حياتو يدافع عن التحكيم ويعترف بوقوع أخطاء في بطولة كأس أفريقيا

رئيس الاتحاد الأفريقي للكرة يؤكد سحب البطولة من ليبيا إذا كانت الظروف لا تسمح بإقامتها

TT

تزايدت فرصة اللاعب جوناثان بيترويبا في المشاركة مع منتخب بوركينا فاسو لكرة القدم في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين المقامة حاليا بجنوب أفريقيا بعد اعتراف الحكم التونسي سليم الجديدي بالخطأ الذي ارتكبه عندما طرد اللاعب من مباراة فريقه أمام غانا في الدور قبل النهائي للبطولة. ويلتقي المنتخب البوركيني نظيره النيجيري غدا في المباراة النهائية للبطولة، علما أنها المرة الأولى التي يصل فيها منتخب بوركينا فاسو (الخيول) للنهائي الأفريقي.

وأعلن الاتحاد الأفريقي للعبة (الكاف) أول من أمس أن البطاقة الحمراء التي أشهرها الجديدي في وجه اللاعب بيترويبا يمكن فقط أن ترفع في حالة اعتراف الجديدي بالوقوع في الخطأ. ومع اعتراف الجديدي فعليا بالخطأ، أصبح الطريق ممهدا أمام مشاركة بيترويبا في النهائي نظرا للاحتجاج الرسمي الذي تقدم به منتخب بوركينا فاسو. وتنظر اللجنة التأديبية بـ«الكاف» هذه القضية على أن تصدر قرارها النهائي في وقت لاحق.

وقال الكاميروني عيسى حياتو رئيس «الكاف» أمس إن الجديدي بعث برسالة إلى «الكاف» يشير فيها إلى اعتقاده بأنه وقع في الخطأ. وأوضح حياتو أن «الجميع يرون أن هذا الحكم لم يدر المباراة بشكل جيد.. أبلغوني بأن الحكم بعث برسالة يشير فيها إلى ارتكابه الخطأ». وأضاف أن «الحكم اعترف بالخطأ في تقريره إلى هشام العمراني سكرتير عام (الكاف)».

وأضاف حياتو أن القرارات التحكيمية المثيرة للجدل لا يجب أن تنتقص من التطور الإجمالي في مستوى إدارة المباريات. وشعر مدربون ولاعبون بالغضب من قرارات الحكام في العديد من المباريات المهمة في البطولة لكن حياتو يعتقد أن المستوى الإجمالي كان جيدا. وقال حياتو للصحافيين أمس «بصفة عامة نشعر بالرضا لكننا واجهنا بعض أخطاء الحكام خاصة في مباراة الدور قبل النهائي بين غانا وبوركينا فاسو وكانت هناك أخطاء أخرى أيضا.. وقعت أيضا أخطاء في مباراة تونس مع توغو». واتخذ الاتحاد الأفريقي خطوة غير معتادة أول من أمس عندما أعلن إيقاف الحكم التونسي سليم الجديدي بعدما احتسب ركلة جزاء غير واضحة لصالح غانا وحرم بوركينا فاسو من ركلتي جزاء أكثر وضوحا وألغى لها هدفا صحيحا فيما يبدو.

وكان الحكم التونسي الجديدي الذي أدار المباراة بين غانا وبوركينا فاسو في الدور نصف النهائي من كأس الأمم الأفريقية اعترف بخطئه عندما طرد مهاجم بوركينا جوناثان بيترويبا.

وكان منتخب بوركينا فاسو استأنف قرار طرد بيترويبا الذي تلقى بطاقة صفراء ثانية في الدقيقة 117 ضد غانا ظنا من الحكم أنه حاول السقوط داخل المنطقة للحصول على ركلة جزاء، لكن الإعادة أثبتت عدم صحة ذلك بل تأكيد حصول مخالفة كانت تستوجب احتساب ركلة جزاء لبوركينا فاسو التي حسمت المباراة في النهاية بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.

يذكر أن القانون ينص على أنه لا يمكن إلغاء البطاقة الحمراء إلا بقرار من لجنة الانضباط في الاتحاد الأفريقي شرط أن يتضمن تقرير الحكم الاعتراف بخطئه، وهذا ما حصل، مما يعني أن حظوظ بيترويبا في المشاركة بالمباراة النهائية ضد نيجيريا غدا أصبحت شبه أكيدة.

جدير بالذكر أنه من ضمن الأخطاء المؤثرة الأخرى حصول حارس غانا على بطاقة صفراء بدلا من طرده بسبب لمسة يد من خارج المنطقة في مباراة الفريق أمام مالي.

ومنح الحكم الجنوب أفريقي دانييل بينيت بطاقة صفراء للاعب بطريق الخطأ كما احتسب ركلتي جزاء مثيرتين للجدل لتونس وحرم توغو من ركلة أخرى واضحة خلال مباراة الفريقين. واحتسب المصري جهاد جريشة ركلة جزاء مثيرة للجدل لزامبيا في الدقيقة الأخيرة من مباراتها أمام نيجيريا ولم تسند إليه إدارة أي مباراة أخرى في المسابقة. وبعد المباراة أرسل الاتحاد النيجيري لكرة القدم اعتراضا للاتحاد الأفريقي، وقال الحارس فينسنت إينياما إن هذا القرار «من أسوأ القرارات في تاريخ كرة القدم». ولم يتلق إينياما تحذيرا أو عقوبة من الاتحاد الأفريقي على تعليقاته.

من جهة أخرى، أكد حياتو أن اتحاده لن يتردد في سحب تنظيم نهائيات نسخة كأس الأمم الأفريقية عام 2017 من ليبيا في حال لم تلب الأخيرة شروط الاستضافة.

وقال حياتو «نستطيع إيجاد دول جاهزة لاستضافة البطولة، ربما يتعلق الأمر بجنوب أفريقيا مرة جديدة. سيرسل الاتحاد الأفريقي وفدا للاجتماع بالسلطات هناك. لدينا تخوفات. من وقت إلى آخر نسمع بمقتل أحد الأشخاص وهذا ما يدفعنا إلى الحذر».

وتابع أنه «إذا عاد النشاط المحلي في ليبيا، فإن الأمر سيكون إشارة إيجابية لإقامة كأس الأمم الأفريقية هناك. لكن إذا وصلنا إلى اقتناع بأن ليبيا غير قادرة على إطلاق الدوري المحلي، فإننا سندعو الدول المهتمة بالحلول بدلا منها، بالتقدم بطلباتها رسميا».

وكان مقررا أن تستضيف ليبيا نسخة عام 2013، لكن الاتحاد الأفريقي اضطر إلى نقل البطولة إلى جنوب أفريقيا بسبب الاضطرابات الأمنية في ليبيا عام 2011.