اليوفي يرسخ أقدامه في صدارة «الكالتشيو» بثنائية في فيورنتينا

وسط مباراة تألق فيها فريق كونتي.. وسجل خلالها ميركو فوتسينيتش وماتري

TT

نجح اليوفي بجدارة في اجتياز عقبة فيورنتينا وترسيخ أقدامه في صدارة «الكالتشيو»، حيث تمكن من الفوز بثنائية أول من أمس (السبت) في إطار افتتاحية المرحلة 24. جاء هدفا اللقاء خلال الشوط الأول، حيث افتتح التسجيل المهاجم ميركو فوتسينيتش في الدقيقة 20، في حين ضاعف النتيجة لصالح أصحاب الأرض والجمهور أليساندرو ماتري في الدقيقة 41. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد يوفنتوس إلى النقطة 55، مرسخا أقدامه في صدارة الدوري الإيطالي (موسعا فارق النقاط مع أقرب منافسيه نابولي إلى خمس نقاط بعدما تعادل الأخير أمام لاتسيو)، في حين تجمد رصيد فيورنتينا عند النقطة 39 في المركز السادس. وشهد اللقاء تألقا كبيرا لليوفي، ولا سيما ماتري الذي يركض بسرعة لا حد لها خلال هذه المرحلة من الموسم، قبل عطلة أعياد الميلاد مباشرة بدأ تغيير العلامة الخاصة بهذا اللاعب، ثنائية في شباك كالياري وتسجيل خمسة أهداف في آخر سبع مباريات. وفي عام 2013 دائما ما شارك ماتري مع فريقه ولم يتخل عنه المدرب كونتي سوى لأسباب صحية. كم أن الحياة متغيرة. فقد مرت سبع أشهر دون إحرازه أي أهداف ثم ثلاثة أشهر آخرين. منذ عام مضى (في 25 فبراير/ شباط) 2012 سجل ماتري هدف تعادل اليوفي أمام الميلان 1-1 في سان سيرو، هدفا كان أساسيا في حصد فريق كونتي للدرع المحلية «المعجزة». كان يبدو أن خطوة ماتري حاسمة ولكن على العكس انطفأ الضوء وبدأ اللاعب مرحلة صيام تهديفي طويل. وأخذ الوقت يجمع أرقاما محيرة وفقد أليساندرو قميص المنتخب الإيطالي وكذلك المشاركة في أمم أوروبا الماضية وانتهى به الحال أيضا إلى قاع التسلسلات الهرمية لمهاجمي اليوفي. وانهالت صافرات الاستهجان على المهاجم الشاب من جانب جماهير السيدة العجوز، حتى الهدف الذي أحرزه في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي خلال مباراة زيمان التي فاز فيها اليوفي برباعية نظيفة لم يستطع حل الموقف. لتصل بعد ذلك فترة أخرى من الصيام التهديفي الذي استمر ثلاثة أشهر.

ثم تغير كل شيء في 21 ديسمبر (كانون الأول) عندما كان اليوفي يلعب أمام كالياري في بارما. تقدم بينيا لصالح الفريق الخصم وتعقد الموقف أمام حامل اللقب الإيطالي ثم بعد ساعة من الوقت اعتمد كونتي على ماتري. والنتيجة كانت إحراز اللاعب هدفين وفاز اليوفي. تلا ذلك تسجيل ماتري أمام أودينيزي وعلى ملعب كييفو أيضا أمام الفيولا. وخلال تسجيل هدف أول من أمس فقد ماتري حذائه في لحظة تسديد الكرة مما أعاد إلى أذهان جماهير اليوفي هدف اللاعب الكجاير في شباك السيدة العجوز موسم 1984 - 1985 عندما حقق تورينو اللقب المحلي.

