بالوتيللي يدخل في مشاجرة مع رجال الأمن في مطار ليناتي

مدرب الميلان أليغري يمتلك خط هجوم رباعيا في المواجهات المعقدة

TT

لقد عاد بالوتيللي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وحظي كل من كانوا يشتاقون لتصرفاته المتهورة المعتادة بمشهد يشبع فضولهم واشتياقهم عندما وصل لاعب الميلان الشاب إلى مطار ليناتي لإحضار صديقته فاني نيغويشا وصديقة لها. وتوقف بالوتيللي بسيارته في منطقة يحظر فيها الوقوف ثم قام بدورة بالسيارة بعد أن طلب منه رجال المرور التحرك لكنه توجه لمنطقة أخرى يحظر فيها الوقوف بالسيارة. وعندها شعر رجال الشرطة بغضب شديد وطلبوا من بالوتيللي إظهار أوراق السيارة التي اشتراها من فترة قصيرة ثم وقعوا عليه غرامة مالية بسبب وجود بعض المخالفات في أوراق السيارة. وفي غضون ذلك وصلت الفتاتان اللتان كان اللاعب ينتظرهما خارج صالة الوصول بالمطار. لكن مسألة الغرامة المالية التي وقعت على بالوتيللي بسبب ركنه لسيارته في منطقة محظورة لم تكن هي كل شيء. فقد أكد رجال الأمن بالمطار أن الضجة التي أحدثها اللاعب عندما طالبوه بإبراز أوراق السيارة قد تسببت في جذب انتباه إحدى دوريات الشرطة. ولم يعرف أحد حقيقة ما حدث بالضبط بين اللاعب ودورية الشرطة. لكن أحد قائدي السيارات التقط صورة لرجال الشرطة وهم يقفون حول سيارة اللاعب مما يوحي بحدوث نوع من المسائلة. لكن نادي الميلان أصدر بيانا نفى فيه حدوث أي مشاجرة بين اللاعب ورجال الشرطة في هذه الواقعة وأكد أن بالوتيللي قد وصل إلى مران الميلان المسائي في موعده ودون أي تأخير. ويخالف ذلك ما ذكرته بعض مواقع الإنترنت عن إيقاف رجل الشرطة لبالوتيللي لبعض الوقت مما تسبب في تأخره عن مران الفريق. وهكذا بدأ نادي الميلان بالفعل في حماية اللاعب الذي يبدو أن قدره في إيطاليا، مثلما كان في إنجلترا، هو أن يبقى في دائرة الضوء بسبب تصرفاته.

من ناحية أخرى، يبدو أن لاعبي الميلان الثلاثة أصحاب تسريحة «عرف الديك» استسلموا، الإسباني بويان لن يقص شعره مطلقا بهذه الطريقة لينضم إلى الثلاثي نيانغ وبالوتيللي والشعراوي. بل سيظل المهاجم الإسباني مغرما بشعره الذي يشبه شعر التلاميذ وجلده الخالي من الوشم، الأمر الذي لا يجعله يشعر بأنه أقل تكاملا: وباستدعاء بويان أيضا للمشاركة مع الميلان في نهاية لقاء الفريق أمام أودينيزي أشار أليغري بهذا التصرف إلى إمكانية توفير مستقبل لهذا الرباعي بالكامل في خط الهجوم.

خط الهجوم الرباعي، المربع السحري للكرة الهجومية، يعود تاريخه إلى زمن بعيد، وهي طريقة برازيلية الصنع بشكل جوهري. جدير بالذكر أن هذا الطريقة استخدمها المدرب البرازيلي فيولا عام 1958، وأعاد مدرب منتخب السامبا السابق بارييرا تطبيقها في عام 2005 محرزا عن طريقها لقب كأس القارات غير أنه خرج بشكل سيئ من مونديال 2006. وفي الميلان قدم هذه الطريقة الهجومية المدرب البرازيلي ليوناردو. وحاليا أليغري، العملي دائما، اعتمد أكثر من مرة على هذه الطريقة. ولكن بعد أن انتقل أليغري بشكل دائم إلى طريقة لعب 4-3-3 لم يدفن حلمه في أحد الأدراج، فالطريقة الأكثر جرأة استخدمها مدرب الميلان لنحو 10 دقائق أمام أودينيزي في الجولة الفائتة حيث أضاف بويان ليلعب دور القائد إلى ثلاثي الهجوم المرعوب، وأتت هذه الطريقة بثمارها.

