لا مفاجآت.. النصر والهلال في نهائي «الأحلام»

أسقطا الرائد والفيصلي على أرضيهما في نصف نهائي كأس ولي العهد أمس

TT

اختارت المباراة النهائية لكأس ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز فريقي الهلال والنصر بعد تجاوزها لمنافسيهما الفيصلي (1-0) والرائد (2-0) في مواجهة نصف النهائي التي اقيمت يوم أمس في حرمة وبريدة.

وقاد المهاجم محمد السهلاوي وزميله البرازيلي باستوس فريقهما النصر أمس إلى التأهل للنهائي للمرة الأولى منذ عام 1996، وذلك إثر نجاحهما في تسجيل هدفي الفوز على الرائد في الدقيقة 23 والدقيقة 88 (ضربة جزاء) من عمر المباراة التي جرت في بريدة ضمن نصف نهائي البطولة وسط حضور جماهيري تجاوز الـ10 آلاف مشجع.

وتلقى النصر مطلع المباراة ضربة موجعة بسبب خروج هدافه الإكوادوري ايوفي إثر دخول عنيف من مدافع الرائد فلاتة، مما أدى إلى تغيير إجباري للنصر، حيث نقل اللاعب إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة حيث خضع لفحوصات مبدئية أكدت إصابته بتمزق في أربطة المفصل، ربما تتسبب في غيابه عن اللعب في نهائي كأس ولي العهد المقرر يوم 22 فبراير (شباط) المقبل.

وأظهر النصر مساعي جادة في تحقيقه هدفه الأهم، وهو تسجيل هدف يكون كفيلا له للانتقال إلى المباراة النهائية وضرب موعد مع جاره اللدود الهلال للعب معا في نهائي غير مسبوق إذ لم يكتب التاريخ أي لقاء بينهما في هذه البطولة، علما بأن الهلال هو بطل أبطال كأس ولي العهد فيما لم يسبق للنصر الفوز بها سوى مرتين كان آخرها قبل 39 عاما وتحديدا عام 1974 أمام الأهلي.

وفي المجمعة، ضرب الفريق الكروي الأول بنادي الهلال، أمس (السبت)، رقما قياسيا غير مسبوق، حينما تأهل للمرة السادسة على التوالي لنهائي كأس ولي العهد السعودي، إثر فوزه الصعب على مستضيفه الفيصلي بهدف دون مقابل، في اللقاء الذي جرى على ملعب مدينة الأمير سلمان بن عبد العزيز بالمجمعة، وسجل هدف المباراة نجم الهلال ياسر القحطاني في الدقيقة 56 من عمر المباراة.

ولم يخسر الهلال في 25 مباراة على التوالي، في منافسات كأس ولي العهد، ممتدة على 7 مواسم، من بينها الموسم الحالي، الذي نجح فيه الهلال بتحقيق 5 ألقاب للبطولة على التوالي، حيث تعود آخر خسارة تلقاها الفريق الأزرق إلى 18 مارس (آذار) من عام 2007 الماضي على يد نظيره الأهلي، الذي أخرجه من دور الـ4 في البطولة التي توج بطلا لها.

وأذاق الهلال مرارة الخسارة، لكل فرق دوري زين الحالية، باستثناء قطبي بريدة (الرائد والتعاون) إضافة لفريق هجر، حيث لم توقعهم القرعة في مواجهة بعضهما في المواسم الـ7 الماضية التي لم يخسر فيها الهلال. وكان فريق النصر الغريم التقليدي للهلال، من أكثر الفرق التي تودع منافسات البطولة على يديه، وذلك لـ5 مرات منذ موسم 2007.

بدت محاولات فريق الفيصلي حاضرة وبقوة، في الربع الساعة الأولى من المباراة، وظهر ذلك من خلال الفرص الحقيقية التي سنحت لمهاجميه، وسط ضياع هلالي على الصعيد الفني، وكشفت الركنيات الثلاث في الدقائق الست الأولى للفيصلي، عن تأكيد الرغبة الجادة للفريق الضيف في تحقيق شيء في هذه المباراة، فيما تحصل الهلال على أول ركنية في الدقيقة 20، لتعبر عن حالة السوء الفني للفريق الأزرق، الذي بدا واضحا أنه يبحث عن نفسه في هذه الدقائق.

