بوت لتحقيق الحلم.. وكيشي لمعادلة إنجاز الجوهري

سجلات التاريخ في انتظار اسمي مدربي بوركينا فاسو ونيجيريا

TT

سيحقق البلجيكي بول بوت، مدرب منتخب بوركينا فاسو، إنجازا مرموقا مهما كانت نتيجة فريقه في نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم اليوم في جوهانسبورغ، أمام المنتخب النيجيري.

وصل البلجيكي المتواضع إلى جنوب أفريقيا الشهر الماضي بتشكيلة ضمت 16 لاعبا من أصل 23 خسروا جميع مبارياتهم في الدور الأول من النسخة الأخيرة عام 2012.

خسروا أمام أنغولا وساحل العاج والسودان، وعززوا سلسلة من 17 مباراة لم يتذوقوا فيها طعم الفوز في المسابقة القارية، تلت الانتصار الأخير لهم على غينيا عام 1998 عندما استضافوا البطولة.

ترك البرتغالي باولو دوارتي المنتخب بعد الخيبة، وحل بوت بدلا منه بعد نجاحات لخمس سنوات في غامبيا. يقول المدرب البالغ 56 عاما لوكالة الصحافة الفرنسية: «شكك كثيرون عندما وصلت إلى واغادوغو»، مشرفا على لاعبين موهوبين من طراز الثلاثي المحترف في فرنسا شارل كابوري وجوناثان بيترويبا والآن تراوريه، عانى بوت خسارته الأولى أمام جمهورية أفريقيا الوسطى 1 - صفر خارج أرضها.

تقدمت بوركينا فاسو 2 - 1 في مباراة الرد وكانت في طريقها للخروج من تصفيات أفريقيا 2013، قبل أن يتدخل تراوريه ويسجل هدفه الثاني في الدقيقة 97.

بعد وقوعها في مجموعة ثالثة ضمت نيجيريا القوية وزامبيا حاملة اللقب، كان المركز الثالث أقصى طموحات جماهير البلاد، وعندما تحدث المدافع مادي باناديتغيري عن إحراز اللقب لم ينتبه له كثيرون. تعادل فريق بوت مع نيجيريا وزامبيا وسحق إثيوبيا برباعية بعشرة لاعبين، قبل أن يخرج توغو بالوقت الإضافي في ربع النهائي وغانا من نصف النهائي بركلات الترجيح. ما هو سر نجاح بوت؟ يقول المدرب المجهول قبل بداية البطولة: «اكتسبت الخبرة خلال عملي في أفريقيا. أعلم ما أنا قادر على تحقيقه، كيف أتعاطى مع الناس؟ أحفزهم وأخطط للمباريات».

وتابع: «من المهم منح الثقة للاعبين، ليقوموا بعملهم. من المهم أيضا تذكر الرجل العادي على الطريق في بوركينا فاسو. الفقراء كثيرون، وعندما يلعب بلدهم بشكل جيد تصبح مشكلاتهم أسهل». بوت درب لوكيرين ولييرس في بلاده قبل التوسع عالميا، ليصبح على بعد مباراة واحدة من أن يصبح أول مدرب بلجيكي يحرز لقبا قاريا.

في الجهة الأخرى اقترب ستيفن كيشي مدرب نيجيريا من معادله إنجاز المدرب المصري الراحل محمود الجوهري الذي كان أول لاعب ومدرب يحرز اللقب القاري. وكان الجوهري حقق الإنجاز عندما ساهم كلاعب بإحراز مصر لقب 1959، وكمدرب بعد 39 سنة على حساب جنوب أفريقيا 2 - صفر.

حمل كيشي، المدافع الفارع الطول، شارة القائد خلال فوز النسور الممتازة في النهائي التاريخي عام 1994 على حساب زامبيا، لكن نجاحاته كمدرب لم تكن كبيرة، إذ عجز عن قيادة توغو (2006) ومالي (2010) بعد الدور الأول من المسابقة القارية، فخسر منصبه مع الأول ولم يذهب معه إلى كأس العالم 2006 في ألمانيا بعد تصفيات بالغة الصعوبة.

عين كيشي في منصب مدرب نيجيريا، خلفا لسامسون سياسيا المقال بعد عجزه في قيادة بلاده إلى نهائيات أفريقيا 2012. بعد عقود من الاعتماد على أسطول المحترفين في الخارج، قرر كيشي الاعتماد على المحليين أيضا، فبرز صنداي مبا من اينوغو رينجرز خلال مباراة ساحل العاج في ربع النهائي. لا يحبذ كيشي مقارنة تشكيلته الحالية بتلك التي أحرزت لقب 1994 على استاد المنزه في العاصمة التونسية: «تشكيلة 1994 كانت لا تصدق. كنا أشقاء، والروح رائعة في الفريق. الآن توجد الموهبة، لكننا بحاجة لذهنية قوية».

ولد في العاصمة الاقتصادية لاغوس قبل 51 عاما، ولعب دورا بارزا مع فريقه آ سي بي، قبل أن يحترف في ساحل العاج وبلجيكا وفرنسا، ويختم مسيرته في الولايات المتحدة وماليزيا.