الهلال والنصر يخشيان مفاجآت الفيصلي والرائد في نصف نهائي «ولي العهد»

قطبا العاصمة السعودية يأملان ضرب موعد تاريخي في ختام البطولة

TT

يتحدد اليوم السبت طرفا نهائي كأس ولي العهد السعودي، حين تخوض الفرق الأربعة المتنافسة مباريات المرحلة قبل الختامية لثاني أهم البطولات المحلية بعد كأس الملك للأبطال، إذ يستضيف الفيصلي نظيره الهلال «صاحب السجل الأفضل في البطولة» عند الساعة 6:30 مساء على ملعب الأمير سلمان بن عبد العزيز في المجمعة. فيما سيحل بعد بداية تلك المواجهة بنحو ساعتين فريق النصر ضيفا ثقيلا على الرائد في المواجهة الأخرى في نصف نهائي كأس ولي العهد التي ستجرى على ملعب الملك عبد الله في بريدة، مع العلم بأن المباراة النهائية ستقام بحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط» في الـ22 من الشهر الحالي.

ويسعى الهلال في مباراة اليوم إلى تخفيف حدة الغضب لدى جماهيره التي وصل سخطها هذا الموسم إلى أعلى حالاته تجاه فريقها؛ ساعة خسارة المباراة الدورية الأخيرة أمام غريمهم النصر الأسبوع الماضي، لتنسج بعدها الإدارة الزرقاء خيوط المصالحة مع جماهير فريقها بإقالة الفرنسي كومبواريه مدير الجهاز الفني السابق، إضافة إلى إجرائها تعديلات أخرى في الجهازين الفني والإداري للفريق.

ويأمل الكرواتي زلاتكو مدرب الهلال الجديد في أولى مهامه في تجاوز المنعطف قبل الأخير في كأس ولي العهد للسير إلى نقطة أبعد في الرقم الهلالي الأفضل في الوصول المتوالي إلى نهائيات هذه البطولة، إذ كان الهلال الطرف الأقوى في النهائيات الخمسة الأخيرة لكأس ولي العهد الذي حقق لقبه الفريق الأزرق 11 مرة في تاريخه.

في المقابل، يعد الوصول إلى تلك المرحلة المتقدمة من كأس ولي العهد أحد أفضل منجزات الفيصلي في تاريخه، وحصد الفريق في هذه البطولة نتائج معاكسة للتي حققها في الدوري بعدما حقق أعلى انتصار في المراحل السابقة لكأس ولي العهد هذا العام أمام نظيره هجر 2/5، فضلا عن اكتساحه الوحدة في المباراة التي تلتها بـ3 أهداف نظيفة. وجاء ذلك في الوقت الذي تهدد فيه النتائج الدورية السيئة للفريق المشتهر بمسمى «عنابي سدير» بإسقاطه إلى دوري ركاء، وسيدخل الفيصلي نصف النهائي بطموح كبير وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره بأمل تحقيق المفاجأة والإطاحة ببطل المسابقة لخمس سنوات متتالية والوصول للنهائي الأول في تاريخه ووضع بصمته التاريخية في المسابقة.

ويوجد قاسم فني مشترك في مباراة الفيصلي والهلال وهو المدرب الكرواتي داليتش زلاتكو الذي سجلت باسمه أفضل النتائج لفريق الفيصلي في مسابقات الكبار، حين كان مشرفا على الفريق في عام 2011 قبل أن يتوجه بخدماته للفئات السنية بالهلال في مايو (أيار) الماضي، ليستنجد به الأزرق في الأسبوع الماضي لتحسين نتائجه ومستوياته التي شهدت تراجعا ملحوظا خلال الفترة الماضية.