إذن، بمعنى محدد، دخل هدف ماتري أمام فيورنتينا إلى تاريخ كرة القدم الإيطالية ولكنه بالأحرى إضافة إيجابية جديدة في سجل أرقام اللاعب. لقد كنا نتحدث عن خمسة أهداف في آخر سبع مباريات لعبها ماتري وستة أهداف في آخر 13 مباراة له بالدوري المحلي (لعب خلالها أساسيا ست مرات فحسب). وبشكل إجمالي أحرز ماتري 25 هدفا خلال 60 مباراة خاضها في الدوري الإيطالي بقميص اليوفي، بينما تختلف الأرقام في بطولة دوري أبطال أوروبا، صفر اليدين خلال خمس مباريات لعب منها ثلاث مباريات أساسيا. وقد صرح ماتري عقب انتهاء لقاء الفيولا قائلا: «أجل، أود تسجيل هدف في البطولة الأوروبية». وربما يحاول اللاعب تحقيق ذلك في غلاسغو أمام سيلتيك الأسكوتلندي: «ولكن بغض النظر عن اللحظة الإيجابية التي أمر بها، المهم الآن هو أن نحقق الفوز وكفى». وكذلك شهد اللقاء تألق ميركو فوتسينيتش الذي سجل هدفا وأهدر فرصة مؤكدة لمضاعفة النتيجة. يذكر أن هذا هو الهدف رقم 18 لمهاجم الجبل الأسود بقميص اليوفي: تسعة أهداف في الموسم الماضي (ثمانية منها في الدوري المحلي) وتسعة أهداف هذا الموسم (ستة في الدوري). وللمرة الثامنة يقوم ميركو بافتتاح سجل أهداف اليوفي في المباريات، وهو ما يظهر عدم إعجاب اللاعب بإحراز أهداف عقيمة في مباريات محسومة نتيجتها. جدير بالذكر أن مسؤولو اليوفي كان قد قاموا بضم فوتسينيتش إلى الفريق لصنع الفارق ومنذ عام مضى كان كونتي يدافع عن مهاجم الجبل الأسود بشدة قائلا: «من الجنون إثارة النقاش حول لاعب مثل فوتسينيتش».

ولن يعترف مدرب اليوفي مطلقا بذلك الخطأ، ولكن حتى ميركو ذاته كان سينتقد نفسه بعد الفرصة المؤكدة التي أهدرها عندما كانت النتيجة 1 - 0. ليس هناك أحد في خط هجوم اليوفي يتمتع بموهبة فوتسينيتش ونفس قدرته على التأثير في نتائج المباريات ونفس إبداعه. من أجل ذلك كله نشب الخوف لبضع دقائق في نفوس جماهير اليوفي الذين كانوا موجدين في استاد السيدة العجوز، وليس لفريق فيورنتينا دخل في هذا الخوف، فالمباراة كانت قد انتهت. المشكلة كانت في ميركو، فقد وضع اللاعب يده على ركبته اليمنى ثم إشارة لطلب التغيير، وبالفعل حل جيوفينكو بدلا من فوتسينيتش في الدقيقة 61. ثمة تفاؤل حذر داخل أسوار اليوفي من أجل تعافي المهاجم قبل مباراة دوري أبطال أوروبا القادمة، فمن المفترض أن يتجه اليوفي خلال الساعات المقبلة إلى غلاسغو وينبغي أن يكون ميركو على متن طائرة فريق السيدة العجوز. دون مهاجم الجبل الأسود لن يكون اليوفي بنفس مستواه.

وعلى الجانب الآخر، صرح فينشينزو مونتيلا، مدرب فيورنتينا، عقب انتهاء المباراة قائلا: «لقد أثبت اليوفي تفوقه. لقد حاولنا خلال المباراة ولمدة 20 دقيقة خلقنا نفس عددها من الفرص. عملية نضج فريقنا تمر من هنا». وبشأن خط دفاع الفيولا الذي كان يعد رابع أفضل خط دفاع في الدوري الإيطالي صرح مونتيلا: «خط دفاعنا بحالة سيئة؟ أولا، مهاجمو اليوفي كان رائعين. ثم بالفعل نحن تعرضنا لبعض المخاطر المبالغ فيها والفرص التي حصل عليها الخصم كانت نتيجة الهدايا التي قدمنا إليه. أجل، كان بإمكاننا تقديم ما هو أفضل، لقد قمت بتبديل سافيتش لأنه لم يكن بحالة جيدة». ثم أضاف قائد الفيولا باسكوال: «المهاجمون يضغطون علينا بشكل طولي لأنهم يعلمون أننا نمتلك مدافعين بحالة جيدة ويجيدون لعب كرة القدم. ولكننا هذه المرة وجدنا صعوبة».