إنها ليست طريقة لعب لكل موسم أو لكل موقف، بل فكرة يمكن أن تكون مفيدة لفك شفرات المباريات المعقدة. وهذه الطريقة الرباعية في خط الهجوم قد يمكن تطبيقها مع الميلان لأن لاعبي الفريق شباب (متوسط أعمار هؤلاء الأربعة مهاجمين 20 عاما وتسعة أشهر) ويجيدون الركض. خاصة أن نيانغ والشعراوي يتسمان بالسرعة ويتراجعان داخل الملعب بسهولة وبوسعهما استعادة الكرة بالقرب من منطقة جزاء فريقهما. وإلى جانب القدرة على المراوغة التي يتسم بها الإسباني بويان والقوة البدنية لماريو بالوتيللي، الذي أمام أودينيزي شارك مثل رفاقه في المرحلة الدفاعية أيضا، يبدو خط الهجوم الرباعي متنوع بشكل جيد وصلب بصورة كافية لاستيعاب تسديدات الفريق الخصم. ومع النسب الصحيحة، بإمكان بويان ونيايغ القيام بالدور الذي كان يقوم به كاكا ورونالدينهو في منتخب البرازيل بقيادة المدرب بارييرا، خطوة للوراء خلف المهاجمين، غير أنهما مهاجمان أيضا من كل الجوانب.

يذكر أن مدرب الميلان الحالي أليغري دائما ما يكرر كلمة كان يرددها سلفه أنشيلوتي، والأمر الذي كان بمثابة مخاطرة خلال حقبة ليوناردو عندما كان الميلان لديه شهوة النجاحات، أصبح الآن مشروعا قابل للتحقيق مع فريق أكثر سرعة ومفعم بالطاقات. أليغري شخص علمي جدا ولن يتخلى عن تصريحات كرة القدم الشاملة، ولكن فكرة تكوين فريق جريء هكذا قائمة ومرحب بها أيضا من جانب رئيس النادي برلسكوني. صعود الميلان إلى منطقة التأهل إلى أبطال أوروبا الموسم المقبل أمر معقد للغاية، ولكن اجتياز دور الـ16 من النسخة الحالية للبطولة الأوروبية ذاتها يبدو أكثر تعقيدا أيضا أمام فريق أليغري. ولكن القوة الكبيرة لهذا الرباعي الشاب والجريء تبدو واضحة ومفيدة في مواقف بعينها. هذا بالإضافة إلى أن هذه الطريقة (خط الهجومي الرباعي) ربما يسمح أيضا بمزيد من المساحة إلى باتزيني.

إنها ليست حالة طوارئ ولكن المدرب أليغري يحذر تجاه بعض التجارب حيث لعب خلال مران الفريق ماتيو دي تشيليو دور قلب الدفاع إلى جانب مكسيس، ولكنها كانت مجرد تجربة، فقد عاد الكولومبيان يبيس وزاباتا من ارتباطهما مع منتخب بلادهما ومدرب الميلان تركهما في صالة الألعاب الرياضية. ولكن أمام كالياري اليوم من المفترض أن يوجد زاباتا في مكانه إلى جانب مكسيس. بينما سيخرج من جديد عن تشكيلة الفريق الأساسية اللاعب دانييلي بونيرا الذي يعاني من إصابة في الفخذ.

وفي إطار متصل، قدم الميلان رسميا إلى جماهيره الوافد الجديد البولندي بارتوسز سالامون، لاعب بريشيا السابق، والذي صرح خلال مراسم تقديمه قائلا: «كان يروق لي بشدة نيستا، ولكن لا تقولوا إنني أشبهه. إنه لاعب كبير للغاية. أنا أبحث ببساطة عن التعلم من الجميع». ويضع سالامون أولوياته بالترتيب: الواقع أولا ثم الأحلام: «أولا أن أتعافى من الإصابة التي أعانيها في الكاحل وأتمنى أن أستطيع العودة إلى المران الجماعي مع الفريق في غضون أسبوع. ثم أفكر في الألقاب التي بإمكاني حصدها مع فريق مثل الميلان، وأتطلع أيضا إلى المشاركة في كأس العالم المقبلة مع منتخب بولندا».