وأكد زلاتكو (46 عاما) أنه سيعيد صياغة الفريق من جديد بتوظيف اللاعبين بشكل جيد، خصوصا على مستوى منطقة الوسط التي تعتبر قوة الفريق الهلالي وميزانه الفني في جميع مبارياته، في إعادة صناعة اللعب للفريق والزج بمحمد الشلهوب وكيفية تسريع اللعب ونقل الكرات بشكل سلس ثم الهجوم من الخلف من أجل الوصول لمرمى الخصم وتفعيل حيوية الأطراف بشكل جيد.

ويملك زلاتكو العناصر الشابة القادرة على ذلك، مثل سلمان الفرج وسالم الدوسري والكولومبي غوستافو وياسر الشهراني، فيما سيشكل الكوري يو بيونغ وياسر القحطاني والبرازيلي ويسلي لوبيز قوة لإضافية. في حين يقع الفيصلي في ورطة غياب الثلاثي محسن القرني وعبد الله المطيري، إضافة إلى ربيع الموسى، الذين لن يتمكنوا من المشاركة في المواجهة الأهم أمام الهلال، وبالتالي حرص مدرب الفريق البلجيكي مارك الذي يملك عددا من اللاعبين المميزين مثل المهاجم الغاني نابي سوما والعماني إسماعيل العجمي وعبد الله المطيري وعمر عبد العزيز وربيع الموسى وباسل الفهد وياسين البخيت وبدر الخراشي، على وضع أوراق بديلة لتعزيز منطقتي الوسط والدفاع.

وفي المواجهة الأخرى التي يستضيف فيها الرائد نظيره النصر، يأمل المستضيف في الاستفادة من الانتعاشة النفسية بعد قدوم المدرب الجديد المقدوني فلاتكو كوستوف الذي خلف التونسي عمار السويح المستقيل بعد نهاية مواجهة التعاون الأسبوع الماضي.

وينتظر ألا تخرج تشكيلة الرائد عن محمد الخوجلي في حراسة المرمى، وماجد هزازي وماجد فرساني والعماني عبد السلام جمعة، وإبراهيم مدخلي للدفاع، وفي الوسط عبد العزيز الجبرين والمغربي عصام الراقي والبرازيلي ساشا وفيصل درويش، على أن يبقى الكونغولي ديبا ألونغا ووليد الجيزاني في خط المقدمة، وسيكون ريان بلال إحدى الأوراق الهجومية التي يستفاد منها حسب ظروف المباراة.

ويأمل الرائد وأنصاره في أن تكون هذه المواجهة الأهم في تاريخ ناديهم، وتسجل أول وصول لنهائي مسابقة محلية منذ تأسيس النادي قبل ما يفوق 5 عقود. ويعاني النصر العديد من الإصابات، وفي مقدمتهم الحارس عبد الله العنزي الذي سيخلفه حارس الفريق الأولمبي عبد الله الشمري، إلى جانب الدولي إبراهيم غالب المصاب في تدريبات المنتخب السعودي.

وسيجد الأوروغواياني دانيال كارينيو نفسه في موقف صعب في ظل تفشي الإصابات بين لاعبيه، إضافة إلى الإجهاد، على غرار المصري حسني عبد ربه بعد مشاركته مع منتخب بلاده أمام تشيلي الأربعاء الماضي في مدريد، لذلك سيعمد كارينيو إلى إعادة خالد الغامدي في مركز الظهير الأيمن مع بقاء شايع شراحيلي وحسني عبد ربه في مركز المحور إلى جانب البرازيلي باستوس وخالد الزيلعي كمساندين للثنائي الإكوادوري خايمي أيوفي ومحمد السهلاوي. ويسعى النصر المنتشي بالانتصار في مواجهة الديربي أمام الهلال الأربعاء ما قبل الماضي إلى الوصول للمباراة النهائية وتأكيد عودته للمنافسة على الألقاب، وهذا يتطلب جهدا مضاعفا من اللاعبين لتحقيق الهدف المنشود، رغم أن الفريق يصارع في أكثر من استحقاق محلي وخارجي، وهو ما يصعب من مهمة الجهاز الفني في الحفاظ على لاعبيه.