وكانت فرصة الأردني ياسين بخيت هي الأخطر في الشوط الأول، وتحديدا عند الدقيقة 27، حينما أرسل كرة صاروخية نحو المرمى الهلالية، لكن براعة عبد الله السديري تصدت لها وأخرجتها ركنية للفيصلي.

وغاب ياسر القحطاني تماما عن الجزء الأول من المباراة، وبدا تائها، وتحركاته عشوائية، فيما لم يقم خط الوسط بقيادة صانع ألعابه محمد الشلهوب، ومعه في ذلك سلمان الفرج وأمامهما البرازيلي ويسلي لوبيز بأي دور إيجابي، لفك التنظيم الدفاعي للفريق الفيصلاوي، الذي نجح وبشكل كبير في تبديد كل المحاولات الهجومية التي كان يقوم بها الفريق الأزرق.

واختفت الفرص الهلالية الحقيقية طوال الشوط الأول، وسط استياء من المدير الفني الكرواتي زلاتكو، الذي بدا واضحا غضبه من الأداء الفني للفريق، حيث ظهر لأكثر من مرة وهو يقدم توجيهاته ونصائحه للاعبيه دون فائدة.

وفي الشوط الثاني نشط الهلاليون أكثر من الجزء الأول من المباراة، وقابله تراجع نسبي لأداء فريق الفيصلي، ولم تمر 11 دقيقة من انطلاقة الشوط الثاني حتى نجح ياسر القحطاني في استثمار خبراته الميدانية، حينما تسلم تمريرة ذكية بينية من عبد العزيز الدوسري ليرسلها صاروخية في أعلى الشباك الفيصلاوية، وسط فشل حارس المرمى تيسير آل نتيف في التصدي لها معلنا الهدف الأول للفريق.

الهدف الهلالي لم يحفز الفريق المستضيف على الرد، بل رفع معنويات «الأزرق» لتأكيد تقدمه بهدف ثالث، وهو ما كان واضحا في التغيير «الفني»، الذي أجراه زلاتكو بإخراج ياسر القحطاني، والاستعانة بالكوري الجنوبي بيونغ سو، الذي هدد المرمى الفيصلاوي في أول لعبة بكرة رأسية، لكنها اعتلت عارضة آل نتيف وفي الدقيقة 80 سدد البرازيلي ويسلي لوبيز كرة صاروخية، لكن تألق الحارس أبعدها للركنية.

وبدأت المباراة تسير إلى شكلها الطبيعي، حيث التقدم الهلالي، وأجرى زلاتكو تغييرا ثانيا بإدخال محمد القرني محل عبد العزيز الدوسري بهدف، ضبط إيقاع الوسط ومساندة الدفاع وكاد العماني إسماعيل العجمي يسجل التعادل برأسه، في الدقيقة 82، لكنها مرت بمحاذاة القائم الأيمن للحارس السديري.

وسقط ياسين بخيت في المنطقة الجزائية، في الدقيقة 85، بعد إعاقة هلالية لكن حكم المباراة صالح الهذلول لم يحتسب «جزائية»، وسط احتجاجات فيصلاوية وجدت تجاهلا من الحكم الذي منح بخيت بطاقة صفراء بداعي «التمثيل»، وأظهر الفيصلي رغبة واضحة في إدراك التعادل، وسدد محمد سالم كرة صاروخية تصدت لها العارضة الهلالية، لتضيع أبرز فرص الفيصلي في الشوط الثاني، ورد سلطان البيشي في الدقيقة الثانية من الوقت الضائع بتسديدة زاحفة، لكنها مرت تتهادى أمام القائم الأيمن لتيسير آل نتيف.