صاحب المركز السابع. بينما يلتقي سرقسطة مع ريال سوسيداد وأتلتيك بلباو مع إسبانيول في مباراتين أخريين باليوم نفسه. ويسعى ريال مدريد إلى حفظ ماء الوجه وذلك عندما يتواجه غدا مع ضيفه العنيد اشبيلية الذي كان تغلب على النادي الملكي ذهابا بهدف سجله الألماني بيوتر تروشوفسكي. ويدخل ريال إلى هذه المباراة بمعنويات مهزوزة تماما وذلك بعد سقوطه السبت الماضي أمام مضيفه المتواضع غرناطة صفر/ 1.
* الدوري الألماني
* تشهد المرحلة الـ21 من الدوري الألماني مواجهة من العيار الثقيل بين بايرن ميونيخ المتصدر وضيفه شالكه غدا على ملعب «اليانز ارينا». وصحيح أن الفارق بين بايرن المتصدر وشالكه السادس يبلغ 22 نقطة، وأن مشوار الأول نحو اللقب المرموق أصبح سهلا، إلا أن مواجهات الطرفين تتسم بالإثارة والندية نظرا للمنافسة القوية بينهما على الألقاب في العقد الأخير. وسيغيب الهداف الهولندي كلاس يان هونتيلار عن شالكه لعدم شفائه من إصابة في عينيه حرمته المشاركة في مباراة هولندا وإيطاليا الودية الأربعاء.
ويعيش بايرن موسما رائعا، إذ اهتزت شباكه 7 مرات فقط، وهو الفريق الوحيد الذي يحقق هذا الإنجاز في تاريخ الدوري الألماني، وحافظ على شباكه نظيفة في 14 منها. وستكون مباراة بايرن مع شالكه بمثابة الإعداد القوي للاعبي المدرب يوب هاينكيس لمواجهة نارية مع آرسنال الإنجليزي في الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا في 19 الحالي، ثم استضافة بوروسيا دورتموند في ربع نهائي كأس ألمانيا في 27 منه. ويحوم الشك حول مشاركة لاعب وسط بايرن باستيان شفاينشتايغر الذي غاب عن مباراة ألمانيا وفرنسا الودية (2/ 1) لالتواء في كاحله تعرض له الأسبوع الماضي في مباراة ماينتس (3/ صفر).
ويتقدم بايرن بفارق 12 نقطة عن بوروسيا دورتموند حامل اللقب في الموسمين الأخيرين، والفائز في 4 مباريات على التوالي، آخرها على أرض باير ليفركوزن 3/ 2 ليحسم معركة الوصافة. ويستضيف الفريق الأصفر هامبورغ العريق في ظل إصابة عدد من لاعبيه، على غرار المدافع الدولي مارسيل شملتسر ولاعب الوسط كيفن غروسكرويتس. ويبحث دورتموند عن الثأر لخسارته الأخيرة أمام هامبورغ 2/ 3 في سبتمبر (أيلول) الماضي. ويبحث بوروسيا مونشنغلادباخ السابع عن أول فوز له على باير ليفركوزن على أرضه منذ توحيد الألمانيتين عندما يستضيفه اليوم. وفاز مونشنغلادباخ آخر مرة عام 1989 على ضيفه ليفركوزن، وتعادل معه بعد ذلك 15 مرة وخسر 5 مرات.